هل أنت مستعد للسفر والدراسة في الخارج؟
قد يبدو قرار الدراسة في الخارج أمرًا سهلاً، فمن منّا يعزفُ عن فرصة اكتشاف بلدان جديدة مختلفة، والتعرّف على أشخاص جدد من جميع أنحاء العالم في الوقت ذاته؟
ومع ذلك، فبعد مزيد من التفكير، قد تزداد شكوك حول ما إذا كنت مستعدًّا حقًا للسفر إلى الخارج نظرًا لوجود العديد من الأمور التي يجب أخذها بعين الاعتبار قبل القيام بهذه الخطوة المهمّة.
في مقال تعلّم اليوم، جمعنا لكم ثمانية أسئلة مهمّة يمكنكم أن تطرحوها على أنفسكم في حال راودتكم الشكوك حول هذا القرار.
السؤال الأول: هل اخترت دولة أو مدينة تناسبك؟
في حال لم يسبق لك السفر إلى الخارج، فكلّ ما قد تعرفه عن بلد ما يتمثّل فيما رأيته في الأفلام أو قرأته على شبكة الإنترنت. وعلى الرغم من أنّ تلك تعتبر بداية جيّدة، إلاّ أنّها ليست كافية، إذ تحتاج إلى أكثر من مجرّد فيلم لتتعرّف على وجهتك الدراسية المحتملة.
خذ إيطاليا، على سبيل المثال. معظم الناس يربطون هذا البلد بالجولات الرومانسية والبيتزا المذهلة والمعكرونة الشهية. إلاّ أنّ هناك الكثير من الأمور الأخرى التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، إذ يمكن أن تختلف وتيرة الحياة، والمعايير الثقافية، أو المطبخ المحلي على نطاق واسع.
من المهم أيضًا أن تكون مهتمًا وفضوليًا بأحد جوانب المدينة أو البلد المحتمل الذي ستسافر إليه. قد يكون ذلك اللغة، أو البيئة أو التقاليد، فالاستمتاع بالانخراط في المجتمع الجديد سيسهّل تجربتك كثيرًا.
السؤال الثاني: هل بحثت جيّدًا عن الجامعات أو البرامج التي تتوافق مع اهتماماتك؟
في الوقت الذي يفضّل فيه بعض الطلاّب البدء بالبحث عن دولة أو مدينة مناسبة، يعطي آخرون الأولوية للجامعة أو البرنامج الدراسي الذي يرغبون في الالتحاق به.
بناءً على طول مدة إقامتك، قد ترغب في التفكير في العديد من الأمور كالعوامل الديموغرافية، تكلفة الدراسة، قابلية توظيف الطلاب، والأنشطة اللامنهجية التي تقدمها الجامعة.
قد ترغب أيضًا في استغلال فرصة وجودك في الخارج لتسافر إلى بعض الدول المحيطة، وهنا عليك التفكير في العبء الدراسي والبحث عن برامج أكثر مرونة لتتيحَ لك المجال للتنقل والاختلاط بالآخرين. أمّا إن لم يكن السفر من اهتماماتك، فقد تفكّر إذن في اختيار البرامج الدراسية التي تقدّم فرص تدريب عملي أو وظائف بداوم جزئي لاكتساب مزيد من الخبرة.
السؤال الثالث: هل أنت مستعدّ للابتعاد عن عائلتك وأصدقائك؟
بعد اتخاذ القرار بشأن بلد أو برنامج دراسي محدّد، حان الوقت للبدء في التفكير في كيفية تأثير انتقالك إلى الخارج على حياتك في المنزل. سواء كانت هذه هي المرة الأولى التي تسافر فيها أم لا، فإن قرار الدراسة في الخارج قرارٌ مصيري ليس من السهل اتخاذه.
على الرغم من أنّ فرص الالتقاء بأشخاص جدد في الخارج غير محدودة، وعلى الرغم من كلّ برامج الدعم التي تقدّمها الجامعات للطلاب الدوليين، إلاّ أنّك قد تشعر مع ذلك بالوحدة في بعض الأحيان، خاصّة في البداية.
ليس هذا وحسب، إذ أنّ عائلات الطلاب المقبلين على السفر للدراسة في الخارج، يكونون في الغالب أكثر شعورًا بالقلق والخوف، وهنا لابدّ للأبناء من التفكير في كيفية تبديد هذه المخاوف، كأن يحددوا طرق التواصل مع أهاليهم وعدد المرات التي سيتصلون فيها وغير ذلك.
السؤال الرابع: هل تملك ما تحتاج من الدعم المالي؟
على الرغم من الخصومات الكثيرة المتاحة للطلاب، إلاّ أن الدراسة في الخارج قد تكون مع ذلك مكلفة للغاية. لذا لابدّ من الأخذ بعين الاعتبار جميع مصروفاتك قبل السفر، خاصّة إن لم تكن تنوي العمل أثناء الدراسة.
التفكير بتكاليف الدراسة، والإقامة والطعام والأنشطة اللامنهجية، ووضع ميزانية مناسبة قبل السفر، تعدّ خطوة مهمّة للغاية لضمان تجربة دراسة مميزة.
أما في حال لم تكن واثقًا من استعدادك للدراسة في الخارج من الناحية المادية، فيمكنك البحث عن المنح الدراسية التي تقدّمها الجامعات المختلفة أو المنح المالية التي توفّرها بعض المؤسسات العالمية لتمويل دراسة الطلاب حول العالم.
السؤال الخامس: هل فكّرت في كيفية العثور على مكان مناسب للسكن؟
تعدّ عملية العثور على سكن مناسب من أصعب التحدّيات التي يواجها الطلاب الدوليين، إذ غالبًا ما تكون تكاليفه باهظة للغاية في المدن الكبرى، فضلاً عن صعوبة البحث عبر الإنترنت أو باستخدام الوسائل التقليدية كالجرائد خاصة إذا كانت المعلومات متوفرة بلغة مختلفة عن لغتك الأم.
