كيف تؤهل الدراسة في الخارج إلى العمل؟
لا شكّ أنّك قد سمعت إشاعات حول أهمية الدراسة في الخارج وفوائدها في تعزيز مسيرتك المهنية مستقبلاً. ولعلّ هذه الإشاعات هي السبب وراء اتخاذك القرار بالتقديم لعدد من المنح الدراسية خارج بلدك. والآن بعد أن حصلت على هذه المنحة أخيرًا وبدأت مشوارك بعيدًا عن وطنك، وازداد الضغط عليك، ربما تسأل نفسك:
هل حقًا ستساعدني الدراسة في الخارج على تعزيز قدراتي؟ وهل ستؤهّلني فعلاً إلى العمل؟
لقد جمعنا لك في مقال اليوم مجموعة من الأسباب التي تؤكّد هذا الأمر، وتشجّعك على الاستمرار فيما بدأته، وربّما تحمّسك لاتخاذ قرار الدراسة في الخارج إن لم تكن متأكّدًا بعد.
أوّلاً: تطوير مهاراتك اللغوية
ستتمكّن من خلال الدراسة في الخارج من تطوير قدراتك اللغوية. إذ أنّه وعلى الرغم من أنّ دراسة لغة أجنبية قد يكون مثمرًا في بلدك، غير أنّ ممارستها على أرض الواقع تبقى تجربة مختلفة تمامًا عن الدراسة النظرية، حيث يمكنك تعلّم اللغة بشكل أسرع لأنك ستمارسها أكثر، فأنت في هذه الحالة تستخدمها في حياتك اليومية وفي التواصل مع السكان المحليين وفي كلّ شيء تقريبًا.
ثانيًا: تجربة أنماط مختلفة من أساليب التدريس
لكلّ بلد أسلوبه الخاص في التدريس، الأمر الذي يجعل من الدراسة في الخارج تجربة مميزة توسّع أفقك الأكاديمي. وتساعدك على التكيّف مع مختلف أنماط التدريس. هذا التكيّف يساعدك مستقبلاً على تقبّل مختلف أنماط الإدارة في وظيفتك المستقبلية.
ألقِ نظرة على أنماط التدريس المختلفة التي يمكن أن تتعرّض لها، وقارنها بأنماط الإدارة في الشركات التي قد تعمل فيها:
- نمط السيطرة: وفيه يكون المدرّس هو المسيطر الكامل، حيث يقوم في الغالب بإعطاء المحاضرات الطويلة ذات الاتجاه الواحد، ويكتفي الطلاب بتدوين الملاحظات وكتابة المحاضرات حتى يتذكّروا المعلومات التي يسمعونها.
- نمط الوسيط: وفيه يكون المدّرس وسيطًا فقط، يشجّع عملية التعلّم الذاتي من خلال تعزيز العلاقة بين الطالب والأستاذ. كما يساعد الطلاب على تطوير مهارات التفكير النقدي عن طريق طرح الأسئلة والعثور على إجاباتها والاستكشاف المستمر.
- نمط التفويض: وفيه يوكل المدرّس طلابه للقيام بمختلف الأنشطة، ويعطيهم العديد من المشاريع حتى يبقوا ملتزمين ومهتمّين بالمادة الدراسية. يمكن تسمية هذا النمط من التدريس بالنظام الموجّه والذي يضع المدرّس في موضع المراقب الذي يكتفي بإرشاد الطلاب ومساعدتهم للبقاء متحفزّين وملتزمين بدراستهم.
ثالثًا: تعزيز الثقة بالنفس
عندما تقحم نفسك في مجتمع جديد وثقافة مختلفة عن ثقافتك، ستكتسب العديد من المهارات الحياتية الضرورية لنموّك وتطوّرك، مثل الاستقلالية والتكيّف مع الظروف المختلفة. وهذه المهارات بدورها سترفع من ثقتك بنفسك على المستوى الشخصي والوظيفي.
الدراسة في الخارج تمثّل تحديًا كبيرًا بلا شكّ، غير أنّ الصعوبات التي قد تواجهها وتتغلّب عليها ستجعلك أكثر نضجًا. وبعد بعض الوقت ستجد نفسك قادرًا على النمو والازدهار في الظروف الجديدة غير المتوقعة.
ومن المهارات المهمّة التي تكسبك إياها الدراسة في الخارج وتساعدك على تعزيز ثقتك بنفسك، نذكر الآتي:
- مهارات القيادة: سواءً كنت تعمل على إتمام مشروع دراسي مع مجموعة من الطلاب الدوليين في الخارج، أو قضيت بضعة أشهر في تدريب عملي خارج بلدك، سيساعدك العمل الجماعي هذا على اكتساب المهارات القيادية الضرورية للنجاح في أيّ بيئة عمل. حيث أنّ القدرة على قيادة الآخرين وإلهامهم وتزويدهم بالأفكار الإبداعية يضمن لك بناء علاقات أقوى، وبالتالي تحقيق نجاح أكبر.
