8 من موظفي جوجل اخترعوا الذكاء الاصطناعي الحديث! إليكم القصة
من بين جميع الابتكارات التي ظهرت في عصرنا، تربّع الذكاء الاصطناعي الحديث على عرش التكنولوجيا بلا منازع حيث أعاد تشكيل الكثير من الصناعات والمجالات بشكلٍ غير مسبوق. لكن هل سألت نفسك ما الذي حدث بالضبط خلف كواليس هذه الثورة التكنولوجيّة الهائلة؟
إنَّها قصة طموح وشغف وتفاني وتعاون يُجسِّدها ثمانية من أفضل مُهندسي الذكاء الاصطناعي في العالم والذين لم تُحفر أسماؤهم في سجلات التاريخ فحسب، بل تتشابك أيضًا مع جوهر نشأة الذكاء الاصطناعي. في الواقع، لم تبدأ ثورة الذكاء الاصطناعي في إحداث أي ضجّة حتى نُشرت ورقة بحثيّة تحمل اسم "الانتباه هو كل ما تحتاجه"، قام بالعمل عليها الثمانية مُهندسين الذين يدور حولهم هذا المقال.
تعلم الذكاء الاصطناعي! سجّل الآن في أفضل دورات الذكاء الاصطناعي المجانية والمدفوعة المتاحةعلى موقع فرصة.كوم. تصفَّح الدورات!
هؤلاء الأفراد - الذين كانوا في يوم من الأيام موظفين في Google - انطلقوا في رحلة من شأنها أن تعيد تعريف شكل العالم، إيذانًا ببدء عصر تتعلَّم فيه الآلات وتتكيَّف وتتطوَّر. ومع اقتراب الذكرى السنويَّة السابعة لإصدار هذه الورقة البحثيّة، ليس بوسع الجميع إلّا الاعتراف بأنّ هذه الورقة قد اكتسبت مكانة أسطوريّة في مجال الذكاء الاصطناعي الحديث.
في هذا المقال، نكشف عن القصَّة المُلهمة لكيفية قيام هؤلاء الثمانية بإعادة تشكيل مسار التكنولوجيا وإخراج فجر الذكاء الاصطناعي الحديث.
اقرأ أيضًا: ما هي الشبكات العصبونية وما أنواعها Neural network؟
بدأ المؤلفون بتقنيَّة مزدهرة ومُتطوِّرة - وهي تقنيّة الشبكات العصبيَّة - وحولوها إلى شيء آخر، وهونظام رقمي قوي للغاية بحيث يُمكن أن تبدو مخرجاته وكأنَّها نتاج ذكاء فضائي! تُسمى هذه البنية بالمحولات، وهي السر وراء كل منتجات الذكاء الاصطناعي المذهلة التي نعرفها الآن ، بما في ذلك ChatGPTومُولِّدات الرسوم مثل Dall-E و Midjourney.
لم يكُن يُدرك المؤلفون مدى الشهرة التي ستحظى بها هذه الورقة البحثيّة، فجميعهم أصبحوا الآن من المشاهير بفضلها! يقول جيفري هينتون - وهو ليس أحد المؤلفين ولكنَّه ربما يكون أبرز علماء الذكاء الاصطناعي في العالم - "لولا هذه الورقة البحثيّة الرائعة عن المُحوِّلات، لا أعتقد أننا كنا سنصل إلى ما نحن عليه اليوم في عالم الذكاء الاصطناعي" لقد غادر جميع المؤلفين الثمانية Google منذ ذلك الحين، وقاموا بالبدء في العمل على نظام يقوم بتجميع خلاصة العقول البشريَّة لإنشاء آلة قد تُنقذ البشر.
القصَّة كلها تبدأ عند الاسم الرابع من المُهندسين الثمانية "جاكوب أوسزكوريت" عالم اللغويّات الحسابيّة الشهير. عندما كان جاكوب طالبًا في المدرسة الثانوية في أواخر الستينيات، سُجن لمدة 15 شهرًا في موطنه ألمانيا الشرقية بسبب احتجاجه على الغزو السوفييتي لتشيكوسلوفاكيا. بعد إطلاق سراحه، هرب إلى ألمانيا الغربية ودرس الكمبيوتر واللغويات في برلين. بعد ذلك، شقَّ طريقه إلى الولايات المتحدة وكان يعمل في مختبر الذكاء الاصطناعي في معهد أبحاث SRI في مينلو بارك، كاليفورنيا.
