ما فوائد الألعاب الجماعية؟ | أكثر من مجرد متعة ومرح!
لطالما كانت الألعاب الجماعية حجر الزاوية في الثقافة البشرية لقرونٍ من الزمان، متجاوزة بذلك العمر والجغرافيا والخلفيّات الثقافيّة. فمن الحضارات القديمة التي شاركت في الرياضات التنافسيَّة إلى المجتمعات الحديثة التي شاركت في الدوريات المُنظَّمة، فإنَّ جاذبية الألعاب الجماعية لا يمكن إنكارها.
ولكن ما الذي يجعل هذه الألعاب تجذب الكثيرين؟ فبعيدًا عن المتعة والإثارة الواضحة، تُقدِّم الرياضة الجماعية مجموعة كبيرة من الفوائد التي تمتد إلى ما هو أبعد من ساحة اللعب. تتعمَّق هذه المقالة في المزايا المتعددة الجوانب للألعاب الجماعية، وتسلط الضوء على كيفية مساهمتها في الرفاهية النفسيّة وتطوير بعض المهارات الناعمة.
ابدأ بتطوير ذاتك من خلال هذه الدورات الأونلاين! ولأنَّ الإنسان لا يكفّ عن السعي لتطوير ذاته، نُقدِّم لك مجموعة من الدورات التي ستساعدك على ذلك. تصفح الدورات الآن على موقع فرصة
فوائد الألعاب الجماعية
لقد قمنا بتجميع وتنظيم 8 فوائد رئيسية للألعاب الجماعية مع الأصدقاء، والتي تساهم بشكل كبير في تطوير مهارات الأفراد وتعزيز العلاقات الاجتماعية:
1. إذابة الجليد
2. بناء الثقة مع الآخرين
3. تحسين الصحة النفسيّة
4. تعزيز مهارات التواصل
5. حل النزاعات
6. العمل الجماعي والتعاون
7. تحمُّل المسؤوليّة
8. تطوير مهارات القيادة
اقرأ أيضًا: لماذا نشعر بأن الوقت يمضي بسرعة عندما نستمتع ويتباطأ عند الملل؟
1. إذابة الجليد
لا شكّ أنّ أوَّل ما يتبادر إلى الذهن عند التفكير في الألعاب الجماعية هو أنَّها طريقة رائعة لكسر الجمود، فهي تُشجِّع الأشخاص على التجمع معًا، والتخلُّص من القيود، والبدء في التعرف على بعضهم البعض بشكلٍ أفضل. في البيئات غير المألوفة، غالبًا ما يشعر الناس بالقلق أو الخجل من الحديث بأريحيّة مع بعضهم البعض. وهنا يأتي دور الألعاب الجماعية التي تخلق جوًا مريحًا ومرحًا، مما يُسهِّل على المشاركين التواصل بأريحيّة أكثر.
تُساعد اللحظات التي يقضيها المشاركون في اللعب على إنشاء أرضيَّة مُشتركة مع الآخرين من خلال العمل معًا من أجل الفوز، مما يسهل عليهم التواصل مع بعضهم البعض وتكوين روابط دائمة. يرجع ذلك إلى الطبيعة التعاونيَّة لهذه الألعاب، مما يؤدي بشكل طبيعي إلى مُحادثات وتفاعلات في سياق اللعب قد لا تحدث بخلاف ذلك.
ولا يقتصر الأمر على الأشخاص الذين لم يكن بينهم أي تواصل من قبل فحسب، بل قد تكون هذه الألعاب الجماعية مفيدة أيضًا للأشخاص الذين يتعاملون بالفعل مع بعضهم البعض من خلال تقوية الروابط بينهم أكثر وأكثر.
اقرأ أيضًا: ما هي أنماط الشخصيات الستة عشر وصفاتها؟
2. بناء الثقة مع الآخرين
تُعتبر الألعاب الجماعية وسيلة ممتازة لبناء الثقة بين المشاركين، وهو الأمر الذي يُعد بمثابة حجر الزاوية لتكوين علاقات قويّة مع بعضهم البعض. في هذه الألعاب، غالبًا ما يحتاج اللاعبون إلى الاعتماد على بعضهم لتحقيق هدف مشترك، مما يخلق فرصًا لتطوير الثقة بشكل طبيعي. وكلما زادت التحديّات التي يجب التغلُّب عليها للفوز باللعبة، كلما زاد الشعور بالثقة في الآخرين والاعتماد عليهم.
سواءً كان ذلك من خلال وضع الاستراتيجيَّات معًا أو تنسيق الخطط أو تقديم الدعم لبعضهم البهض، فإنَّ هذا النوع من التواصل الواضح يخلق بيئة يشعر فيها أعضاء الفريق بالراحة في التعبير عن أفكارهم وآرائهم، وهو الأمر الذي سيمتد أثره إلى ما هو خارج اللعب بعد ذلك.
