ما هي مهارات القرن الحادي والعشرين؟
لقد كان النَّجاح في السابق يُقاس بالحصول على العلامات الكاملة في المساقات التعليمية في المدرسة والكلية فقط، ولكنّ النجاح مُؤخّرًا أصبح يقاس بما يمتلكه الفرد من مهارات تُمكِّنه من الحصول على وظيفة جيّدة، وتساعده في تخطّي الصعوبات والتحديات التي تواجهه في الحياة الواقعية. ونظرًا لأنّ متطلبات العصر والتحديات التي تواجه الأشخاص تتغير مع مرور الزمن، فإنَّ المهارات الَّتي يحتاجها الفرد تتغيَّر أيضًا بشكل مستمر؛ فلا شكّ بأنّ المهارات التي كان يحتاجها الأشخاص قبل مائة عام لم تعُد تُشكِّل أهمّية كبرى اليوم، في حين أنَّ المهارات المطلوبة اليوم لم نكن نعلم بوجودها قبل عدَّة سنوات.
هل تسعى إلى تطوير ذاتك ونفسك؟ سجّل الآن في دورات تطوير الذات والثقة بالنفس واكتسب المعرفة اللازمة والتي ستساعدك في تطوير ذاتك. سجّل الآن
نظرًا لأهمية اكتساب هذه المهارات، سنقوم في هذه المقالة بالحديث عن مهارات القرن الحادي والعشرين، والتي يُعتبَر من الضَّروري اكتسابها للتَّعامل مع مُتطلَّبات العصر الحديثة.
ولكن لا بد من أن نجيب أولًا على سؤال قد يثير فضول البعض، وهو:
لماذا تعد مهارات القرن الحادي والعشرين بهذه الأهمية؟
- أصبح امتلاك مهارات القرن 21 إلى جانب القيام بالدورات التدريبية من الميزات التي يبحث عنها أصحاب العمل اليوم عند اختيار الموظف المناسب؛ وهي المُحرّك الأساسي للنجاح.
- بسبب التَّغيّر المُستمرّ في طبيعة الوظائف ومُتطلَّبات العصر، أصبح الاستعداد الوظيفي وتزويد الأفراد بمجموعة من المهارات التي تجهزهم للمستقبل أمرًا ضروريًا.
- وُجود وسائل التواصل الاجتماعي اليوم الذي غيّر من طبيعة التفاعل البشري، وخلق اهتمامات وتحديات جديدة ومختلفة للأشخاص، والتي قامت بتغيير نظرتهم إلى العديد من الأمور.
- نتيجة لزيادة الاعتماد على الإنترنت في القرن 21، فقد زادت القدرة للوصول إلى المعرفة ومصادر المعلومات بشكل كبير، وبذلك أصبح الأشخاص بحاجة لتعلم كيفية تحليل ومعالجة هذه الكميات الكبيرة من المعلومات.
- بعدما شَهِد العالم العديد من التطوّرات، أصبح هنالك العديد من المشكلات المُعقَّدة الَّتي تواجه الأشخاص في حياتهم الشَّخصيَّة والعمليَّة، فكان لا بُدّ من امتلاك مهارات تُمكِّنهم من حل هذه المشكلات والتعامل معها.
مهارات القرن الحادي والعشرين
الآن، وبعد أن اطّلعتم على مدى الأهمية الكبيرة لاكتساب المهارات، إليكم مجموعة من مهارات القرن الحادي والعشرين:
1- مهارة التعامل مع الضغوطات
يُقصَد بهذه المهارة القدرة على التعامل مع التحديات والضغوطات التي غالبًا ما تحدث فجأة وتُشكّل جوًّا من التّوتّر والعصبية في حياة الفرد. وقد يكون لهذا التوتر تأثير على الجانب الجسدي، أو العقلي، أو العاطفي، ومن المُحتمَل أن يُؤثِّر ذلك على تقدّم الأشخاص في مجالات الحياة المختلفة. لذلك، يجب أن يكون التعامل مع الضغوطات بصورة إيجابية دون حدوث مشكلات معقدة تؤثر على حياة الفرد الشخصية أو العملية.
