كيف اصبح مبدعا في عملي؟
عندما يرد إلى أسماعنا كلمة "إبداع" فإننا غالبًا ما نربط هذا المصطلح بالفنون، لكن ومع تطوّر التكنولوجيا ومساهمتها في تغيير العالم من حولنا، نجد أنّ الإبداع أصبح جزءًا من عالم الأعمال أيضًا.
وللتأكيد على أهميّة هذا الأمر، أجرت شركة IBM العالمية المتخصصة في تطوير البرمجيات استطلاعًا على ما يزيد عن 1500 رئيس تنفيذي حول العالم، حيث تمّ سؤالهم عن أهم الصفات والمميزات التي يعتقدون أنها يجب أن تتوافر في منظماتهم وموظفيهم كي يتمكّنوا من مجابهة التحديّات التي تواجههم. وكانت الإجابة مثيرة للدهشة، إذ وضّحت النسبة الكبرى منهم أنّ الإبداع يأتي في المقام الأول قبل أيّ شيء آخر!
وهكذا، نرى أنّ امتلاك قدرات إبداعية في العمل يعتبر ميزة أساسية لابدّ لك من التمتّع بها والسعي لتطويرها، فكيف يمكن يا ترى أن تكون مبدعًا في عملك؟
1- ابدأ بخطوات صغيرة لتحدث فرقًا كبيرًا
الشعور بعدم القدرة على التفكير يشبه إلى حدّ كبير الوقوف أمام جدار عظيم يستحيل تحطيمه. ومن الطبيعي أن تشعر بالإحباط في مثل هذه الحالة، لكن ماذا ستفعل كي تحطّم هذا الجدار؟ لا شكّ أنّك ستبدأ بإحداث الكثير من الشقوق الصغيرة فيه والتي ستؤدي بعد بعض الوقت إلى انهياره.
كذلك هو الحال مع عقلك، ابدأ بالتفكير بأمور صغيرة يمكنك تغييرها في عملك لتمنحك منظورًا جديدًا، كأن تسلك طريقًا بديلاً إلى العمل، أو تشتري نبتة جديدة تضعها على مكتبك، أو تغيّر غداءك الذي اعتدت عليه، هذه الأمور البسيطة تسهم وبعد بعض الوقت في تغيير الكثير من حولك وجعلك أكثر قدرة على الخروج بأفكار أعظم وأكثر إبداعية.
اقرأ أيضًا: كيف أتخلص من الاحباط و السلبية
2- فكّر وأنت واقف
يعتبر الجلوس لفترات طويلة مضرًّا بصحتك وبعقلك أيضًا، في حين أنّ الوقوف يغيّر كامل طاقة جسمك، بل وطاقة من حولك كذلك. حاول أن تعقد اجتماعاتك في العمل وأنت واقف على قدميك، ولاحظ أثر ذلك على نوعية الأفكار التي تخرج بها أنت وزملاؤك. سيسهم الوقوف في جعل حركة الفريق أسرع وأكثر توجّهًا نحو الإنجاز ممّا سيحفّز كلّ واحد للخروج بالمزيد من الأفكار، وبالتالي رفع نسبة الإبداع في مكان العمل.
اقرأ أيضًا: 14 طريقة لتزيد انتاجيتك في العمل
3- ارسم أفكارك
لقد ثبت علميًا أنّ الرسم يحفّز نشاط الدماغ الإدراكي، من خلال تنشيط النصف الأيمن من الدماغ وهو الجانب المسؤول عن التفكير الإبداعي. لست بحاجة لأن تكون رسّامًا محترفًا، فحتّى الرسومات والخربشات البسيطة ستعطي ذات المفعول. لذا لا تتردّد في التعبير عن أفكارك وما يدور في عقلك بالرسم والألوان.
اقرأ أيضًا: كل ما تحتاج معرفته عن خرائط العقل والتفكير وفوائدها وكيفية رسمها
4- أبقِ مصادر الإلهام قريبة منك
فكّر في شيء ساعدك على تغيير طريقة تفكيرك أو فتح أمامك آفاقًا جديدة للتخيّل والإبداع. قد يكون ذلك مقولة مفضّلة، أو تحفة فنيّة، أغنية أو منظرًا طبيعيًا رأيته خلال إجازتك السابقة.
احتفظ بهذا الشيء قريبًا منك، علّق صورة ذلك المنظر الطبيعي أمامك أو اجعلها صورة خلفية على حاسوبك. اسمع تلك الأغنية مرارًا وتكرارًا واكتب تلك المقولة الملهمة على جدار غرفتك، وفي كلّ مرّة تشعر أنّك عالق وغير قادر على التفكير، حوّل تركيزك إلى هذه الأشياء.
