التفكير الزائد: ما هو؟ ما هي أضراره؟ وكيف تتغلب عليه؟
في الوقت الذي قد يستغرق في البعض في التفكير حول مواقف معيّنة تواجههم في حياتهم لمدّة من الزمن، نجد أنّ هنالك عددًا من الأشخاص يعانون من تدفّقات دائمة ومستمرّة للأفكار في عقولهم. فأصحاب التفكير الزائد المزمن Chronic Overthinkers غالبًا ما يستعيدون في رؤوسهم الحوارات والأحاديث التي قاموا بإجرائها بالأمس، أو يشكّكون بكلّ قرار يتخذونه، أو يتخيّلون مخرجات كارثية لكلّ شي، طوال اليوم، وكلّ يوم!
التفكير الزائد لا ينطوي على الكلمات وحسب، فالمفرطون في التفكير يستحضرون في عقولهم صورًا كارثية أيضًا من محض مخيّلتهم. حيث يمكنك أن تشبّه عقلهم بفيلم سينمائي تهوي فيه سيّارتهم مثلاً من على جرف أو يستمرّون فيه بالتفكير في أحداث سيئة مرّوا بها مرارًا وتكرارً.
قد لا تشعر بأنّ التفكير الزائد سيءٌ إلى هذا الحدّ، لكن إن كنت تعاني منه حقًا فأنت تعلم تمام العلم كم هو مرهق ومستنزفٌ للطاقة ومتعب للنفس.
بسلوكيات بسيطة، تعلم فن الثقة بالنفس الثقة بالنفس هي مفتاح الوصول للنجاح في حياتك ، ولتحقيق الأفضل في مجال عملك و في علاقاتك. سجل بالدورة الآن
لنتحدّث بتفصيل أكثر عن هذه المشكلة ونتعرّف على أفضل الطرق للتخلّص منها أو الحدّ منها على الأقل.
الإفراط في التفكير وأنماط التفكير المدمرة
ينطوي الإفراط في التفكير أو الـ Overthinking عادة على نمطين أساسيين من التفكير المدمّر هما التحسّر، والقلق المستمرّ.
ينطوي التحسّر عادة على التفكير المستمرّ بالماضي، وقد يتضمّن أفكارًا مثل:
- ما كان يجدر بي قول تلك الأشياء خلال الاجتماع بالأمس. لا شكّ أنّ الجميع يعتقد أنّي أحمق.
- كان يجدر بي البقاء في وظيفتي السابقة، لكنتُ حينها أكثر سعادة ممّا أنا عليه الآن.
لم يعلّمني والداي كيف أعزّز ثقتي بنفسي. مخاوفي وشعوري الدائم بعدم الأمان يحولان دومًا دون أن أتقدّم في حياتي.
أمّا القلق المستمرّ، فهو ينطوي في الغالب على أفكار وتنبؤات سلبية (وأحيانًا كارثية) حول المستقبل. فنجدُ أفكارًا مثل:
- أعلم أنّي سأُحرج نفسي في الغد حينما أقدّم ذلك العرض. سأنسى كلّ شيء يتعيّن عليّ قوله.
- سيحصل جميع زملائي على ترقيات قبلي.
- أعلم أنّنا لن نملك أبدًا ما يكفي من المال للتقاعد. سنُصاب بالمرض، ولن نستطيع الاستمرار في العمل، ولن يكون لدينا مالٌ يكفي.
اقرأ أيضًا: ما هي مهارات التفاؤل وكيف تتقنها؟
أضرار التفكير الزائد
يمكن لدوّامة التفكير الزائد أن تؤثر سلبًا، ليس فقط على صحتّك الذهنية، ولكن أيضًا على صحّتك الجسدية والعاطفية. فالحزن والاكتئاب، ليست النواتج الوحيدة لعملية التفكير الزائد، إذ أنّ له أضرارًا أخرى عديدة تطالُ جميع نواحي حياتك.
فيما يلي بعض هذه الأضرار:
1- تفكير أكثر يعني حياة أقصر!