- مهارات التواصل الفعّال: الدراسة في بيئة مختلفة عن بيئتك ومع طلاب من مختلف الثقافات والجنسيات، يمكّنك من تطوير مهاراتك الكتابية ومهارات التفاوض والتحدّث أمام الجمهور. وكلها تعتبر جزءًا من مهارات التواصل الفعّال التي تضمن لك النجاح في عملك مستقبلاً.
- مهارات الاستجابة الثقافية: عند الدراسة في الخارج، سيزداد وعيك بثقافات الآخرين ووجهات نظرهم وقيمهم المختلفة عنك، الأمر الذي يدرّبك على احترام الاختلاف وتقبّل الآخر، وهو عامل مهم للنجاح في سوق العمل العالمي في يومنا هذا.
اقرأ أيضًا: 10 مهارات تضمن لك الحصول على وظيفة المستقبل
رابعًا: تجربة متعة تعدّد المهام وإدارة المشاريع
عندما تدرس في الخارج، ستتعرّض بكلّ تأكيد إلى الكثير من المواقف الغريبة والمحرجة أحيانًا، سواءً في القاعة الدراسية أو في المطعم مع الأصدقاء أو أثناء التنقل من مدينة إلى أخرى. وعلى الرغم من أنّ بعض هذه المواقف قد تكون أشبه بالقصص والروايات، إلاّ أنها مع ذلك ستدفعك بعيدًا عن منطقة الراحة الخاصّة بك. وستبدأ بطرح أسئلة مثل: هل هذا هو القرار الصحيح؟ هل سيكلفني هذا الكثير من المال؟ كم من الوقت سيأخذ مني هذا الأمر؟
جميع هذه الأفكار قد لا تأخذ من وقتك الكثير، لكنها جميعها تشكّل نوعًا من التخطيط والتنظيم، بل والإدارة أيضًا. وهكذا فأنت تدرّب نفسك على التعامل مع مختلف المواقف الصعبة في بيئات العمل ذات الضغط الشديد بغضّ النظر عن مجالها.
- إن كنت مهتمًّا بالتخطيط للرحلات وتنظيم خطط السفر من فنادق ووسائل نقل أثناء دراستك في الخارج، يمكن أن تتقدّم للعمل في مكتب سياحي بعد تخرّجك، فمهاراتك التي اكتسبتها أثناء الدراسة ستكون ذات قيمة كبرى في هذا المجال.
- يمكنك أيضًا التقديم للعمل كمساعد إداري، نظرًا لأن أغلب مدراء الشركات كثيرو السفر ويحتاجون إلى شخص ذو مهارات عالية في تخطيط وتحضير إجراءات السفر.
اقرأ أيضًا: مهارات تنظيم وإدارة الوقت بشكل فعال
خامسًا: تعزيز سيرتك الذاتية
بالطبع، فإضافة معلومة الدراسة في الخارج ستكون إضافة مميزة لسيرتك الذاتية، وسوف تتمكّن من لفت أنظار أصحاب العمل إليك، سواءً كانت الوظيفة التي تتقدّم إليها في شركة عالمية أو منظّمة خيرية أو غيرها.
أصحاب العمل يقدّرون المهارات المكتسبة من الدراسة في الخارج، مثل القدرة على التكيف، والمرونة وتقبّل التنوّع الثقافي.
اقرأ أيضًا: كل ما عليك معرفته عند كتابة السيرة الذاتية
سادسًا: تجنّب الخسائر المترتبة على السفر بعد التخرّج
قد تكون مُغرمًا بالسفر والسياحة، وربما تضع ضمن مخططاتك أن تنطلق في رحلة حول العالم أو حتى السفر لبعض الدول القريبة منك بعد التخرّج، أو عند الحصول على وظيفة مناسبة، لكن ما لا تعلمه أنّك سافرت مباشرة بعد التخرّج ستخاطر بتراجع فرصك في دخول سوق العمل، كما أنّ رغبتك في السفر ستتراجع تدريجيًا مع مرور الوقت والانخراط في مشاغل العمل.
لذا يبقى خيار الدراسة في الخارج مثاليًا يمكّنك من السياحة والدراسة في الوقت ذاته دون تكبّد أي خسائر تُذكر.
أيًّا كانت الصعوبات التي قد تواجهها أثناء الدراسة في الخارجة، فهي لا تساوي المنافع والفوائد التي ستكتسبها من هذه التجربة الفريدة. فتغلّب على خوفك وتردّدك الآن وباشر بالتخطيط للقيام بهذه الخطوة المميزة. لا تنسَ أنّ هنالك العديد من المنح الدراسية وفرص التدريب العملي والتبادل الثقافي المتاحة على موقع فرصة، والتي يمكنك التقديم لها لتبدأ مغامرتك في أرجاء العالم الواسع.
ماذا تنتظر؟ سجّل الآن ليصلك كلّ جديد.
المصادر: northeastern، topuniversities، goabroad
اطّلع على المزيد من الزمالات المتاحة على فرصة
اقرأ أيضًا: كيف أسافر بأقل التكاليف؟
اقرأ أيضًا: أكثر 7 أسئلة شيوعاً تسألها لنفسك قبل السفر للدراسة بالخارج