العلاقات الدولية - International Relations
المقدمة
نبذة عن تخصص العلاقات الدولية
يُعنى بتخصص "العلاقات الدولية"، أو ما يُطلق عليه باللغة الإنجليزية "International Relations"، بدراسة جميع العلاقات التي تربط بين الدول كافة.
يُعُتبَر هذا المجال من أمتعها دراسةً؛ فهو بمثابة مزيجًا ينجم عن اندماج الاقتصاد، والسياسة، والقانون على المستوى العالمي سويًا. وتتعدَّد المسميات التي تُستخدم للتعبير عن هذا التخصص، ومن أهمها "الشؤون الخارجية".
يعود تاريخ نشأة هذا الحقل العلمي إلى نشأة الإنسان، وأصبح فيما بعد علمًا نظريًا مبني على الدراسات والحقائق العلمية. وأضحى تحديدًا في أوائل القرن العشرين حقلًا علميًا منفصلًا عن غيره من العلوم التي يرتبط بها ارتباطًا وثيقًا.
فما هو تخصص العلاقات الدولية؟
إنَّ العلاقات الدولية في فرعًا من فروع العلوم السياسية، وتهتم العلاقات الدولية بدراسة كل الظواهر التي تتجاوز الحدود الدولية، ولم يُوجَد ذلك التخصص فقط لدراسة وتحليل الأمور السياسية؛ بل يهتم أيضًا بشتى الأبعاد التي تشمل الأبعاد الاقتصادية، والأبعاد العقائدية، والثقافية، والاجتماعية.
اختبار الشخصية والتخصص الجامعي اكتشف صفاتك ومهاراتك الشخصية لتتعرف على التخصص الجامعي الذي يناسبك قدّم اختبار الشخصية والتخصص الجامعي الآن
وما هي أبعاد تخصص العلاقات الدولية
يستمد تخصص العلاقات الدولية العديد من الأدوات التي تخدم في المجال من العلوم السياسية، والعلوم الاجتماعية، والعلوم الإنسانية بشكلٍ عام، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، والجغرافيا، والتاريخ، والقانون الدولي، والاقتصاد بشكلٍ خاص. فدعونا نتعرف على هذه التخصصات بشكلٍ سريع:
علم النفس: يكمُن الهدف الرئيسي لعلماء النفس في فهم آلية عمل دماغ الأشخاص التي من شأنها أن تُؤثِّر على سلوكيات الأفراد في المجتمع. كما يدرس الأفكار والمشاعر؛ فهو لا يقوم فقط بدراسة الأمور الخارجية والسلوكيات فقط! باختصار شديد، يُمكِن اعتبار تخصص علم النفس أنَّه التخصص الذي يمنح لأصحابه القدرة على فهم تصرفات الناس واكتشافها، وتوقع التصرفات المستقبلية لهم اعتمادًا على أساليب وأسس علمية. ومن الجدير بالذكر أن الهدف الرئيسي لتخصص علم النفس هو التعرُّف على المشاكل النفسية التي تواجه الناس، والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها.
علم الاجتماع: يهدف تخصص علم الاجتماع إلى صنع من الطلاب باحثين، وأخصائيين، ومرشدين اجتماعيين، من خلال منحهم المعلومات التي من شأنها أن تجعلهم على دراية بالأساسيات، والبُنى، والظواهر الاجتماعية للمجتمعات، سواءً على المستوى المحلي، أو الإقليمي، أو العالمي، من أجل فهم السلوك الإنساني، وتحليله. كما يهدِف إلى تسليح الطلبة بالمهارات العلمية في مساق البحث الاجتماعي من أجل أن يكونوا أفراد فاعلين في التنمية الاجتماعية، والوطنية؛ حيث يُساعد هذا العالم والناس على تفهُّم مشاكلهم الاجتماعية، والنفسية، وبالتالي، حلها.
الجغرافيا: يُعرَّف أنَّه التخصص الذي يُعنى بدراسة كل ما يتعلَّق بالأرض وخصائصها، والسكان، بالإضافة إلى الظواهر الطبيعية التي تحدث على الأرض، وفي الفضاء. تُعنى الجغرافيا بفهم، ودراسة الأرض إلى جانب سكانه، وظواهره الطبيعية؛ وبكلماتٍ أخرى، فهي دراسة الكون، وخصائصه دراسة منظّمة، ومُتناسقة. كما يشترك، ويتداخل تخصص الجغرافيا مع غيره من التخصصات الأخرى التي تلعب دورًا كبيرًا في التأثير على العامل، أو الطابع الجغرافي. ومن تلك التخصصات: الاقتصاد، والصحة، والمُناخ، والنباتات، والزراعة، والحيوانات.
