ما هي خطوات بناء فريق ناجح ؟
تختلف نظرة الشباب إلى الوظيفة، فهناك عدة آراء مرتبطة بها، منهم من يعتبر الوظيفة أمانًا لحياته وراحة من قلق التفكير في مصادر دخل منطلقًا من مبدأ: "قليل دائم خير من كثير منقطع"، لكن هناك على الطرف الآخر فئة أخرى ترى بأن الوظيفة قيد يستحوذ على أجمل سنين عمرنا بالإضافة إلى أجمل ساعات يومنا، وتُؤمن هذه الفئة من الشباب بأهمية السعي لتحقيق حلمك الخاص بدلا من أن تسعى لتحقيق حلم غيرك مقابل أجر مادي في آخر الشهر أو آخر الأسبوع. إن كنت من الفئة الثانية المنكبّة على وضع خطط مستقبلية لتحقيق أحلامها وامتلاك شركتها الخاصة فعليك الانتباه إلى أن هذا الطريق أيضا ليس بالسهولة التي قد تتخيلها، بل إنه محفوف بالتحديات أيضا، ومن أهم التحديات التي ستواجهك هي اختيار فريق عمل ناجح. تابعوا معنا هذا المقال لاستعراض أهم الأسس التي عليك اتباعها لبناء فريق عمل ناجح، شغوف وطموح.
1- وازن بين المهارة والسلوك الشخصي
تذكر دائما بأن موظفيك اليوم هم أعمدة نجاح الغد، لذا فكلما كانت هذه الأعمدة أقوى كان النجاح حليف شركتك وهنا لابد من التركيز على طرفين مهمين لهذه المعادلة: المهارة والموهبة مقابل السلوك الشخصي، فنحن نعلم أن لكل شخص قدرات الخاصة وسمات خاصة لشخصيته، وبالرغم من أهمية المهارة والإتقان في العمل وتأثيرهما على نجاحه لكن هذه السمات لن تكون ذات جدوى ولا معنى إن وُجدت في شخص سئ الطباع. عليك هنا الانتباه جيدا إلى أن المهارة في نهاية المطاف هي أمر مكتسب وبإمكانك نقلها لأي شخص آخر، لكن السلوك الشخصي وسوء الطباع هو أمر خارج عن سيطرتك، ومن لم يحظَ بالتربية المتزنة من بيئة منزله لن تستطيع أنت أن تقوم بتربيته وستبقى على تصادم دائم مع سوء طباعه مهما بلغت مهارته، بل وقد يتطور الموضوع إلى أكثر من ذلك فيخلق هذا الشخص مشاكل بينه وبين زملائه تجعلهم يتركون المكان وينهار فريقك بالتالي. إذا فعليك الموازنة بين هذه المعايير بحكمة واتزان حتى يسير مركبك إلى بر الأمان وهو النجاح الذي تطمح له طبعا.
2- اخلق أجواء التعاون بين أفراد شركتك
يقضي الموظفون فترة طويلة جدا من يومهم في بيئة العمل، لذا يجب أن تكون العلاقات بينهم على قدر كافٍ من الودّ لإتمام المهام الموكلة لهم، ولعلّ من أهم آفات بيئة العمل هي احتكار المعلومة واعتقاد البعض أنه يجب عليهم أن يحتكروا المعلومات حتى تبقى أنت وشركتك بحاجة لهم وبالتالي يبقون هم محور اهتمام الشركة نظرا لحاجتها إلى معلوماتهم، وهذا اعتقاد خاطئ تماما ويعكس نفسا مريضة لأن التشارك أساس العمل فعلى كل شخص داخل بيئة العمل تشارك معلوماته مع زملائه بطيب خاطر، لأن لا أحد يعرف كل شئ ولا يوجد إنسان يمتلك كل أسباب المعرفة لأنها و كما نعلم جميعا بحر، ويجب أن يُدرك الجميع بأن مقابل كل معلومة يشاركها مع زملائه سيتعلم هو بالمقابل عشرات المعلومات وبالتالي تزداد معرفة الفريق كاملا وفي كافة المجالات ما يؤدي إلى النهوض بالشركة وبمستوى أدائها، وهنا يجب أن تعلم أنت كصاحب هذه الشركة بأن مسؤوليتك تتبع هذه الشخصيات والقضاء على سلوكياتها المريضة.
