ما هو البودكاست؟ وما فوائده؟

13 دقيقة

5.0

في عالمنا الرَّقمي الحالي حيث تُهيمن الشاشات على انتباهنا وتشغل منصّات مثل اليوتيوب والتيكتوك والإنستجرام الجزء الأكبر من تركيزنا بمحتواها المرئي، ظهرت وسيلة جديدة اجتاحت المشهد الرقمي فقط من خلال الصوت وهي البودكاست. وبالرَّغم من صعوبة مُنافسة الوسائل البصريّة وخصوصًا في الجانب الترفيهي، إلّا أنّ البودكاست قد تمكّن من جذب شريحة عريضة من المُتابعين لا تقل عن جماهير اليوتيوب وغيره من المنصات البصريّة.

احترِف البودكاست وأنت في مكانك! استعرض دورات البودكاست وتعلَّم كيفية إنشاء وتطوير محتوى فريد يُمكن أن يجذب انتباه جمهورك. دورات البودكاست

من القصص المُلهمة إلى الرِّحلات التعليميّة التي تُوسّع العقل، أصبح البودكاست البوابة السمعيّة إلى عالم من الترفيه والتنوير والتواصل حيث يُمكنك تعلّم أشياء جديدة والترفيه عن نفسك والتواصل مع الآخرين الذين يشاركونك اهتماماتك.

في هذا المقال، سنُعطي تعريفًا أكثر تفصيلًا للبودكاست لنعرف ما هو البودكاست، كما سنناقش أهمّ مميزاته التي تعود بالنفع على كُلٍّ من المُستمعين وصانعي المحتوى والتي ستساعدك على تحديد ما إذا كان وسيلةً مُناسبةً لك أم لا. لقد كان البث الصوتي موجودًا منذ أكثر من عقد من الزمان ولكنّه لم يصبح شائعًا إلّا مُؤخَّرًا. يوجد الآن الملايين من ملفات البودكاست المتاحة على iTunes وغيرها من المنصّات والتي تتزايد يوميًا. إذًا، ما الذي يجعل البث الصوتي شائعًا جدًا؟ لنلقي نظرة!

ما هو البودكاست؟

البث الصوتي أو "البودكاست" هو وسيلة رقميّة تسمح للأفراد أو المؤسسات بإنشاء المحتوى الصوتي وتوزيعه ومشاركته عبر الإنترنت ليسمعه الناس من جميع أنحاء العالم. لقد اكتسب هذا النوع من الميديا شعبيّةً هائلة في السنوات الأخيرة، ممّا أحدث ثورةً في الطريقة التي يستهلك بها الجمهور المحتوى عبر الإنترنت سواء معلومات أو ترفيه.

يشبه البث الصوتي في جوهره البث الإذاعي التقليدي، ولكن مع اختلاف رئيسي، فهو يُوفِّر إمكانيّة الاستماع في أيّ وقت وفي أي مكان يُريده المُستمعون. بدلاً من الاستماع إلى البث المباشر في وقتٍ مُحدّد، يتيح البودكاست للمستمعين الاشتراك في برامجهم المُفضّلة وتلقّي الحلقات الجديدة تلقائيًّا عند إصدارها. وقد ساهمت هذه المرونة في الارتفاع السريع للبودكاست كوسيلة مُفضّلة عند كثيرٍ من الناس.

تتضمَّن عملية البث عدّة خطوات. أوَّلاً، يقوم صانعو المحتوى بتسجيل المواد الصوتيّة الخاصَّة بهم، والتي يُمكن أن تشمل المقابلات أو المناقشات أو رواية القصص أو المحتوى التعليمي أو أيّ شكل آخر من أشكال الاتصال الصوتي. يتم بعد ذلك تعديل المواد المُسجّلة وتحسينها لضمان جودة الصوت والقيمة إنتاجية عاليّة. بعد ذلك، يتمّ تحميل الملفات الصوتيّة إلى منصّة الاستضافة، الَّتي تقوم بتخزين حلقات البودكاست وتوزيعها.