التاريخ: تُقدِّم دراسة تخصص التاريخ لك معرفة كاملة عن تاريخ الحضارات كلها، بما فيها الحضارات العربية، والإسلامية، وحضارات العالم المُعاصِر. كما يُقدِّم سردًا لكل ما حدث من أحداث تاريخية في شتى البلدان، وكذلك العلوم. ولكن، يُركِّز تخصص التاريخ في المقام الأول على الجوانب، والتجارب السياسية. كما يُعنى التخصص باكساب طلبته كل المعارف اللازمة عن الحضارات، وفلسفتها، وأحداثها المؤرّخة، ونشاطاتها، ومبادئها الاجتماعية، إضافةً إلى الأسس، والسلوكيات النفسية بها.
الاقتصاد: يهدف إلى تأهيل الطلبة وتزويدهم بالمعرفة، والمعلومات اللازمة في مجالات الاقتصاد النظرية والتطبيقية، من أجل تلبية احتياجات سوق العمل ومتطلباته محليًا ودوليًا. والآن، تعرَّف على أهم السمات التي ينبغي أن يتمتَّع بها كل من يقصِد دراسة هذا التخصص في المرحلة الجامعية.
السمات الشخصية لروَّاد تخصص العلاقات الدولية
كل منَّا لديه ميول، واهتمامات، وطموحات، بالإضافة إلى السمات الشخصية، والمؤهلات التي تُعَد دافع أساسي لنا لاختيار التخصص والمسار الجامعي الذي نود خوضه.
فمن لديه ميول في العلوم الثلاثية الأساسية التي تتمثَّل بالعلوم الاجتماعية، والعلوم الإنسانية، والعلوم السياسية، يُمكنه الالتحاق بأي من التخصصات التالية:
تتشارك هذه التخصصات بالصفات التي تؤهِّل أصحابها لدراسة أي منهم. لكن، هناك بعض السمات المتخصصة بكل تخصص على حدة. بناءً على ذلك، إليكم قائمة بأهم الصفات التي لا بد أن لا يتخلَّى عنها من يرغب ارتياد المقاعد الدراسية لتخصص العلاقات الدولية:
القدرة على التواصل مع المجتمع المحلي.
مهارات التواصل مع مختلف الفئات من الأشخاص.
التأني والتروي قبل اتخاذ القرارات.
الانتباه إلى أدق التفاصيل.
التحلِّي بأخلاقيات العمل المهني.
إيجاد مهارة إيصال الأفكار بالطريقة الصحيحة.
مهارات تنظيمية.
ومن أهم المهارات العملية:
مهارات تحليلية؛ وذلك لحاجة السياسيين إلى جمع البيانات والمعلومات، وتفسيرها، وتحليلها، وتقييمها عن طريق استخدام الأساليب البحثية، سواءً كانت كمية أم نوعية.
مهارات التفكير الناقد والتفكير البنَّاء؛ وذلك لأهمية تمتُّع أصحاب السياسة القدرة على دعم الأفكار أو نقدها، والنظر إلى الأفكار السيئة والسائدة ومحاولة تغييرها من أجل التقليل من الأخطار السلبية التي قد تُصيب المجتمعات.
مهارات كتابية؛ وذلك كونها ضمن المهارات الأساسية التي لا بد أن يتحَّلى بها أصحاب هذا التخصص، وخاصةً الذين تتضمَّن مهام عملهم كتابة البحوث، والتقارير، والمقالات، والأوراق النقاشية حول المشاكل السياسية، والشؤون الدولية والخارجية.
مهارات التواصل؛ وذلك لضرورة مناقشة البحوث والأمور الدولية.
مهارات إبداعية: من المهم أن يكون السياسيين قادرين على الخروج بأفكار جديدة من أجل التوصُّل إلى حلول للمشاكل.
أما بالنسبة للمهارات العلمية:
خلفية جيدة في الاقتصاد.
خلفية جيدة في القانون، والقانون الدولي.
خلفية جيدة في التاريخ.
