ايهما اهم الذكاء العقلي IQ ام الذكاء العاطفي EQ ؟
ذكر الكاتب والعالم النفسي دانييل جولمان في كتابه "الذكاء العاطفي" عام 1996، أن الذكاء العاطفي هو أكثر أهمية من معدل الذكاء العقلي، ولكن لماذا؟
يشير عالم النفس هوارد جاردنر إلى أن هناك بالفعل ذكاءات متعددة قد يكون لبعض الأشخاص نقاط قوة فيها، فبدل التركيز على نوع ذكاء واحد وهو "الذكاء العقلي" أو ما يشار إليه بعامل "G"، يعتقد بعض علماء النفس أن القدرة على فهم المشاعر والتعبير عنها يلعب دوراً مساوياً، إن لم يكن أكثر أهمية، في كيفية تأثر الناس في جوانب الحياة المختلفة.
في هذا المقال من تعلم، سوف نذكر لك الفرق بين كلاً من الذكاء العقلي والعاطفي، ولماذا يعتبر العلماء أن الذكاء العاطفي أهم.
ما هو الفرق بين الذكاء العقلي (IQ) والذكاء العاطفي (EQ)؟
للإجابة عن هذا السؤال، يجب أن نفهم معنى المصطلحين وكيف يختلف كل منهما عن الآخر. لنبدأ أولاً بمعدل الذكاء العقلي (IQ): هو عبارة عن درجة الذكاء التي يتم حسابها من خلال قسمة العمر العقلي للفرد على عمره الزمني، ومن ثم ضرب الناتج في 100، وبالتالي فإن الطفل الذي يبلغ عمره العقلي 15 عاماً، بينما عقله الزمني 10 أعوام، يساوي معدل ذكائه 150، واليوم، يتم حساب الدرجات في معظم اختبارات الذكاء من خلال مقارنة درجة المتقدمين للاختبار بمتوسط درجات الأشخاص الآخرين من نفس الفئة العمرية.
يقيس معدل الذكاء العقلي القدرات التالية:
- المعالجة البصرية والمكانية.
- القدرة على معرفة العالم.
- المنطق المرن.
- الذاكرة العاملة والذاكرة قصيرة المدى.
- المنطق الكمي.
أما الذكاء العاطفي (EQ) من ناحية أخرى، هو مستوى لقياس ذكاء الشخص العاطفي، ويشير إلى قدرة الشخص على إدراك العواطف والسيطرة عليها وتقييمها والتعبير عنها. ساعد باحثون مثل جون ماير وبيتر سالوفي وكُتاب مثل دانييل جولمان في تسليط الضوء على الذكاء العاطفي، ما جعله موضوعاً مهماً في مجالات مختلفة مثل إدارة الأعمال والتعليم.
ويتمحور الذكاء العاطفي حول القدرات التالية:
- تحديد العواطف.
- القدرة على تقييم شعور الآخرين.
- سيطرة الشخص على عواطفه.
- القدرة على إدراك شعور الآخرين.
- استخدام العواطف لتسهيل التواصل الاجتماعي.
- التعلق بالآخرين.
والآن، لماذا يُعتبر الذكاء العاطفي (EQ) أهم من الذكاء العقلي (IQ)؟
في ما مضى، كان الذكاء العقلي هو المحدد الرئيسي للنجاح، وكان المُعتقد أن الأشخاص ذووا معدل الذكاء العقلي المرتفع متجهين في حياتهم إلى تحقيق المزيد من الأهداف والإنجازات، وقد ناقش الباحثون ما إذا كان هذا الذكاء ناتج من الجينات الوراثية أو من العوامل البيئية، بالرغم من ذلك، بدأ ينتبه بعض علماء النفس إلى أن درجات الذكاء العالية ليست هي السبب في النجاح بالحياة، بل إن هناك مجموعة واسعة من القدرات والمعرفة البشرية الأخرى التي تؤثر على ذلك.
