هل تعرف القصة وراء انستغرام؟| قصة نجاح انستغرام

فريق فرصةآخر تحديث 09/04/2023

10 دقيقة

3.3

هل تعرف القصة وراء انستغرام؟| قصة نجاح انستغرام

لا شكَّ أنَّ موقع انستغرام هو أحد أهم المواقع التي ظهرت على مدار العقد الماضي، ونجحت في الظهور والانتشار بشكلٍ كبير، وبالتالي فإنَّ القصة وراء نجاح هذا الموقع يُمكن اعتبارها أحد أهم قصص النجاح المُلهمة التي يجب التعلُم منها لمن يرغب في تكرار مثل هذه التجربة الرائدة.

عندما نعلم أنَ موقع انستغرام استغرق 551 يومًا فقط منذ إطلاقه ليصل إلى حوالي 30 مليون مُستخدم حول العالم، فلا بُدَ أنَ يقودنا الفضول إلى السؤال عن كمّ الأشياء العبقريَة والاستراتيجيَّات الفريدة التي اتَّبعها مُؤسِّسه للوصول إلى هذا المستوى من التفوُق والاكتساح في مثلِ هذه الفترة الزمنيَة القصيرة.

في هذا المقال، سنعرف كيف بدأ انستغرام بوساطة اثنَيْن من طُلاب جامعة ستانفورد المهووسين بالتكنولوجيا ثم تحوَّل بعدها إلى شركة بمليارات الدولارات، ليُصبح أحد أفضل تطبيقات التواصل الاجتماعي في الوقت الحالي.

اقرأ أيضًا: قصة نجاح واقعية: طموح وكلمة

هل ترغب في بدء مسيرتك في العمل الحر؟ سجّل الآن في دورة مكثّفة للتعرف على أسرار النجاح في العمل الحرّ وطريق كسب المال من الإنترنت. سجل الآن

قصة نجاح انستغرام

بدايةً، يُمكن تلخيص قصة نجاح انستغرام في جملةٍ واحدةٍ وهي أنَّه كان التطبيق المُناسب في المكان والوقت المُناسبَين. عندما بدأت منصَّات التَّواصل الاجتماعي تتزايد وتتنافس فيما بينها في خلق وسيلة للتواصل والتشارك بين المُستخدمين، ظهر موقع انستغرام كأول تطبيق لرفع الصور مباشرةً من الهاتف دون الحاجة إلى نقل الصور أولًا إلى الكمبيوتر الشخصي ثم رفع الصور من هناك؛ لذا اُعتبر انستغرام عند ظهوره طفرةً في عالم وسائل التواصل الاجتماعي، مما ساهم في انتشاره بسرعةٍ كبيرة حتى أصبح تعداد مُستخدميه بالملايين خلال بضع شهور.

دعونا نُلقي نظرة على بضع أهم التفاصيل في قصة نجاح انستغرام، وكيف يُمكن الاستفادة من هذه التفاصيل لتحقيق النجاح في حياتنا الشخصيَّة نحن أيضًا.

نشأة انستغرام: بداية القصّة

بدأ الأمر كلُه في مارس عام 2010 عندما حضر كيفن سيستروم - مؤسِس انستغرام - إحدى الحفلات التي أُقيمت في Silicon Valley من أجل شركة ناشئة تُدعى Hunch، وهناك تعرَف على عددٍ من رجال الأعمال المُغامرين والمُستثمرين الذين يرغبون في استثمار أموالهم في كلِّ ما هو جديد ومُبدع.

وبعقليَّة رائد الأعمال الفذّ الَّذي لا يُضيع الفرص، بالطبع لم يدَع كيفن هذه الفُرصة تمُرُّ مرور الكرام دون استغلالها وتحقيق أقصى استفادة. وبالفعل بدأ كيفن بعرض نموذَجه الأوَّلي لتطبيقه - الذي اختار له في البداية اسم "Burbn" - على رجال الأعمال الذين أبدوا بدورهم إعجابًا كبيرًا به، وقرَّروا الاجتماع معه لتناوُل القهوة ومُناقشة الفكرة بشكلٍ أكبر. بعد الاجتماع الأوَّل، أخذ كيفن من الثقة ما يكفي لترك وظيفته، وقرَّر التركيز على Burbn وتطويره، وفي غضون أسبوعين فقط تمكَن من جمع 500000 دولار كتمويلٍ مبدئِيّ من أصحاب رؤوس الأموال المُغامرين.

