كيف أكتب قصة قصيرة خطوة بخطوة؟
من منّا لم يشرع يومًا في رحلة مليئة بالخيال، حيث نتخيّل أنفسنا في أماكن مُختلفة، نخوض أحلامًا ومغامرات رائعة ونشعر بمشاعر مُتنوعة قلّما نشعر بها في عالمنا الواقعي؟ ويزداد الأمر روعةً إذا كُنت من عشَّاق الكتابة، حيث تُعد بمثابة مختبر التجارب بالنسبة لك، حيث يُمكنك تجربة الشخصيات والأحداث والحبكات والأفكار دون تحمُّل العبء الثقيل لكتابة رواية كاملة. ومع وجود عدد أقل بكثير من القيود التي تدعو للقلق، تُعد القصّة القصيرة أفضل وسيلة للمزج بين موهبة الكتابة والخيال الواسع.
ومع ذلك، فإن إتقان فن كتابة القصص القصيرة ليس بالأمر السهل. كيف تحكي قصة كاملة في كلمات قليلة؟ ما الذي تحتاج إليه القصة لتكون ناجحة؟ ما الذي يحمل القارئ على إكمال قصّتك إلى النهاية؟ كل هذه الأسئلة يجب أن تطرحها قبل الشروع في هذه التجربة.
القصص القصيرة تأخذك في رحلات سحرية بلمح البصر. تصفّح القصص القصيرة واستكشف الحكم العميقة التي يرويها أبطالها. اكتشف قصصنا الآن
في هذا المقال، سنعطيك دليلًا شاملًا لكيفيّة كتابة قصة قصيرة خطوة بخطوة. سواءً كنت تواجه صعوبة في كيفية كتابة مُخطَّط للقصَّة أو في تطوير الشخصية بشكل كامل في كلمات قليلة جدًا، فإن هذا الدليل هو نقطة البداية لك.
اقرأ أيضًا: 3 قصص من أجمل قصص الأطفال لترويها لهم قبل النوم
كيفية كتابة قصة قصيرة خطوة بخطوة:
كتابة قصة قصيرة يمكن أن تكون تجربة ممتعة ومجزية. إذا كنت ترغب في تعلم كيفية كتابة قصة قصيرة بطريقة منظمة، فإليك خطوات بسيطة يمكنك اتباعها:
1. ابدأ بفكرة
2. حدّد تفاصيل الشخصيّات
3. حدّد المكان والزمان
4. اكتب مشاهد حول الصراع بين الشخصيّات
5. أضف بعض الحبكات الفرعيَّة
6. ابدأ في هيكلة القصة
7. اكتب مسودتك الأولى
8. ابتعد - تنفَّس - راجِع
9. جهّز القصة
1. ابدأ بفكرة
في كثيرٍ من الأحيان، يكون الحصول على فكرة هو أصعب جزء في كتابة القصة القصيرة. تريد أن تكتب، ولكن ماذا الذي ستكتب عنه؟ أضف إلى ذلك أنّ الكثير من الأفكار المُبتكرة التي ترد إلى ذهنك من المُمكن أن تكون قد تم كتابتها بالفعل. لذلك، نُقدّم لك فيما يلي بعض النصائح للخروج بعدد كبير من الأفكار بسهولة:
يُمكن أن تأتي الأفكار من مجموعة متنوعة من المصادر. فكر في استلهام أفكارك من تجاربك الخاصَّة، أو ملاحظاتك، أو أحلامك، أو حتى المحادثات التي أجريتها. يُمكن للكتب والأفلام والأحداث الجارية أيضًا أن تثير إبداعك. كل ما عليك هو أن تنتبه للعالم من حولك، ففي بعض الأحيان، يُمكن أن تكون لحظةً عشوائيّة هي نشأة لقصَّة عظيمة.
بمُجرَّد أن يكون لديك شرارة من الإلهام، فكِّر في الموضوع الرئيسي أو الرسالة التي تريد نقلها. يمكن أن تكون هذه الرسالة حقيقة عالميَّة، أو درسًا أخلاقيًا، أو استكشافًا لمشاعر أو صراع معين. على سبيل المثال، يمكن أن تستكشف قصتك موضوعات مثل الحب أو الخسارة أو الخيانة أو الفداء أو الصراع من أجل الهوية، وغيرها.