يعد معدل الذكاء العقلي (IQ) عنصر مهم جداً عندما يتعلق الأمر بالتحصيل الدراسي، حيث أن الأشخاص الذين لديهم معدل ذكاء مرتفع، يحققون نتائج أفضل من غيرهم في المدرسة، ولكن خبراء اليوم يؤكدون أنه ليس هو الوحيد الذي يدفع الإنسان النجاح في الحياة، بل هناك مجموعة معقدة من التأثيرات الأخرى والتي تتضمن الذكاء العاطفي (EQ).
وقد أصبح لمفهوم الذكاء العاطفي تأثيراً قوياً في عدد من المجالات، بما في ذلك عالم الأعمال، حيث تفرض العديد من الشركات الآن تدريباً على الذكاء العاطفي وتستخدم اختبارات (EQ) كجزء من عملية التوظيف.
على سبيل المثال، اكتشفت إحدى شركات التأمين أن الذكاء العاطفي (EQ) يمكن أن يلعب دوراً واضحاً في نجاح المبيعات، حيث تم العثور على وكلاء مبيعات احتلوا مراتب دنيا في اختبار قدرات الذكاء العاطفي قد حققوا مبيعات تصل إلى 54,000 دولار، أما الذين احتلوا المراتب الأولى في نفس الاختبار قد حققوا مبيعات تصل بالمتوسط إلى 114،000 دولار.
يمكن أن تؤثر القدرات العاطفية أيضاً على الخيارات التي يتخذها المستهلكون عند قرارهم بالشراء، حيث وجد دانييل كانيمان، عالم النفس الحائز على جائزة نوبل، أن الناس يفضلون التعامل مع شخص يثقون به ويحبونه بدلاً ممن لا يثقون به، حتى وإن عنى ذلك دفع المزيد من المال.
هل يمكن للذكاء العاطفي أن يدرَّس؟
لا بد وأنك تتساءل الآن، بما أن الذكاء العاطفي مهماً، هل يمكننا تعليمه لأطفالنا؟
كان مفهوم الذكاء العاطفي غامضاً منذ تسعينيات القرن الماضي، ولكنه الآن أصبح مصطلحاً معترفاً به بين الناس. اليوم، يمكنك شراء ألعاب تساعد على تعزيز ذكاء الطفل العاطفي، أو تسجيل أطفالك في برامج التعلم الاجتماعي والعاطفي (SEL) المصممة لتعليم مهارات الذكاء العاطفي. كما وتعد برامج التعلم الاجتماعي والعاطفي في بعض المدارس في الولايات المتحدة من متطلبات المنهج الدراسي.
وفقاً لإحدى الإحصائيات التي أجريت بناء على نتائج برامج التعلم الاجتماعي والعاطفي (SEL)، أصبح لدى 50% من الطلاب تحسن ممتاز في التحصيل الدراسي، في حين 40% أظهروا مستوى تحسن متوسط، كما أدت هذه البرامج أيضاً إلى تخفيض معدلات التأخير عن الحصص الدراسية وزيادة معدلات الحضور إلى جانب التقليل من مشاكل الانضباط لدى غالبية الطلاب في الصف.
يلعب كل من الذكاء العقلي (IQ) والذكاء العاطفي (EQ) بلا شك دوراً كبيراً في تحقيق النجاح في حياتك، إضافة إلى العديد من العوامل الأخرى مثل الصحة والسعادة، ولكن بدلاً من التركيز على تحديد العوامل التي لها أكثر تأثيراً في النجاح، قد تكمن الفائدة الكبرى في تعلم تحسين المهارات المختلفة التي تؤثر شاملة على تحقيقه، فبالإضافة إلى تعزيز بعض القدرات المعرفية، مثل الذاكرة والتركيز الذهني، يمكنك أيضاً اكتساب مهارات اجتماعية وعاطفية جديدة تخدمك جيداً في العديد من المجالات المختلفة في حياتك.
سجل في موقع فرصة لقراءة المزيد من المواضيع المتنوعة من خلال منصة تعلّم!
اقرأ أيضًا: ما هي البرمجة اللغوية العصبية NLP ؟
اقرأ أيضًا: السلوك والذكاء: ايهما أهم لتحقيق النجاح ؟
اقرأ أيضًا: ما هو الفرق بين المهارة و الموهبة و كيف اطور كلا منهما ؟
المراجع
https://www.verywellmind.com/iq-or-eq-which-one-is-more-important-2795287