بحسب دراسة أجريت في كليّة هارفارد الطبية على مجموعة من الأشخاص ممّن تتراوح أعمارهم بين 60 و70 سنة وبين المعمّرين الذين تزيد أعمارهم عن مئة سنة، تبيّن أنّ أولئك الذين توفوا في أعمار أصغر يمتلكون نسبة أقلّ من البروتين التي تهدّئ الدماغ.
التفكير الزائد يرهق عقلك، ويؤدّي بالتالي إلى استنزاف هذا البروتين وتقليل نسبته في الدماغ. ذلك لا يعني أنّك ستموت في سنّ الثلاثين إن كنت من أصحاب التفكير المفرط، لكنه سيؤثر بلا شكّ تأثيرًا سلبيًا على دماغك ويؤدي إلى مشاكل وأمراض كالخرف والزهايمر وغيرها من الأمراض العقلية، التي وبحسب الدراسة السابقة تؤثّر على مدّة الحياة وتسبّب الوفاة في عمر أصغر.
اقرأ أيضًا: كيف أحقق الاتزان العاطفي
اكتشف شخصيتك الآن واعرف التخصص المناسب لك مع اختبار تحليل الشخصية المجاني!
2- ساعات نوم أقل وأسوأ
قد لا تستطيع أحيانًا السيطرة على مشاعر القلق والتفكير التي تنتابك في ساعات متأخرة من الليل. وهو ما يجعل جسمك يخرج من حالة الراحة والاسترخاء ليصبح أكثر تيقّظًا.
ماذا يعني ذلك؟
أجل، بالضبط...ذلك يعني ساعات نومٍ أقلّ بل ونوعية نومٍ أسوأ، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى الشعور الدائم بالإرهاق والإجهاد.
اقرأ أيضًا: كيف تحصل على ساعات إضافية خلال اليوم
3- زيادة فرص الإصابة بالأمراض العقلية
من أهمّ أضرار التفكير الزائد، زيادة خطر الإصابة بالأمراض والمشاكل العقلية مثل القلق المزمن، الاكتئاب، اضطراب ما بعد الصدمة أو اضطراب الشخصية الحدية.
باختصار، التفكير الزائد يؤدي إلى الإصابة بالعديد من المشاكل والاضطرابات العقلية التي تؤدي بدورها إلى مزيد من التفكير الزائد لتجد نفسك في حلقة مفرغة لا مفرّ منها.
اقرأ أيضًا: 7 خطوات للتوقف عن التذمر المستمر
4- اضطرابات الشهية
إن كنت تبالغ في التفكير، فقد تجد نفسك غير راغب في تناول الطعام، أو في الحالات الأكثر شيوعًا، قد تبالغ في الأكل في محاولة لتخفيف التوتر والتفكير. هذه الاضطرابات والتذبذبات في الشهية تؤدي في كثير من الأحيان إلى العديد من المشاكل الصحية الجسدية.
اقرأ أيضًا: كيف أتخلص من الاحباط و السلبية
5- تراجع الإبداعية والابتكار
بعكس ما قد تعتقده من أنّ التفكير الزائد سيساعدك على إيجاد حلول أكثر لمشاكلك، فإنّه في الواقع يقلّل من قدراتك الإبداعية، ويجعل من عملية البحث عن حلول تحديًّا صعبًا، بل وحتى الابتكار والخروج بأفكار جديدة في عملك سيغدو أصعب.
اقرأ أيضًا: 17 طريقة مميزة لتطوير المهارات الإبداعية
6- التأثير سلبًا على المهارات الاجتماعية
حينما نقضي وقتًا طويلاً في تحليل ما قد يفكّر به الآخرون حولنا، عادة ما يخلق ذلك شعورًا بالخوف والانعزال عن المواقف الاجتماعية.
تخيّل فقط عدد المرات التي تخيّلت فيها أنّ أحدهم لا يستلطفك أو لن يستلطفك، ونتيجة لذلك لم تبادر بالتحدّث إليه. لعلّك أضعت الكثير من الفرص للتعرّف على أصدقاء جدد أو لتوسيع دائرة علاقاتك بسبب تفكيرك الزائد.
