إرهاق العمل عن بعد: طرق فعالة لتتغلب عليه وتبقى نشيطا
في السنوات الأخيرة أصبح العمل عن بُعد حلم الكثير من الشباب الذين يشغلون مناصباً مكتبية بساعات عمل طويلة، خاصة أنه يوفر العديد من المزايا التي تتمثل بتوفير الوقت والجهد وتكاليف النقل بالإضافة إلى المرونة في اختيار أوقات العمل. مع ذلك، قد يتغلب في بعض الأحيان على هذه المنافع الإرهاق وقلة الحافز وصعوبة التركيز والعديد من السلبيات الأخرى التي تتعلق بالإنتاجية، خاصة خلال الأشهر الستة الأولى من العمل عن بُعد.
على الرغم من أن هذا يميل إلى الحدوث خلال الأشهر القليلة الأولى من العمل عن بُعد، إلا أنه من المحتمل أن يحدث أكثر من مرة خلال حياتك المهنية، لذلك سنشارك معك في هذا المقال بعض النصائح السهلة والفعالة لمكافحة إرهاق العمل عن العمل عن بعد أو ما يعرف بالـ "Burnout". ولكن من المهم أن تعرف أولاً ما هو إرهاق العمل وماهي علامته الأكثر شيوعاً، مما سيساعدك على معالجته بشكل مباشر والتغلب عليه بسرعة.
ابدأ الآن مسيرتك في العمل الحرّ وتحقيق الربح من الإنترنت تعرّف على أسرار الربح من الإنترنت، وتعلّم استراتيجيات العمل الحرّ الناجح خطوة بخطوة من خلال التسجيل في دورة مكثفة خاصّة على موقع فرصة. سجّل الآن
ما هو إرهاق العمل أو الـ Burnout؟
عندما تبدأ العمل عن بُعد لأول مرة، فإنك عادة ما تكون متحمساً ومتشوقاً لإطلاق العنان لطاقتك وأفكارك، ولكنك سرعان ما تشعر بعدم القدرة على تحفيز نفسك لإتمام المهمة التي كنت تستمتع بالقيام بها قبل بضعة أسابيع في المكتب، خاصة أن العمل عن بُعد يولّد لدى الموظفين مشاعر الوحدة والعزلة مما يؤدي إلى فقدان الرغبة بتنفيذ المهام والإرهاق.
إرهاق العمل ما هو إلاّ نتيجة لضغوط العمل المزمنة واستنزاف الطاقة، إذ إنه حالة من التعب المستمر أو الخمول أو التهيج أو الحزن أو الغضب، وذلك لأن العاملين عن بُعد يميلون إلى القيام بالمهام بساعات أكثر من زملائهم بالمكتب وبدرجة عالية من الانضباط. عندما تتعامل مع مواعيد نهائية قصيرة أو مشاريع معقدة، قد تواجه صعوبة في إدارة جميع مسؤولياتك بنفسك وقد يؤثر ذلك على حياتك الشخصية في المنزل وعلى طريقة تعاملك مع المهام اليومية.
اقرأ أيضاً: كيف تتعامل مع ضغوط العمل بطريقة صحيحة؟
الفرق بين الإجهاد والإرهاق
بشكل عام، ينطوي الإجهاد على الكثير من الضغوط التي تتطلب طاقة جسدية وعقلية كبيرة، ومع ذلك لا يزال معظم الأشخاص المجهدين والمضغوطين قادرين على الشعور بالثقة بأنهم سيتمكنون من السيطرة على كل شيء وأنهم سيشعرون بالتحسن.
أما الإرهاق أو الانطفاء أو الـ Burnout فهو الشعور بانعدام الحافز تماماً وعدم الاهتمام وأحياناً الفراغ الداخلي، وغالباً ما يعتقد الأشخاص الذين يعانون من إرهاق العمل بأن هذا الشعور سيستمر دوماً مما يجعلهم يفقدون الأمل بحدوث أي تغيير إيجابي. لذلك، يكمن الفرق الرئيسي بأن الإجهاد يجعلك تشعر بالتوتر المفرط بسبب كثرة المسؤوليات، أما الإرهاق فيجعلك تشعر بالركود وقلة التفاعل مع محيطك لدرجة أنك لا تدرك أنك تعاني منه حقاً.
