المعايير العشرة لتحقيق النجاح
تمّت كتابة هذا المقال بواسطة المتطوّع زيد الحق زياد العقاد من فلسطين
يتذمّر الكثير من الأشخاص عندما يخططون لتحقيق هدف ما بأنه صعب ولا يمكن تحقيقه، أو نجدهم يكثرون الشكوى من المعيقات التي تواجههم في طريقهم لأهدافهم، فيقضون فترة زمنية قصيرة قبل الاستسلام عن تحقيق أهدافهم، ويتوقفون تحت ذريعة الظروف التي واجهتهم.
قد يتناسى البعض أنهم هم السبب وراء فشلهم في الوصول إلى أهدافهم. ذلك ولكن كيف؟
الكثير من الأشخاص يضعون أهدافًا بشكل عشوائي وبعد مدة زمنية قصيرة يبدأ الشخص بالشكوى من الظروف التي تواجهه وينتهي به الأمر بالتوقف عن مواصلة تحقيق هدفه، ولكن هناك عدة معايير يجب على الشخص اتباعها عند التخطيط لتحقيق هدف معين لأن الأهداف في حياتنا تتطلب منا التخطيط ولا يمكن تحقيقها بشكل عشوائي.
فيما يلي المعايير العشرة لتحقيق النجاح!
أولا: الرغبة في تحقيق الهدف والشغف اتجاهه
ويعني ذلك أنّ تحقيق الهدف يجب أن يكون قبل كل شيء نابعًا من رغبة الشخص الذاتية دون التأثر بالآخرين وقراراتهم، فالرغبة في تحقيق الهدف تعني مواصلة السعي نحوه رغم كلّ التحديات التي من الممكن أن تواجه الشخص. لذلك يجب على الشخص أن يكون مقتنعًا بالهدف الذي يريد تحقيقه وإلا سيتخاذل عند أول تحدٍّ يواجهه.
وكما قال الشاعر محمود درويش: " الطريق إلى البيت أجمل من البيت نفسه" فإنّ " الطريق إلى الهدف أجمل من الهدف نفسه" بمعنى آخر أن تلك التحديات التي سيواجهها الشخص هي وحدها التي ستساعده في الوصول لهدفه ويجب عليه أن يستقبلها بكل صدر رحب لأنها ثمن لتحقيق هدفه، لذلك إن كان الهدف نابعًا من رغبة الشخص الداخلية فذلك سيساعده على مواصلة السير نحوه رغم كل ما سيواجهه من صعاب.
اقرأ أيضًا: ما هو الشغف وكيف احدد شغفي
ثانيا أن يكون الهدف واقعيا ومناسبا
أيّ أن يكون الهدف متوافقًا مع قدرات وإمكانيات الشخص ويمكن تحقيقه وليس صعب الوصول إليه. وهنا يجب أن يكون الشخص على وعي بقدراته وإمكانياته وأن يضع الأهداف التي تناسب ذلك.
هذا الأمر يتطلب أن يكون الشخص صريحًا مع ذاته ويدرك نقاط قوته وضعفه ويرسم أهدافه بناءً عليها كي لا ينتهي به المطاف في طريق مسدود فيُدرك حينها أن الهدف غير مناسب لقدراته وإمكانياته.
اقرأ أيضًا: كيف تعثر على هدفك في الحياة؟
ثالثا: تجزئة الهدف إلى أهداف أصغر
عندما يخطط الشخص لتحقيق هدف ما، من الأفضل أن يقوم بتقسيمه إلى أقسام صغيرة كما يتم تقسيم الطماطم إلى قطع صغيرة، لأن ذلك يساعده على قياس مستوى التقدم والإنجاز في كل جزء من الهدف.
ما الغاية من ذلك؟!
لتقسيم الأهداف وتجزئتها فوائد عديدة، فهو:
- يسهّل عملية التقييم الذاتي للشخص.
- يساعد الفرد على إدارة الهدف ومواجهة العوائق التي تعترضه ووضع خطط بديلة وبالتالي سيقلل ذلك من احتمالية تخاذل الشخص تجاه هدفه.
