قصص عربية من التراث المغربي
لا شكَّ بأنَّ القصص لها سحرها وتأثيرها الخاصّ على قُرّائها ومستمعيها، فهي ليست مصدرًا للتَّسلية وحسب، بل تُعدّ أيضًا طريقةً فعَّالةً لنقل الأخلاق والدّروس والقيم عبر الأجيال، بالإضافة إلى الحِفاظ على ثقافة وهويَّة الشّعوب من جيلٍ إلى جيل. وللحفاظ على التّراث الشعبيّ، تلجأ العديد من الشعوب إلى استخدام سحر القصص، إمّا في شكل حكايات شفهيَّة أو مكتوبة لنقل المُستمِع أو القارئ إلى عالمٍ جديد مليء بالعبر ويحمل في طيّاته عبق الموروث الثَّقافيّ لهذه الشّعوب.
قصص قصيرة مُلهمة اقرأ المزيد من القصص القصيرة ذات العبر والدروس العميقة على فرصة.كوم اقرأ جميع القصص القصيرة
وبالحديث عن الموروثات الثَّقافيَّة والتّراث المحفوظ عبر القصص، فلن نجد أفضل من التراث المغربي العريق الذي يشتمل على قصص عربيَّة عديدة، والَّتي تُظهر ثقافة وهويَّة وتراث المغرب العربي بالإضافة إلى تقديم العديد من الدّروس والعبر القيِّمة.
يرجع تاريخ هذا التَّقليد الخاصّ برواية القصص في المغرب العربي إلى أكثر من 1000 عام، تحديدًا إلى الوقت الذي كانت فيه مراكش ما زالت مدينةً شابَّة. كان الملوك البربر يحكمونها وكان المغرب العربي حينها يلجأ إلى سرد القصص كوسيلة لنقل المُعتقدات الثَّقافيَّة، وتعليم الأطفال دُروسًا أخلاقيَّة، كما كان أيضًا بمثابة شكل من أشكال التَّرفيه في ليالي الشِّتاء الطَّويلة.
اقرأ أيضًا: قصة قصيرة مؤثرة: الموت الأسود و ملاكه الحزين
اقرأ المزيد من القصص القصيرة المعبرة على موقع فرصة
قصص مغربية من التراث المغربي:
في هذه المقالة، نُقدِّم لكم بعض النماذج من القصص العربية الموجودة في التراث المغربي:
1- حين يطيب التريد يدير الله ما يريد
في زمنٍ من الأزمنة، وفي قريةٍ جميلةٍ من إحدى القرى المغربية، كان يَسكنُ رجلٌ أعطاه الله من المال والجنات والأبقار والأغنام ما لم يكُن لغيره، وبالرَّغم من أنَّ هذا الرجل كان آية في الغنى والثَّراء، إلَّا أنَّه كان أيضًا آية في البخل! فقد كان يتَّصِف بالبُخل الشّديد وحُبِّه لاكتناز الأموال والخشية من الإنفاق.
كان هذا الرَّجل لا يتصدَّق على أهل قريته الفُقراء إلَّا نادرًا، بل أنَّ شُحَّه الشَّديد قد وصل إلى أهل بيته، فكان لا يُطعم زوجاته وبناته ما يكفيهنَّ، ولا ينلن من رغد العيش شيئًا، كما كان أيضًا شديد القسوة مع خدمِه. كان لهذا الرجل ثلاث نساء و سبع بنات، والَّذي كان يعتبره الرجل أمرًا مزعجًا ومؤرقًا، فلمن سيترك كُلَّ هذا المال والخير الوفير بعد موته؟! أراد الرَّجل أن ينجب ولدًا ليرث كُلّ خيراته التي عمل على زيادتها طوال حياته.
قرَّر الرجلُ أن يتزوَّج من ابنة إحدى خادماته حتّى يحصل منها على الولد، وقد كانت فتاةً رقيقة الطّباع وجميلة الوجه. وبالطَّبع وافقت أمّها على طلب سيدها فورًا من دون أي نقاش. وبالفِعل تزوَّج الرَّجل هذه الفتاة وكان يُعاملها مُعاملةً قاسيةً هو وزوجاته. وعلى الرَّغم من أنَّها كانت تُنفِّذ جميع أوامر الزَّوج، إلَّا أنَّه لم يكُن حتّى يُعطيها من الطَّعام ما يُشبِعها.
