7 علامات تدل على انك لست مشغولا كما تدعي!
أصبح الانشغال في السنوات الأخيرة مرض العصر، وبات الكلّ يبالغ في درجة انشغاله وعدم قدرته على إيجاد الوقت الكافي للراحة أو حتى للقيام بأيّ عمل إضافي. وفي الوقت الذي يكون فيه البعض مشغولين حقًا، فقد يحدث أن يكون الانشغال ظاهريًا ووسيلة للتهرب من بعض المسؤوليات.
هذا ما يطلق عليه الخبراء في يومنا هذا: "المفاخرة بالانشغال" أو باللغة الإنجليزية: "Busy Bragging". فما هي هذه الظاهرة؟ وكيف تعرف إن كنت مشغولاً حقًا أم أنّك تتظاهر بذلك وحسب؟
أسباب ظاهرة الـ Busy Bragging
أجمع الباحثون على أنّ أسباب المفاخرة بالانشغال، تتلخص في واحدة ممّا يلي:
1- الانشغال كحالة اجتماعية
أن تكون مشغولاً يعني أنّك شخص مهم، لذا فكلّما زاد انشغالك، ارتقت اهمّيتك وأصبح من الصعب الاستغناء عنك والعكس صحيح، فكلّما قلّ انشغالك قلّت أهميتك وتدنى تقديرك لذاتك.
هكذا يفكّر البعض، لقد ربطوا قيمتهم الذاتية بمدى انشغالهم، الأمر الذي يدفعهم في أحيان كثيرة إلى التظاهر بالانشغال تجنّبًا للشعور بأنهم بلا قيمة.
2- الانشغال لحماية وظيفتك
يعبّر الإنشغال في مكان العمل عن أنّك تتحمّل مسؤولية كبيرة في وظيفتك، الأمر الذي يعطي انطباعًا إيجابيًا عنك. وهي نظرة نمطية متعارف عليها عالميًا على الرغم من أنّها ليست صحيحة دومًا، إذ يُنظر دومًا لمن لا يملك عملاً في الشركة والمؤسسة على أنّه أقلّ قيمة وكفاءة من أولئك الذين يقضون وقتهم مركّزين في حواسيبهم.
3- الانشغال كوسيلة للتهرب من المهام
يعتبر الانشغال طريقة ممتازة وناجحة للتهرّب من استلام مهام ومسؤوليات جديدة في مكان العمل، فالأشخاص الأكثر انشغالا في الشركة أو المؤسسة لا يستطيعون استلام أيّ مسؤوليات إضافية أو مهامّ خارجة عن مجال تخصصهم.
4- الانشغال للاندماج في المجتمع
أحيانًا يلجأ البعض للتظاهر بالانشغال حتى لا يظهروا بمظهر الغرباء بين أقرانهم. إننا نعيش في مجتمع منشغل للغاية، والجميع يردّد بل ويتفاخر بعدم قدرته على إيجاد وقت فراغ في حياته. لذا أن تكون أنت فرخ البطة السوداء والشخص الوحيد الذي ليس مشغولاً أمر غير مقبول.
5- الانشغال كعذر
يعتبر الانشغال وسيلة جيدة وعذرًا مقبولاً للجميع للتهرّب من مختلف المناسبات والالتزامات الاجتماعية التي لا ترغب في حضورها.
6- الانشغال كشعور نفسي
قد يكون الانشغال مجرّد وهم نفسي غير حقيقي، فالكثيرون يشكون من انشغالهم، ليس بهدف التظاهر، ولكن لأنهم فعلاً يشعرون بذلك على الرغم من أنّه ليس حقيقيًا تمامًا. ويعود السبب في غالب الأحيان إلى سوء إدارتهم للوقت.
هل تشعر أنّك شخص منشغل على الدوام؟ وأنّك لا تملك ما يكفي من الوقت للانتهاء من كلّ واجباتك ومهامّك سواءً في العمل أو في المنزل؟ هل أنت متأكد حقًا من كونك مشغولاً وأنّك لا تتظاهر؟
إن كنت تشعر بالحيرة، فإليك 7 علامات تدلّ على أنك لست مشغولاً حقًا وتعاني من الـ Busy Bragging.
اقرأ أيضًا: ما هي مهارات العمل ضمن فريق
اقرأ أيضًا: السلوك والذكاء: ايهما أهم لتحقيق النجاح
علامات المفاخرة بالانشغال Busy Bragging
1- الحصول على قدر كافٍ من النوم
يُنصح عادة بالنوم ما بين 7 إلى 9 ساعات يوميًا، لكن معدّل ساعات نوم الفرد يعتمد اعتمادًا كبيرًا على مدى انشغاله، إذ يحصل الأغلب على ساعات نوم أقلّ بكثير من المعدل المطلوب. إن كنت تحصل يوميًا على 7 إلى 9 ساعات من النوم فهنيئًا لك! إنّك تعتني جيدًا بصحتك وبجسمك، إلاّ أنّ هذا يعني أيضًا بأنك لست مشغولاً جدًا كما تعتقد.
