المفاتيح العشرة لتتقن فن ريادة الأعمال
تمّت كتابة هذا المقال من قبل صادق ساسي
هل وددت يوما ما أن تكون رائد أعمال؟
مجرد الرغبة لا يكفي بالرغم من كونها خطوة إيجابية على طريق النجاح في هذا المجال فرجلُ الأعمال الحقّ لا يعتمد في مسيرته على الحماسة وحدها، إذ وجب وجود بعض المهارات التي تدعم
ذلك.
مقالات ريادة الأعمال اقرأ المزيد من المقالات المميزة في مجال ريادة الأعمال والاستثمار. تصفح المقالات الآن
في مقال اليوم جمعنا لك 10 مفاتيح مهمّة تُعتبر من أهم أساسيات ريادة الأعمال، والتي ستضعك على الدرب الصحيح نحو تحقيق النجاح في مشروعك الخاصّ الذي اخترته لنفسك.
1- اجعل وسائل التواصل الاجتماعي رفيقة دربك
كانت العلاقات المهنية تنبني قديمًا على الحفلات و اللقاءات الرسمية وغيرها من المناسبات التي تستوجب الانتقال من مكان لآخر و الالتزام بجملة من البروتوكولات. أما الآن فجملة من المنشورات تنشرها أو بعض من العينات من ثقافة اكتسبتها تشاركها مع غيرك في فضاء فسيح تسمح لك بالولوج شيئا فشيئا إلى عالم الأعمال.
إنها وسائل التواصل الاجتماعي التي وإن استُعملت بالطريقة المثلى قد تمنحك معارف جديدة وتُكسبك صداقات تفتح لك أبواب الاتصال بروّاد هذا المجال الرحب ويكون ذلك بعدّة طرق قد تشمل:
- متابعة المؤثرين على منصات يوتيوب وانستغرام في مجال ريادة الأعمال بشكل عام أو في مجال متخصص ترغب في الاستثمار وفتح مشروعك فيه.
- توسيع شبكة ''لينكد إن'' الخاصة بك وتطوير ملفك لتستقطب متابعين مهتمّين بمجال عملك، وتشارك معهم الخبرات والمعارف.
وبتعدد الآراء و المشارب تتعدد المعارف وتتنوع المهارات التي يمكن اكتسابها بطريقة غير مباشرة، فاحرص إذن على توسيع معرفتك بهذه المنصات والتمكن من خصوصيات كلّ منها.
اقرأ أيضًا: ما هي مهارات التشبيك Networking Skills وكيف نطورها؟
2- طوع ذاتك وتحكم في غضبك
قد يكون كلّ تصرف و كلّ كلمة في عالم ريادة الأعمال على درجة عظيمة من الأهمية و لذلك وجب عليك التحكم في منطوقك مهما كانت الحالة التي كنت عليها.
فلنفرض أنك مُجهد و متعب و قد نال منك التوتر العصبي منالاً, هل يعني ذلك أن تسمح لهذه المشاعر السلبية بالإنعكاس على أقوالك و أفعالك و قرارتك؟!
بالتأكيد لا، فكلمة واحدة في لحظة غضب قد تُفقدك مجهودًا بذلته لسنوات طويلة.
إن كان لابدّ فخذ قسطًا من الراحة أو تمتّع بعطلةً تطول حسب طول حالتك وأمّا على المدى القريب فخُذ من الرياضة نصيبًا واجعل من تمارين التنفس مفرًا من كلّ ضيق.
قد يكون في الكتابة متنفس أيضا فهي تُحيلك إلى عوالم أخرى تساعد كيانك على المضي قدما فيما يفكّر فيه. قد تتشتت أفكارك في عالم يفيض بالمتغيرات المالية و العلمية و التقنية مما يحرف إدراكك عن معضلة جمّة. اجمع شتات أفكارك في قالب مقال وليكن منشورًا على منصة تواصل تسمح لغيرك بمشاركتك شواغلك لتعلم أنك لستَ وحيدًا في مواجهة تلك الأمور ولتخفف عن نفسك عبء فرط التفكير فيها.