- يمنع الشخص من التشتت والشعور بأن الأمور خرجت عن سيطرته وأنه غير قادر على قياس مستوى التقدم نحو هدفه.
اقرأ أيضًا: كل ما تحتاج معرفته عن وضع الأهداف Goal Setting
رابعا: تخصيص الوقت الكافي لتحقيق الهدف
العديد من الأشخاص يخططون لأهدافهم لكنهم لا يقضون وقتًا كافيًا في العمل على تحقيقها. من أجل الوصول إلى هدف معيّن، يحتاج الفرد إلى أن يقضي وقتًا كافيًا في العمل على الهدف الذي قام بالتخطيط له، وكلما زادت عدد الساعات التي يقضيها الشخص في تنفيذ الخطط، جعله ذلك يقترب من تحقيق هدفه أكثر.
من الضروري إذن أن يقوم الشخص بوضع خطة زمنية لتلك الأهداف الصغيرة حتى يستطيع قياس مستوى التقدم، وأي تقدم في تلك الأهداف الصغيرة يعني التقدم في تحقيق الهدف الأساسي.
هذه العملية تتطلب أيضًا الكثير من الصبر، فمن المستحيل أن يحقق الشخص أهدافه بين ليلة وضحاها. حتى تصل إلى أهدافك، عليك أن تتقن فن الصبر...فإن أتقنته ستتقن كلّ شيء آخر في حياتك. ذلك لأن الصبر يعلم الشخص الانضباط والمسؤولية ويجعله قادراً على التعامل مع الأزمات.
تذكّر دومًا أنّ الوقت والصبر مفهومان مترابطان، فيجب على الشخص الصبر بقدر المدة الزمنية التي وضعها لتحقيق أهدافه.
هل تحتاج إلى المساعدة في معرفة هدفك في الحياة؟ تواصل مع مستشار فرصة المختصّ وتعرّف على كيفية وضع أهدافك في الحياة احجز جلسة اختيار التخصص الجامعي وتحديد الاهداف
خامسا: الاحتفال بالنجاحات الصغيرة
عندما يحقق الشخص إنجازًا في تلك الأهداف الصغيرة فذلك انتصار وعليه أن يكافئ نفسه ويحتفي بنفسه لأنّه حقّق تقدمًا نحو هدفه. الاحتفال بعد النجاح وتحقيق الإنجازات - حتّى وإن كانت صغيرة- سيسهم في زيادة احترام الفرد لذاته وثقته بنفسه وقدراته.
ليس هذا وحسب، بل سيساعد ذلك في تنشيط وتجديد طاقة الشخص من جديد للعمل بجدّ أكبر والمواصلة دون توقف.
احرص على القيام بأيّ نشاط تكافئ به نفسك ويجدّد روحك ودافعيتك لتحقيق هدفك: شاهد أحد الأفلام المفضلة لديك...اذهب إلى المطعم وتناول وجبة لذيذة أو مارس هواية تحبّها.
اقرأ أيضًا: الكايزن| تعرف على مهارات التطوير المستمر وكيفية اكتسابها
سادسا: اختيار البيئة المناسبة
للبيئة المحيطة دور في تحقيق أهداف الشخص، بمعنى آخر...الأشخاص في حياتنا نوعان، أشخاص إيجابيون وداعمون وآخرون سلبيون ومحبطون.
يجب على الشخص أن يتقرب من الأشخاص الإيجابيين الداعمين له ويبتعد عن المحبطين الذين يبذلون ما بوسعهم لشحنه بالأفكار السلبية التي قد تؤدي إلى استسلامه وتراجعه عن السعي وراء طموحات.
كن شخصًا يمتص تلك الطاقة الإيجابية من الأشخاص الإيجابيين ولا تسمح للمحبطين بالتأثير عليك، تابع قصص حياة الناجحين في حياتهم، فذلك سيساعدك الشخص لتحقيق أهدافك ويشحنك بالطاقة الإيجابية اللازمة لمواصلة الطريق.