5- غيّر نغمة الصوت من حولك
حسبما ما نُشر في دراسة أجريت بجامعة شيكاغو، تعتبر الأصوات الهادئة في الخلفية أو ما يعرف بالـ ambient noise عنصرًا فعّالاً ومناسبًا جدًّا لتفجير طاقات الإبداع. ولعلّ المستوى الأفضل من الأصوات مماثل لتلك الضوضاء المنخفضة التي تسمعها في مقهى دراسي. في حين أنّ السكون المطبق الذي تجده في المكتبة مثلاً يعتبر الأنسب للتركيز، لكنه لا يؤدي إلى الإبداع إطلاقًا. وبالمقابل فالضجيج العالي يشتّت الانتباه ويحول دون إنجاز أيّ عمل يحتاج للتركيز أو الإبداع.
إن لم يكن عملك يوفّر لك البيئة المناسبة من الأصوات التي تحفّزك، ما عليك سوى أن تحمّل أحد تطبيقات الصوت ambient noise app أو تستمع إلى بعض الملفات الصوتية على يوتيوب.
6- استعن بأعضاء فريق العمل الآخرين
إن وجدت نفسك في يوم من الأيام عاجزًا على الخروج بأفكار إبداعية في وظيفتك، فلا تبتئس، وتذكّر أنّك لست مضطرًّا لحلّ هذه القضية بمفردك. اجمع فريقك أو زملائك في العمل وخذ برأيهم. يمكنك أيضًا أن ترتّب لقاءات عصف ذهني أثناء ساعات الدوام أو بعدها لتبادل الأفكار، فالتفكير مع الجماعة أفضل بلا شكّ من التفكير منفردًا. فضلاً عن أنّه سيسهم في الخروج بعدد أكبر من الأفكار، فهو يحفّز دماغك وينشّطه أكثر لتخرج بأفكار أكثر إبداعًا.
اقرأ أيضًا: ما هي مهارات العمل ضمن فريق
7- ابدأ بالتنفيذ
توقّف عن الكلام، وابدأ بالعمل، حوّل أفكارك إلى كلمات مكتوبة، وحوّل كتاباتك إلى صور ورسمات، ثمّ ابني من هذه الرسمات نماذج أولية تتطوّر بعدها إلى مشاريع حقيقية. كلّما بنيت أكثر وجدت المزيد من الأفكار وارتفعت إبداعيتك أكثر، فلا تستهن بأيّ فعل تقوم به لتنفيذ أفكارك مهما كان صغيرًا.
8- اخرج من المكتب
بدلاً من أن تحبس نفسك في المكتب باحثًا عن الإلهام، ما رأيك في أن تقوم بنزهة في الخارج؟ فضلاً عن أنها طريقة لتحريك الدورة الدموية في جسمك وتجديد نشاطك، فهي تسهم في تفجير طاقتك الإبداعية. ابدأ بملاحظة الأشياء من حولك، وحتى تستفيد أكثر يمكنك أن تحوّل الأمر إلى لعبة، فتبدأ في اليوم الأول بالتركيز على الأشياء التي تبدأ بحرف الألف، وفي اليوم الثاني على الأشياء التي تبدأ بحرف الباء وهكذا. ستلاحظ أنّ عقلك بدأ يربط بين ما تراه وبين مشاكلك أو مهامّك في العمل مقدّمًا لك بذلك حلولاً إبداعية ما كنت لتصل إليها لو بقيت مكانك.
تذكّر دومًا أنّ الإبداع ليس مقتصرًا على الفنون فقط، وإنما هو متطلب مهمّ في جميع مجالات الحياة، لا تحرم نفسك من متعة الخروج بأفكار جديدة كلّ يوم في عملك واحرص على اتباع الخطوات السابقة لتحقّق المزيد من الإنجاز في وظيفتك.
ما هي الأمور الأخرى التي تقومون بها في حال واجهتكم مشاكل لم تتمكنّوا من حلّها في عملكم؟ شاركونا آراءكم من خلال التعليقات، ولا تنسوا التسجيل في موقعنا ليصلكم كلّ جديد.
اقرأ أيضًا: السلوك والذكاء: ايهما أهم لتحقيق النجاح ؟
اقرأ أيضًا: الشغف...ماهو؟ وكيف أتعرف على شغفي