غالبًا ما يكون التفكير الزائد هو السبب وراء تصرّفاتك ومشاعرك هذه، وليس الأشخاص من حولك؟
اقرأ أيضًا: كيف أتمتع بقدر أكبر من القبول والود
كيف اتخلص من التفكير الزائد؟ وما هو علاج التفكير الزائد والوسواس؟
إن كنت ممن يبالغون في التفكير، فأنت على الأرجح تدرك ذلك، وربما السبب في أنّك تقرأ هذا المقال الآن هو رغبتك في معرفة كيفية التغلب على التفكير الزائد الذي تعاني منه.
بداية وقبل كلّ شيء على أن تدرك بأنّ التفكير الزائد ليس سوى عادة...لكنه عادة سيئة عليك أن تكسرها. الأمر ليس سهلاً بالطبع، لكن مع التمرين المستمرّ ستتمكّن من تدريب عقلك على التفكير بشكل مختلف. وفيما يلي بعض الطرق الفعّالة للحدّ من التفكير المفرط أو التخلّص منه نهائيًا.
1- انتبه إلى نفسك حينما تكون عالقا في أفكارك
يمكن للتفكير الزائد أن يتحوّل إلى عادة راسخة ومتأصّلة فيك لدرجة أنّك لن تنتبه لنفسك عند القيام بها. لذا فالخطوة الأولى هي بأن تنتبه أكثر لطريقة تفكيرك حتى تصبح أكثر وعيًا بهذه المشكلة.
عندما تجد نفسك قد بدأت بالتفكير في الأحداث في رأسك مرارًا وتكرارًا، أو أنّك تقلق كثيرًا بشأن الأمور التي لا تستطيع التحكّم فيها، اعترف بأن نمط التفكير هذا غيرُ مُجدٍ.
تذكّر دومًا أن التفكير سيساعدك فقط في حالة واحدة، ألا وهي أنّه يقودك لاتخاذ قرارات والقيام بإجراءات إيجابية.
2- انظر وانتبه لطريقة استجابتك لأفكارك
طريقة استجابتك لأفكارك قد تجعلك غارقًا في بعض الأحيان في حلقة مفرغة من القلق أو التحسّر المتكرّر. لذا، وحينما تجد نفسك قد دخلت في دوامة التفكير الزائد، انتبه إلى تأثير هذا التفكير على مشاعرك ومزاجك. هل تشعر بالتوتر؟ القلق أم بتأنيب الضمير؟ وما هو الشعور الأساسي الذي يغذّي أفكارك هذه؟
تذكّر دومًا أنّ الوعي بذاتك هو خطوتك الأولى لتغيير تفكيرك.
اقرأ المزيد: ما هو الوعي بالذات وكيف تطوره؟
3- اصرف انتباهك عن التفكير الزائد
بمعنى آخر، قم بإيقاف تفكيرك الزائد من خلال إشغال نفسك بنشاطات تستمتع بها.
تختلف هذه النشاطات من شخص لآخر، لكن يمكنك الاستفادة من الأفكار التالية:
- تطوير مهاراتك في الطهي من خلال تعلّم وصفة جديدة.
- التسجيل في حصص رياضية.
- ممارسة هواية جديدة كالرسم مثلاً.
- التطوّع مع بعض المؤسسات المحلية القريبة منك.
قد يكون من الصعب أن تبدأ شيئًا جديدًا عندما تكون تحت تأثير أفكارك، لذا إن وجدت صعوبة في العثور على ما يشغلك، ابدأ بتخصيص بعض الوقت، (30 دقيقة يوميًا) لاستكشاف هوايات ومُلهيات جديدة تصرفك عن التفكير الزائد، أو لممارسة هوايات تملكها بالفعل.
4- خذ نفسا عميقا!
لا شكّ أنّك قد سمعت هذه النصيحة ملايين المرات من قبل. هل تعلم لماذا؟!
لأنها بكلّ بساطة فعّالة وتأتي بنتائج حقيقية…
في المرة المقبلة التي تجد فيها نفسك غارقًا في بحر أفكارك المتلاطمة أمواجه، أغمض عينيك وخذ نفسًا عميقًا يساعدك على الاسترخاء.