اقرأ أيضًا: خوارزميات الذكاء الاصطناعي | الدليل الشامل
لم يكن جاكوب ينوي التركيز على مُعالجة اللغة الطبيعيّة، ولكن بينما كان يشرع في دراساته العليا، حصل على تدريب في Google في مكتبها في ماونتن فيو، حيث انضم إلى مجموعة الترجمة بالشركة. لقد تخلى أوسزكوريت عن خطط الدكتوراه الخاصة به من أجل الانضمام إلى جوجل، وبالفعل في عام 2012، قرر الانضمام إلى فريق في جوجل كان يعمل على نظام يمكنه الرد على أسئلة المستخدمين على صفحة البحث نفسها دون تحويلهم إلى مواقع ويب أخرى.
في هذه الأثناء، كانت شركة آبل قد أعلنت للتو عن سيري، المُساعد الافتراضي الذي وعد بتقديم إجابات سريعة في مُحادثة مع المُستخدمين، وشعر المسؤولون في جوجل بوجود تهديد تنافسي هائل. نتيجةً لذلك، بدأوا في إيلاء المزيد من الاهتمام لمجموعة أوسزكوريت الجديدة.
يقول أوسزكوريت: "لقد كان ذعرًا زائفًا"، فالمُساعدة الافتراضيّة سيري لم تُهدد جوجل أبدًا. لكنَّه رحب بفرصة الغوص في الأنظمة التي يمكن لأجهزة الكمبيوتر من خلالها الدخول في نوع من الحوار مع البشر. في ذلك الوقت، بدأت الشبكات العصبية المتكررة - التي كانت ذات يوم غير شائعة أكاديميًا - فجأة في التفوُّق على الأساليب الأخرى في هندسة الذكاء الاصطناعي. تتكوَّن الشبكات من عدة طبقات، ويتم تمرير المعلومات وإعادة تمريرها عبر تلك الطبقات لتحديد أفضل الاستجابات. في الواقع، كانت الشبكات العصبيَّة تُحقِّق انتصارات هائلة في مجالات مثل التعرُّف على الصور، وفجأة بدأت نهضة الذكاء الاصطناعي الحديث.
لقد أرادت شركة جوجل إنتاج أنظمة يُمكنها إنتاج ردود شبيهة بالردود البشريَّة، مثل إكمال الجمل تلقائيًا في رسائل البريد الإلكتروني أو إنشاء روبوتات دردشة بسيطة نسبيًا لخدمة العملاء. وفي عام 2014، بدأ جاكوب أوسزكوريت في ابتكار نهج مُختلف أشار إليه باسم "الاهتمام الذاتي". يُمكن لهذا النوع من الشبكات ترجمة الكلمة من خلال الإشارة إلى أي جزء آخر من المقطع، حيث يُمكن لهذه الأجزاء الأخرى توضيح غرض الكلمة ومساعدة النظام على إنتاج ترجمة جيدة.
اقرأ أيضًا: ماذا يقصد بـ التعلم العميق؟
وعلى الرغم من أنَّ علماء الذكاء الاصطناعي الحديث كانوا حريصين على عدم الخلط بين استعارة الشبكات العصبية والطريقة التي يعمل بها الدماغ البيولوجي فعليًا، يبدو أن أوزكوريت كان يعتقد أنَّ تقنية الاهتمام الذاتي تُشبه إلى حد ما الطريقة التي يعالج بها البشر اللغة. بعد ذلك، تمكّن أوسزكوريت من إقناع عدد قليل من زملائه بإجراء تجارب على الانتباه الذاتي. لقد أظهر عملهم نتائج واعدة، وفي عام 2016 نشروا ورقة بحثيَّة حول هذا الموضوع. وبدلاً من القيام بالمزيد من البحث عند هذه النقطة، فضّل الباحثون تطبيق الدروس التي تعلموها، حيث كانوا مُتحمِّسين لجني المكافآت ونشرها في مجموعة متنوعة من الأماكن المختلفة في Google.
