من فكرة مجنونة إلى ماركة عالمية: قصة نجاح شركة Nike
ماذا لو كنت قد تخرجت للتو من الجامعة، وقمت بإخبار أحد الأشخاص بأنَّك تطمح لإنشاء مشروع ضخم ليُحقِّق أرباحًا هائلة، ويصبح العلامة التجارية المفضلة للعديد من الأشخاص من مختلف أنحاء العالم! وبعد هذا النجاح كله، تطمح لأن يكون اسمك على قائمة أكثر الأشخاص ثراءً في العالم، هذا كله وأنت تمتلك أقل من 1000 دولار لتبدأ العمل، ودون أن يكون لديك خبرة واسعة في المجال الذي تريد العمل فيه. حتمًا إنَّ جواب هذا الشخص سيكون حينها: هذه فكرة مجنونة!
هل تسعى إلى دخول عالم ريادة الأعمال والابتكار؟ تعرف على المهارات اللازمة لدخول مجال ريادة الأعمال والابتكار من خلال العديد من الدورات التي تتعلق بالريادة، وإدارة الشركات. !سجِّل الآن
وهذا هو تحديدًا الوضع الذي كان فيه (فيل نايت) قبل أن يؤسس ماركة نايكي العالمية، لتصبح أحد أفضل العلامات التجارية التي تختص بصناعة الأحذية الرياضية في العالم، وتصل ثروتها لما يزيد عن 100 بليون دولار.
فمن هو فيل نايت؟ وما هي قصة نجاح نايكي منذ البداية؟ هذه الأسئلة التي سنجيب عليها بالتفصيل في هذه المقالة عن طريق قصة ساحرة مليئة بالشغف والطموح، نخبرك فيها عن البداية التي انطلقت منها شركة نايكي في عملها، والمحطات التي مرت بها حتى وصلت إلى هذا النجاح الباهر.
اقرأ في هذا المجال: كيف أحصل على تمويل لمشروع صغير؟
نايكي: من فكرة مجنونة إلى ماركة عالمية
كان فيل نايت عدّاءً خلال حياته الجامعية، لذلك كانت مواضيع الأحذية والملابس الرياضية تثير اهتمامه بشكل عام، ولحسن الحظ أنَّ دراسته كانت تتعلق بمجال الأعمال. حيث خطرت له فكرة المشروع خلال كتابته لأحد التَّقارير في الجامعة. فقد كان (فيل) قد لاحظ أنَّ الكاميرات اليابانية بدأت تحل محل الكاميرات الألمانية في السوق الأمريكي. وتساءل إذا كانت الأحذية اليابانية ستحل أيضًا محل الأحذية الألمانية التي تصنعها ماركات مثل أديداس وبوما، والتي كانت تحظى بشعبية كبيرة في الولايات المتحدة في ذلك الوقت.
اقرأ أيضًا: خطوات تأسيس شركة في الولايات المتحدة بمساعدة منصة Clemta
وفي عام 1962، وبعدما تخرّج فيل من جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة الأمريكية، أصبح مهووسًا بفكرة استيراد الأحذية من اليابان وبيعها في الولايات المتحدة الأمريكية. وكان فيل مقتنعًا بأنه ستكون هنالك فرصة كبيرة لفكرته حتّى تنتشر، حيث إنَّ الأحذية اليابانية لم تكن منتشرة بشكل كبير في الولايات المتحدة حينها، فالمرّات القليلة التي كان يرى فيها فيل أحذية رياضية يابانية كانت خلال فترة الحرب العالمية الثانية، حيث رآها بحوزة جنود من الولايات المتحدة كانوا متمركزين في اليابان.
وقد علم فيل أنَّه من أجل أن يستغل هذا الأمر لصالحه، عليه أن يوقّع اتِّفاقًا مع شركة يابانيَّة ويتفاوض معها من أجل استيراد السلع منها وإيصالها إلى الولايات المتحدة، ولكنه لم يكن يملك خبرة في أي من هذه المجالات.