بعد حصوله على هذا المبلغ، قرر كيفن أن يبدأ على الفور في تنفيذ مشروعه، وشرَعَ في تكوين فريقه الخاص لبدء العمل على الموقع. وكان أوَّل من انضم إليه هو البرازيلي صاحب العقليَّة المُبدعة مايك كريجر البالغ من العمر 25 عامًا. التقى كيفن بمايك خلال فترة دراستهما معًا في جامعة ستانفورد وظلّا على اتِّصالٍ بعد ذلك، لذا كان أوّل قرار يتَّخذه "كيفن" هو التَّواصل معه للعمل معًا.

والآن بعد إنشاء التطبيق، حان الوقت لمحاولة اكتشاف كيفيَّة جعله جذَّابًا للمُستخدمين لتكون هذه هي الخطوة الأولى لانتشاره على نطاقٍ أوسع. على الرغم من أنَّ تطبيق انستغرام كان يتمتَع بميزة المُراسلة، إلَا أن كيفن كان يرى أنَ مُشاركة الصور هي الميزة الأكثر شيوعًا وستكون هي العامل الحاسم لجذب ملايين المُستخدمين للتطبيق.

عند هذه المرحلة، تمحور تطبيق burbn على مُشاركة الصور مع التركيز على إضافة الإعجابات والتعليقات، وكان هذا هو الوقت الذي قرر فيه الزميلان تغيير الاسم من Burbn إلى اسمه الحالي "انستغرام"، والذي تم تكوينه كمزيج من كَلمَتَي "instant Camera" و "Telegram".

بعد ثمانية أسابيع من تطوير الانستغرام من خلال فريقهم الصغير وإضافة بعض الخصائص التّقنيَّة لتحسين كيفيَة مُشاركة الصور، عرض كيفن موقع انستغرام على أصدقائه ضمن اختبار تجريبي لإصلاح أي أخطاء قد تكون موجودة.

وعندما شعر كيفن ومايك بالرضا عن المنتج الذي توصّلا إليه، قرَّرا إطلاق الإنستغرام في السادس من أكتوبر عام 2010. ومن المُبهر حقًّا أنَّه في نفس اليوم حمّل التطبيق ما يقرب من 25000 مُستخدم لتكون هذه هي الخطوة الأولى في طريق انستغرام كي يصبح أفضل تطبيق مجاني لمشاركة الصور في العالم.

النموّ والتطور

استمر موقع انستغرام في النّمو بشكلٍ كبيرٍ بعد إطلاقه، وبحلول منتصف ديسمبر من عام 2010، كان لدى انستغرام قُرابة المليون مُستخدم. مع مرور الوقت، استمرَّت قاعدة مُستخدمي الانستغرام بالتوسُّع وقد لاحظ المستثمرون ذلك بحلول أوائل عام 2011 وقدَّروه بقيمة 25 مليون دولار. بعد ذلك، حاول جاك دورسي مُبتكر موقع تويتر شراء المنصَّة، لكنَ العرض الذي كان يُقدَّر ب 500 مليون دولار لم يكن كافيًا للشَّريكَين المُؤسِّسَين كيفن ومايك.

بحلول مارس 2012، نمت قاعدة مُستخدِمي انستغرام إلى 27 مليونًا وفي أبريل من نفس العام قامت شركة فيسبوك - المعروفة حاليًا باسم Meta - بشراء موقع إنستغرام مقابل 1 مليار دولار.