إنَّ مهارة التعامل مع الضغوطات تعد من متطلبات العصر بسبب الضغط الكبير الذي يواجه الأفراد والقلق الذي يسيطر على حياتهم، وذلك نتيجة التطور والتغير الكبير الذي يشهده العالم اليوم، والذي ينتج عنه العديد من المسؤوليّات والواجبات الَّتي تقع على عاتق الأفراد، إذ إنَّهم إنْ لم يتعلموا كيف يواجهون هذا القلق بصورة صحيحة، ولم يتمكنوا من التعامل مع الأمور بصدر رحب وبشكل هادئ ومرن، فقد يُؤثّر هذا القلق والتَّوتّر بشكل سلبي على حياتهم، ويعيقهم عن التَّقدّم ومجاراة التَّطوّرات الَّتي يشهدها هذا القرن.
اقرأ أيضًا في هذا المجال: كيف تتعامل مع ضغوط العمل بطريقة صحيحة؟
2- مهارة التعاون والعمل الجماعي المشترك
يُقصد بمهارة التعاون القدرة على العمل بشكل جيد مع شخص ما أو مجموعة من الأشخاص، لإكمال مهمة معينة أو تطويرها. وهذا التَّعاون قد يكون في عدد من الأماكن المختلفة، مثل العمل الجماعي بين الطلبة في المدرسة والجامعة لأداء بعض المهام، أو التعاون بين الموظفين في العمل للقيام بتسليم مشروع معين، أو حتّى في المنزل بين أفراد الأسرة الواحدة، حيث إنَّ التعاون في أداء الواجبات المنزلية أمر لا بد منه.
و للقيام بتطبيق مفهوم التعاون بشكل جيد يجب على الفرد أن يمتلك مهارات التواصل الفعّال مع الآخرين، والاستماع لآرائهم، واحترام وجهات النظر المختلفة. والجدير بالذكر أن التعاون يساعد في بناء علاقات جيدة مع الآخرين، والعمل بشكل جيد داخل الفريق الواحد، ممّا يخلق بيئة مريحة تساعد على العمل والدراسة، أو حتى العيش بشكل أفضل.
إن أردتَ أن تعرف أكثر عن مهارات التواصل الفعّال، فإليك هذا المقال بعنوان:ما هي مهارات التواصل وكيف يمكنك تطويرها؟
تصفح المزيد: ما هي مهارات الاستماع وكيف تطورها؟
3- مهارة القيادة
لقد أدّى انتشار مهارات العمل المشترك داخل الفريق إلى الاهتمام بمهارة أخرى تُؤثّر على هذا العمل المشترك، وهي مهارة القيادة. حيث إنّ الشخص الذي يمتلك هذه المهارة سيتمكَّن من الإشراف على العمليات داخل الفريق، وتوجيه الأشخاص وحثّهم على المبادرة والعمل من أجل تحقيق الأهداف. كما أنَّ القائد الناجح هو الذي يعرف نقاط القوة عند الأفراد فيعرف أين وكيف يوجههم، ويعرف نقاط الضعف لديهم فيعمل على تحسينها وتطويرها، ويوزع المهام داخل الفريق بحسب هذه النقاط.
تُعدّ مهارة القيادة عنصرًا أساسيًّا في تعيين الأشخاص في المناصب التنفيذية التي تتطلَّب اتِّخاذ قرارات مدروسة حول العمل وتحقيق أهداف المؤسسات، كما أنَّ مهارة القيادة ترتبط بعدد من المهارات الأخرى، مثل التواصل الفعّال، والمرونة، والقدرة على الالتزام بالعمل الجاد، ولا بُدّ للقائد بأن يتحلّى بمهارات إبداعية من أجل إلهام الآخرين وتحفيزهم على العمل .
اعرف الآنالفرق بين القيادة والإدارة: أيّهما أفضل؟
اقرأ في هذا المجال: الصمت من أهم صفات القائد الناجح!
