ما هي طرق كشف الكذب؟
ممّا لا شكّ فيه أنّ الصدق خصلة حميدة نسعى جميعًا للتحلّي بها، ومع ذلك فالجميع يكذبون دون استثناء. قد تكون أكاذيب صغيرة لجذب انتباه الآخرين وإثارة إعجابهم، وفي أحيان أخرى تتحوّل إلى كذبات كبيرة لتجنّب العقاب أو لإلقاء اللوم على الغير أو خداعهم.
على الرغم من أن العديد من الكذبات البيضاء كما يسميها البعض لا تؤدّي إلى أي ضرر، إلاّ أنها قد تكبر شيئًا فشيئًا لتلحق خسائر فادحة بأصحابها أو بالأشخاص الذين صدّقوها.
كيف يمكنك معرفة ما إذا كان أحدهم يكذب عليك؟
تقول محلّلة السلوك وخبيرة لغة الجسد، الدكتورة ليليان غلاس التي عملت مع مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمركي FBI لكشف علامات الكذب والخداع، أنّه ولكي تتمكّن من معرفة ما إذا كان أحدهم يكذب عليك أن تكون بداية معتادًا على لغة الجسد أو تعابير الوجه التي يظهرها عندما يكون صادقًا حتى يصبح بإمكانك ملاحظة الاختلاف في تصرّفاته.
وفي كتابها "لغة جسد الكاذبين" أو "The Body Language of Liars"، تقدّم لنا الدكتورة غلاس مجموعة من العلامات التي تساعدك في معرفة ما إذا كان الشخص الذي أمامك صادقًا أم لا، فما هي هذه العلامات يا ترى؟
علامات كشف الكذب
فيما يلي 10 علامات وإشارات يكشف بها الكاذبون أنفسهم دون وعي منهم أو قصد، والتي إن ركّزت عليها، ودرّبت نفسك على ملاحظتها ستتمكّن من كشف الكاذبين أينما كانوا ومهما حاولوا إخفاء الحقيقة عنك.
1- تغيّر وضعيّة الرأس
إحدى أكثر العلامات التي تكشف لك أنّ أحدهم يكذب عليك، هي تغيّر وضع الرأس فجأة عند طرح سؤال مباشر عليه. حيث تقول الدكتورة غلاس: "قد يرجع الشخص رأسه إلى الخلف قليلاً، أو ينزله إلى الأسفل، أو يحنيه قليلاً إلى أحد الجانبين."
في حال غيّر الشخص الذي أمامك وضعية رأسه فجأة عند طرحك سؤالاً عليه، فهو على الأرجح ليس صادقًا.
2- طريقة التنفس
عندما يكون أحدهم متوتّرًا بسبب كذبه عليك، ستلاحظ أنّ تنفّسه أصبح ثقيلاً، وصوته أكثر انخفاضًا. ويعود السبب وراء ذلك إلى تغيّر نبضات القلب (بسبب التوتّر والخوف من انكشاف الكذبة) وبالتالي تغيّر تدفّق الدم في الجسم. الأمر الذي يؤدي إلى صعوبة التنفّس والكلام.
3- الوقوف بثبات دون حراك
لعلّك رأيت سابقًا كيف يتمّ تمثيل الأشخاص المتوتّرين في الأفلام والمسلسلات على أنّهم متصلّبون يقفون بدون حراك. في الواقع يُظهر الكاذبون سلوكًا مماثلاً أيضًا. فإذا رأيت أحدهم يتصرّف على هذا النحو على الرغم من عدم وجود سبب واضح للتوتر، فهو على الأرجح يحاول إخفاء أمر ما.
اقرأ أيضًا: كيف اتخلص من الغيرة من نجاح الاخرين
4- تكرار الكلمات والجمل
عندما يكرّر أحدهم الكلمات أو الجمل التي قالها قبل قليل، فهو في الواقع يحاول كسب مزيد من الوقت لتجميع أفكاره، وبناء قصّة مقنعة. إنّه يحاول إقناعك وإقناع نفسه بأنه يقول الحقيقة.
5- لمس أو تغطية الفم
لا ينتبه الكاذبون في الغالب إلى هذا التصرّف، فهم يقومون به من دون وعي. إذ يقومون بتغطية فمهم أو لمسه في محاولة لمنع أنفسهم من الإجابة عن سؤالك.