ليس هذا وحسب، فمتابعة قصص من سبقوك للنجاح وأخذ الدروس والعبر منها ستجعلك حازمًا مع نفسك وتُشعرك بمزيد من المسؤولية تجاه أهدافك.
اقرأ أيضًا: ما هو الوعي بالذات وكيف تطوره؟
سابعا: ممارسة التمارين الرياضية وتمارين الاسترخاء
إن لممارسة الرياضة والتأمل دور مهمّ في تحقيق الأهداف، فالتمارين الرياضية تجدد نشاط الشخص وطاقته وتحفز من قدرته الانتاجية، كما أن رياضة التأمل تجعل الشخص صافي الذهن وتحميه من تلك الأفكار السلبية التي قد تحتل عقله.
أمّا الاسترخاء فله عظيم الدور في القضاء على الطاقة السلبية التي تعدّ المعيق الأوّل والأكبر للنجاح وتحقيق الأهداف.
اقرأ أيضًا: كل ما تحتاج معرفته عن تحفيز الذات
اقرأ أيضًا: ما هو الوعي بالذات وكيف تطوره؟
ثامنا: تكتّم على أهدافك
لا تخبر الآخرين بأهدافك ولكن اجعلهم يرون نتائج سعيك إليها حتى لا يصيبك أعداء النجاح بالطاقة السلبية. إن كنت تسعى لتحقيق هدف معيّن، فبادر على الفور بالاختفاء عن مواقع التواصل الاجتماعي وابدأ بالتخطيط لأهدافك بسرية تامة...لا تفصح عن النتائج إلا عندما تتحقق واجعل من قول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام : "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان" قدوة لك.
لا تشارك مع الآخرين سوى النتائج التي تحققها والتي تجعلهم يأخذوا عنك انطباع جيد.
اقرأ أيضًا: 15 فيلم تحفيزي سيغير نظرتك إلى الحياة
تاسعا: النية الصادقة
اربط هدفك بنوايا صادقة وطيبة حتى تنال التوفيق من الله لتحقيقه، فالله يوفق دوماً العبد الذي يربط أهدافه بنوايا خير تعود بالنفع عليه أو على عائلته أو على مجتمعه، وإن كانت نوايا الشخص سيئة فلا يرجو التوفيق من الله فمثلاً إن أراد أن يحقق هدف ما بغرض التفاخر بين الناس فلا يتوقع أن يحقق هدفه، لذلك اربط دوماً أهدافك بنوايا صادقة حتى تحصل على التوفيق من الله.
اقرأ أيضًا: 5 قواعد ذهبية لضبط بوصلة اهدافك
عاشرا: المواظبة على الصلاة والتقرب إلى الله
واظب على الصلاة والتقرب إلى الله، فعلى الرغم من تخطيط الشخص الجيد لأهدافه وإدارة إمكانياته إلا أنه لا يمكنه الوصول لأهدافه بلا توفيق من الله، لذلك محبة الله تعالى هي واحدة من أسباب التوفيق وبعدها يأخذ الشخص بالأسباب من تخطيط وإدارة للوقت و التي تجعله يصل إلى مبتغاه.
وهكذا نرى أنّ عملية تحقيق الأهداف ليست عشوائية بل ترتبط بمعايير يجب على الشخص الالتزام بها حتى يصل لوجهته المطلوبة، فإن التزم الشخص بتلك المعايير كانت له كالمصباح الذي يضيء طريقه ويعينه في دربه نحو طموحاته.
إن أردت الوصول إلى طموحاتك وتحقيق أهدافك الكبرى، فعليك إذن أن تكون حازمًا مع نفسك، صريحًا مع ذاتك حتى تتمكّن من الاستمرار دون تخاذل أو تراخٍ أو تكاسل. اجعل من معايير النجاح العشرة السابقة خارطة طريق لك ترشدك للوصول إلى مبتغاك.
عن الكاتب:
زيد الحق العقاد 22 عامًا، من فلسطين. خريج آداب لغة انجليزية من الجامعة الاسلامية ويعمل الآن كمتطوع ومدرب، كما أنه كاتب قصصي ومقالات ومهتم بمجالي التنمية البشرية وعلم النفس.