فكِّر في شخصياتك الرئيسية وأين تدور أحداث القصة. يجب أن تكون الشخصيات مُترابطة ومتعددة الأبعاد، مع الرغبات والعيوب والصراعات. يجب أن يدعم المكان مزاج قصتك وموضوعاتها كذلك، سواءً كانت مدينة صاخبة أو قرية هادئة أو عالم خيالي. على سبيل المثال، قد تدور أحداث القصة حول التغلُّب على الخوف في منزل مهجور ومخيف.
استخدم تقنيَّات العصف الذهني لتجسيد فكرتك. يُمكن أن يُساعدك رسم الخرائط الذهنيَّة وإدراج السيناريوهات أو الصراعات المحتملة في استكشاف جوانب مختلفة من فكرتك. اسأل نفسك أسئلة "ماذا لو" لتوسيع مفهومك. على سبيل المثال، "ماذا لو استيقظ شخص ما في أحد الأيام ليجد أنه غير مرئي؟"
بمُجرَّد أن تكون لديك فكرة أساسية، قم بتنقيحها من خلال النظر في الأسئلة التالية:
من هو البطل وماذا يريد؟
ما هو الصراع أو التحدي الأساسي؟
كيف يؤثر المكان على القصة؟
ما هي حبكة القصَّة وحلها؟
اقرأ أيضًا: قصص شخصيات عربية مشهورة: ابن بطوطة
2. حدّد تفاصيل الشخصيّات
عند التفكير في تحديد سمات شخصيّات القصة، اطرح الأسئلة التالية:
ما هي خلفية شخصياتي؟ من أين أتوا، وكيف وصلوا إلى هنا، وأين يريدون أن يكونوا؟
ما هو الشيء الذي تريده كل شخصيَّة أكثر؟ يمكن أن يكون هذا الشيء ماديًا أو مفاهيميًا، مثل "كسب شيء مُعيّن" أو "أن تكون الشخصيّة محبوبة".
ما هو العيب القاتل في شخصيَّاتك؟ بمعنى آخر، ما هو القيد الذي يمنع الشخصيّة من تحقيق رغبتها؟ في كثير من الأحيان، يكون هذا الخلل بمثابة نقطة عمياء تتعارض بشكلٍ مباشر مع رغباتهم. على سبيل المثال، تقف كراهية الذات في طريق بطل الرواية الذي يبحث عن الحب.
كيف تفكر شخصيَّاتك وتتحدث؟ فكر في أمثلة خياليّة وفي العالم الحقيقي قد تشبه شخصيتك.
في القصص القصيرة، نادرًا ما يكون هناك شخصيّات أكثر من بطل القصة وخصمه ومجموعة صغيرة من الشخصيات الداعمة. كلما زاد عدد الشخصيات التي قمت بتضمينها، أصبحت قصَّتك أطول وأبتعدت في جوهرها عن مفهوم القصة القصيرة. لذلك، ركِّز على إبراز شخصيَّة واحدة أو اثنتين فقط في القصة، مع جعل بقيّة الشخصيّات عبارة عن شخصيات سطحيّة تُحرّك القصّة ليس أكثر.
اقرأ أيضًا: قصص عربية من التراث المغربي
3. حدّد المكان والزمان
يُعد تحديد المكان والزمان خطوة حاسمة في كتابة القصة القصيرة، حيث تُؤثِّر بشكلٍ كبير على الحالة المزاجية ونبرة وتصرفات شخصياتك. وفيما يلي بعض النصائح حول كيفيَّة اختيار المكان والزمان بشكلٍ فعَّال في قصتك القصيرة:
تحديد الزمان والمكان:
اختر الموقع الجغرافي لقصتك، والذي يُمكن أن يتراوح من بلدة صغيرة إلى مدينة مزدحمة، أو حتى عالم خيالي. فكر في كيفية تأثير الموقع على أنماط حياة الشخصيات ولهجاتها وسلوكياتها.