اطّلع على المزيد من فرص التدريب العملي
اقرأ أيضًا: الفرق بين القيادة والإدارة: أيّهما أفضل؟
اقرأ أيضًا: خمس أفكار لمشاريع الريادة الاجتماعية للشباب
3. سهّل قنوات التواصل بين فريق عملك
في زمن التكنولوجيا الذي نعيشه والذي يتسم بزخم المعلومات وسرعة التطور التكنولوجي، إذا لم تكن هناك قنوات تواصل واضحة ومريحة بين فريق عملك فإن قسما كبيرا من المعلومات التي يجب أن تنتقل من فرد إلى آخر لإنجاز مهمة ما لن تذهب باتجاهها الصحيح وبالتالي سينشأ جوّ من التوتر والقلق بين أفراد الفريق، ففي حال وجود عمل مشترك بين أطراف الفريق المختلفة، إذا لم تكن وسائل التواصل واضحة ستبدأ المشاكل بالتصاعد والازدياد الأمر الذي سيعرقل سير العمل. لذا عليك أنت كريادي أعمال وصاحب شركة أن تبين للجميع قنوات التواصل المعتمدة بين أفراد الفريق وإلزامهم باستخدامها في التواصل فيما بينهم حتى يكون الفريق كاملا متابعًا لجميع تطورات سير العمل، وبالتالي يعلم الجميع ما الذي له وما يترتّب عليه دون أن تترك مجالا للّبس أو الاجتهادات.
4. ابتعد عن التجسس
يعاني الكثير من رواد الأعمال من هاجس يطاردهم دائما:" تُرى ماذا يدور في الشركة في غيابي؟" وقد يتعاظم هذا الهاجس إلى درجة أن يلجأ المدير أو صاحب الشركة إلى واحدة من أفشل الطرق في تتبع أخبار الموظفين وهي التجسس، ومن المعلوم فإن هناك فئة من الأشخاص تعتقد بأن نقل أخبار الموظفين إلى المدير هو الطريق الأسرع والأنجح ليحظوا بثقة المدير، وياسلام لو أضاف لهذه الأخبار بعض السيناريوهات الخيالية التي تُقوّي موقفه أمام المدير فمن المؤكد بأنه سيحظى بترقية قريبة جدا في الشركة، لكن عليك توخّي الحذر، فما إن تدخل في هذا الطريق وتُرخي سمعك وتُصغي لهذه الفئة حتى تجد أنّ هؤلاء الأشخاص قد أقحموك في دوامة لا نهائية من الأوهام التي قد تقودك إلى محاربة أفراد من الفريق سبق وأن تمّ وصفهم في سيناريوهات جواسيسك بأنهم أشرار وكأنهم يصفون الكونت دراكولا في قصره الذي تفوح منه رائحة الموت والشر، لذا احذر احذر ثم احذر...حافظ على الشفافية في التعامل مع جميع أعضاء الفريق بالإضافة إلى ضرورة أن يفهم الجميع أنك لا تُرخي سمعك ولا تُصغي لأحد وأن من يوشي بغيره عليه أن يعلم بأنه هو الخاسر الأكبر.
اقرأ أيضًا: كيف اتخلص من الغيرة من نجاح الاخرين ؟
اقرأ أيضاً: كيف يتخذ المدير التنفيذي لشركة امازون قراراته الصعبة؟
اقرأ أيضًا: ما هي مجالات العمل الحر Freelance
للمزيد من المعلومات عن النجاح وريادة الأعمال تابعونا على موقع فرصة.