علاوةً على ذلك، غالبًا ما تنطوي الألعاب الجماعية على المخاطرة واتخاذ القرارات تحت الضغط. في مثل هذه المواقف، يجب على اللاعبين أن يثقوا في زملائهم في الفريق لاتخاذ قرارات سليمة والتصرف بما يخدم مصلحة الفريق. وبالتالي، فإنّ التنقُّل بنجاح بين هذه السيناريوهات معًا يعزز الاعتقاد بأن كل عضو كفء وملتزم بنجاح المجموعة. وفي النهاية، تمتد هذه الثقة المتبادلة إلى ما هو أبعد من اللعبة نفسها، وهو الهدف المطلوب.
اقرأ أيضًا: الألعاب الإلكترونية | تعريفها وأهميتها وأضرارها
3. تحسين الصحة النفسيّة
يُمكن أن تُحسّن المشاركة في الألعاب الجماعية الصحة النفسيّة بشكلٍ كبير من خلال مجموعة من العوامل. فهذه الألعاب لا تُقدّم مُجرّد طريقة ممتعة وجذابة لقضاء الوقت فحسب، بل تساعد أيضًا في تخفيف التوتر وتحسين الحالة المزاجيَّة وما يصاحب ذلك من فوائد للصحّة النفسيّة.
من خلال الشعور بالرفقة والتواصل الناتج عن العمل معًا نحو هدف مشترك أثناء اللعب، فإنّك تتمكّن من مكافحة مشاعر الوحدة والعزلة التي قد تؤثّر بالسلب على حالتك المزاجيّة. إنَّ كونك جزءًا من فريق يوفر كمًا هائلًا من الدعم النفسي، فالإنسان كائن اجتماعي بالفطرة ولا شيء سيُحسّن من حالتك المزاجيّة أكثر من الاستمتاع أو الشعور بلذّة الفوز مع فريقك.
علاوةً على ذلك، توفر بيئة اللعب الجماعي استراحة من الروتين المُمل، وتُقدِّم شكلًا من أشكال الهروب الذي يسمح للمشاركين بالتركيز على اللحظة الحالية ونسيان أي أفكار مؤرّقة. وبالتالي، يُمكن أن يساعد جانب اليقظة الذهنية هذا المُتمثّل في الانغماس الكامل في نشاط ما في تقليل نمط التفكير السلبي، وتعزيز عقلية أكثر إيجابيَّة.
اقرأ أيضًا: ما هو اختبار الذكاء العاطفي وما أهميته؟
4. تعزيز مهارات التواصل
تُقدَّم الألعاب الجماعية منصة ممتازة لتعزيز مهارات التواصل، حيث تتطلب غالبًا من اللاعبين التفاعل معًا من أجل الفوز. سواءً كانت رياضة أو لعبة لوحية أو أي نشاط جماعي ترفيهي، فإنَّ هذه الألعاب تتطلب تواصلًا واضحًا بين اللاعبين، وهو الأمر الذي سينعكس بالطبع على مهارات التواصل لديهم مع الوقت وسيُحسِّن بشكل كبير من قدرتهم على نقل الأفكار والاستماع للآخرين وفهم ما يقولون. في كثيرٍ من الألعاب، يُمكن أن يكون نقل المعلومات بسرعة ودقَّة هو الفارق بين الفوز والخسارة. وبالتالي، تُشجِّع هذه الحاجة إلى الدقة اللاعبين على التعبير عن أفكارهم بوضوح.
يُعد التواصل غير اللفظي أيضًا مكونًا مهمًا في الألعاب الجماعية. غالبًا ما يستخدم اللاعبون لغة الجسد وتعبيرات الوجه والإيماءات للتواصل مع زملائهم في الفريق، خاصة في المواقف التي يكون فيها التواصل اللفظي محدودًا أو غير ممكن. أثناء لعب كرة القدم على سبيل المثال، ستحتاج إلى إرسال إشارة واضحة لزميلك في الجانب الآخر من الملعب أن يُمرر لك الكرة أمام مرمى الخصم وهو الأمر الذي سيُنمِّي مهارة التواصل لديك. وبمرور الوقت، يتعلَّم المشاركون التعبير عن أنفسهم بشكل أكثر فعاليَّة، واختيار الكلمات أو الإشارات بعناية لضمان فهم رسائلهم.