6- تغطيّة بعض الأماكن في الجسم
من التصرّفات الأخرى التي يقوم بها الأشخاص حينما يكذبون هي تغطية أماكن معيّنة من الجسد بيديهم أو بأيّ وسيلة أخرى (طاقية، حقيبة...الخ). إن رأيت أحدهم يبادر بوضع يده على حلقه أو صدره، أو يقوم بتغطية رأسه أو منطقة المعدة فور طرح سؤال عليه، فهنالك احتمال كبير أنّ جوابه لن يكون صادقًا.
7- التلويح والتأشير باليدين
يميل الكاذبون في الغالب إلى السلوك الدفاعي حينما تبدي شكوك حول ما يقولونه، الأمر الذي ينتج عنه إشارة وتلويح مبالغ فيه باليدين، وبطريقة لا تتناسب أحيانًا مع مضمون الحديث.
8- الإسهاب في التفاصيل
عندما يحاول أحدهم إخفاء الحقيقة، فالطريقة الأمثل بالنسبة له تتمثّل في دفنها بين التفاصيل الدقيقة غير المهمة. حينما تطرح على شخص ما سؤالاً، وتجد أنّه يجيب على سؤالك بالكثير من التفاصيل عديمة الفائدة، فهو على الأرجح يكذب. إنّه يأمل أن يجعلك تصنّعه بالانفتاح والصراحة تصدّق ما يقول.
9- صعوبة الكلام
يجد الكاذبون صعوبة في الكلام، ليس لأنّ أكاذيبهم غير مريحة أو لأنهم لا يستطيعون قولها، وإنّما بسبب تغيّرات بحتة في الجسم. إذ إنّه عند الشعور بالتوتّر يجفّ الحلق ويصبح الكلام صعبًا. انتبه إن كان محدّثك يعضّ أو يزمُّ شفتيه أثناء كلامه، فتلك قد تكون إشارة قويّة على أنّه يكذب.
10- التحديق دون أن ترمش العيون
يؤمن الكاذبون أنّهم إن حافظوا على التواصل البصري معك فسوف يتمكّنون من إقناعك بأنّهم يقولون الحقيقة، لذلك تجد أنّهم يبالغون في فعل ذلك، فيستمرّون بالتحديق دون أن ترمش أعينهم.
تقول الدكتورة غلاس: "عندما يقول الأشخاص الحقيقة، يجول بعضهم ببصره حوله من حين لآخر، بعكس الكاذبين الذين يحافظون على نظرة باردة ويستمرّون في التحديق إليك لفرض نوع من السيطرة عليك."
اقرأ أيضًا: كيف تجعل الاخرين يأخذونك على محمل الجد
11- عدم القدرة على رواية القصّة مرّة أخرى
لنفترض أنّ أحدهم أخبرك بقصّة ما، وتراودك بعض الشكوك حول مدى صدقها. كلّ ما عليك فعله، هو أن تسأله عن ذات القصّة مرّة أخرى بعد عدّة أيام. وفي حال كان كاذبًا، سوف تجد في روايته الكثير من الثغرات.
يمكنك أن تطلب منه أيضًا أن يقصّ عليك الحكاية مرّة أخرى بالعكس، أي بتسلسل زمني مختلف، أو أن تطرح عليه أسئلة حول أحداث القصة، أيها حصل قبل الآخر؟ وأيّها حدث أوّلا؟
على الأرجح لن يتمكّن من الإجابة بشكل صحيح، ذلك أنّه قام بتأليف القصة لحظة إخبارك بها، وبالتالي فتركيزه كان مشتّتًا ومع شعوره بالتوتر، لن يستطيع تذكّر كلّ تفاصيلها.
كانت هذه مجموعة من الإشارات التي تكشف الكاذبين، لكنها أحيانًا قد تكون عادة طبيعية لدى أحدهم...قبل أن تحكم إن كان أحدهم يكذب أم لا، وقبل أن تبدأ بتفسير تصرّفاته على أنها إشارات للكذب، تأكّد أوّلاً من أنّه لا يتصرّف على هذا النحو في الوضع الطبيعي.