اقرأ الآن: إيلين: قصة قصيرة عن الصبر والمثابرة
اقرأ أيضًا: قصة نجاح قصيرة: لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس
ومَضَت الأيّام وحملت الفتاة لتجمع بذلك بين مُعاناة الجوع وعُسر الوحم. نبَّهتها أمّها ألّا تُصرِّح بأمر حملها حتّى لا تتعرَّض للأذى من ضرائرها، فكانت الفتاة المسكينة تُعاني بصمتٍ من ألم الوحم دون أن تُخبر أحدًا بذلك. مع مرور الوقت، اشتدَّ بها الوحم حتّى طلبت من أمها أن تُحضر لها قطعةً من كبد خروف حتى ولو قطعةً صغيرة.
كانت الأم عاجزةً عن تلبية طلب ابنتها، فمن أين ستأتي لها بما طلبت وهي لا تملك من الدّنيا إلا بعض فُتات الطَّعام الذي تناله جراء خدمتها لسيّدها! كانت الفتاةُ تعلم جيِّدًا ظروف أمها، علاوةً على بخل زوجها الشَّديد، وبالرَّغم من ذلك، لم تستطع أن تكبح جماح الوحم الَّذي كان مُسيطرًا على كلِّ تفكيرها.
فَكَّرَت الفتاة في كيفيَّة الحُصول على هذه القطعة من كبد الخروف، ثم اهتدت إلى أنَّها ستخرج خلسةً من البيت وتتَّجه نحو مزرعة الزَّوج البخيل الَّتي كان يحفظ فيها ماشيته. بعد أن قطعت الفتاة مسافةً طويلة من البيت إلى المزرعة، وصلت أخيرًا وكان قد أصابها تعبٌ وإنهاك شديدان.
لم تلبث الفتاة أن وصلت حتّى ذهبت فورًا إلى راعي المزرعة وأخبرته بقصَّتها وكيف أنَّ زوجها البخيل لا يُطعمها ما يكفيها، ثمَّ سألته أن يُطعمها كبد أحد الخراف الَّتي يمتلكها زوجها، فقد اشتدَّ عليها الوحم ولم تَعُد قادرةً على التَّحمّل أكثر من ذلك. ارتعب الرّاعي ممّا طلبت، فهو يعلم مدى بُخل سيِّده وأنَّه بالتأكيد سيقطع عيشه إذا علم أنَّ أحد الخراف قد نقص من القطيع، لذلك لم يكُن يجرؤ على تلبية ما تريده الفتاة .
اقرأ أيضًا: قصص قصيرة مؤثرة
رجته الفتاة المسكينة مُتوسِّلةً، فرأف الرّاعي لحالها وقرر أن يُخاطر بعمله من أجلها، فأحضر لها خروفًا صغيرًا من المزرعة وذبحه وأخرج منه الكبد ثم وضعها على النّار لتطيب.
أكلت الفتاةُ بنهمٍ شديد حتّى أنهت الكبد كُلّها ثُمَّ شكرت الرّاعي وانصرفت بسرعةٍ إلى البيت. للأسف، لم تَسِر الأمور كما خطَّطت لها الفتاة، فقد لاحظت الزَّوجة الأولى أنَّ الفتاة غائبة عن المنزل فأرسلت وراءها واحدةً من الخدم لتُراقبها، وبالفعل نقلت هذه الخادمة كُلَّ ما حدث في المزرعة للزَّوجة الَّتي أسرعت وأخبرت الزَّوج بكل ما سمعت.
غضب الزَّوج البخيل غضبًا شديدًا لأنَّ هذا الخبر سينتشر بين أهل القرية، وسيعلم النّاس أنَّ الرَّجل قد بخل بالطعام على زوجته الحامل. لذلك، قرَّر الرّجل أن ينتقم من زوجته المسكينة بقتلها أبشع قتلة. أمَرَ الرَّجل خدمه أن ينحروا أكبر عجل في مزرعته وأن يُعدّوا كُلَّ ما لذَّ وطاب من الأطباق. كانت عقوبة الفتاة هي أن يُجبرها الزَّوج على تناول كُلّ الطَّعام الذي أعدَّه الخدم، وإذا لم تفعل سوف تموت.
أمر أيضًا بإحضار جملين وتجويع أحدهما، وعدم سقي الآخر. كان ينوي الزَّوج أن يُقيد يدي وقدمَي زوجته المسكينة بالجملين، ثُمَّ يضع وعاءً مليئًا بالطَّعام أمام الجمل الجائع وقدرًا مليئًا بالماء أمام الجمل الظمآن، وعندما يركض الجملان على الطعام والشراب، سوف يقطعان الفتاة إلى نصفَين، وبذلك يكون قد انتقم لكرامته وشرفه.