اقرأ أيضاً: قائمة بأفضل الوظائف للأشخاص الذين يعانون من القلق
ما هي علامات إرهاق العمل عن بعد؟
هناك العديد من العلامات التي تدل على أنك تعاني من الإرهاق الناتج عن العمل عن بُعد، إليك بعضاً منها:
- الشعور بالخوف من العمل كل يوم أو العمل على بعض المشاريع التي عليك إتمامها وتسليمها خلال مدة محددة.
- قلة الاهتمام بكيفية تنفيذ المهام وجودة العمل، والتركيز فقط على الانتهاء منها بأسرع وقت ممكن.
- صعوبة التركيز على المهام مما يؤدي إلى الانغماس في الإلهاءات، مثل وسائل التواصل الاجتماعي أو التلفزيون أو القيام بتنظيف المنزل لتجنب القيام بالعمل المطلوب.
- الميل إلى الشكوى المستمرة والمفرطة من العمل بدلاً من القيام به.
- الشعور بالاستنزاف الجسدي والعقلي وعدم الرغبة بالقيام بأي شيء سواء يتعلق أو لا يتعلق بالعمل.
- الاستياء من عدم قدرة الآخرين على فهم الإرهاق الذي تشعر به أو تقدير العمل الشاق الذي تقوم به كل يوم.
- التساؤل عما إذا كان يجب عليك العودة إلى وظيفتك التقليدية في المكتب، وذلك للعثور على السعادة والتقدير مرة أخرى بين زملاء العمل.
- الشعور بالعزلة والوحدة، ولكن بالوقت نفسه انعدام الرغبة بالخروج أو التواصل الاجتماعي مع الآخرين.
اقرأ أيضاً: خمس طرق للتخلص من السلبية وتحقيق السلام الداخلي
طرق للتخلص من الإرهاق الناتج عن العمل عن بعد
بعد القيام بتحديد العلامات التي تدل على أنك تعاني من الإرهاق، والتي تعد واحدة من الخطوات المهمة للتغلب عليه، ما عليك إلا اتباع النصائح التالية التي ستساعدك على الشعور بالانتعاش والإنتاجية من جديد:
1- قم بتغيير مساحة العمل الخاصة بك
حتى لو كنت تملك مكتب أحلامك في المنزل، فقد يشعر عقلك بالملل من اتباع نفس الروتين ورؤية نفس الأشياء يوماً بعد يوم، لذا عليك العثور على أشياء جديدة ومحفزة إذا كنت ترغب في الحفاظ على مستويات الطاقة والإبداع والتحفيز لديك. حتى تغيير مكان عملك في المنزل يمكن أن يساعدك على تغيير منظورك وتجديد طاقتك، على سبيل المثال يمكنك نقل مكتبك بالقرب من النافذة مما يمكّنك من النظر إلى الخارج عندما تشعر بالملل أو التعب.
يُمكنك أيضاً الاستفادة من المرونة التي يتمتع بها العمل عن بعد والانطلاق في رحلة ليوم كامل إلى حديقة جديدة أو البحث عن مقهى جديد خارج منطقتك، إذ إن العمل خارج المكتب المنزلي لمدة يوم أو يومين على الأقل في الأسبوع سيساعدك على الخروج من الروتين المزدحم وسيعطي عقلك مشهداً جديداً للنظر إليه والتفاعل معه. قد تجد أن مجرد التواجد في الخارج لبضعة دقائق على عتبة المنزل يكفي لتنشيطك وإعادة الطاقة التي تحتاجها للقيام بعملك على أكمل وجه.
اقرأ أيضاً: 10 طرق لإبقاء عقلك نشيطاً
2- اجعل من ممارسة الامتنان عادة يومية
يصعب في كثير من الأحيان رؤية إيجابيات الموقف الذي تكون فيه خاصة عندما تشعر بحالة من الركود، مما يؤدي إلى المزيد من الإرهاق والسقوط في دوامة تملؤها السلبيات. لذا، فإن إحدى الطرق للحفاظ على صحتك العقلية تحت السيطرة عند الشعور بالإرهاق بسبب العمل عن بعد هو تذكير نفسك بممارسة الامتنان يومياً.