كيف تكتشف الكاذبين من خلال الكتابة؟
تعرّفنا فيما سبق على إشارات وتصرّفات يمكنك أن تكشف بها من يكذب عليك، وهي أمور لابدّ أن تراها في المتحدّث أمامك كي تستطيع الحكم. لكن، ماذا لو كنت تتحدّث مع أحدهم من خلال البريد الإلكتروني أو الرسائل عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي؟ كيف يمكنك في هذه الحالة كشف الحقيقة؟
لا تقلق، أصبح اكتشاف الكذب عبر الرسائل أمرًا ممكنًا أيضًا، فما عليك سوى أن تبحث عن إحدى علامات الكذب التالية:
1- الجمل الطويلة
كما هو الحال مع الكاذب الذي يسعى لدفن الحقيقة في داخل التفاصيل غير المهمّة، قد يحاول أحدهم أن يكذب عليك من خلال إخفاء الحقيقة بين الأسطر في رسالته. وبحسب بحث أُجري في جامعة كورنيل، فإن الجملة الصادقة تكون في العادة أقصر وأبسط من الجمل الكاذبة غير الحقيقية.
2- الصيغ الغامضة
يميل الكاذبون عادة إلى استخدام كلمات وصيغ غامضة في رسائلهم، والتي تعبّر عن الشكّ والاحتمالية. فهم لا يريدون استخدام جمل مباشرة، ربما لا يرغبون في إيذاء الشخص على الجانب الآخر، لكنهم لا يريدون تقديم إجابة صحيحة أيضًا. قد يستخدم هؤلاء الأشخاص كلمات مثل: "ربما"، "سأحاول"، "أعتقد"...الخ.
3- تكرار المعلومات
كما هو الحال في التواصل وجهًا لوجه، يحاول الكاذبون عبر الرسائل إقناعك بكذبتهم، لذا قد يضطرّون إلى تكرار جملتهم أو كلامهم (بمعنى آخر كذبهم)، عدّة مرّات لتصدّقهم، مؤمنين في أعماقهم بصدق العبارة القائلة: "كرّر الكذبة ألف مرّة، وستصبح حقيقة!".
انتبه إلى جمل الشخص الذي تتحدّث معه، ولاحظ إن كان في كلامه تكرار غير مبرّر.
اقرأ أيضًا: خصائص ومهارات الذكاء الاجتماعي
4- التأخر في الردّ
عندما ترسل إلى أحدهم سؤالاً ما، ويستغرق وقتًا طويلاً للردّ على رسالتك، قد يكون مشغولاً، أو ربما لم يرَ رسالتك. لكن قد يعني ذلك أيضًا أنّه يكذب عليه. إنّه بحاجة لبعض الوقت للتفكير فيما يجب أن يقوله. وبعضهم يتمهّل قليلاً للتفكير فيما إذا كان يجدر به أن يكذب أم لا.
وتزداد الشكوك على وجه الخصوص، عندما تكون المحادثة بينكما جارية بشكل طبيعي، ويردّ عليك هذا الشخص بسرعة، ثمّ يتأخر فجأة عندما تطرح عليه سؤالاً ما.
5- استغراق وقت طويل في الكتابة
هنالك بالطبع أشخاص بطيئون في الكتابة أثناء المراسلة عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي المختلفة. لكن، حينما تكون معتادًا على شخص يكتب بسرعة، ثمّ تجد أنّه فجأة استغرق وقتًا طويلاً في كتابة ردّ على سؤالك، ليكون الجواب مجرّد كلمة أو اثنتين...هنا يصبح الأمر مدعاة للشك، وترتفع نسبة كونه يكذب عليك.
6- عدم الردّ نهائيًا
إخفاء الحقيقة نوع من أنواع الكذب أيضًا، وتعدّ أمرًا سهلاً للغاية أثناء التواصل عن طريق الرسائل النصية. لذا إن حاول أحدهم التملّص من الإجابة عن سؤالك، من خلال تغيير الموضوع فجأة، أو طرح سؤال آخر، أو حتى تجاهل رسالتك وعدم الردّ عليها لعدّة أيام، فذلك دليل قويّ أنّه يخفي عنك شيئًا ما.
7- التلاعب بالمشاعر
البشر كائنات هشّة للغاية. وكثيرًا ما يستغلّ الكاذبون هذه النقطة لصالحهم، فيتلاعبون بمشاعر الآخرين ويحاولون إشعارهم بالذنب. إن وجدت نفسك فجأة تشعر بالذنب لأنك طرحت على أحدهم سؤالاً ما، وردّ عليك بجمل تنمّ على شعوره بالتعب والمرض، أو قصّ عليك حدثًا مؤسفًا أصابه، فهو على الأرجح يكذب عليه، وحان الوقت لتتوقّف عن الشعور بأنّك أنت الشخص الشرير في القصّة.