ما الذي نتعلمه من قصة نجاح انستغرام؟

من المُؤكَّد أنَّ هذه القصة رائعة ومُلهِمة بشكلٍ كبير، حيثُ أطلق المُؤسِّسان التَّطبيق في أكتوبر 2010 وبحلول أبريل 2012 - أي بعد عامٍ ونصفٍ فقط - تمكَّنا من بَيعه مُقابل مليار دولار! كيف يُمكن لشخص أن يربح مليار دولار في عام ونصف فقط؟ شيء مذهل أليس كذلك؟

فيما يلي بعض الدروس المُستفادة من هذه القصَة التي حتمًا ستكون مُفيدة لمن يرغب في صُنع نجاحه الخاص:

1- اصنع شيئا يريده الناس

كقاعدةٍ عامَة في عالم الأعمال، يُعتبَر صُنع شيء يريده الناس هو مفتاح النَّجاح الأوَّل والأخير لأي فكرة أو مشروع ترغب في تنفيذه، فبالتأكيد لا يُمكنك أن تنجَح إلَّا إذا أراد الناسُ ما لديك. إذا لم يرغبوا فيما عندك، فلا شيء في العالم يُمكن أن يمنحك النجاح حتّى لو على المدى البعيد.

في حالة موقع انستغرام، فمن المعروف أنَّ هُناك طبيعة بشريَة عند النّاس تجعلهم يرغبون في مُشاركة قصص حياتهم بطريقة مرئيَّة، ولذلك فقد نجح موقع انستغرام لأنَّه يلبّي هذه الرغبة جيدًا.

2- ابحث عن الإمكانات غير المُستغلَة

كيف تصنع شيئًا يريده الناس؟ ابحث عن إمكانات غير مُستغلَّة وقدِّمها للنّاس على طريقتك الخاصَة. أي أنَّ هُناك أمرًا يُمكن القيام به ولكن لم يتم تنفيذه بعد، خُذ أنت زمام المُبادة وابدأ بتنفيذه على الفور.

بالنسبة لإنستغرام، كانت الإمكانات غير المُستغلَّة هي قوة كاميرات الهواتف المحمولة آنذاك. في عام 2010، أصبحت كاميرات الهواتف المحمولة جيِدة بما يكفي، ويُمكن مقارنتها من حيث الجودة بالكاميرات الرقميَّة. ومع ذلك، لم يمنح أحدٌ للنّاس الفُرصة لاستغلال هذه الميزة ومُشاركة الصُّور مباشرةً من هواتفهم المحمولة، حيث كانت تطلب التَّطبيقات الأخرى في ذلك الوقت نقل الصّور إلى جهاز كمبيوتر أولًا قبل مُشاركتها.

رأى المُؤسِّسان كيفن ومايك هذه الإمكانات غير المُستغلَّة وقرّرا تحقيق أقصى استفادةٍ منها، ومن ثُمََّ سَهَّلا على المُستخدِمين مُشارَكة الصُّور مباشرةً من هواتفهم المحمولة.

3- قم بتلبية الاحتياجات النفسيَة للناس

كما ذكرنا، من المُهم العثور على إمكانات غير مُستغلَّة وتسهيلها للناس، ولكن في الحقيقة لا يُعتبر هذا كافيًا لتحقيق النجاح. لكي يرغب الناس حقًّا في ما لديك، فأنت بحاجة إلى تلبية احتياجاتهم النَّفسيَّة والعاطفيَّة.

قام موقع انستغرام بكلا الدَّورَين جيّدًا. أولاً، لبَّى الاحتياجات الاجتماعيَّة للنّاس، حيث سَهَّل عليهم مُشاركة الصُّور مع أصدقائهم. ثانيًا، لبَّى حاجة النّاس النَّفسيَّة للشُّعور بالجمال وحب الذّات. كانت النّقطة المحوريَّة في قصة نجاح انستغرام عندما أدرك أحد المؤسِّسين أنَّه لا يكفي مُجرَّد مُساعدة النّاس على مُشارَكة الصّور، بل إنَّ الصور يجب أن تجعلهم يشعرون بالرّضا. ماذا فعلا؟ قاما ببناء مُرشَّحات للصُّور "Filters" مُباشرةً في التَّطبيق حتَّى يتمكَّن المُستخدِمون من تحسين صورهم قبل مُشاركتها.