اقرأ المزيد: مهارات إدارة الغضب
3- اسعَ وراء الأفكار الفريدة
عادة ما تستهدفُ الأفكار الفريدة في مجال الأعمال حلّ ثغرات لم يكتشفها الآخرون قبلاً، وهو ما يجعل أصحابها يتصدّرون سباق التنافسية ويكتسبون عملاء جددًا، نظرًا لما تقدّمه هذه الأفكار من خدمات وحلول مميزة.
صحيح أنّ الأفكار التي يُعاد تدويرها في قالب إبداعي قد لا تلقى القبول والنجاح سريعًا نظرًا لأن العملاء غالبًا ما يفضّلون التمسّك بما يعرفونه وهم معتادون عليه.
نصحيتنا هنا هي ألاّ تستسلم من البداية. تمسّك بفكرتك واستغلّ استراتيجيات التسويق الحديثة لتوصلها إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور. كن مبدعًا في الدعاية لها، ووضّح لعملائك ما سيكسبونه من شراء أو استخدام المنتج الذي تقدّمه.
شيئًا فشيئًا ستجدُ أنّك قد بدأت تبني قاعدة جماهيرية قوية، وستنطلق في طريق نجاح عملك.
اقرأ أيضًا: ما هي مهارات التفكير الابداعي ؟
4- نمي تركيزك أكثر وإجعل أهدافك نصب عينيك
وجب معرفة أمرين عند الدخول في معترك مجال ريادة الأعمال. أوّلهما كثرة المهام والمشاغل والطموحات وهذا أمرٌ بديهي. أمّا الأمر الثاني فيتمثلُ في تنظيم و ترتيب ما سبق ذكره وهنا يأتي التركيز متربعًا على عرش جدول اهتماماتك. ولتحقيق أعلى درجات التركيز وجب عليك القيام بما يلي:
- الإلتزام الصارم بجدول أوقاتك والعمل على فكرة واحدة مع مراعاة استكمال كلّ خطواتها و إتمامها في أقرب الآجال حسب ما تقتضيه الحاجة.
- استخدام التطبيقات والاستراتجيات التي تساعدك على تحقيق إنتاجية أعلى. هذه التطبيقات من شأنها تحسين أداءك في تنظيم سير أفكارك وتفادي التشتيت الفكري سواءً كان ذاتيا كفرط التفكير أو خارجيًا كاستعمال وسائل التواصل الاجتماعي فيما لا يُفيد.
- التركيز على جدوى مشروعك ومدى قدرته على المنافسة في السوق لمعرفة أي خلل و معالجته قبل البدء، وحتى لا تتخلّى عنه في بدايته.
5- كن مغامرا وتحدى نفسك
خُض غمار ريادة الأعمال بروح مغامر وتقبّل الخسارة عندما تحصل فهي جزءٌ أساسي من مشوار النجاح. عوِّد نفسك على التخطيط لأي خطوة تقوم بها وضع نصب عينيك أهدافًا واقعية تقودك إلى نجاح.
لكن حتى وإن انتهت الفكرة بالفشل أحيانا و تلك مسألة لا مناص منها في عالم الأعمال، فلا يعني ذلك أنّها النهاية. تعلّم دائمًا إيجاد حلول بديلة قد تفتح لك أبوابًا أخرى عندما تجري الرياحُ بما لا تشتهي سفنك.
اقرأ أيضًا: أفضل تقنيات العصف الذهني لحل المشكلات
6-كن صبورا
تعلّم أن النتائج لا تأتي تباعًا وأنّ السّوق فيه منافسون أشدّاء، وأنّ العالم يشهدُ متغيرات شتّى من غلاءٍ في أسعار المواد الأولية وصولا إلى كوارث صحية كجائحة كورونا مثلاً، والتي غيرّت خارطة العالم اقتصاديًا وحول إقتصاديات ومشاريع كبرى إلى عالة على الدول والمنظمات فضلاً عن إفلاس الكثير دفعة واحدة.