العلوم السياسية والعلاقات الدولية
يُصنَّف تخصص العلاقات الدولية ضمن قسم العلوم السياسية، ويتعلَّق كثيرًا في الدراسات الدولية، والشؤون الخارجية، إلى جانب العلوم الإنسانية والاجتماعية، والتاريخ، والجغرافيا، وعلم الإنسان، وعلم النفس، وعلم الجريمة.
الخطة الدراسية لتخصص العلاقات الدولية
يُناقش المحتوى الدراسي لتخصص العلاقات الدولية مواضيع عدة، مختلفة، عالمية، ودولية. وتختلف المقررات الدراسية من دولة إلى أخرى. وبالتالي، من جامعة لأخرى. إلَّا أن التخصص يهدف بشكلٍ جذري إلى دراسة العلاقات التي تربط بين بلاد العالم أجمع، ومناقشة القضايا الأكثر إلحاحًا في العالم، وإيجاد حلول لها.
على وجه الشمول، يتطرَّق المحتوى الدراسي للتخصص إلى قضية العولمة، والعلاقات الدبلوماسية، والسيادات الدولية، والأمن الدولي، والوطنية، والقومية، وحقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية، والتمويل العالمي، والإرهاب.
مواد تخصص العلاقات الدولية
والآن، نعرض لكم قائمة المواد التي يدرسها طلبة تخصص العلاقات الدولية، وذلك وفقًا لـ جامعة الشارقة، وهي إحدى الجامعات الرائدة في تدريس التخصص:
مدخل إلى العلاقات الدولية - Introduction to International Relations.
مدخل إلى العلوم السياسية - Introduction to Political Science.
مدخل إلى الفلسفة السياسية - Introduction to Political Philosophy.
مدخل إلى الحقوق - Introduction to Law.
الأمن الدولي - International Security.
نظرية العلاقات الدولية - Theory of International Relations.
اقتصاد سياسي دولي - International Political Economic.
الدبلوماسية - Diplomacy.
مع العلم أن القائمة عرضت لك فقط مواد التخصص الإجبارية بعيدًا عن المتطلبات الجامعية ومتطلبات التخصص التي تتنوع بين إجبارية، واختيارية، ومساندة، وحرة، وربما إضافية في بعض الأحيان.
عدد سنوات دراسة تخصص العلاقات الدولية
يحتاج التخرُّج من معظم أقسام كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية مدة زمنية لا تزيد عن أربع سنوات. وبالتالي، تدوم المرحلة الدراسية لدرجة البكالوريوس في تخصص العلاقات الدولية من ثلاث سنوات ونصف إلى أربع، حيث يعتمد هذا الأمر على عدد الساعات والفصول التي يقتطعها الطلاب والطالبات.
بشكل عام، تعني مرحلة البكالوريوس مدة زمنية تستغرق من ثلاث إلى خمس سنوات دراسية ليس أكثر ولا أقل، لأن عدد الساعات التي يقتطعها طلبة تخصصات البكالوريوس يتفاوت بين 127 إلى 135 ساعة دراسية، باستثناء التخصصات الطبية والهندسية.
اقرأ المزيد:تخصص الطب.
اقرأ المزيد:تخصص الهندسة.
نسبة الطلب على تخصص العلاقات الدولية ونسبة ركوده
تُعاني بعض البلدان من وجود تخصصات راكدة ومُشبعة، إذ يتمتَّع بعضها الآخر بوجود عدة تخصصات مطلوبة. فدعونا نتعرَّف على البلدان التي يكون فيها تخصص العلاقات الدولية مطلوبًا، والعكس صحيح.
أولًا، ماذا يعني الطلب على التخصص؟
يكون التخصص مطلوبًا عندما يكون سوق العمل في دولة ما بحاجة إليه، وبالتالي، يستطيع خريجيه العثور على وظيفة.
وماذا يُعنى بالركود والإشباع؟
يعني الركود والإشباع وصول التخصص إلى حد الاكتفاء في سوق العمل في دولة ما، وبالتالي، يصعُب على خريجيه إيجاد وظيفة.
لا يُعَد تخصص العلاقات الدولية مطلوبًا في سوق العمل الإماراتي، حيث لم يُذكر هذا التخصص ضمن قائمة التخصصات التي تحتاجها الإمارات خلال السنوات العشر المقبلة. ولم يُصنَّف كذلك ضمن قائمة التخصصات الأكثر طلبًا في سوق العمل في مصر. كما أنَّه راكدًا في عُمان، والكويت، والبحرين، وفي قطاع العمل العام في المملكة الأردنية الهاشمية. وهو مطلوبًا في المملكة العربية السعودية، والإمارات من الناحية الإدارية.