وبما أنَّ فيل نايت كان يُفضّل خوض التحديات بدلا من الاستسلام بسهولة قرَّر أن يباشر بالأمر مهما كلفه ذلك. لذلك سافر في العام ذاته إلى اليابان ليستكشف طبيعة الأعمال هناك، وعندها وجد محلًّا لبيع الأحذية في مدينة تدعى (كوبه)، كان يدعى (Onitsuka Tiger). حيث إنَّ الأحذية التي تُباع هناك كانت ذات جودة عالية، فرأى فيل أنَّها تصلح للبيع في الولايات المتحدة. فقام بتقديم نفسه للشركة وعرض عليهم أن يعمل معهم كموزع للأحذية الخاص بمحلهم في الولايات المتحدة، وكان من المدهش بالنسبة لفيل أن الشركة وافقت على عرضه.
تعرَّف الآن على: المفاتيح العشرة لتتقن فن ريادة الأعمال
عندما أصبح فيل الموزع الوحيد لأحذية (Onitsuka Tiger) كان كُلّ ما يملكه هو الثقة بنفسه، والإيمان بأنَّ فكرته ستنجح يومًا ما، وعندها تلقى أوَّل شحنة من الأحذية في عام 1963، وكانت تحمل 12 زوجًا من الأحذية، وبعدها انطلق يقود سيارته لكُلّ مضمار ركض يمكنه الوصول إليه، وكان يلتقي بالعدّائين هناك ويعرض عليهم الأحذية التي يمتلكها، حتى أنه كان يستعمل صندوق سيارته الخلفي لتكون منصة عرض الأحذية.
ولكنه لم يتلقّ مبيعات كثيرة بهذه الطريقة، لذلك لجأ فيل لمساعدة مُدربه الرياضي السابق، وكان يُدعى بيل باورمان، حيث إنَّه كان يمتلك خلفية جيدة في الأحذية الرياضية، فقد كان أحد أشهر المدربين في أمريكا، وقام بتدريب العديد من الرياضيين في الأولمبيات. وعندما عرض فيل على مدربه الأحذية التي كانت بحوزته، أثارت إعجابه وأبدى رغبته في أن يصبح شريكًا لفيل في مشروعه.
اقرأ أيضًا: من مشروع ناشئ إلى شركة رائجة: قصة نجاح شركة كريم
في يناير 1964 قام كل من فيل نايت وبيل باورمان بتأسيس شركة (Blue Ribbon Sports)، واستثمر كل منهما مبلغ 500 دولار من أجل تجهيز شحنتهم الأولى معًا، والتي كانت تتكون من 300 زوج من الأحذية، وكان سعر الواحد منها 3.33 دولار أمريكي.
وصلت الشحنة في شهر أبريل من العام ذاته، وبفضل العلاقات الواسعة التي كان يمتلكها بيل، فقد بيعت جميع الأحذية بحلول شهر يوليو. وبذلك كان مقدار المبيعات التي حصّلتها الشركة في عامها الأول قد وصلت إلى 8 آلاف دولار، وعندها قام فيل بتعيين المزيد من الباعة للشركة.
في عام 1965، ارتفعت أرباحهم إلى 20 ألف دولار، وبعدها بفترة قريبة، افتتح كل من فيل وبيل متجرهم الخاص في مدينة سانتا مونيكا. حيث كان التعاون بينهم يسير بشكل جيد، فكان فيل يتعامل مع الجوانب التجارية والإدارية للمتجر، أمّا بيل فكان يستلم الجانب العملي والابتكاري. نظرًا لأنَّ بيل لديه خبرة كبيرة في مجال الرياضة، فقد كان هو أول شخص يقوم بنشر ثقافة الجري في الولايات المتحدة. حيث نشر كتابًا عام 1967 باسم (Jogging)، وباع منه ما يزيد عن مليون نسخة. وبالطبع كانت الشركة التي أسَّسها هو وفيل من أوائل الشركات التي روّجت لموضوع الجري، وأحذية (تايجر) في الوقت ذاته.
