التدريب الصيفي: فرصتك لكسر الحلقة المفرغة حول الوظيفة والخبرة
أخيرًا انتهى العام الدراسي، وحان الوقت للراحة والاستجمام، قد ترغب في قضاء عطلتك الصيفية في الترحال والتجول، أو ربما تخطّط للبقاء في منزلك مرتاحًا مسترخيًا، غير أنّ البعض قد وضعوا لأنفسهم مخطّطات أخرى، كالعمل أثناء العطلة أو الحصول على فرصة تدريب صيفي.
نعم قد تبدو لك هذه الفكرة بعيدة وسخيفة، لماذا عليك أن تعمل وتتعب بعد كلّ الجهد الذي بذلته خلال العام الدراسي؟ لكن ما لا تعرفه أنّ التدريب الصيفي قد يكون خطوتك الأولى لتحقيق الكثير من النجاحات في المستقبل.
دعونا نتعرّف على المقصود بالتدريب الصيفي وأهمّ مميزاته وكيفية الحصول عليه من خلال مقالنا لليوم!
نبذة عن التدريب الصيفي
تبلغ مدّة التدريب الصيفي أو Summer Internship لفترة تتراوح ما بين 8 إلى 12 أسبوعًا، وتعتمد أوقاتها على الفصول الدراسية في الجامعات المحلية. فتبدأ بعد نهاية العام الدراسي وتنتهي عن بداية العام الجديد، لكنها غالبًا ما تكون في شهر أيار/مايو وتستمر حتى نهاية شهر آب/ أغسطس.
يلتحق الطلاب خلال هذه الفترة بمختلف برامج التدريب التي توفرها الشركات المحلية في بلدهم، وقد يقدّمون للحصول على فرص تدريب في الخارج لاكتساب خبرة أفضل. ويختلف التدريب الصيفي عن التدريب العملي في كونه مخصّصًا للطلاب الذين لا يزالون على مقعد الدراسة، كما أنّه قد لا ينتهي بتوقيع عقد عمل بداوم كامل، بعكس التدريب العملي الذي قد يليه فرصة عمل في الشركة أو المؤسسة.
لماذا يجب عليك الالتحاق بالتدريب الصيفي؟
إليك فيما يلي 6 أسباب مهمّة تجعلك تعيد النظر في مدى أهمية الحصول على فترة تدريب صيفي لمرة واحدة على الأقل خلال مسيرتك الأكاديمية:
1- التشبيك وبناء العلاقات
بمجرّد أن تنهي عالم الجامعة وراءك، ستدرك مدى أهمية امتلاك علاقات مع الأشخاص المناسبين. صحيح أنّ خلفيتك الأكاديمية وسيرتك الذاتية مهمّة بلا شكّ، لكن شبكة العلاقات المهنية الصحيحة مهمّة للغاية عند محاولة تأمين وظيفة.
ستتعرّف من خلال فترة التدريب الصيفي على أشخاص عاملين في نفس مجال اهتمامك، وستتبَادل معهم الأفكار والخبرات. لذا وعند البدء بالبحث عن وظيفة لاحقًا، سيعرفُك هؤلاء الأشخاص وسيكونُون على علم بمؤهلاتك وقدراتك. احرص على أن تبقى في ذاكرتهم من خلال أدائك المميّز أثناء فترة التدريب.
2- كسب المال
على الرغم من أن أغلب فرص التدريب الصيفي لا تكون مدفوعة الأجر، لكن قد تجد أثناء عملية البحث فرصًا تقدّم بدل معيشة مناسبًا لك. وحتى لو كان المبلغ المدفوع قليلاً، فهو يبقى أفضل من لا شيء. حاول إذن أثناء عملية البحث أن تعثر على تدريب صيفي في ذات مجال تخصصك، ومع مقابل مادي مناسب أيضًا.
3- التعرّف على ميولك بشكل أفضل
عند الحصول على فرصة تدريب صيفي في مجال قد تعتقد أنّك ترغب في بناء مستقبلك فيه، ستتعلّم أساسيات هذه الوظيفة التي اخترتها، وأهمّ الأمور المتعلّقة بها. وهو أمر لن تكتشفه من خلال محاضراتك الجامعية إطلاقًا.
بهذه الطريقة ستحدّد ما إذا كانت هذه الوظيفة هي حقًا المهنة التي ستكمل فيها مشوارك بعد التخرّج. وهو أمر قد يكلّفك الكثير من الوقت والمال في حال قرّرت تغيير مسارك الوظيفي بعد سنة أو أكثر من التخرّج والعمل في مجال معيّن.