إيجابيات دراسة تخصص العلاقات الدولية
توسُّع المدارك السياسية، واكتساب معرفة غنية عن حقوق الإنسان، والشؤون الخارجية.
الزيادة من نسبة الوعي السياسي في الدولة.
إمكانية السفر إلى الخارج.
احتواء التخصص على محتوى مُشوِّق.
مناقشة مختلف القضايا الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية بشفافية وديمقراطية.
مساعدة الناس، والاستماع لمشاكلهم وقضاياهم.
سلبيات دراسة تخصص العلاقات الدولية
اعتقاد بعض الأشخاص أنَّه تخصصًا سلبيًا، ويُعرِّض صاحبه للخطر.
العمل لساعات طويلة.
تواجد الحاجة والضرورة الدائمة للتعلُّم والقراءة.
يحتاج خريج العلاقات الدولية إلى تخصيص وقت إضافي لحالات معينة.
اعتقاد البعض بعدم أهمية التخصص.
يُعتبَر التخصص راكدًا في معظم دول العالم العربي.
مجالات عمل تخصص العلاقات الدولية
مدير علاقات عامة.
خبير علاقات عامة.
موظف في الهيئات الدبلوماسية.
موظف في السفارات.
موظف في الأمم المتحدة.
موظف في الوزارات.
عالم سياسي.
صحفي.
ناشط سياسي.
كاتب محتوى.
محامي، أو مساعد قانوني.
مدرِّس العلوم السياسية والعلاقات الدولية في المدارس والجامعات.
أفضل الجامعات التي تُدرِّس تخصص العلاقات الدولية في العالم
وفقًا للدراسات التي أعدها موقع foreignpolicy، تتميَّز جامعات الولايات المتحدة أنَّها أفضل الجامعات عى مستوى العالم في منح درجة البكالوريوس في تخصص العلاقات الدولية، تعرَّف عليها الآن:
جامعة كاليفورنيا في بيركلي - University of California, Berkeley.
جامعة كاليفورنيا في سان دييغو - University of California, San Diego.
تصفَّح منحة Helen Dwight Reid Award السنوية المتاحة في هذا التخصص.
أشهر الشخصيات التي درست تخصص العلاقات الدولية
رائدة وسيدة الأعمال الشهيرة ايمي باسكال. |
أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون. |
السياسية والضابطة الأمريكية هيذر ويلسون. |
الرئيس الأمريكي جون كينيدي. |
الممثل الشهير جون سيلفر. |
جوديث غولدستين، هي دكتورة في جامعة ستانفورد. |
رائد الفضاء الأمريكي كيفن فورد. |
نيرمالا سيتارامان، وهي وزيرة هندية. |
الصحفية الأمريكية، ومراسلة قناة الجزيرة في أمريكا روكسانا صابري. |
اللاعب الأولمبي شيفا كيشافان. |
اختر التخصص المناسب لك ولمهاراتك
لمعرفة التخصص الذي يناسب قدراتك ومهاراتك وميولك الأكاديمية أو التقنية، احجز جلسة استشارة مع خبير فرصة الآن |
خاتمة المقال
باتت العلاقات الدولية واحدة من أهم فروع العلوم السياسية، وتتمتَّع بأهمية فريدة لا مثيل لها كونها من أحد التخصصات التي تتطلَّع إلى النظر في الأمور والشؤون الدولية والخارجية، والتي تربط بين بلاد العالم أجمع في آن واحد.
لا تتردَّد في ارتياد مقاعد تخصص العلاقات الدولية، حيث يُعد السياسيين وخريجي العلاقات الدولية من أكثر الناس تأثيرًا على الشعوب.
نرجو أن يكون هذا المقال قد نال إعجابك وأجاب عمَّا يُراودك من أسئلة.
هل تُفضِّل تخصص العلوم السياسية أم العلاقات الدولية؟
شاركنا رأيك في قسم التعليقات في الأسفل.
هل أعجبك المقال؟ شاركه مع أصدقائك الآن.
قائمة المراجع:Ranker, Vapulus, Admhec, Arageek, Foreignpolicy, Collegescholarships, Nytimes, Livemint, Britannica, Sportskeeda, Chinadialogue Hollywoodreporter