إليك الآن: من الشوارع للعالمية: قصة نجاح اللاعب رياض محرز
كان بيل باورمان يهتم بالابتكار والجودة بشكل كبير، تحديدًا بما يتعلق بموضوع الشّحنات التي تحمل الأحذية، فقد كان أحيانًا يقوم بشق وقص بعض الأحذية التي تصلهم؛ حتى يكتشف الطريقة التي صُنعت بها، وكان دائمًا ما يبحث عن طرق جديدة لتطوير الأحذية، فكان يُسجِّل ملاحظاته حول التَّعديلات التي يريدها، ويرسلها إلى اليابانيين ليقوموا بتغييرها، بمعنى آخر، كان بيل يقوم بجزء من دور المصممين في هذا المشروع.
قام بيل بإحداث نقلة نوعية في شركة (BRS) بعدما قام بتصميم شكل جديد من الأحذية يُدعى (Cortez). وقد أصبح من ضمن الأحذية الأكثر مبيعًا عام 1968، وذلك بفضل الأولمبيات التي انعقدت في المكسيك. وبعد هذا النجاح، باعت الشركة أحذية بقيمة 300 ألف دولار في عام 1969.
ولكنَّ هذا النجاح تبعه مشكلة كبيرة: فبعدما لاقت أحذية كورتيز شعبية واسعة، لم يعد بالإمكان مواكبة الطلبات الكبيرة عليها، حيث كان يتم بيع كل شحنة جديدة بسرعة، في حين استمر المعمل على نفس سرعته. فقد كان المعمل في اليابان يقوم بتلبية احتياجات السكان المحليين من الأحذية ومن ثم إرسال ما تبقى إلى الولايات المتحدة. عندها توصل بيل إلى فكرة وهي أنه يجب أن يتطور هو وفيل من كونهما مجرد موزعين، حتّى يتمكَّنا من التوسع في عملهم. وحينها قرَّر كل من بيل وفيل أنه بإمكانهما الاعتماد على تصميم أحذية كورتيز التي صممها بيل، بما أنَّ العقد مع معمل Onitsuka كان قد أوشك على نهايته، فأصبح بإمكانهم البدء بصنع أحذيتهم الخاصة دون الحاجة لاستيرادها من اليابان، ومن هنا بدأت قصة نجاح شركة Nike.
ولحسن الحظ أن العقد كان سينتهي عام 1972، أي قبل حدوث الألعاب الأولمبية في ميونخ، ممّا سيمكنهم من التحضير لهذا الحدث بشكل مثالي.
تعرّف على: 8 خطوات مهمة لأي موظف للبدء بمشروعه الخاص!
إليك أيضًا: 7 نصائح لتصبح رائد أعمال وأنت طالب جامعي
أقرأ أيضًا: المتشرد الذي وصل إلى العالمية | قصة نجاح لويس فيتون
تصميم الشعار والعلامة التجارية لنايكي
في عام 1971، بدأ فيل بالاهتمام بموضع العلامة التجارية، فقد اقترح عليه أحد الموظفين الأوائل لديه أن يختار اسم (Nike) أو نايكي، وقام بالموافقة عليه.
بعدها أيقن فيل أنه بحاجة لشعار، لذلك توجه إلى إحدى الجامعات التي تقع بالقرب منه، وطلب من أول طالب يدرس التصميم الجرافيكي أن يُصمّم له شعارًا للشركة. وعندها حصل فيل على تصميم لعلامته التجارية يدعى (Swoosh)، والمثير أنَّه حصل على هذا الشِّعار مقابل 35 دولارًا فقط. ولكنَّه كان خيارًا مُوفَّقًا جِدًا، حيث إن نايكي لا تزال مُحتفظة بالشِّعار ذاته حتّى يومنا هذا. ومع الحصول على علامة تجارية مميزة، أصبحت نايكي جاهزة من أجل الأولمبيات.
بعد هذا النجاح، تمكَّن فيل من إنشاء شبكة من المقاولين في اليابان دون أن يلزم نفسه باتّفاقيات مع أيّ جهة، وبعدما تأكد من أنَّ عمليات الإنتاج كلها تقع تحت سيطرته، تمكَّن فيل من توسيع شركته بشكل ضخم.