حدِّد الفترة التي تدور أحداث قصتك فيها. يمكن أن يكون هذا عامًا أو موسمًا أو وقتًا محددًا من اليوم، وفكِّر أيضًا في كيفية تأثير العصر على قصتك. على سبيل المثال، ستحتوي القصة التي تدور أحداثها في عشرينيات القرن العشرين على أعراف اجتماعية وتكنولوجيا ولغة مختلفة مقارنة بقصة تدور أحداثها في عشرينيات القرن الحادي والعشرين.
خلق بيئة حيَّة:
استخدم التفاصيل الحسيَّة لإضفاء الحيويَّة على المكان من خلال وصف ما تراه الشخصيات وتسمعه وتشمه وتتذوقه وتلمسه. على سبيل المثال، بدلًا من الإشارة ببساطة إلى أن القصة تدور أحداثها في غابة، قم بوصف الأشجار الشاهقة وحفيف أوراق الشجر ورائحة الصنوبر وزقزقة الطيور.
اضبط الحالة المزاجية من خلال وصف الطقس والإضاءة والأجواء العامة، حيث يُمكن لليوم الممطر الكئيب أن يثير مشاعر الحزن أو التوتر، في حين أن اليوم المشمس والمشرق يمكن أن يخلق جوًا مبهجًا أو مفعمًا بالأمل.
السياق التاريخي والثقافي:
إذا كانت قصتك تدور في فترة تاريخية مُحدَّدة، فابحث في الأحداث الرئيسية والعادات والملابس والتكنولوجيا في ذلك الوقت، فمن شأن هذا أن يُضيف طابعًا من العمق إلى قصتك. على سبيل المثال، قد تتضمن القصة التي تدور أحداثها أثناء الحرب إشارات إلى غارات جويَّة أو ما شابه.
فكِّر في الخلفية الثقافيَّة لبيئة قصتك. يتضمن ذلك التقاليد والأعراف الاجتماعيَّة واللغة والقيم التي ستؤثر على شخصياتك. على سبيل المثال، ستحتوي القصة التي تدور أحداثها في قرية ريفيَّة على فروق ثقافية مختلفة مقارنة بقصة تدور أحداثها في مدينة صناعيّة حديثة.
اقرأ أيضًا: تلخيص قصة بائعة الكبريت | بين البرد القارس والأحلام الدافئة
4. اكتب مشاهد حول الصراع بين الشخصيّات
الصراع هو قلب أي قصة قصيرة، فهو يقود الحبكة ويكشف عمق الشخصيَّات. عند صياغة مشاهد حول الصراع بين الشخصيات، ركز على كيف تقوم هذه الصدامات بدفع السرد للأمام وكشف تعقيدات شخصياتك.
في البداية، حدِّد الصراع الرئيسي بين شخصياتك. قد يكون هذا صراعًا بين الأهداف أو القيم أو الشخصيات. على سبيل المثال، إذا كانت قصتك تتضمن نزاعًا عائليًا، فقد يتمحور الصراع حول اختلاف الآراء حول قرار مهم، مثل الانتقال إلى مدينة جديدة.
بعد ذلك، قم ببناء مشاهد تؤدي إلى تصعيد التوتر تدريجيًا. ابدأ بخلافات أصغر تشير إلى القضايا الأساسيَّة، ثم انتقل تدريجيًا نحو مواجهات أكثر حدَّة، وهو الأمر الذي بدوره يخلق تصعيدًا معقولًا وجذابًا. ومن المُهم أن تستخدم الحوار لإظهار الصراع بين الشخصيّات بدلاً من مُجرَّد إخبار القارئ عنه. يمكن لكلمات الشخصيات ونبرة صوتها ولغة جسدها وردود أفعالها أن تكشف الكثير عن مشاعرهم ودوافعهم. على سبيل المثال، بدلاً من الإشارة إلى أنَّ شخصيتين غاضبتان من بعضهما البعض، قم بتصوير جدال ساخن حيث يتفاقم الصراع بينهما.