إليك تمرين تنفّس بسيط، يمكن البدء به:
- اعثر على مكان هادئ واجلس فيه مع الحرص على إرخاء رقبتك وكتفيك.
- ضع إحدى يديك على قلبك واليد الأخرى فوق المعدة.
- خذ نفسًا عميقًا من الأنف ثم أخرجه ببطء مع التركيز على حركة الصدر والبطن أثناء عملية التنفس.
- كرّر هذا التمرين ثلاث مرات يوميًا لمدّة خمس دقائق، أو كلّما أتيحت لك الفرصة لذلك.
اقرأ أيضًا: أفضل 10 قصص قصيرة ذات دروس قيمة
5- عليك بتمارين التأمل
الالتزام المنتظم بتمارين التأمل قد أثبت فعاليته علميًا في تصفية الذهن والقضاء على فوضى الأفكار في داخلك، من خلال تركيز انتباهك على أعماقك.
الفيديو التالي سيساعدك على البدء بالتأمل، فهو يتضمّن تمارين بسيطة يمكن لأيّ شخص القيام بها، ولن تحتاج منك إلى الكثير من الوقت أو الجهد للقيام بها.
6- انظر إلى الصورة الكبرى
اسأل نفسك في كلّ مرّة تجد فيها نفسك غارقًا في التفكير في قضيّة ما: "ما تأثير هذه المشكلة أو القضية على حياتي بعد 5 أو 10 سنوات؟"
هل سيهتمّ أحدٌ حقًا إلى أنّك قد نسيت ما عليك قوله خلال العرض التقديمي؟ أو أنّك ارتكبت خطئًا ما أثناء الاجتماع؟
على الأرجح فذلك لن يحدث...إذن لماذا تجعل من الحبّة قبّة؟ وتغرق نفسك في بحر من الأفكار التي لن يكون لها أيّ تأثير بعد بعض الوقت؟
7- قم بشيء لطيف لأحدهم
عندما تحاول تخفيف الحمل على أحدهم، سيسهم ذلك في وضع الأمور في نصابها الصحيح. لذا فكّر دومًا في طرق لتساعد بها شخصًا آخر يمرّ بوقت عصيب.
لستَ بحاجة لتقديم خدمات كبيرة، فمجرّد مساعدة جارتك المريضة على حمل مشترياتها من السوق، أو تقديم يد العون لصديقك في العثور على فرصة عمل بعد أن ترك وظيفته، قادرة على إحداث فرق كبير بالنسبة لك وإليهم أيضًا.
إدراك حقيقة أنّ بيدك القدرة على جعل يوم أحدهم أفضل، سيسهم بلا شكّ في إبقاء الأفكار السلبية بعيدًا عنك، ويمنحك أمرًا إيجابيًا للتفكير فيه بدلاً من حلقات مفرغة من الأفكار العقيمة.
اقرأ أيضًا: 9 أنواع من مصاصي الدماء العاطفيين الذين يجب أن تبتعد عنهم
8- تعرف على أنماط التفكير السلبي التي تعاني منها وحاول تغييرها
تشير أنماط التفكير السلبي إلى كلّ الأفكار المبنية على مشاعر الخوف أو الغضب والتي تأتي كردّ فعل على حدث ما يمرّ به المرء في حياته.
من المهمّ للغاية تتبّع هذه الأفكار ومعالجتها قبل أن تستحوذ عليك تمامًا وتغرقك في دوّامة التفكير الزائد المبالغ فيه.
احرص إذن على الاحتفاظ بسجلّ لهذه الأفكار والعمل على تغييرها، من خلال اتباع الخطوات التالية:
- استخدم دفترًا لتتبّع الموقف الذي يسبّب لك القلق، أو يؤثّر سلبًا على مزاجك، واكتب الأفكار الأولى التي تنتابك دائمًا بصورة تلقائية.
- تعمّق في التعرّف على تفاصيل هذه الأفكار، وقيّم الموقف الذي يسبّب لك هذه الأفكار السلبية.