ما قد قيل لا يعني التشاؤم والتخوّف لكنه يدعوك عزيزي القارئ إلى الصبر في بعض الأوضاع الحسّاسة و تفادي التفكير المتهور، كأن يبيع أحدهم أسهمه دون دراسات مطوّلة عن السوق أو أن يشتري أسهما أو منشآت أو حتى عملات رقمية بقيمة بسيطة دون تريّث وتمكّن من متغيرات السوق أو دراسة جدوى أو مواكبة تطلعات العملاء عن كثب.
7- تحكم في نفقاتك
إحدى أهم أساسيات ريادة الأعمال هي رأس المال. توجد الفكرة الجيدة أحيانا لكنها لا تجد مالاً يدعمها ويخرجها إلى العلن لهذا فإن أمورًا كالإدخار و الاستثمار الذكي للمال وجدولة المصاريف حسب الأولويات تعتبر أساسًا للنجاح في هذا المجال وفيما يلي توضيح لأهم استراتيجيات جمع وتغذية رأس المال:
أولا: الإدخار
هي مسألة قديمة قِدم الزمن دأب عليها الناس لتفادي ''السقوط الحر'' عند نوائب الدهر، وهي تتمثّل في الإبقاء على مبلغٍ ثابت من الدخل الشهري أو المال عامّة لوقت الطوارئ.
في حالة رائد الأعمال يكون ذاك النصيب من المال خطّة مالية بديلة، أو منطلقًا لاستثمار جانبي قد يزيدُ في العائدات ويفتح سبلاً جديدة للاستثمار ودعم الأفكار المبتكرة أو لاقتناص فرص قد تأتي على غفلة مما يغلقُ باب استدانة المال والدخول في دوّامات القروض البنكية والسُلف وغيرها من أساليب الحصول على التمويل التي تغلب سلبياتها على إيجابياتها.
ثانيا: الإستثمار الذكي
وهو يتمثّل في البحث عن سبل استثمارية متنوعة كالعملات الرقمية والأسهم وعقود الفروقات وغيرها والابتعاد عن الاستثمار في مجالٍ واحد لتفادي خسارة كُبرى اتباعا للمثل القائل '' لا تضع كل البيض في سلة واحدة ".
ثالثا: جدولة المصاريف
وهو أن ترسم خطة واضحة لمصاريفك الشهرية ومدّخراتك وأرباحك وترصد المتغيرات الحاصلة من شهر إلى شهر وتحدّد النقائص في خطتك المالية والتحسينات التي يمكنك القيام بها لتغيير ما يمكن تغييره للأفضل.
اقرأ أيضًا: 20 كتاب في إدارة الأعمال عليك قرائتها قبل بلوغ سن الـ 30
8- تعلم من أخطائك
أن تخطئ هو أمرٌ عادي، وقبول الخطأ سيُشجّعُك على الاستمرار في عالم مليء بالتحدّيات و المتغيرات، لكن النسق المتسارع في مجال ريادة الأعمال قد يُنسيك التعلم من الخطأ، ويُظهره لك على أنّه النهاية التي لا رجوع ولا عودة بعدها.
تمهّل قليلاً، حدّد أخطاءك واكتبها إن لزم الأمر فالكتابةُ توضح الصورة و تنتقل بك من مجرّد التفكير إلى التذكير والإصلاح. واعمل على خلق حلول لمشاكلك كلما اقتضى الأمر وهذا ما يمكن تسميته بالمرونة في التفكير والتعامل مع المتغيرات.
9- أحب ما تعمل واعمل ما تحب
حاول اختيار مجال تحبه بادئ الأمر ليتوافق مع مشاغل يومك و تطلعاتك و شغفك. فأما التوافق مع مشاغلك فالمجالُ الذي لا تحبّه قد ينتهي في نهاية المطاف إلى سلّة النسيان أو الإهمال بين طياّت إلزاميات يومك من دوام أو دراسة أو حتى علاقات إنسانية. إذ لن يتبادر إلى ذهنك تخصيص الوقت الكافي لشيء لا تحبه و سيتلاشى مع مرور الوقت من جدول أوقاتك و اهتماماتك.