4- بناء سيرة ذاتية قويّة
امتلاك سيرة ذاتية قويّة هو بلا شكّ أحد أهمّ الأمور التي تضمن أن يتمّ استدعاؤك من قبل أرباب العمل. ومهما كان أداؤك الأكاديمي مميّزًا، فالخبرة العملية هي ما يهمّ أصحاب العمل حقًا. فكم من مرّة سمعت أنّه يجب أن تمتلك خبرة عملية حتى تحصل على الوظيفة؟ وكم من مرّة سألت نفسك: كيف أحصل على خبرة من دون وظيفة؟
حسنًا، الجواب يكمن في الحصول على تدريب صيفي خلال فترة الدراسة!
الكثير من الطلاب يدخل الجامعة ويركّز على إتمام متطلّباته الدراسية دون القيام بأيّ شيء آخر جانبي، كالنشاطات اللامنهجية أو التدريبات أو حتى التطوّع.
لذا فالحصول على تدريب صيفي ولو لمرّة واحدة خلال مسيرتك الدراسية، سيجعل سيرتك الذاتية تتميّز عن حشود المتقدّمين من الخرّيجين الجدد، ذلك أنّ أرباب العمل يحبّون الشباب الذين يخرجون عن منطقة الراحة الخاصة بهم ويعملون لتجاوز حدود قدراتهم بالعمل والتركيز على نشاطات أخرى إلى جانب دراستهم.
5- تعزيز الثقة بالنفس
بغضّ النظر عن المكان الذي ستقضي فيه فترة التدريب الصيفي الخاصّة بك، هنالك أمر واحد مؤكد ستحصل عليه: الثقة بالنفس. التعامل مع الشخصيات المختلفة في الأوساط المهنية سيساعدك على تطوير شخصيتك وبناء ثقتك بنفسك وثقة الآخرين بك. لكن تذكّر دائمًا، هنالك فرق شاسع بين الثقة بالنفس وبين الغرور، فلا تجعل التدريب الصيفي والتميّز عن أقرانك يصيبك بالغرور فيحرمك من فرصة التعلّم والتطوّر.
6- اكتساب مهارات جديدة
لاشكّ أنّك كنت تدرس الكثير خلال العام الدراسي، لكن الحصول على فرصة تدريب صيفي أشبه بالصعود على متن مركبة فضائية متجهة إلى المريخ! السرعة كبيرة للغاية، بل هائلة، والأمور الجديدة التي تتعلّمها أكثر بكثير من تلك التي يتمّ تلقينك إياها في الجامعة. بل وأكثر قابلية للتطبيق والتنفيذ من الدروس النظرية.
ستتفاجأ بكمّ المهارات الوظيفية والتقنية والشخصية التي ستحصل عليها بعد نهاية فترة التدريب الصيفي، وستكون هذه المهارات الجديدة محلّ تقدير وترحيب من أساتذتك وأصحاب العمل المستقبليين.
كيف أحصل على فرصة تدريب صيفي؟
بعد أن تعرّفت على مميزات ومنافع الحصول على تدريب صيفي خلال مرحلة الجامعة، وبعد أن اتخذت القرار بالقيام بذلك خلال عطلتك القادم، ستتفاجأ على الأرجح بالواقع، فالكلام أسهل بكثير من الفعل. كيف ستعثر على الفرصة المناسبة لك؟ وكيف تضمن التقديم لها بشكل مناسب يضمن لك الحصول على هذه الفرصة؟
ليس عليك سوى أن تقسّم هذه الخطوة الكبيرة إلى خطوات صغيرة منتظمة، والعمل على إتمام كلّ خطوة على أتمّ وجه. وفيما يلي خمس خطوات بسيطة قابلة للتنفيذ تساعدك للحصول على فرصة التدريب الصيفي التي تطمح إليها.
1- رتّب أمورك جيّدًا
قبل البدء بالتقديم إلى فرص التدريب الصيفي المتاحة في بلدك أو في الخارج، لابدّ أن تضمن امتلاك جميع المستندات والأوراق اللازمة لعملية التقديم، بالإضافة إلى ترتيب أولوياتك وأهدافك، لذا احرص على القيام بما يلي:
- جهّز قائمة أحلامك: اكتب على هذه القائمة جميع أسماء الشركات والمؤسسات التي ترغب في القيام بالتدريب الصيفي فيها، دوّن معلومات التواصل معها وأسماء المستندات المطلوبة للتقديم لها، بالإضافة إلى مواعيد التقديم إن وجدت.