اقرأ أيضًا: كيف نفهم مشاعر الآخرين وهل لدينا علم بما يحتاجونه منّا بالفعل
8- توجيه الاتهامات
إنّها طريقة أخرى للتلاعب بالمشاعر. وفي هذه الحالة يأخذ الكاذب زمام الأمور، ويبدأ بطرح الأسئلة عليك بدلاً من الإجابة عن سؤالك. هذه الأسئلة التي قد تكون محرجة لك، وتشعرك بالحاجة لتبرير موقفك أو تصرّفك، فتنسى أمر السؤال الذي قمت أنت بطرحه.
إنّها طريقة ذكية يمكنك اتباعها لتجنّب الإجابة عن الأسئلة المحرجة، لكنّها أيضًا علامة قويّة على أن الشخص على الجانب الآخر من الشاشة يكذب عليك، ولا يريد لك أن تعرف الحقيقة.
9- اختبار ردّة فعلك
هل حدث أن سألت أحدهم يومًا ما حول ما إذا كان قد فعل أمرًا معينًا، وجاء جوابه: "ماذا لو قلت لك أنّي فعلت؟".
الكثير من الكاذبين يلجأون إلى هذا الأسلوب لاختبار ردّة فعلك، ومعرفة ما إذا كنت ستغضب أم لا. قد يتراجعون عن الكذب إن أبديت ردّة فعل مسالمة لا تضرّهم، غير أنّهم لن يقولوا لك الحقيقة أبدًا إن أنت أظهرت لهم بأنك غاضب أو مصدوم من فعلتهم.
لا تكن فريسة لفخّهم هذا، ولا تسمح لهم بتغيير الموضوع، احرص على البقاء مسيطرًا على الموقف بالكامل.
10- التذمّر
هل تتذكّر كيف كنت تدّعي المرض أحيانًا للتهرّب من الذهاب إلى المدرسة؟
في الواقع، لازالت هذه الخدعة فعّالة حتى عند الكبار، الذين يبدأون بالتذمّر وافتعال الحجج للتهرّب من قول الحقيقة.
تكون أنت وصديقك تتحدّثان بشكل طبيعي، ثمّ تسأله عن أمر ما، فينقلب حاله فجأة ويقول لك أنّه مريض أو يشعر بالنعاس الشديد، أو طلب منه رئيسه في العمل القيام بأمر عاجل..الخ من الأعذار والحجج.
مثل هذه الإجابات تعدّ دليلاً قويًّا على أنّ هذا الشخص يكذب عليك، ويحاول التملّص من قول الحقيقة. فلا تدع هذه الحيلة تنطلي عليك مستقبلاً.
اقرأ أيضًا: 7 خطوات للتوقف عن التذمر المستمر
بالإضافة إلى ما سبق، فإن الحدس يلعب أيضًا دورًا مهمًّا في اكتشاف ما إذا كان أحدهم يكذب عليك أم لا. لا نعني بذلك أن تسيء الظنّ بالجميع، لكن إن كنت معتادًا على أحدهم، ورأيته فجأة يتصرّف بطريقة غريبة، أو مختلفة عمّا آلفته، وإن شعرت أنّه ليس على طبيعته معك، فهنالك احتمال كبير أن يكون ذلك حقيقيًا. لا تتردّد في سؤاله صراحة عمّا يدور في رأسه قبل أن تشكّ فيه وتتهمه بالكذب، وانتبه جيّدًا إلى ردّة فعله.
أخبرونا من خلال التعليقات عن أهمّ العلامات التي تساعدكم على اكتشاف كذب أحدهم عليكم، ولا تتردّدوا في قراءة مقالنا حول كيفية قراءة لغة جسد الأشخاص من حولنا. كما يمكنكم أيضًا التسجيل في موقعنا ليصلكم كلّ جديد.
المصادر: brightside، yourtango
اقرأ أيضًا: 13 حقيقة سيكولوجية قد تغيّر نظرتك عن نفسك
اقرأ أيضًا: 10 تصرفات لن تراها في الاشخاص الناجحين