اقرأ أيضًا: خمس طرق للتخلص من السلبية وتحقيق السلام الداخلي
2- العمل لأقل من 47 ساعة أسبوعيًا
تبلغ ساعات العمل بدوام كامل في الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من دول العالم حوالي 47 ساعة أسبوعيًا. لذا، إن كنت تعمل عدد ساعات أقلّ فأنت حسب الإحصائيات أقلّ انشغالاً من الموظف الطبيعي في أمريكا. هذا لا يعني بالطبع أن تسعى للعمل بمعدل 47 ساعة في الأسبوع، فأي عمل تقوم به ويزيد عن 40 ساعة في الأسبوع يعتبر مبالغة وإرهاقًا. لكنها وسيلة لتعرف من خلالها إن كنت حقًا مشغولاً جدًا كما تقول أم أنّك تدّعي ذلك وحسب.
اقرأ أيضًا: كل ما تحتاج معرفته عن خرائط العقل والتفكير وفوائدها وكيفية رسمها
3- المراسلات القليلة عبر البريد الإلكتروني
هذا الأمر نسبي بالطبع، ويعتمد اعتمادًا كبيرًا على طبيعة عملك ووظيفتك. لكنه مؤشر جيد بالنسبة للبعض لمعرفة مدى انشغالهم حقًا. يصل معدّل الرسائل الإلكترونية التي يتمّ تبادلها عند البعض إلى 121 رسالة يوميًا، خاصة في الشركات التي تعتمد اعتمادًا كليّا على البريد الإلكتروني في إنجاز المهام. لذا إن كان صندوق الوارد في بريدك فارغًا أو شبه فارغ على الرغم من أنّك تعمل في شركة تعتمد على المراسلات الإلكترونية اعتمادًا كبيرًا، فذلك يعني أنّك لست مشغولاً حقًا.
اقرأ أيضًا: اتيكيت كتابة الرسائل الالكترونية | كيف اكتب بريد الكتروني
4- عدم وجود أطفال
إن كنت لا تملك أطفالاً بعد، فهناك احتمال كبير بأنك تبالغ في مدى انشغالك. حيث يقضي الآباء والأمهات الكثير من الوقت في العناية بأطفالهم، ابتداءً بتوفير احتياجاتهم الأساسية من طعام وتنظيف ورعاية ووصولاً إلى اللعب معهم وقضاء ما يكفي من الوقت برفقتهم. عندما تصبح مسؤولاً عن طفل أو أكثر ستشعر بالسخف لاعتقادك أنّك كنت مشغولاً في الماضي.
اقرأ أيضًا: كيف أتخلص من الاحباط و السلبية
5- الالتقاء بالأصدقاء والعائلة بانتظام
لا يمتلك الأشخاص المشغولون حقًا ما يكفي من الوقت لقضائه مع عائلتهم وأصدقائهم، ونجد أنّ علاقاتهم الاجتماعية والعاطفية متدهورة في غالب الأحيان، بسبب انشغالهم وعدم قدرة الأطراف الأخرى على تقبّل هذا الأمر. في حال كنت تستطيع قضاء وقت نوعي مع أولئك الأعزّاء على قلبك من العائلة والأصدقاء (مرة كلّ أسبوع، أو يوميًا)، فأنت شخص محظوظ ولست مشغولاً للغاية.
6- القدرة على أخذ الإجازات بانتظام
تعتبر الإجازات والاستراحات ذات أهمية عظمى، نظرًا لأنها تحول بينك وبين الانهيار تحت ضغط العمل. إن كنت تحصل على ما يكفي من الإجازات والاستراحات، أيّ بمعدل أسبوع على الأقل خلال السنة الواحدة، فأنت في هذه الحالة ضمن المستوى الطبيعي للانشغال.
اقرأ أيضًا: كيف أقضي العطلة الصيفية
7- متابعة سير المسلسلات والبرامج التلفزيونية
قد تبدو علامة غريبة، نظرًا لإدمان العديد على مشاهدة المسلسلات والبرامج التلفزيونية المختلفة، لكنها حقيقية ومنطقية للغاية. الأشخاص المنشغلون للغاية لا يملكون الوقت للراحة والاستمتاع بوقتهم ممّا يعني أنهم في الواقع غير قادرين على متابعة أيّ مسلسل أو برنامج تلفزيوني إطلاقًا. لذا إن كنت تجد نفسك تشاهد التلفاز، أو تتابع برنامجًا معيّنًا على الإنترنت، فذلك يعني أنّك تعاني من ظاهرة الـ Busy Bragging.
اقرأ أيضًا: كيف احدد قدراتي الشخصية
اقرأ أيضًا: خمسة اسباب تؤدي الى رفضك بالعمل
بعد الإطلاّع على هذه العلامات السبع، قد يدرك الكثير منّا أنه فعليًا ليس مشغولاً جدًا كما كان يعتقد، وإنما يعاني في الواقع إما من ظاهرة المفاخرة بالانشغال لسبب من الأسباب المذكورة أعلاه، أو أنّه لا يحسن إدارة وقته كما يجب.
من المهم دومًا أن نتخلّص من النظرة النمطية بأن الشخص المنشغل أعلى قيمة من غيره، هذه الفكرة خاطئة تمامًا، من الجيد أن تكون مشغولاً، فالفراغ قاتل، لكن ليس من الضروري أن تكون شديد الانشغال فتحرم نفسك من الاستمتاع بالحياة والقيام بنشاطات تحبها كممارسة هواية ما، أو قضاء الوقت مع المقربين إليك أو أخذ قسط كاف من الراحة. تذكّر دومًا أنّ التوازن هو أحد أسس السعادة في الحياة، فاعمل دومًا على تحقيقه.
اقرأ أيضًا: الشغف...ماهو؟ وكيف أتعرف على شغفي
اقرأ أيضًا: أنواع الذكاءات التسعة