في أحد أيّام عام 2016، كان أوسزكوريت يتناول الغداء في أحد مطاعم جوجل مع عالم يُدعى إيليا بولوسوخين وهو أحد أبطال القصّة الثمانية. ولد بولوسوخين في أوكرانيا، وعمل في جوجل لمدة ثلاث سنوات تقريبًا، ولم يكن الأمر حينها يسير على ما يرام بالنسبة له. يقول بولوسوخين: "للإجابة عن شيء ما على موقع Google.com، فإنّك تحتاج إلى شيء رخيص جدًا وعالي الأداء لأن لديك فقط ميلي ثانية للرد" وعندما أعلن بولوسوخين عن شكواه، لم يكن لدى أوسزكوريت أي مشكلة في الإعلان عن حله السحري حيث اقترح عليه "لماذا لا تستخدم الاهتمام الذاتي؟"
كان بولوسوخين يتعاون أحيانًا مع زميل يُدعى أشيش فاسواني - أحد المُهندسين الثمانية. وُلد فاسواني في الهند ونشأ في الشرق الأوسط، وقد ذهب إلى جامعة جنوب كاليفورنيا للحصول على درجة الدكتوراه في مجموعة النخبة للترجمة الآلية بالجامعة. بعد ذلك، انتقل إلى ماونتن فيو للانضمام إلى شركة Google، وتحديدًا في منظمة جديدة تسمى Google Brain، لكنّه وبالرغم من ذلك كان لا يزال يبحث عن مشروع كبير للعمل عليه. كان فريقه عام 1965 يعمل في المبنى المجاور لفريق اللغة الذي عمل به بولوسوخين عام 1945، وسمع عن فكرة الاهتمام الذاتي من بولوسوخين. وقد أبدى اهتمامه بالمشروع على الفور ووافق على العمل عليه.
اقرأ أيضًا: ما هي إيجابيات وسلبيات الذكاء الاصطناعي؟
قام الباحثون الثلاثة معًا بإعداد وثيقة تُسمى "المحولات: الاهتمام الذاتي التكراري والمعالجة لمُختلف المهام". بحلول ذلك الوقت، كان المتعاونون الجُدد ينضمَّون للعمل معهم. من بينهم، كانت مُهندسة هندية تُدعى نيكي بارمار تعمل في شركة برمجيَّات أمريكية في الهند عندما انتقلت إلى الولايات المتحدة. حصلت نيكي على درجة الماجستير من جامعة جنوب كاليفورنيا في عام 2015 وحصلت على عروض عمل من قبل جميع شركات التكنولوجيا الكبرى، لكنّها اختارت جوجل. وعندما بدأت عملها، انضمت إلى فريق أوسزكوريت وعملت على نماذج مُختلفة لتحسين مُحرك بحث Google.
انضم أيضًا للعمل معهم عضو جديد هو كان ليون جونز، الذي ولد ونشأ في ويلز. في جامعة برمنغهام، أخذ دورة تدريبيَّة في مجال الذكاء الاصطناعي وأثارت تقنيّة الشبكات العصبيّة فضوله، حيث لم تكن تُشرح بشكلٍ مُفصّل كما هي الآن ولكن كان يتم سردها كتطور تاريخي ليس أكثر. حصل على درجة الماجستير في يوليو 2009، ولم يتمكَّن من العثور على وظيفة خلال فترة الركود، وعاش على الإعانة لعدة أشهر. بعد ذلك، وجد وظيفة في شركة محليَّة ثم تقدم بطلب إلى Google وبالفعل حصل على وظيفة هناك وانتهى به الأمر في إحدى فرق البحث والتطوير، حيث كان مديره بولوسوخين. في أحد الأيام، سمع جونز عن مفهوم الاهتمام الذاتي من أحد زملائه يُدعى مات كيلسي، وانضم لاحقًا إلى فريق أوسزكوريت.
مع الوقت، اجتذب هذا المشروع التحويلي باحثين آخرين في Google Brain كانوا يحاولون أيضًا تحسين النماذج اللغويَّة الكبيرة. وشملت هذه الموجة الثالثة لوكاس كايزر، عالم الكمبيوتر النظري البولندي المولد، ومتدربه إيدان جوميز. نشأ جوميز في قرية زراعيَّة صغيرة في أونتاريو بكندا، وعندما كان طالبًا مُبتدئًا في جامعة تورنتو، تعلّق بمجال الذكاء الاصطناعي وانضم إلى مجموعة التعلُّم الآلي (مختبر جيفري هينتون). ومما يُثبت عبقريّة جوميز أنّه التحق بعدد من الدورات التدريبيّة ولم يعلم - إلا بعد أشهر - أنّ تلك الدورات كانت مخصصة لطلاب الدكتوراه، وليس للطلاب الجامعيين مثله.