اقرأ أيضًا: قصص نجاح ملهمة لشخصيات مشهورة
ارتعبت الأمّ ممّا سيحدُث لابنتها وتوسَّلَت سيدها أن يصفح عنها ولكن من دون جدوى، حيث قام بوضعها في الكوخ المُظلِم الَّذي كان قد سجن فيه زوجته حتّى يحين موعد عقابها. عاتبت الأمّ ابنتها وأخبرتها أنَّها قد حذَّرتها من قبل من العواقب، فما كان من الفتاة إلّا أن حاولت التَّخفيف والتَّهوين على أمها حيث قالت لها بإيمانٍ شديد المقولة الشَّهيرة الَّتي أصبحت مضربًا للمثل حتّى يومنا هذا "حين يطيب التريد يدير الله ما يريد"، أي إلى أن يجهز الطعام ويحين وقت العقاب، يفعل الله ما يريد.
أسرعت إحدى الخادمات إلى سيِّدها تُخبره بأنَّ كل ما أمر به قد تمَّ وأنَّ الطعام قد جهز، فأمرها أن تُعطيه لقمةً كي يتذوَّق الطَّعام قبل أن يبدأ في تنفيذ العقوبة على زوجته. وما إن وضع الرجل اللّقمة في فمه حتّى علقت وأصابته بالاختناق، فمات الرَّجل على الفور. بعد ذلك، خرجت الفتاة وأمّها من الكوخ وهي تنظر إليها قائلةً ألم أخبركِ أنّه حين يطيب التريد يدير الله ما يريد!
تُعدّ هذه القصّة إحدى أشهر القصص العربية في التراث المغربي، وأمّا عن العبرة منها فهي ألَّا يفقد الإنسان إيمانه بالله أبدًا، فمهما كان الإنسان ضعيفًا ولا حول له ولا قوَّة، فإنَّ الله بحوله وقُوَّته قادرٌ على نصر المظلوم والضعيف إذا تعلَّق بالله وتوكَّل عليه.
اقرأ أيضًا: قصة نجاح واقعية: طموح وكلمة
2- حكاية عين واولوت
في زمنٍ من الأزمان، كانت هُناك عجوزٌ تُدعى واولوت كانت تعيشُ في خيمةٍ في أرضٍ جرداء تخلو من المياه. كانت هذه العجوز تقتات من عنزةٍ تملكها حيث كانت تعيشُ على لبنها، وكانت تُربّي أيضًا كلبة لديها عدد من الجراء. بلغت هذه العجوز من العُمر أرذله وضعف بصرها حتّى ذهب، فعاشت وحيدةً فاقدةً للبصر في خيمتها.
ذات يوم وقبل أن تغرُب الشَّمس، أتى إلى الحَيّ شيخٌ كبير، يبدو على وجهه المُزيَّن بلحيةٍ بيضاء الوقار والتَّقوى، وكان يتَّكئ على عصا تُساعده في السَّير. اقترب الرَّجل العجوز من خيمة واولوت وطلب منها ضيافة الله، وبالفعل رحَّبت العجوز به، وأكرمته، واستضافته عندها ليلةً كاملة.
لم تبخل العجوز - برغم فقرها - على الضَّيف، بل قدَّمت له طعامًا أعدَّته بكل ما تملكه من شعير، وسقته من لبن العنزة الَّتي تملكها، ثم ذبحتها وأطعمته من لحمها. تناول الشيخ طعامه حتّى شبع، وأمر العجوز أن تقترب منه، ثم وضع يده على عينيها فاستعادت بصرها في الحال.
بعد ذلك، طلب الشيخ من واولوت أن تُحضر جلد الماعز الَّذي ذبحته، ثُمَّ مسح عليه فعادت العنزة للحياة كما كانت! ثمَّ فعل نفس الشَّيء مع الشعير فامتلأ خيش الشعير على آخره، وأوصاها أن تحثَّ سُكّان الحيّ على الرَّحيل في الغد الباكر، والانتقال إلى الأرض التي ستنتقل إليها الكلبة.
اقرأ المزيد أيضًا: قصص قصيرة من التراث العربي
أمضت العجوز واولوت ليلتها في فرحٍ شديدٍ وفي دهشةٍ كبيرةٍ أيضًا من أمر هذا الشَّيخ المُبارَك. وفي صباح اليوم التّالي، غادر الشَّيخ الخيمة بعد أن وعد العجوز بالخير الوفير إذا عَمِلَت بما أوصاها به. أخبرت المرأة أهل الحيّ بما حدث فصدَّقها أكثرهم، ثم راقبوا كلبتها حتّى شاهدوها وهي تُرسل جراءها واحدًا تلو الآخر إلى منطقةٍ بعيدة، وتضعهم تحت سدر.