لكن ذلك لا يعني أنّها مهمّة مستحيلة، إذ تستطيع دومًا التواصل مع الجامعة التي ستدرس فيها وتستفسر منها فيما إذا كانت توفّر إقامات للطلاب الدوليين أو إن كان لديها مكتب يساعد الطلاب على العثور على مكان مناسب للسكن.
من الأمور الأخرى التي يجدر بك التفكير فيها، طبيعة المكان الذي ترغب في السكن فيه، فهل تريد مثلاً العيش بمفردك؟ أم تفضّل العيش مع زملاء في الغرفة؟ لابدّ أن تحدّد تمامًا ما الذي تريد مقدّمًا، نظرًا لأن مكان إقامتك الجديد قد يشكّل نقلة نوعية بالنسبة لك.
السؤال السادس: هل أنت قادر على التكيّف مع حقيقة التعرّف على أشخاص من ثقافات مختلفة؟
يعتبر العديد من الطلاب المقبلين على الدراسة في الخارج أن الالتقاء بأشخاص جدد من جميع أنحاء العالم تجربة مميزة ومُرضية للغاية. إلاّ أنها مع ذلك قد تكون صادمة للبعض أيضًا، فقيمك وتقاليدك قد تخضع للاستجواب تمامًا كما تتساءل أنت عن ثقافات الآخرين وقيمهم. كما أن الكثير من الطلاب الدوليين الآخرين قد يملكون عنك أفكارًا نمطية قد تؤثر على تعاملهم معك.
من خلال السفر والدراسة في بلد آخر، عليك أن تكون مستعدًا لتصبح ممثلاً لبلدك على نحو ما، وأن تتقبّل الآخرين وتتعامل معهم بعقل متفتّح واضعًا بعين الاعتبار أنّ شخصًا واحدًا لا يمثّل مجموعة بأكملها، تمامًا كما أنّك لا تمثّل جميع آراء سكان بلدك.
السؤال السابع: هل أنت على دراية بإجراءات السفر إلى البلد الذي اخترته؟
لابدّ لك قبل اتخاذ قرار السفر للدراسة في الخارج أن تكون على دراية بكامل الإجراءات اللازم اتخاذها قبل ذلك.
إن كنتَ ستسافر للدراسة استكمالاً للبرنامج الذي تدرسه في جامعتك حاليًا، فمثل هذه الإجراءات ستكون تحت مسؤولية المؤسسة التي تدرس فيها، أمّا إذا كنت ستبدأ برنامجًا جديدًا في الخارج، فعليك في هذه الحالة القيام بكلّ إجراءات السفر بنفسك.
لابدّ لك إذن في هذه الحالة أن تجري بحثًا حول شروط الحصول على تأشيرة السفر للبلد الذي اخترته، فبعض البلدان تشترط معايير صعبة للغاية، وبناءً على الدولة التي أتيتَ منها، فقد لا تكون مؤهلاً للسفر إلى بعض البلدان، لذا احرص على معرفة كلّ هذه التفاصيل قبل التقديم لأي جامعة أو مؤسسة أكاديمية في الخارج.
السؤال الثامن: ما هي المنافع الشخصية والمهنية التي يمكنك اكتسابها من تجربة الدراسة في الخارج؟
في حال لم يسبق لك التفكير في الأمر، عليك إذن تهيئة نفسك ذهنيًا لتجربة الدراسة في الخارج، من خلال تحديد توقّعاتك لهذه التجربة.
يقول معظم الطلاّب أن تجربة الدراسة في الخارج كانت إيجابية بالنسبة لهم، ممّا يعني أنه سيكون هناك شيء تكتسبه بلا شكّ. غير أنّ هذه المرحلة قد تكون أكثر أهمية في حال وضعت أهدافًا وتوقعات محدّدة لما ترغب في تحقيقه منها.
قد يرغب البعض في اكتساب المهارات التي تتيح لهم تسويق أنفسهم على الصعيد المهني، فيما يسعى آخرون لبناء شبكة علاقات دولية تضمن لهم فرصًا مستقبلية. ومهما كان هدفك بسيطًا فإن مجرّد تحديده سيضعك على درب النجاح.
هكذا نجد أنّ عملية الاستعداد الذهني هذه تحدّد مدى استعدادك للدراسة في الخارج. إن كنت قد فكّرت في أيّ من الأسئلة السابقة، وبحثت عن إجابات لها، فأنت بلا شكّ مستعد لبدء رحلتك في الدراسة بالخارج.
لكن كن واثقًا أنّه لا يمكنك أن تكون مستعدًّا مئة بالمئة، إذ سيكون هناك دومًا تحدّيات جديدة ومفاجآة جديدة لم يسبق لك التفكير فيها.
لا تقلق بهذا الشأن، وتذكّر دومًا أنّ هذا بالضبط ما يجعل تجربة الدراسة في الخارج أمرًا ممتعًا ومغامرة لا تُنسى!
ما هي الأمور الأخرى التي تشعرون بأنّه من المهمّ التفكير فيها قبل اتخاذ القرار بالالتحاق ببرنامج تعليمي في الخارج؟ شاركونا آرائكم، ولا تنسوا التسجيل في موقعنا ليصلكم كلّ جديد!
اقرأ أيضًا: الهجرة والدراسة في امريكا - انواع التأشيرات الامريكية
اقرأ أيضًا: كيف أحصل على فرصة تبادل ثقافي ؟
اقرأ أيضًا: تعرف على افضل 10 منح دراسية مجانية تُقدّم سنويا للطلاب الدوليين
المصدر: educations.com