اقرأ أيضًا: مستقبل الوظائف في عصر الذكاء الاصطناعي
بدأ فريق أوسزكوريت في بناء نموذج "الاهتمام الذاتي" لترجمة النص من لغة إلى أخرى. وقاموا بقياس أدائها باستخدام معيار يسمى BLEU، والذي يقارن مخرجات الآلة بعمل المترجم البشري. منذ البداية، كان أداء نموذجهم الجديد جيدًا ومثيرًا للإعجاب. في عام 2017، سمع المُهندس نعوم شازير - أحد المُهندسين الثمانية - عن مشروعهم، عن طريق الصدفة. كان شازير موظفًا مخضرمًا في Google، حيث انضم إلى الشركة في عام 2000، وكان أحد الأساطير داخل الشركة. كان شازير يعمل على التعلُّم العميق لمدة خمس سنوات، وأصبح مؤخرًا مهتمًا بنماذج اللغات الكبيرة. لكن هذه النماذج لم تكن قريبة من إنتاج المحادثات السلسة التي كان يعتقد أنها مُمكنة بين الإنسان والآلة.
في الواقع، لقد كان انضمام شازير إلى المجموعة أمرًا بالغ الأهمية. يقول أوسزكوريت: "تتطلَّب هذه الآليات النظريَّة مثل الاهتمام الذاتي دائمًا تنفيذًا دقيقًا للغاية، والذي يتم غالبًا بواسطة نُخبة من المُهندسين العباقرة ذوي الخبرة" وكان شازير أحد هؤلاء المُهندسين العباقرة.
لقد كانوا متحمسين بشكلٍ كبير، وأرادوا أيضًا إنهاء عملهم قبل 19 مايو، وهو الموعد النهائي لتقديم الأوراق البحثيَّة في أكبر فعاليّة للذكاء الاصطناعي، وهو مؤتمر أنظمة معالجة المعلومات العصبيَّة في ديسمبر. مع تحول فصل الشتاء في وادي السيليكون إلى فصل الربيع، تسارعت وتيرة التجارب. لقد اختبروا نموذجين من المحولات: أحدهما تم إنتاجه بعد 12 ساعة من التدريب ونسخة أقوى تسمى Big والتي تم تدريبها على مدى ثلاثة أيام ونصف. لقد كلَّفوهم بالعمل على الترجمة من الإنجليزيَّة إلى الألمانيَّة.
لقد تفوق النموذج الأساسي في الأداء على جميع المنافسين، وحصل Big على درجة عالية في معيار BLEU والتي حطَّمت بشكلٍ حاسم الأرقام القياسية السابقة بينما كانت أيضًا أكثر كفاءةً من الناحية الحسابيَّة. وكانت تلك البداية فقط، لأنّ النموذج استمرّ في التحسُّن. بعد ذلك، وجّه الفريق اهتمامه البحثي على تطبيق نماذج المحولات على جميع أشكال التعبير البشري بشكل أساسي، حيث كانوا يُخططون لتوسيع نطاق عمل النموذج لتشمل التحقيق في الصور والصوت والفيديو.
اقرأ أيضًا: أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي أحدثت تحولا في مجالات متعددة
وسرعان ما قدَّمت جوجل - كما تفعل جميع شركات التكنولوجيا تقريبًا - براءات اختراع مؤقتة لهذا العمل. ولم يكن السبب هو منع الآخرين من استخدام الأفكار، ولكن بناء محفظة براءات الاختراع الخاصَّة بها لأغراض دفاعية عن حقوق ملكيّة الشركة لهذه الأفكار. بحلول ديسمبر من عام 2017، كانت الورقة البحثيّة التي نشروها "الانتباه هو كل ما تحتاجه" تُثير ضجَّةً كبيرة، حيث كانت جلستهم التي استمرت أربع ساعات في السادس من ديسمبر مزدحمة بالعلماء الراغبين في معرفة المزيد. وبحلول الساعة 10:30 مساءً عندما اُختتمت الجلسة، كان لا يزال هناك حشد من الناس، حتى اضطُر الأمن إلى أن يطلبوا منهم المغادرة. رُبَّما كانت اللحظة الأكثر إرضاءً بالنسبة للفريق هي عندما جاء عالم الكمبيوتر سيب هوشريتر وأشاد بالعمل، مع الأخذ في الاعتبار أنَّ هوشريتر كان المخترع المُشارك للذاكرة الطويلة قصيرة المدى، والتي أطلقتها ورقة الفريق البحثيّة للتو كمطرقة الذهاب في مجموعة أدوات الذكاء الاصطناعي.
كانت الشركة الناشئة التي تسمى OpenAI أسرع بكثير في الانقضاض على هذه التكنولوجيا الجديدة من جوجل. بعد وقتٍ قصير من نشر البحث، اقترح إيليا سوتسكيفر - كبير الباحثين في OpenAI والذي كان يعرف فريق أوسزكوريت خلال فترة وجوده في جوجل - أن يعمل أحد علماء الذكاء الاصطناعي في OpenAI على الفكرة، وكانت النتائج أول منتجات GPT.