لم يُساور الشَّكّ إلّا القليل منـهم، حيث أسرعوا بنقل خيامهم إلى الأرض الَّتي نقلت إليها الكلبة أطفالها تصديقًا لوعد الشيخ حتّى خلا الربع تمامًا. وفي نفس اليوم، هطل المطر بغزارةٍ حتّى أدّى إلى تفجّر نبع من الأرض. فرح أهل الحيّ كثيرًا بهذا النَّبع وأسموه تيمُّنًا بالعجوز "عين واولوت".
تداولت الألسنة قِصَّة الشَّيخ والمرأة العجوز على مرّ العصور، حيث قال البعض أنَّ الشيخ هو سيدي عبد القادر الجيلالي الَّذي كان قد جاء من بغداد، فلمَّا مرَّ بهذه الأرض الجرداء وشاهد ما يُعاني منه هؤلاء الناس من الجفاف وضيق العيش، هرع إلى إكرامهم بهذه العين الدّافقة لتفتح عليهم أبوابًا من الرزق من خلال الزراعة.
بنى أهلُ الحيّ بعد ذلك مقامًا للشَّيخ - اعترافًا بصنيعه - وأسمَوه مقام سيدي عبد القادر الجيلالي، حيث يزوره النّاس من كل حدب وصوب وتُعدُّ فيه الولائم للفقراء والمحتاجين. وبذلك تكون عين واولوت قد ارتبطت ببركة هذا الشيخ العجوز الذي أكرم أهل الحي الفقير.
اقرأ أيضًا: هل تحتاج إلى بعض الإيجابية؟ إليك 9 قصص قصيرة ملهمة
3- حكاية الساقي
حدثت هذه القصة في قديم الزَّمان، حيث كان هناك ساقٍ يُدعى محمد، كان يقوم ببيع الماء للنّاس في السوق، وبفضل أخلاقه الحسنة وأمانته ونظافته وخِفَّة ظِلِّه، أحبَّه النّاس وأقبلوا على الشِّراء منه. في يومٍ من الأيَّام، سَمِع الملك عن السّاقي محمد فأمرَ وزيره بأن يُحضره إليه. وبالفعل، أتى الوزير بالسّاقي مُحمَّد وأحضره إلى الملك الَّذي أخبره أنَّه من اليوم سيعمل عند الملك في القصر، حيثُ سيسقي ضيوف الملك، كما سيجلس بجانب الملك ليحكي له قِصصَه الطَّريفة التي اشتُهر بها.
وافق السّاقي مُحمَّد على الفور، وما لبث أن عاد إلى زوجَته ليُبشِّرها بهذا الخبر الجميل. في اليوم التالي، لبس الساقي مُحمد أفضل ثيابه وذهب إلى قصر الملك، حيث بدأ عمله عندما دخل الديوان ووزَّع الماء على ضيوف الملك، وعندما انفضَّ الجمع جلس بجوار الملك ليقصَّ عليه القصص والطّرائف، وفي نهاية اليوم أخذ مُقابل تعبه ثم انصرف إلى بيته.
وهكذا أصبح السّاقي يأتي إلى القصر كل يوم ليسقي ضُيوف الملك، ثم يجلس بجوار الملك ليروي طرائفه، حتّى أصبح مُقرَّبًا من الملك بفضل قصصه الطَّريفة وخِفَّة ظِلّه، إلى أن أتى يومٌ شعر فيه وزير الملك بالغيرة من السّاقي لأنَّه أصبح مُقرَّبًا من الملك أكثر من اللازم. في اليوم التالي، عندما أنهى الساقي عمله وهمَّ بالعودة إلى بيته لحقه الوزير وأخبره أنَّ الملك يشتكي من رائحة فمه الكريهة، وأمره أن يُغطّي فمه بلثام حتّى لا يؤذي الملك. وبالفعل صدَّق السّاقي كلام الوزير، وأتى الساقي إلى القصر في اليوم التالي مُغطيًا فمه باللثام تمامًا كما أخبره الوزير.