4- مهارة التسويق الرقمي
إنَّ الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة للتسويق أصبح يزداد بشكل هائل في الآونة الأخيرة. حيث إنَّ أي علامة تجارية أو مشروع لا يتواجدان على منصات التواصل الاجتماعي بشكل مستمر ومتقن، من المحتمل أن يفشلوا أمام المنافسة الشرسة في هذا المجال.
كما نلاحظ الأعداد الهائلة التي تستعمل هذه المنصات بشكل يومي، فقد تعدى عدد مستخدمي (الفيسبوك) إلى أكثر من 2 مليون مستخدم. بالإضافة إلى الملايين الذين يستعملون (الإنستغرام)، (تويتر)، (يوتيوب)، (لينكد إن). وهذا كله جعل من التسويق الرقمي مجالًا واسعًا للدراسة أو العمل.
حتّى وإن كان مجال عملك لا يتعلق بالتسويق الرقمي، إلّا أنك بحاجة لتعلّم هذه المهارات التي ستُمكّنك من التسويق لنفسك وخبراتك من أجل الحصول على الوظيفة التي ترغب بها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام أدوات الميديا اليوم من أجل خلق طرق إبداعية في العمل أو الدراسة؛ فمثلاً أصبح العديد من المدرسين يتعلمون مهارات الميديا من أجل استخدامها في تصميم محتوى يتناسب مع المناهج الدراسية، كما يقوم العديد من الأشخاص بتعلّم مهارات مثل التصميم الجرافيكي، كتابة المحتوى، تعديل الفيديوهات، والتصوير، وذلك من أجل اتخاذها كوظيفة إلى جانب دراستهم أو عملهم الأصلي.
اقرأ في هذا المجال: تعلم فن تسويق الذات
ما هي أفضل برامج تصميم الجرافيك للمبتدئين؟
تعرَّف على أساسيات التسويق الرقمي: كل ما تحتاج معرفته عن التسويق الإلكتروني وإستراتيجياته
5- مهارة تعدد المهام
يُقصد بهذه المهارة القدرة على القيام بأكثر من أمر واحد في الوقت ذاته. وقد يرى البعض أنَّه من الصعب القيام بهذا الأمر، بل من المستحيل القيام بأمرين معًا مع التركيز على كل منهما. ولكن يرى البعض الآخر الأمر بطريقة أخرى، فليس من الضروري القيام بمهمتين تتطلبان مقدارًا كبيرًا من التَّركيز معًا، بل على العكس، يمكن أن يمتلك المرء القدرة على الموازنة بين المهامّ العديدة، والاستفادة منها في الوقت ذاته، من خلال اختيار مهمة معقدة وأخرى بسيطة، فمثلاً يمكن للمرء أن يستمع إلى إحدى الكتب الصوتية أثناء القيام بمهام المنزل، أو القيادة، أو حتى ممارسة الرياضة. كما يمكن مثلاً القيام بالرد على رسائل البريد الإلكتروني في أثناء القيام بمكالمة هاتفية أو تناول الطعام. وهذا كله سيوفر على المرء الوقت والجهد، وسيزيد من الإنتاجية خلال اليوم الواحد.
اقرأ أيضًا: مهارات تعدد المهام: ما هي وكيف أطورها؟
تصفح المزيد: مهارات يجب عليك اكتسابها: إدارة الوقت وترتيب الأولويات
6- مهارة حل المشكلات
المقصود بمهارة حل المشكلات هو اتباع أسلوب منهجي قائم على تقسيم المشكلات المعقدة إلى أجزاء صغيرة من أحل التعامل معها بشكل أسهل. ويقوم هذا الأسلوب المنهجي على ملاحظة مشكلة معينة، ومتابعة الظواهر المتعلقة بها، ثم طرح الفرضيات والتفسيرات المتعلقة بأسبابها، واختبار هذه الفرضيات من أجل الوصول أخيرًا إلى الحل. تًستخدم هذه المهارة بشكل كبير في حياة الأشخاص، سواء في إطار العمل، أو في المشكلات اليومية في الحياة العادية، حيث إنها تساعد في تحسين نمط الحياة بالنسبة للأشخاص.