أما مسألةُ التطلعات فنسبية، فإن كان سعيُك وراء أهداف قصيرة الأمد قريبة الربح فلا تسلك مسلكًا تعود أرباحه بعد سنين فينفذَ صبرك و تتداخل عليك الأمور كأن تقوم بقرارات متسرعة وهو ما سبق ذكره في النقطة السادسة.
يسير كلّ ذلك في فلك الشغف الذي وإن غاب فسيغيبُ معه كل تركيز على الأهداف وكل مثابرة لتحقيقها. فإن تحقق حبّ المجال الذي كنت فيه أصبح من السهل ترجمته إلى واقعٍ عملي، وزاد تمسكّك به ومثابرتك على الاستمرار فيه مهما اشتدّت الخطوب وازدادت العقبات.
وفي سياق هذا تُبرِز إحدى الإستراتيجيات شكلا من أشكال إحداث الفارق بين ساعٍ وراء المال ومثابر يجِدُّ في كسب ثقة حرفائه ألا و هي أن تقدّم أحيانا أكثر مما أنت مطالب به. إذ يجب عليك الإقدام على هكذا خطوة لمواكبة التنافسية و تحقيق إنتاجية أعلى تضعك في موقع أكثر استقرارا فيما تقوم به و تجلبُ انتباه متابعيك و عملائك. الأمر الذي بدوره يحدث فرقًا بينك و بين الخدمات أو السلع التي يعرضها غيرك في نفس المجال.
تتعلم من هكذا خطوة التفرد في السوق و التمكن من العمل الذي تقوم به حتى و إن كان على حساب ربحك قصير المدى فتكون لك بذلك نظرة بعيدة للربح و تكتسب عملاء جدد. اعمل على إرضاء عملائك و حاول بناء جسر من الوفاء بينك و بينهم فهم في نهاية المطاف مجلبةٌ لغيرهم من العملاء المتوقّعِين.
اقرأ أيضًا: 5 خطوات للعثور على مشروع يروي شغفك ويحقق لك الربح
10- واجه مخاوفك وعزز ثقتك بنفسك
أخيرا وليس آخرا ولعله أهم جزء من أحجية ريادة الأعمال ألا وهو الثقة بالنفس!
هو أمر بديهي لكنه صعبٌ في بعض الأحيان لبعض الأشخاص. في الحقيقة, يعود ذلك أحيانا للنمطية المعاشة التي تعوّد عليها البعض من اتباع لمن هو أعلى منهم رتبة سواء أكان ذلك في العمل أو في غيره دون التمكن من إبداء الرأي أو المشاركة في اتخاذ القرار.
أنت الآن مالك نفسك و مسؤول عن قرارتك فثق بها ولا تخشى الفشل فهو صديق الناجحين. تذكّر دائمًا أن كلّ مخاوفك تتلاشى متى واجهتها, تكلّم بثقة ودع أفكارك تعبر عنك أمام الجميع حينها تستقطب المؤيدين وتحول من ضعفك قوة.
إن في مجال ريادة الأعمال مساحة ضخمة تسمح للواحد منا بتجربة كل من النجاح و الفشل على حدّ السواء فنتعلم من هذا وذاك وتتراكم خبراتنا لتساعدنا على اتخاذ قرارات أفضل مستقبلاً، فتضمن لنا مكانًا في مقدّمة ركب روّاد الأعمال.
دورات أون لاين في مجال ريادة الأعمال اكتسب المهارات اللازمة لدخول عالم ريادة الأعمال والابتكار، وتعرف على كيفية بدء مشروعك الخاص من خلال الدورات المتاحة على موقعنا. سجل في دورات ريادة الأعمال
القائمة السابقة كانت مجموعة من المهارات والنصائح التي تساعدك على النجاح في عالم ريادة الأعمال، فما هي برأيك الأمور الأخرى التي يحتاجها رائد الأعمال كي ينجح في هذا المجال؟
شاركنا إجابتك من خلال التعليقات، ولا تتردّد في التسحيل على موقعنا ليصلك كلّ جديد من المقالات المفيدة والممتعة.
اقرأ المزيد: ما هي أهم مميزات وعيوب ريادة الأعمال؟
استطلع المزيد عن: ما هي أفضل طرق استثمار المال في 2024؟