- اطبع سيرتك الذاتية، ونموذجًا لرسالة تغطية مبدئية. ثمّ ضع دائرة حول المعلومات التي يجب أن تغيّرها في هذه المستندات بناءً على الفرصة التي تقدّم إليها (تذكّر دومًا أن تخصّص سيرتك الذاتية ورسالة التغطية لتتناسب مع الفرصة التي تقدّم إليها).
- جهّز قائمة بالأشخاص المهنيين: ابحث في قائمة الأسماء في هاتفك أو بريدك الإلكتروني عن الأشخاص الذين قد يساعدونك في الحصول على فرصة تدريب مناسبة، قد يكون هؤلاء أقاربك من العاملين في الشركات والمؤسسات الكبرى، أو روّاد أعمال أو أصحاب شركات. أو أشخاصًا يملكون روابط قوية مع الشركات الكبرى.
2- ابدأ بالبحث
لا يكفي أن تكتب قائمة بأسماء الشركات التي تريد أن تعمل فيها، وتقدّم لها على الفور، إذ لابدّ أوّلاً أن تعرف المواصفات التي يبحث عنها أصحاب هذه الشركات في المتدّرب الراغب في الانضمام إليهم، حتى تعرف بالضبط كيف تقدّم نفسك إليهم من خلال السيرة الذاتية أو رسالة التغطية. وحتى يكون بحثك مثمرًا، اتبع النصائح التالية:
- قم بزيارة معارض ومكاتب التوظيف: يمكنك مناقشة اهتماماتك مع مندوبي وممثلي الشركات والتعرّف على المؤسسات الأنسب التي يمكنك التقديم لها، والتدرّب لديها.
- قم بزيارة المواقع الرسمية للشركات: عد مرّة أخى إلى قائمة أحلامك التي كتبتها سابقًا، وتفقّد الموقع الرسمي لكلّ شركة كتبتها، اذهب إلى صفحة الوظائف في الموقع، وتعرّف على طبيعة الوظائف والفرص التي تقدّمها. أمّا في حال لم يكن هنالك صفحة للوظائف، فيمكنك إذن الاطلاع على صفحة التعريف بالشركة أو الـ "About Us" لمعرفة المزيد حول ثقافة الشركة ورسالتها. لا تتردّد في التواصل مع هذه الشركات وسؤالها عن كيفية التقديم للحصول على تدريب صيفي لديها. دوّن جميع الملاحظات التي تحصل عليها.
- تقفّد منصات البحث المتخصصة: حيث يمكنك العثور على العديد من فرص التدريب العملي المحلية والدولية على موقع فرصة.كوم والتعرف على شروط التقديم ومعايير الأهلية، بالإضافة إلى تفاصيل دقيقة حول كيفية التقديم والكثير من المعلومات الأخرى التي تساعدك خلال هذه العملية.
3- رتّب الأولويات وضع خطّة مناسبة لعملية التقديم
بعد أن جهّزت جميع المستندات الضرورية للتقديم، وأجريت بحثًا مكثّفًا لأفضل الفرص التي تتوافق مع ميولك واهتماماتك، حان الوقت لتفكّر في أفضل السبل للتقديم والتواصل مع هذه الشركات. إليك ما يجب عليك فعله:
- حدّد لنفسك فترة تقديم مناسبة: لا تُبقِ الأمور عشوائية، ونظّم وقتك بدلاً من ذلك. ضع جدولاً زمنيًا لعملية التقديم، قد تحتاج لبضع ساعات من أجل التقديم لكلّ 5-10 فرص تدريب. خاصة في البداية عندما لا تكون معتادًا بعد على هذا الأمر، غير أنّ العملية ستصبح أسهل بعد بعض الوقت. تفرّغ لساعة أو اثنتين يوميًا واكتب ذلك في مذكّرتك، كما ننصحك أيضًا بأن تبدأ عملية التقديم قبل بداية عطلتك الصيفية بعدّة أسابيع، حتى تكسب أكبر قدر من الوقت.
- لا تكتفِ بالتقديم مرّة واحدة فقط: بمعنى آخر، لا تخصص بضع ساعات للتقديم على 10 فرص تدريب فقط، ولكن كرّر العملية أكثر من مرّة. في حال لم تحصل على فرصتك بعد 10 أيام عاود الكرّة مجدّدًا، وهكذا حتى تتمكّن من العثور على فرصة التدريب المناسبة لك.