مُنذ عام 1989، حتّى يومنا هذا، أصبحت نايكي أكبر شركة ملابس رياضية في أمريكا. وقد أطلقت حملتها الخاصة: “Just Do It” لمختلف الأشخاص حول العالم، ولتشجيع الرياضيين البارزين مثل (رونالدينيو) و(مايكل جوردان) لاستخدام أحذية نايكي وباقي منتجاتها، ومن أجل الترويج لها في إعلاناتهم المختلفة.
تعرّف على: أكبر 5 تحديات تواجه العلامات التجارية العالمية
اقرأ أيضًا: من شركة ألعاب صغيرة إلى أضخم علامة تجارية في مجال الألعاب: قصة نجاح Lego
السيرة الذاتية لفيل نايت (كتاب Shoe Dog)
عام 2016، كتب فيل نايت سيرته الذاتية، في كتاب اسمه (Shoe Dog) أو (مارد الأحذية)، وتطرَّق فيه للمراحل الَّتي مرَّ بها خلال إنشاء ماركة نايكي. لذلك إذا شعرت بالرغبة في معرفة المزيد عن شخصية فيل نايت، فنحن ننصحك بقراءة هذا الكتاب.
والجدير بالذكر أنَّ أوَّل جملة كتبها فيل في هذا الكتاب كانت: "لقد كنت مستيقظًا قبل الجميع، قبل العصافير، وقبل الشمس.."
من خلال هذه الجملة فقط نستطيع أن نعرف سبب نجاح فيل نايت في الوصول إلى العالمية، وإذا أكملت قراءة باقي الصفحات سترى نموذجًا متكاملًا للشَّخصية التي لا تعرف سوى الإرادة والوصول إلى النجاح. بالإضافة إلى العديد من الاقتباسات الأخرى الملهمة نذكر منها ما يلي:
"الجبناء لا يبدؤون الطريق، أمّا الضعفاء فيموتون في منتصفه".
"دع كل الآخرين يعتبرون فكرتك مجنونة … فقط امضِ قدماً، ولا تتوقف. حتّى لا تُفكِّر بالتوقف إلى أن تصل إلى هناك، ولا تفكّر كثيراً أين يتواجد "هناك". لا تتوقَّف مهما صادفتَ من مصاعب".
اقرأ أيضًا: 20 كتاب في إدارة الأعمال عليك قراءتها قبل بلوغ سن الـ30
اقرأ أيضًا: 5 خطوات للعثور على مشروع يروي شغفك ويحقق لك الربح
خذ العبرة وتعلَّم الفضائل والحكم تصفّح العديد من القصص القصيرة المستوحاة من الواقع على فرصة.كوم. !تصفح الآن
كانت هذه قصة نجاح ماركة نايكي من الصفر، إلى أن أصبحت أكبر علامة تجارية للملابس الرياضية في أمريكا. إنَّ العبرة من هذه القصة المثيرة هي أنَّ النجاح دائمًا يكمن في الخروج عن الأنماط التقليدية في التفكير، والبحث عن أفكار قد تبدو مجنونة، ولكن يمكن تحقيقها بالصبر والمثابرة، وأنَّ الإرادة هي التي تساعد صاحبها في الوصول إلى هدفه مهما بدى بعيدًا عنه.
يمكنك قراءة المزيد من القصص القصيرة المعبّرة على مدونة تعلّم، كما ننصحك بالتسجيل في موقع فرصة، ومتابعة الفرص التي نقوم بنشرها أوَّلًا بأول، لعلَّك تجد في إحدى هذه الفرص طريقك نحو الإبداع والنجاح.
تصفح المزيد على موقع فرصة:
10 صفات تميز رواد الأعمال الناجحين
8 نصائح لنجاح الشركات الصغيرة مقدمة من شركة
كيف يتخذ المدير التنفيذي لشركة امازون قراراته الصعبة ؟
المصدر: Start Business Journey