قال سام ألتمان - الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI - في العام الماضي: "عندما ظهرت ورقة الانتباه، لا أعتقد أن أحدًا في جوجل أدرك ما يعنيه ذلك". فهو يقصد بذلك أنّ جوجل لم تُعطي الورقة الاهتمام الذي تستحقه، وهو الأمر الذي جعلها تتأخّر عن OpenAI.
بدأت جوجل في دمج فكرة المُحوِّلات التي غطتها الورقة البحثيّة في مُنتجاتها في عام 2018، بدءًا من أداة الترجمة الخاصة بها. وفي ذلك العام أيضًا، قدَّمت نموذجًا جديدًا للغة يعتمد على المحولات يسمى BERT، والذي بدأت في تطبيقه للبحث في العام التالي. لكن هذه التغييرات التي قامت بها جوجل تبدو خجولة مقارنةً بالقفزة الكميَّة التي حققتها OpenAI والدمج الجريء الذي قامت به Microsoft للأنظمة القائمة على المُحوِّلات في خط إنتاجها.
اقرأ أيضًا: ما مدى دقة وموثوقية أجهزة الذكاء الاصطناعي؟
هناك حقيقة لا يُمكن إنكارها وهي أنَّ جميع مؤلفي الورقة الثمانية قد تركوا Google لبدء طريقهم الخاص. لقد أسس بولوسوخين شركة Near التي قامت ببناء blockchain تبلغ قيمة رموزها السوقيَّة حوالي 4 مليارات دولار. وقد اتحد كلٌ من أشيش فاسواني ونيكي بارمار كشريكين تجاريين في عام 2021 لبدء شركة Adept (بقيمة تقديريَّة تبلغ مليار دولار أمريكي) وهما الآن في شركتهما الثانية، التي تسمى Essential AI (بتمويل قدره 8 ملايين دولار).
وشارك شازير في تأسيس شركة Character AI (بقيمة تقديريَّة قدرها 5 مليارات دولار). أمّا إيدان جوميز فقد شارك في تأسيس شركة Cohere في تورونتو في عام 2019 (بقيمة تقديريَّة تبلغ 2.2 مليار دولار). وتبلغ قيمة شركة التكنولوجيا الحيويَّة التابعة لجاكوبرأوسزكوريت والمعروفة ب Inceptive حوالي 300 مليون دولار. ومن الجدير بالذكر أنّ جميع هذه الشركات - باستثناء شركة Near - تعتمد على تكنولوجيا المُحوِّلات.
فرصة لتحقيق أرباح مذهلة وتحويل شغفك إلى مصدر دخل مجزٍ اكتشف إستراتيجيات العمل الحر الناجح وأسرار تحقيق الربح من الإنترنت من خلال دورة مكثفة عبر الإنترنت على موقع فرصة. سجِّل في الدورة الآن
ختامًا، إنَّ قصة موظفي جوجل الثمانية الذين دفعوا الذكاء الاصطناعي الحديث إلى الوجود ليست مُجرَّد مرحلة تاريخيّة للتقدُّم التكنولوجي، بل هي شهادة على فضول الإنسان ومدى إمكاناته. إنَّ رحلتهم بمثابة تذكير بأنَّ الإنجازات الأكثر استثنائية لا يتم تحقيقها بواسطة الأفراد النمطيين الذين يرغبون في تأدية مهام وظيفتهم لا أكثر، ولكن من خلال الأفراد المُبدعين الذين يُحركهم الشغف تجاه ما يقومون به.
وبينما نقف على حافة مُستقبل يُشكِّله الذكاء الاصطناعي، دعونا نستلهم من الروح الرائدة لهؤلاء الأفراد الثمانية ونستمد منها تحفيزنا الداخلي للقيام بكل ما هو مُبتكر. وأخيرًا، لا تنسوا الاشتراك في موقع فرصة حتى لا يفوتكم كل جديد من مقالات تعلّم التي ستضعك على الطريق الصحيح لمعرفة كل ما تحتاجه في مُختلف المجالات.
اقرأ أيضًا: هل سيسيطر الذكاء الاصطناعي علينا وعلى العالم؟
اقرأ أيضًا: ما هي معالجة اللغات الطبيعية (NLP) في الذكاء الاصطناعي؟
اقرأ أيضًا: كل ما تحتاج معرفته عن ChatGPT: معلومات عن ChatGPT
المصدر: wired