أثناء الحوار، يجب أن تضيف نصيبًا للمشاعر الجسديّة. فكما قد تُعبِّر الشخصيات عن غضبها أو إحباطها من خلال الكلمات الحادة، فبإمكانها أيضًا من خلال أفعال مثل إغلاق الأبواب أو التحرك أو تجنُّب الاتصال البصري التعبير عن نفس الشعور. فهذه الإشارات الجسديَّة من شأنها أن تزيد من حدَّة الصراع.
بعد تحديد طبيعة الصراع، قم بالبناء نحو مشهد حيث يصل الصراع إلى ذروته، وغالبًا ما تكون هذه هي نقطة التحوُّل في القصة. تأكَّد من أنَّ هذا المشهد مشحون بالعاطفة وأنه يجبر الشخصيات على مواجهة مشكلاتهم بشكلٍ مُباشر. يجب أن يكون الحل (أو عدم وجوده) مؤثرًا ويدفع القصة نحو نهايتها.
بعد ذروة الصراع، اعرض العواقب. كيف تتعامل الشخصيات مع التداعيات؟ وهنا تتضح عواقب الصراع، وقد تفكر الشخصيات في ما حدث أو تتخذ قرارات مُهمَّة بشأنه.
اقرأ أيضًا: أوبرا وينفري: من طفولة قاسية وبدايات مُتواضعة إلى قطب إعلامي لامع
5. أضف بعض الحبكات الفرعيَّة
الحبكات الفرعيَّة هي قصص ثانوية تعمل بالتوازي مع الحبكة الرئيسيَّة، مما يؤدي إلى إثراء السرد وإضافة عمق للشخصيات والموضوعات. يُمكن للحبكات الفرعيَّة الفعالة أن تعزز القصة بأكملها، مما يوفر طبقات إضافية من الصراع والتوتر والحلول. وعند إضافة الحبكة الفرعيّة، يجب الأخذ في الاعتبار ما يلي:
يجب أن تُكمِّل الحبكات الفرعيَّة القصة الرئيسية وتدعمها من خلال خلق فهم أعمق للحبكة الرئيسيَّة.
يجب أن تُوفّر الحبكات الفرعيَّة فرصًا لاستكشاف خلفيات الشخصيات ودوافعها ونموها، كما يُمكنها الكشف عن جوانب مختلفة من الشخصيّة أو ماضيها.
احرص على أن تتعمَّق في التاريخ الشخصي لشخصيَّاتك. على سبيل المثال، يمكن أن تكون علاقة بطل القصة المُتوتُِرة مع أحد أشقائه حبكة فرعية تؤثر على تصرفاته وقراراته في الحبكة الرئيسيَّة.
يُمكن أن تكون الأحداث التي تحدث بالتزامن مع الحبكة الرئيسية بمثابة حبكات فرعيَّة. على سبيل المثال، بينما تتعامل الشخصية الرئيسية مع تغيير كبير في حياتها، يمكن أن تتضمن الحبكة الفرعية الموازية مجتمعها الذي يواجه أزمة محليَّة.
تأكَّد دومًا من أنَّ الحبكات الفرعيَّة متصلة بالقصة الرئيسية. يمكن أن يكون ذلك من خلال السمات أو الشخصيات أو الأحداث المشتركة التي تتقاطع مع الحبكة الأساسية.
انسج حبكات فرعية في القصة في اللحظات المناسبة، من خلال تقديمها في وقتٍ مُبكِّر بما يكفي لتطويرها بشكل كامل، ولكن تأكد من أنها لا تطغى على الحبكة الرئيسية. قم بموازنة السرعة بحيث تبدو التحولات بين الحبكة الرئيسية والحبكات الفرعية طبيعية.
اقرأ أيضًا: قصة نجاح ستيف هارفي | من هو ستيف هارفي؟
6. ابدأ في هيكلة القصة
إن هيكلة قصتك القصيرة بشكلٍ فعَّال يضمن أن يكون لها تدفُّق واضح وجذاب ومرضي، فالقصة جيدة التنظيم ترشد القارئ خلال السرد بسلاسة وتؤكد على اللحظات الرئيسيَّة من الحبكة والحل. تُعد الطريقة الأكثر شيوعًا لهيكلة القصة هي تقسيمها إلى مجموعة من الأجزاء فصول:
الجزء الأوّل (المُقدِّمة): هذا هو المكان الذي تقدم فيه لقرائك شخصياتك وتحدد أماكن قصَّتك وإيقاعها. عادةً ما يتم استدعاء بطل القصة الخاص بك في هذا الجزء. هنا تُقدِّم بعض التلميحات للقارئ فيما يتعلَّق بالمقصد الذي تؤدي إليه القصة.