على سبيل المثال، يمكنك تخصيص دفتر لكتابة جميع الأشياء التي تشعر بالامتنان لوجودها، مثل امتلاك جدول زمني مرن، أو عدم الاضطرار إلى التنقل يومياً، أو قضاء المزيد من الوقت مع عائلتك، أو مجرد الابتعاد عن فوضى المكاتب. عندما تقوم بتخصيص بضع دقائق كل يوم لتدوين هذه الامتيازات وتفريغ أفكارك على الورق، ستتفاجأ بكثرتها وبجودتها في الواقع.
3- خذ المزيد من الاستراحات
إذا كنت تجد نفسك ملتصقاً بشاشة الحاسوب طوال اليوم، فليس من الغريب أنك تشعر بالإحباط، إذ إنه ليس من المفترض أن يظل البشر مقيدون في مكاتبهم لتنفيذ المهام والمشاريع وحل المشكلات المعقدة لمدة ثماني ساعات متتالية كل يوم. هذا شيء طبيعي يحدث في أي وظيفة تقليدية، إذ يقوم البعض بزيارة زملاء العمل في مكاتبهم أو مقابلتهم في المطبخ عند تحضير كوب من القهوة في الصباح، ولكن هذه اللحظات غالباً ما تضيع عند الانتقال إلى العمل عن بُعد.
وجدت الأبحاث أنك في الواقع تصبح أكثر إنتاجية عندما تأخذ فترات راحة، خاصة عندما تتجول أو تجلس في الخارج وتزيل التوتر عبر النظر إلى الطبيعة واستنشاق الهواء النقي. إذا كنت تواجه مشكلة في تحديد فترات الراحة، فما عليك إلا ضبط الساعة للعمل من 25 إلى 30 دقيقة على سبيل المثال، ثم قم بأخذ استراحة من 5 إلى 10 دقائق، إذ سيؤدي ذلك إلى إجبار عقلك على الانفصال من العمل حتى تتمكن من إعادة تنشيط حالتك المزاجية وتحسينها.
4- ارتدي ملابسك للاستعداد لليوم
من أفضل النصائح لبدء عمل جديد عن بُعد هو ارتداء ملابسك كل يوم كما لو كنت متوجهاً إلى المكتب، مما يُمكن أن يزيد من الرغبة لديك للقيام بالعمل. في حين قد يبدو أنه من غير المجدي أن تكون مستعداً لوظيفة تقوم بها في المنزل عندما لا يراك أحد، إلا أنه يمكن أن يساعدك القيام بذلك على الشعور بالثقة والتكامل والقدرة على التعامل مع أصعب المهام، خاصة إذا كنت تعاني من الإرهاق.
لذلك، حاول قضاء بضع دقائق إضافية للاستعداد في الصباح وارتداء ملابس تشعرك بالراحة والسعادة، وستجد نفسك أكثر حماسة وإنتاجية في وقت قصير جداً.
اقرأ أيضاً: 11 عادة صحية يقوم بها الأشخاص المبدعين صباحاً
5- صمم جدول العمل الخاص بك من المنزل
إن واحدة من أكثر الميزات الشائعة للعمل عن بُعد هي القدرة على تنظيم جدول عمل شخصي بشكل مرن يتناسب مع احتياجات ووقت الموظف، لذلك سيكون من المفيد بالنسبة لك الالتزام بجدول زمني متسق يلبي متطلبات الشركة ويتوافق مع الساعات التي تكون فيها أكثر إنتاجية.
إذا كنت تعتقد بأن طاقتك تكون في ذروتها في بداية الأسبوع أو حتى في النصف الأول من اليوم، فهذا هو الوقت المثالي للتعامل مع المهام ذات الأولوية. بعد ذلك، قم بتنفيذ المهام الأسهل في وقت لاحق من اليوم أو عندما تقترب نهاية الأسبوع، فهذا هو على الأغلب الوقت الذي لا تكون فيها طاقاتك العقلية على مستوى عالٍ من الكفاءة. بمجرد القيام بذلك، ستضمن إنجاز المهام الأكثر صعوبة قبل أن تفقد الطاقة أو الرغبة بالقيام بالعمل.