- قسّم المشاعر التي تحسّ بها وحدّد ما تقوله لنفسك عن الموقف الذي تمرّ به.
- اعثر على بديل للأفكار الأولية (التلقائية) التي تدور في رأسك.
على سبيل المثال، بدلاً من البدء بالتفكير مباشرة في أنّك ستفشل فشلاً ذريعًا في أمرٍ ما، قل لنفسك أنّك تبذل قصارى جهدك وتحاول تقديم أفضل ما عندك.
اقرأ أيضًا: خمس طرق للتخلص من السلبية وتحقيق السلام الداخلي
9- اعترف بنجاحاتك
عندما تجد نفسك غارقًا في التفكير الزائد، أخرج ورقة وقلمًا أو افتح تطبيق كتابة الملاحظات المفضّل لديك على هاتفك المحمول، واكتب على الفور خمسة أشياء أنجزتها خلال الأسبوع الماضي على أتمّ وجه.
ليس بالضرورة أن تكون هذه الإنجازات عظيمة، فأمور مثل تنظيف سيارتك، أو إعادة ترتيب أدراج مكتبك، أو حتى الالتزام بميزانيتك الأسبوعية سيكون لها أثر كبير على نفسيتك وأفكارك.
عندما تنظر إلى كلّ هذه الانجازات البسيطة مجتمعة سترى مدى أهميّة الإنجازات الصغيرة وتأثيرها الإيجابي.
احرص دومًا على مراجعة قائمة الإنجازات الصغيرة هذه كلّما شعرت بأنّك تغرق في دوامة التفكير الزائد.
10- ركز على اللحظة الراهنة
صحيح أنّ التأمل يقودك دومًا إلى التركيز على اللحظة الراهنة لكنه ليس الوسيلة الوحيدة لذلك. إذ يوجد العديد من الممارسات الحياتية الاعتيادية الأخرى التي تساعدك للتركيز على الآن.
إليك بعضًا منها:
- قم بإطفاء هاتفك أو حاسوبك لفترة زمنية محدّدة وركّز خلالها على القيام بنشاط واحد فقط دون انقطاع.
- كن أكثر وعيًا عند تناول الطعام، وذلك من خلال الحرص على الاستمتاع بكلّ لقمة والتركيز في المذاق ورائحة وملمس كلّ مكوّن من مكوّنات الطبق الذي تتناوله.
- قم بنزهة في الخارج حتى وإن كانت قصيرة، وركّز خلالها على ملاحظة كلّ ما حولك. انتبه للروائح التي تشتمّها والأصوات التي تسمعها وكلّ المناظر التي تراها أمامك.
اقرأ أيضًا: فن اليقظة الذهنية | Mindfulness
11- انظر للعالم من زاوية مختلفة
في بعض الأحيان، وحتى تتمكّن من تهدئة أفكارك قد تحتاج إلى تغيير منظورك للأمور من حولك.
نظرتك للعالم مبنية على تجاربك السابقة وقيمك وافتراضاتك، لذا حاول دائمًا أن تتخيّل الأمور من وجهة نظر شخص آخر، فذلك سيخفف كثيرًا من حدّة تفكيرك الزائد.
12- قم بخطوات عملية للتغلب على التفكير الزائد
قد يكون تفكيرك الزائد في بعض الأحيان نتيجة لعدم قيامك بأيّ خطوات حقيقية عملية لتغيير الأمور من حولك.
هل تستمرّ في التفكير بشخص ما تتمنّى لو كنت مثله؟
بدلاً من إفساد يومك بأفكار مثل: "لن أكون مثله أبدًا"، أو "لن أحقق نجاحًا كنجاحِه إطلاقًا…" أو ما شابهها من أفكار، ابدأ على الفور بكتابة خطوات حقيقية وعملية تساعدك على الوصول إلى أهدافك. فهذا سيُبعدك عن التفكير العقيم ويوجّه طاقتك بدلاً من ذلك للعمل والاجتهاد.