اقرأ أيضًا: 10 أفلام وثائقية ثقافية ممتعة ومفيدة ننصحك بمشاهدتها
5. حل النزاعات
لا تقتصر الألعاب الجماعية على المتعة والمُنافسة فحسب، بل تُقدِّم أيضًا دروسًا قيمة في معالجة الصراع وإدارته. في أي بيئة جماعية، لا مفر من الخلافات وسوء الفهم. ومع ذلك، تخلق الألعاب الجماعية بيئة وديّة حيث يُمكن للمشاركين تعلم وممارسة مهارات حل النزاعات بطريقة بناءة.
في بيئة اللعب، يجب على اللاعبين التواصل مع بعضهم البعض من أجل تحقيق الفوز، وعندما تنشأ النزاعات - سواءً بسبب اختلاف الآراء أو الأخطاء أو التوتُّر التنافسي - يُدرك اللاعبون أنّهم يجب أن يضعوا النزاع جانبًا من أجل المصلحة العامّة. وبذلك، يتعلَّم المشاركون التعبير عن وجهات نظرهم بوضوح واحترام، تجنبًا للنزاعات التي ستؤثّر بالسلب على كامل الفريق.
ومن بين الجوانب الأخرى الهامّة لتعلُّم إدارة النزاعات هو تعلُّم إدارة المشاعر. يُمكن أن تؤدي الأجواء التنافسيَّة في اللعب أحيانًا إلى زيادة بعض المشاعر السلبيّة مثل الإحباط أو الغضب. وهنا، تعمل الألعاب الجماعية على توفير مساحة آمنة للمُشاركين لإدارة هذه المشاعر بشكل بناء.
وبالتالي، يتعلَّم المشاركون البقاء هادئين ومتماسكين ومُركِّزين، حتى في المواقف الصعبة. ويُعد هذا التنظيم العاطفي مهارة بالغة الأهميَّة يُمكن تطبيقها عند التعامل مع الناس في جوانب مختلفة من الحياة، من العلاقات الشخصية إلى البيئات المهنية.
اقرأ أيضًا: ما هو إدمان الإنترنت وما هي أسبابه وكيف تعالجه؟
6. العمل الجماعي والتعاون
تُعد الألعاب الجماعية وسيلة قويَّة لتطوير وتعزيز مهارات العمل الجماعي والتعاون، حيث تتطلّب هذه الألعاب من المُشاركين العمل معًا نحو هدف مشترك، وتُعلمهم أنّ الفوز لن يتحقق إلا من خلال التعاون. في الألعاب الجماعية، يتعلم المشاركون بسرعة أن كل لاعب يجلب مهارات وقُدرات فريدة ومُختلفة إلى الطاولة، وبالتالي لا يُمكن الاعتماد على لاعب دون الآخر.
تُدرك الفرق الناجحة هذه الاختلافات وتستخدمها، وتحدد الأدوار والمسؤوليات التي تتوافق مع نقاط قوة كل لاعب. نتيجةً لذلك، لا يؤدي تقسيم الأدوار هذا على تعظيم كفاءة الفريق فحسب، بل يُساعد الأفراد أيضًا على الشعور بالتقدير وكيف أنّ وجودهم ضروري لنجاح المجموعة.
اقرأ أيضًا: ماذا تعرف عن الإنترنت المظلم والإنترنت العميق؟
7. تحمُّل المسؤوليّة
غالبًا ما تنطوي طبيعة الألعاب الجماعية على اعتماد المُشاركين على بعضهم البعض لتحقيق أهداف مشتركة، مما يجعل مساهمات كل لاعب بالغة الأهمية لفوز الفريق. وبالتالي، تُساعد هذه الفكرة اللاعبين على فهم وتبني مفهوم تحمل المسؤولية عن أفعالهم وقراراتهم وأدوارهم داخل المجموعة.
إحدى الطرق الأساسية التي تُعلِّم بها الألعاب الجماعية تحمُّل المسؤولية هي تعيين أدوار ومهام مُحدَّدة لكل مشارك في اللعب، وبالتالي يُصبح من المُتوقَّع أن يقوم كل شخص بواجباته بأفضل ما في وسعه. فعندما يعرف اللاعبون أنَّ حتى أبسط الأخطاء يُمكن أن تؤثر بشكل مباشر على النتيجة للفريق بأكمله، فمن المرجح أن يأخذوا مسؤولياتهم على محمل الجد.
بالإضافة إلى المسؤولية الشخصية، تُعلِّم الألعاب الجماعية أيضًا فكرة المسؤولية الجماعية، حيث يتعلَّم المشاركون أنهم ليسوا مسؤولين عن أفعالهم فحسب، بل وأيضًا عن دعم زملائهم في الفريق. يتضمَّن هذا مساعدة الآخرين على التحسن، أو تشجيع الروح المعنوية للفريق، أو التدخل عندما يواجه عضو آخر صعوبات. إن فهم هذه المسؤولية الجماعية وتبنّيها يُضاعف من الشعور بالمسؤوليّة الشخصيّة، وفي النهاية يتعلّم كل عضو في الفريق كيف يُصبح مسؤولًا عن نفسه وعن غيره.