مع تلبية التطبيق لاحتياجات المُستخدمين الاجتماعيَّة والعاطفيَّة، فلا عجب أن يُحبَّ النّاس التطبيق ويُقبِلوا على استخدامه بالملايين!

4- كن سبّاقًا في استغلال الفرص

عندما وجد المُؤسِّسان كيفن ومايك الفُرصة، لم ينتظرا طويلاً، حيث قاما بسرعة ببناء نموذج أوَّليّ وعرضه على بعض المُستثمِرين المُحتملين، ثم قاما بعد ذلك ببناء التّطبيق الحقيقي. استغرق تشغيل التَّطبيق بضعة أشهر فقط!

لذلك، من المُهمّ أن تكون على درايةٍ بنوافذ الفرص؛ لأنَّك إذا تأخَّرت في التَّصرُّف، فقد تُغلق هذه النوافذ أمامك في أي وقت!

5- تذكّر: التكرار يؤدي إلى المثاليَة

من المُهم ألا تنتظر كثيرًا حتّى يُصبح كل شيء مثاليًّا؛ لأنَّك في هذه الحالة لن تبدأ أبدًا، ولكن ابدأ فورًا بالمُتاح ثم كرِّر التّجربة مرارًا وتكرارًا وقُم في كل مرة ببعض التَّعديلات حتَّى تصل إلى المثاليَّة الَّتي تُريدها.

في قصة نجاح انستغرام، أطلق المؤسِسان التطبيق في البداية على الفور بعد حصولهما على التمويل المبدئيّ حتى عندما لم تكن بنيتهم التحتية جاهزة بالكامل. بعد ذلك، واصلا تحسين التطبيق حتى وصل إلى حالته المُذهلة التي جعلت الملايين يٌقبلون على استخدامه.

باختصار، أيًّا كان ما يدور في ذهنك، فلا تنتظر طويلًا، انطلق مُبكّرًا، ثم بعد ذلك كرِّر التجربة عدَّة مرَّات حتّى تصل إلى مُبتغاك.

6- ضع خطة ومعايير أداء واضحة والتزم بها

في حين أنَّه من الجيّد التَّصرُّف بسرعة، يجب أن تعرف أيضًا كيف تتصرَّف، وهذا يتطلَّب منك بلا شكٍّ بعض المعايير. كان لدى المؤسِّسين مجموعة من المعايير والمقاييس التي أوضحت لهما كيف كان أداء التَّطبيق منذ إنشائه. نتيجةً لذلك، عندما كانت تحدُث أيّ مشكلة، كان بإمكانهما دومًا تشخيصها بسرعة واتِّخاذ الإجراءات اللّازمة لإصلاحها.

اقرأ أيضًا: تعلم فن تسويق الذات

دورات العمل والتوظيف تصفّح الآن أحدث الدورات المميزة في مجال التوظيف والعمل على موقع فرصة.كوم تصفَح الدورات

يُمكننا جميعًا الاستفادة من قصة نجاح انستغرام وتطبيقها في حياتنا اليوميَة، فهي بلا شكّ من أفضل قصص النَّجاح الَّتي تُعبّر عن الاستعداد للفُرصة ثم الاستفادة منها.

في الواقع، هذا ما قاله كيفن سيستروم في إحدى المُقابلات الشخصيَة، حيث وضّح أنَّ الجميع محظوظون في مرحلةٍ أو أخرى في حياتهم. السّؤال هو كيف يستفيدون من الفرص المُتاحة. لأن العديد من الأشخاص لا يستطيعون الاستفادة من الحظ عندما يأتي، لذا كُن دومًا مُستعدًّا واستفد من فرصك إلى أقصى حد.

وأنت ماذا عنك؟ ما الدرس الذي استفدته من هذه القصَّة؟ وكيف ترى أنَّه من المُمكن تطبيق هذا الدرس على حياتك العمليَّة للانتقال بها إلى الأفضل؟ شاركنا برأيك في التعليقات، ولا تنسَ الاشتراك في موقع فرصة ليصلك كل ما هو جديد ومُمتع من مقالاتنا.

المصدر: produxtmanager.medium