اقرأ أيضًا: 20 قصة قصيرة ذات دروس قيمة
تَعجَّب الملك من هذا اللثام الذي يُغطّي فم السّاقي ولكنَّه لم يُعقب، لكن عندما استمرَّ السّاقي بوضع هذا اللثام على فمه لأيَّام، سأل الملك وزيره عن السَّبب. فقال له الوزير "أخاف يا مولاي إن أخبرتك أن تقطع رأسي"، فأعطاه الملك الأمان على أن يُخبره عن السَّبب. فأخبره الوزير أنَّ السّاقي قد اشتكى له من رائحة فم الملك الكريهة لذلك وضع لثامًا على فمه. غضب الملك ممَّا سمع وقصَّ على زوجته الخبر، فقالت له أنَّ جزاء من تُسوِّل له نفسه قول هذا عن الملك هو أن يُقطع رأسه ليكون عبرةً لكل من تُسوِّل له نفسه الانتقاص من الملك.
وافق الملك على رأيها، وفي اليوم التّالي استدعى الجلَّاد وأخبره أن يقطع رأس الشخص الذي سيخرُج من باب القصر حاملًا باقة من الورد. حضر السّاقي إلى القصر في الصباح كعادته، وبدأ بتوزيع الماء على ضيوف الملك طوال اليوم، وعندما حانت لحظة رحيله أهداه الملك باقة من الورود ففرح بها الساقي كثيرًا.
وفي طريق الخروج من القصر، قابل السّاقي الوزير الَّذي أوقفه وسأله عن باقة الورود الَّتي في يده، فأخبره السّاقي أنَّها هدية من الملك. فانتزعها منه الوزير قائلًا أنَّه أحقّ بها منه ثم أمره بالانصراف. وعندما خرج الوزير من باب القصر رآه الجلَّاد وهو يحمل في يديه باقة الورود فقطع رأسه كما أمره الملك.
في اليوم التالي، حضر السّاقي إلى القصر مُلثَّمًا كعادته ومعه جرّة المياه وبدأ بسقي الضيوف كما هو مُعتاد. تعجَّب الملك حين رآه، حيث ظنَّ أنَّه قد مات بالأمس. فنادى الملك على السّاقي وسأله عن السِّرِّ وراء ارتدائه لهذا اللّثام، فأخبره السّاقي أنَّ الوزير هو من أمَرَه بذلك حتّى لا يؤذي الملك برائحة فمه الكريهة. سأله الملك مرَّةً أُخرى عن باقة الورود الَّتي أهداها له، فأخبره أنَّ الوزير قدَ أخذها منه وأخبره بأنَّه أحقُ بها منه. فابتسم الملك ممّا سمع وقال هو حقًا أحقُّ بها منك!
اقرأ أيضًا: من فكرة إلى شركة عالمية: قصة نجاح وتأسيس شركة Hotmail
العبرة المُستفادة من هذه القصَّة هي أنَّ حسن النّيَّة دائمًا ما ينتصر في النّهاية على الضَّغينة والكراهية والحقد. فعندما يكون الإنسان نقيًّا من داخله، فإنَّ حياته تُصبح أسهل، وتتحقَّق له مطالبه من حيثُ لا يعلم. لذلك، احرص دومًا على أن تُحب الخير لغيرك، فسعادة الآخرين لن تُنقص من سعادتك شيئًا، وغناهم لن يُنقص من مالك شيئًا، وسترى كيف أنَّ حياتك ستُصبح أسهل فقط بفضل حُسن النيَّة وصفاء القلب!
دورات اللغات والأدب بما أنَّ اللغات والأدب هي من أنفع وأهم الوسائل لتواصل الشعوب ونقل الأفكار والثقافات، قام فريق فرصة في جمع مختلف دورات اللغات المجانية في مكان واحد. تصفحها الآن!
خِتامًا، كانت هذه بعض النَّماذج من القصص العربية في التراث المغربي، الَّتي تُظهر ملامح الموروث الثقافي في المغرب العربي، وتنقل عِبرًا ودروسًا قيِّمة عبر الأجيال.
هذا ويُمكنكم أن تقرؤوا العديد من القصص الأخرى من خلال قسم القصص القصيرة التي تُوفِّرها مدونة تعلَّم على موقع فرصة. نُذكّركم بالاشتراك في موقعنا ومُتابعة كل ما هو جديد ومفيد من المقالات ولا تنسوا أيضًا مُشاركة المقالات لتعُمَّ الفائدة.
اقرأ أيضًا: قصص نجاح ملهمة: الطفلة المعجزة
اقرأ أيضًا: من شركة ألعاب صغيرة إلى أضخم علامة تجارية في مجال الألعاب: قصة نجاح Lego
اقرأ أيضًا: هل تعرف القصة وراء هذه الأمثال الشعبية؟
المصادر: qssas، arabicstorypedia