اقرأ أيضًا: أفضل الألعاب الذهنية لتمرين العقل وتقوية الذاكرة
8. تطوير مهارات القيادة
تتطلَّب الألعاب الجماعية بطبيعتها من بعض المشاركين تولي أدوار القيادة واتخاذ القرارات وتوجيه فرقهم نحو هدف مشترك. سواءً كان الأمر يتعلق بوضع الخطّة أو تحديد أهداف الفريق أو التعامل مع ظروف اللعب المُتغيرة، يجب على اللاعبين في أدوار القيادة اتخاذ قرارات تؤثر على الفريق بأكمله. وبالتالي، تُساعد هذه التجربة الأفراد على تطوير مهارات القيادة لديهم حتى لو كان الأمر يتعلّق يمُجرّد لعبة!
وأفضل ما في الأمر هو أنّ فرصة القيادة مُتاحة للجميع. فعلى عكس الأدوار القياديّة في العالم الحقيقي التي تتطلّب وجود خبرات ومهارات مُسبقة، فإنّ الألعاب الجماعية تسمح للكل بأن يحظى بفرصة القيادة. وأثناء قيادتك لفريقك، ستتعلّم كيف تُلهم وتُحفّز زملاءك في الفريق، وخاصةً خلال اللحظات الصعبة، علاوةً على ممارسة الاستماع النشط واستيعاب أفكار زملائك في الفريق وتنفيذها.
اقرأ أيضًا: كيف تكون مكروهًا بين زملائك بـ ١٠ خطوات؟!
استعرض مقالات مُتخصِّصة في تطوير وتحفيز الذات اقرأ جميع المقالات المميزة في مجال تحفيز وتطوير الذات على منصّة تعلّم تصفّح جميع المقالات الآن
ختامًا، تُقدِّم الألعاب الجماعية عددًا لا يحصى من الفوائد التي تتجاوز نطاق المتعة والترفيه. فهي تلعب دورًا حاسمًا في تعزيز مهارات التواصل والقيادة وتُشجّع على العمل الجماعي وتبني شعورًا بالانتماء وتملأ الفجوات وتوحد الناس على تنوُّع خلفيّاتهم وبيئاتهم.
وسواءً كان ذلك على أرض الملعب أو أمام شاشات الكمبيوتر، فإنَّ الدروس المستفادة والروابط التي تتشكل من خلال الألعاب الجماعية لها تأثيرات دائمة، مما يجعلها لا تقدر بثمن في النمو الشخصي لكل فرد. وبالتالي، فإنَّ ممارسة الألعاب الجماعية لا يتعلق فقط بإثارة المنافسة ولكن أيضًا بتعزيز الصفات الشخصيّة في بيئة داعمة.
أخبرنا في التعليقات عن الرياضة الجماعية التي تُفضّل ممارستها، وما هو الشعور الذي يغمرك أثناء ممارسة هذه الرياضة مع أصدقائك. وأخيرًا، لا تنس الاشتراك في موقع فرصة ليصلك كل ما هو مُفيد ومُمتع من مقالاتنا أولًا بأوّل.
اقرأ أيضًا: مقدمة حول علم النفس الاجتماعي
اقرأ أيضًا: كيف تتعامل مع ضغوط العمل بطريقة صحيحة؟
اقرأ أيضًا: 46 نصيحة ومقولة لتطوير الذات وتحقيق النجاح
المصادر: springworks، teamdays، cleverdaycare
انضم الآن إلى منصة فرصة لتتمكن من التقديم على آلاف الفرص المجانية والحصول على أحدث الفرص فور صدورها.
مهندس ميكانيكا باور من مصر، أعمل على تصميم وتطوير أنظمة الطاقة والماكينات التي تعتمد على القوى الحركيَّة. لكن شغفي الحقيقي يكمن في البحث والكتابة، حيث أؤمن أنها وسيلة قوية لنقل الأفكار والتأثير في العالم من حولي.
دائمًا ما أسعى لإلهام الآخرين وتشكيل رؤيتهم حول مواضيع متنوعة مثل التكنولوجيا، الثقافة، العلوم، والتنمية الشخصية. لذلك، اخترت ملاحقة شغفي من خلال عملي في كتابة المقالات على موقع "فرصة"، إحدى أهم منصات صناعة المحتوى في الشرق الأوسط.