على سبيل المثال، يمكنك القيام بمحادثات الفيديو مع زملاء العمل في نهاية الدوام مما يزيد من إنتاجيتك خلال اليوم، وذلك استعداداً لنشاط ممتع عند الانتهاء من العمل بدلاً من الشعور بالاستنزاف والتعب. يمكنك أيضاً جدولة مواعيد الغداء أو استراحات القهوة الافتراضية في نصف أو نهاية الأسبوع لتشجيعك على القيام بكل المهام التي عليك الانتهاء منها خلال الأسبوع، مما يمكّنك من القيام بالنشاط التي خططت له بطاقة عقلية أكثر رشاقة وإيجابية.
اقرأ أيضاً: مهارات تنظيم وإدارة الوقت بشكل فعال
6- كافئ نفسك
واحدة من أكثر النصائح الفعالة لتجنب إرهاق العمل عن بُعد هي مكافأة نفسك عند إكمال مهمة ما، فعلى سبيل المثال قم بمكافأة نفسك عبر الذهاب إلى مطعم لتناول وجبتك المفضلة أو الذهاب إلى السينما لمشاهدة فيلم يعجبك، أو حتى إعداد كعكة تحبها في البيت. بصفتك موظفاً عن بُعد منعزل عن الآخرين، فأنت تستحق أن تكافأ على إنجازاتك مهما كانت صغيرة، فذلك سيساعدك على زيادة الحماس والاهتمام بعملك.
ولكن تذكر دائماً ألا تضغط على نفسك من خلال وضع جداول زمنية صارمة وغير معقولة، إذ من المحتمل أن يكون ذلك السبب الذي يدفعك إلى الشعور بالإرهاق والإحباط. بدلاً من ذلك، اسمح ببعض المرونة واضبط جدولك الزمني لاستيعاب التغييرات المتزايدة بطريقة يمكن التحكم فيها، مما يؤدي إلى المزيد من الإنتاجية والفعالية في إتمام العمل، والمزيد من المكافآت الشخصية!
7- اترك مساحة كافية لحياتك الاجتماعية
من الشائع أن يؤدي العمل من المنزل إلى العُزلة، ولكن تذكر دائماً أن العمل عن بُعد هو مجرد عمل ولا علاقة له بحياتك الشخصية ومساحتك الخاصة. إذا كنت تعيش مع العائلة أو الأصدقاء أو شريك الحياة، فابذل جهداً للتواصل معهم في نهاية اليوم وافعل ما بوسعك للخروج معهم في بعض الأحيان، مما يحسّن من المزاج ويقلل من الطاقة السلبية. يمكنك أيضاً التحدث معهم عن الإرهاق الذي تشعر به، إذ إن مشاركة مشاكلك هي من الخطوات الضرورية لإيجاد حلول فعالة أو حتى الشعور بأن هناك من يستمع لك ويفهمك ويدعمك.
من المهم معرفة أن تجنب أرهاق العمل عن بُعد يبدأ بالاعتناء بصحتك العقلية والجسدية، لذلك استمتع بالوقت الذي تقضيه خارج أوقات العمل مما يعطيك طاقة أكبر للقيام بمهامك في اليوم التالي.
مقالات حول تطوير الذات تصفح المزيد من المقالات حول التحفيز والتطوير الذاتي على موقع فرصة. تصفح جميع المقالات
في الوقت الحالي، يعتبر العمل من المنزل إلى حد كبير فرصة لبناء حياة أفضل، ومع ذلك يتغاضى البعض عن أن كل فرصة أو وظيفة ترافقها العديد من التحديات. بدلاً من الشعور بالتعثر والاستهلاك النفسي، فإن اتباع هذه الاستراتيجيات البسيطة والممارسات اليومية التي تضمن لك النجاح في العمل عن بُعد سيساعدك على البقاء منتجاً والأهم من ذلك أكثر سعادة وأقل إحباطاً. لذلك، لا تخف من تغيير عاداتك الصغيرة بين الحين والآخر، واستمر في تذكير نفسك بما تحبه.
شاركنا رأيك حول أفضل النصائح لتجنب الإرهاق والانطفاء أثناء العمل عن بعد، ولا تتردّد في قراءة المزيد من المقالات المميزة والممتعة على موقع فرصة.
المصادر: hi5، weworkremotely.
اقرأ أيضاً: ما هو إدمان العمل وكيف تتعامل معه؟
اقرأ أيضاً: ما هو الوعي بالذات وكيف تطوره؟