استعن دومًا بأفكارك ومشاعرك للقيام بخطوات حقيقية من أجل عيش حياة أفضل.
اقرأ أيضًا: 7 طرق لتكون سعيدا حتى في أصعب الظروف
13- كن أكثر تعاطفا مع نفسك
الاستمرار في التفكير بالماضي يحول بينك وبين المُضيّ قدمًا في حياتك. لذا إن كنت تؤنّب نفسك دومًا على أخطاء ارتكبتها في الماضي القريب أو البعيد، حاول أن تكون أكثر تقبّلاً لذاتك وأكثر تعاطفًا معها.
إليك بعض الخطوات التي يمكنك أن تبدأ بها:
- اختر فكرة ما تراودك بشكل متكرّر.
- حدّد الشعور المرافق لهذه الفكرة والذي ينتابك كلّما فكّرت فيها.
- اعترف بمشاعرك هذه وبحقيقتها في هذه اللحظة.
- اختر جملة متعاطفة تقولها لنفسك كلّما انتابتك هذه الأحاسيس. مثلاً: "أنا أتقبّل نفسي كما أنا" أو "أنا أكفي"...الخ.
اقرأ أيضًا: ما هي مهارات تقبل الذات وكيف تطورها؟
14- تقبل مخاوفك
بعض الأمور في الحياة ستبقى دومًا خارجة عن سيطرتك مهما حاولت التحكّم فيها. عندما تتعلّم كيفية تقبّل هذه الأمور ستقلّل كثيرًا من عملية التفكير الزائد.
الكلام أسهل من الفعل بالطبع، لكن يمكنك دومًا البدء بخطوات صغيرة للتغلّب على مخاوفك وتقبّل الأمور الخارجة عن سيطرتك.
ابدأ بمواجهة المواقف الصغيرة التي تسبب لك القلق على الدوام كأن تقف في وجه زميل متسلّط في العمل، أو أن تذهب في تلك الرحلة التي طالما رغبت في القيام بها بمفردك.
اقرأ أيضًا: كيف تتغلب على مخاوفك ؟
15- لا تخجل من طلب العون
ويحدث أحيانًا أن تجد نفسك غير قادرٍ على السيطرة على أفكارك بمفردك. وتفشل كلّ الطرق السابقة في جعلك تتوقّف عن تكرار تلك السيناريوهات السلبية في عقلك.
لا تتردّد حينها في طلب العون من أصحاب الخبرة والاختصاص، حيث أنّ اللجوء إلى معالج نفسي أو مرشد مختصّ سيساعدك حتمًا، نظرًا لأنه سيمدّك بالأدوات والاستراتيجيات الفعّالة لتغييرِ نمط تفكيرك.
إن كنت ممن يعانون من التفكير الزائد، فأنت لست الوحيد في ذلك. حيث أنّ ما نسبته 73% من الأشخاص في عمر 25-35 سنة، وحوالي 53% ممّن أعمارهم 45-55 سنة هم من أصحاب التفكير المفرط.
التفكير أمر بشري طبيعي، لكنّه حينما يزيد عن حدّه يصبح من السهل في حينها أن تغرق في الأفكار السلبية وفي بناء الافتراضات التي لا أساس لها من الصحّة.
فهل أنت من هؤلاء الأشخاص؟ هل تشعر بأنّ التفكير الزائد يؤثّر عليك بأيّ من الطرق السابقة الموضّحة أعلاه؟ وإن كنت كذلك، فما هي الخطوات التي تعتقد أنّ عليك البدء بها من أجل حلّ هذه المشكلة؟
شاركنا رأيك من خلال التعليقات، ولا ضير من قراءة بعض من مقالاتنا الممتعة المفيدة فهي ستساعدك حتمًا على تخفيف حدّة التفكير الزائد المبالغ فيه!
المصادر: healthline، themuse، psych2go
اقرأ أيضًا: قائمة بأفضل كتب المساعدة الذاتية لعام 2021
اقرأ أيضًا: 4 طرق لإعادة برمجة عقلك الباطن
اقرأ أيضًا: الشخصية السلبية وكيفية التعامل معها