تصفح المزيد: خطوات حل المشكلة | كيف أحل مشاكلي؟
7- مهارة التفكير النقدي
يُعدّ التفكير النقدي من المهارات المرتبطة بشكل مباشر في مهارة حل المشكلات. والمقصود بمهارة التفكير النقدي هو القدرة على تحليل الأمور بشكل عميق وواضح، وفهم العلاقات المنطقية بين الأفكار المختلفة. إنَّ الأهمية الكبيرة لهذه المهارة تنبعث من أنها قد تكون وسيلة في التعرّف على الأخبار المزيفة والإشاعات التي باتت تنتشر بشكل كبير. كما أنها وسيلة ليمتلك الفرد عقلية مستقلة دون اتباع أنماط التفكير الأخرى التي قد تكون منتشرة، ولكنها ليست بالضرورة أفكارًا صحيحة.
تصفح المزيد: ما هي مهارات التفكير النقدي
8- مهارة إدارة الذات
يُقصَد بهذه المهارة قدرة المرء على تنظيم سلوكياته وأفكاره وعواطفه بطريقه تساعده في التحكم بنفسه وتحقيق أهدافه المنشودة. تتطلَّب هذه المهارة الغوص العميق للفرد داخل نفسه واستكشاف سماتها ورغباتها المختلفة، ومن ثم توجيهها نحو ما يناسبها. كما تتطلب عدة مهارات أخرى تتعلق بقوة الإرادة؛ حتى يستطيع المرء تقبّل التغيير والتحكم في ذاته دون قوى خارجية تجبره على ذلك، إضافة إلى مهارات الذكاء العاطفي وحل المشكلات؛ والتي تساعد المرء على اكتشاف ذاته، واستنباط المشكلات التي يعاني منها، حتى يقوم بعد ذلك بالتعامل معها وحلها. إلى جانب مهارات تحديد الأولويات والأهداف، وتنظيم الوقت، والتي ستساعد بدورها على تنظيم المرء لمجريات حياته.
تُعد هذه المهارة مكتسبة من حيث إنه يمكن لجميع الأشخاص تعلمها إما عن طريق الكتب أو الدورات، أو عن طريق التجربة والخبرة.
تعرّف على: 4 طرق لإعادة برمجة عقلك الباطن
إليك الآن: كتب مهمة بالإنجليزية: أفضل 10 كتب لتطوير الذات لعام 2022
احترف المهارات الضرورية للحصول على وظيفة أحلامك حان الوقت لتنمية مخزونك من المهارات الشخصية والوظيفية وكذلك الأكاديمية من خلال مقالات تطوير المهارات اطَّلع عليها الآن
كانت هذه قائمة بأبرز مهارات القرن الحادي والعشرين، والتي تُؤثِّر بشكل كبير على تقدم الأشخاص في جوانب حياتهم الشخصية والمهنية والاجتماعية. فمن الضروري أن يتابع الفرد نفسه باستمرار ويعمل على تطوير ذاته واكتساب مهارات جديدة تتناسب مع متطلبات العصر الحديثة؛ حتّى يتمكن من تحسين نمط حياته والاستفادة من التَّطوّرات التي يتيحها هذا العصر.
يُمكنك قراءة المزيد من المقالات التي تتعلق بتطوير المهارات على منصة تعلّم، والتي تُتيح لك معرفة كل ما هو جديد في مختلف مجالات الحياة، كما ننصحك بالاشتراك في موقع فرصة حتّى تبقى على اطِّلاع دائم بأحدث فرص الدراسة والسفر، وفرص العمل، إلى جانب دورات الأونلاين المختلفة.
تصفح المزيد على موقع فرصة:
ما هي المهارات القيادية وكيف أطورها؟
كيف تطور ذاتك وتزيد من إنتاجيتك في رمضان؟
ما هي المهارات التي يجب أن يمتلكها الموظف الناجح
المصادر: Panoramaed, AESeducation