4- قم بمراجعة مستنداتك
احرص دومًا على تحديث سيرتك الذاتية وبقية مستنداتك قبل التقديم لأي فرصة تدريب، كما أنّ تخصيص هذه الوثائق سيزيد من فرصك في الحصول على التدريب الذي ترغب فيه. إليك ما يجب عليك فعله في هذا الشأن:
- خصّص سيرتك الذاتية: احرص على أن تكون سيرتك الذاتية محدّثة على الدوام، فلا تقم بإرسال سيرتك الذاتية التي استخدمتها العام الماضي، ولا ترسل أيضًا السيرة الذاتية نفسها لكلّ الفرص التي تقدّم لها. ليس عليك كتابة واحدة جديدة في كلّ مرّة، إذ يمكنك أن تغيّر الهدف الوظيفي في السيرة الذاتية فقط ليتناسب مع الفرصة التي تتقدّم إليها.
- جهّز رسالة تغطية: الأمر ذاته ينطبق على رسالة التغطية. صحيح أن العديد من الشركات تكتفي فقط بالسيرة الذاتية، لكن رسالة التغطية تعدّ مدعّمًا قويًّا يزيد من فرص قبولك كمتدرّب في شركة أو مؤسسة معيّنة. وهنا أيضًا لابدّ من تخصيص رسالة التغطية لتتناسب مع متطلبات الشركة، كما يمكنك تغيير المقدّمة والخاتمة كنوع من أنواع التخصيص.
- احتفظ بخطابات التوصية: احرص دومًا على أن يكون في حوزتك ثلاث رسائل توصية قويّة: واحدة من صاحب عمل سابق (أو مسؤول قسم في شركة سبق أن تدرّبت فيها)، واحدة شخصية من صديق أو زميل (على أن يكون ذا خبرة واسعة، أو عاملاً في شركة مرموقة بمنصب قوّي)، وأمّا الرسالة الثالثة، فيجب أن تكون من مرجع أكاديمي مثل مدرّس أو مشرف في جامعتك.
- جهّز نماذج من أعمالك: في حال كنت تتقدّم للحصول على تدريب صيفي في مجال الكتابة أو التصميم، فأنت على الأرجح بحاجة إلى إرفاق نماذج من أعمالك لإعطاء فكرة حول مستواك الحالي. لذا احرص على تجهيز هذه النماذج والاحتفاظ بها في مكان يسهل الوصول إليها لتتمكّن من إرسالها في حال طُلبت منك.
5- نظّم عملية التقديم وتابعها
حان وقت التقديم! لقد أجريت البحث المناس، وجهّزت المستندات المطلوبة، ولم يبقَ أمامك سوى البدء بإرسال طلباتك، احرص في هذه المرحلة على ما يلي:
- أرسل طلباتك في أوقات متقاربة، حتى يسهل عليك تتبّعها، واكتب ملاحظة عند أسماء الشركات التي أرسلت لها طلبك حتى لا تكرّر إرساله مرّة أخرى.
- احتفظ بنسخ من رسالة التغطية أو الإجابات التي كتبتها في حال تمّ طرح أسئلة معيّنة عليك، فقد يتمّ سؤالك عنها مجدّدًا إذا وصلت لمرحلة المقابلة الشخصية.
- تابع طلباتك التي أرسلتها: حيث يمكنك إرسال بريد إلكتروني أو الاتصال بخدمة العملاء في الشركة التي تقدّمت إليها للتأكد من وصول طلبك إليها.
- قدّم إلى المزيد من الشركات: فطالما لم تحصل على فرصة، عليك أن تستمر في عملية التقديم حتى يتمّ التواصل معك. كن مصرًّا واحرص على عرض طلبك أمام أكبر عدد ممكن من أصحاب العمل.
وهكذا نجد أنّ أحد أفضل الحلول لكسر حلقة "الخبرة والوظيفة" المفرغة تتمثّل بالسعي لإثراء تجربتك الشخصية أثناء فترة الدراسة وذلك من خلال فرص التدريب الصيفية. لذا لا تتردّد في التقديم لهذا النوع من الفرص على موقعنا، ولا تجعل الفرص مدفوعة الأجر هدفك الأول، فما ستحصل عليه مقابل هذا النوع من الفرص، حتى وإن كانت مجانية، لا يقدّر بثمن.
يمكنكم الاطلاع على مختلف فرص التدريب المتاحة على موقعنا، كما يسعكم التسجيل أيضًا لتصلكم أحدث الفرص أوّلاً بأول.
المصادر: thebalancecareers، spotahome
اقرأ أيضًا: كيف أكتب خطاب النوايا للمنح التركية
اقرأ أيضًا: نماذج خطاب النوايا لمنح الحكومة التركية