حدِّد الزمان والمكان الذي تحدث فيه قصتك، حيث يُساعد هذا القراء على تصور العالم الذي تعيش فيه شخصياتك.
قدّم بطل الرواية والشخصيات الرئيسية الأخرى، وامنح القراء لمحة عن شخصياتهم ودوافعهم ووضعهم الحالي.
ابدأ بسطر افتتاحي مثير للاهتمام أو موقف يثير فضول القارئ ويشجعه على مواصلة القراءة.
الجزء الثاني (المواجهة): يواجه بطل القصة وحلفاؤه بعض التعقيدات أثناء تقدُّمهم، وفي كثيرٍ من الأحيان تسوء الأمور بالنسبة لهم ويحتاجون إلى إيجاد طرق لقلب الموازين.
اعرض الحدث أو الموقف الذي يعطل الوضع الراهن ويُحرِّك القصة، حيث يجب أن تتحدى هذه الحادثة بطل الرواية وتخلق شعورًا بالمواجهة.
يجب أن تثير الحادثة التحريضيَّة أسئلة في ذهن القارئ حول كيفية استجابة الشخصيات وماذا سيحدث بعد ذلك.
الجزء الثالث (القرار): وهو ما تحاول شخصيتك الرئيسية القيام به في الفصل الأخير، كمحاولة لترجيح كفة الميزان، ومواجهة التجارب، وحل المشكلات. لذلك، عليك ككاتب أن تصل إلى نتيجة مرضية في هذه المرحلة حيث تفي بالوعود التي قطعتها في وقتٍ مُبكِّر من القصة.
قم بإنشاء اللحظات الأكثر حدَّةً وحسمًا في القصة حيث يصل الصراع الرئيسي إلى أعلى نقطة، حيث يواجه بطل الرواية التحدي الأكبر أو يتخذ قرارًا حاسمًا.
هذا هو المكان الذي يجب على بطل الرواية أن يواجه فيه الصراع وجهاً لوجه، وستُحدِّد النتيجة اتِّجاه القصة.
بعد ذلك، قم بمعالجة أي صراعات أو أحداث ثانويَّة وأظهر كيف تساهم في الحل الشامل للقصة.
اقرأ أيضًا: من الشوارع للعالمية: قصة نجاح اللاعب رياض محرز
7. اكتب مسودتك الأولى
سيتم في النهاية دمج المشاهد التي تبنيها حول الصراع في قصَّة كاملة. لذلك، تأكَّد مع تقدُّم القصة أنَّ كل مشهد يزيد من توتر القصة، وأن هذا التوتر يظل دون انقطاع حتى تقرر الذروة ما إذا كان بطل القصة سيحقق ما يريد أم لا.
لا تشدد كثيرًا على كتابة قصَّة مثالية عند كتابة المسودّة الأولى. بدلًا من ذلك، خذ نصيحة آن لاموت، و"اكتب مسودة أولى سيئة". فالهدف ليس كتابة قصَّة كاملة في المسودة الأولى، بل هو لتدوين الأفكار على الورق. أنت ببساطة، كما تقترح شانون هيل، "تجرف الرمال في صندوق حتى تتمكن لاحقًا من بناء القلاع".
اقرأ أيضًا: قصة هيلين كيلر كاملة | الطفلة المعجزة
8. ابتعد - تنفَّس - راجِع
كان الأديب الشهير ستيفن كينج كلما أنهى رواية يضعها في الدرج ولا يفكر فيها لمدة 6 أسابيع. مع القصص القصيرة، ربما لا تحتاج إلى أخذ استراحة طويلة. لكن الفكرة في حد ذاتها صحيحة: عندما تنتهي من مسودتك الأولى، ضعها جانبًا لبعض الوقت. اسمح لنفسك بالعودة إلى القصة بعيون جديدة، حتى تتمكن من المراجعة بأفضل شكل مُمكن.
في المراجعة، يجب أن تتأكّد من أنَّ كل كلمة لها مكان أساسي في القصة، وأن كل مشهد يزيد التوتر والحبكة، وأن كل شخصية مُحدَّدة بوضوح. تسمح ذروة هذه العناصر للقصَّة باستكشاف موضوعات وأفكار معقدة، مما يمنح القارئ شيئًا للتفكير فيه بعد انتهاء القصة.
اقرأ أيضًا: من هو غسان كنفاني | قصة غسان كنفاني
9. جهّز القصة
إن الانتهاء من قصتك القصيرة هو الخطوة الأخيرة الحاسمة في عملية الكتابة. تتضمن هذه المرحلة تحسين سردك، والتأكُّد من تماسك جميع العناصر، وصقل نثرك لجعل قصتك مقنعة وخالية من الأخطاء قدر الإمكان. وفيما يلي أهم النقاط التي يجب مراجعتها عند هذه المرحلة:
اقرأ قصَّتك من البداية إلى النهاية دون إجراء أي تغييرات، فقط انتبه إلى التدفُّق العام والوتيرة والتأثير العاطفي.
قم بإزالة أي مشاهد أو تفاصيل لا تساهم في الحبكة الرئيسية أو تطوير الشخصية.
تأكَّد من أن الحوار بين الشخصيّات ذا قيمة ويٍُاهم في تطوُّر الشخصيّات والقصة.
تأكَّد من أنَّ الزمان والمكان يظلان متماسكين طوال القصة.
راجع أسلوبك في السرد، وقم بتغيير بنية الجملة الخاصَّة بك للحفاظ على اهتمام القارئ وتعزيز سهولة القراءة. استخدم جملًا أقصر للحبكات وجملًا أطول للوصف.
تأكَّد من أن وتيرة القصة متوازنة، مع وجود قمم مناسبة من التوتر ولحظات من الهدوء، مع الأخذ في الاعتبار أنّه يجب أن تتماشى الوتيرة مع الرحلة العاطفيَّة للشخصيَّات.
اقرأ أيضًا: قصة نجاح الأسطورة محمد علي كلاي
ختامًا، قد تبدو كتابة القصة القصيرة مُهمَّة شاقة، ولكن من خلال اتّباع نهج مُنظَّم في الكتابة، سيُصبح الأمر أسهل بكثير. من خلال تقسيم كتابة القصة إلى خطوات بسيطة يُمكن تنفيذها بسهولةٍ أكبر، يُمكنك التركيز على كل جانب من جوانب رواية القصص، مما يضمن أن تكون قصّتك جذَّابة ومُشوِّقة.
أتريد تعلم اللغات بطريقة محترفة؟ تصفح مجموعةمن دوراتنا المختلفة لتعلم اللغات و الأدب تصفح الدورات الآن
لقد حدد هذا الدليل خطوة بخطوة المراحل الرئيسية لكتابة القصة: البدء بفكرة، وصياغة شخصيات مُقنعة، وتحديد الزمان والمكان، وخلق صراع بين الشخصيّات، وتطوير حبكة مُتماسكة، ثم كتابة القصة، وتحسينها من خلال المراجعة. ما عليك الآن سوى البدء في الكتابة، والاستمتاع!
وتذكّر دومًا أنّ الكتابة تحتاج إلى تعديل مُستمر. ومع كل مسودة تقوم بتعديلها، ستُصبح قصتك أقوى وأكثر صقلًا. لذا، أمسك بالقلم وابدأ رحلتك في سرد القصص الآن!
اقرأ أيضًا: من فكرة مجنونة إلى ماركة عالمية: قصة نجاح شركة Nike
اقرأ أيضًا: من فكرة إلى شركة عالمية: قصة نجاح وتأسيس شركة Hotmail
اقرأ أيضًا: من هو إيلون ماسك؟ | قصة نجاح إيلون ماسك
المصادر: writers، turnerstories