تصفَّح الآن: تطبيقات بودكاست: أفضل التطبيقات لـ الاستماع إلى البودكاست

يُمكن للمستمعين الوصول إلى البودكاست من خلال منصّات وتطبيقات مُختلفة، مثل Apple Podcasts أو Spotify أو Google Podcasts وغيرها من تطبيقات البودكاست المُخصَّصة. كما يُمكنهم البحث عن عروض مُحدّدة أو تصفُح الفئات والأنواع المختلفة لاكتشاف محتوى جديد يتوافق مع اهتماماتهم. عندما يجد المستمعون البودكاست الذي يريدون الاستماع إليه، يُمكنهم الاشتراك فيه، ممّا يعني أنّهم سيتلقّوْن حلقات جديدة تلقائيًّا عند إصدارها.

ويُغطّي البودكاست عادةً مجموعة واسعة من المواضيع، بما في ذلك الأخبار والسياسة والكوميديا والتكنولوجيا وسرد القصص والتنمية الشخصيّة وغير ذلك الكثير، حيث يُتيح هذا التنوّع للمستمعين العثور على المحتوى الذي يتوافق مع اهتماماتهم وتفضيلاتهم المُحدّدة. سواء كان شخص ما يريد البقاء على اطِّلاع، أو تعلّم شيء جديد، أو مُجرّد الترفيه، فمن المحتمل أن يكون هناك بودكاست متاح له.

وتتمثّل أهميّة البودكاست في أنّه يُفيد كلًّا من صانعي المُحتوى والمستمعين على حدٍّ سواء. بالنّسبة لصانعي المُحتوى المُبدعين، فهو يُوفِّر لهم منصّة لمشاركة خبراتهم والتعبير عن إبداعاتهم والتواصل مع جمهور عالمي، ونشر صوتهم وتأسيس علامتهم التجاريّة الخاصّة. أمّا من وجهة نظر المُستمع، يُوفِّر البودكاست طريقةً مُلائمة لتلقّي المُحتوى المفيد أثناء مُمارسة الأنشطة المُختلفة، مثل التنقل أو ممارسة الرياضة أو القيام بالأعمال المنزليّة. لذلك، يُساعد البودكاست على تعزيز تعدّد المهام، حيث يُمكن للمستمعين استيعاب المعلومات أثناء الانخراط في أنشطة أخرى. فعلى عكس محتوى الفيديو - الذي يتطلّب اهتمامًا بصريًّا - تسمح المُدونات الصوتيّة للأفراد بإبقاء أعينهم حرّة للقيام بمهام أخرى، ممّا يجعلها وسيلة مثاليّة للأفراد ذوي نمط الحياة المُزدحم.

فوائد البودكاست لصُنّاع المُحتوى

1. اكتساب الشهرة في مجالك

يُمكن لأيّ شخص أن يصبح مشهورًا في مجاله إذا ركّز اهتمامه عليه، ولذلك فالبودكاست هو المنصّة المثاليّة لتحقيق هذا الغرض. مع البث الصوتي، يُمكنك مشاركة سنوات معرفتك وخبرتك مع المستمعين في جميع أنحاء العالم. يُمكنك أن تصبح الخبير المُفضّل في مجالك وأن تبني متابعين مخلصين يُقدِّرون أفكارك ويستمعون بانتباه لآرائك.

عندما يتعلّق الأمر بنشر معرفتك إلى الآخرين، هنالك العديد من الخيارات المُتاحة مثل كتابة المُدوّنات أو نشر كتاب لكنها لن تصل بك إلى الشهرة التي سيمنحك إياها البودكاست في فترة قصيرة. يُوفِّر البودكاست العديد من المزايا مُقارنةً بأنواع المُحتوى الأُخرى، وأهمّها بلا شك هي سرعة انتشاره.

بالإضافة إلى ذلك، عادةً ما تكون ملفّات البودكاست أقصر من أنواع المُحتوى الأخرى، ممّا يجعلها أكثر ملاءمةً وأسهل للاستماع عند الجماهير. وأخيرًا، تُقدِّم المُدونات الصوتيّة لمسةً شخصيّة تُميزك عن غيرك. فعندما تبدأ بثًّا صوتيًّا، تكون لديك الفرصة لبناء علاقة مع المُستمعين من خلال مشاركة أفكارك وتجاربك بطريقة وديّة وشخصيّة.

ومَن يدري، قد ينتهي بك الأمر إلى أن تصبُح المشهور التالي في مجالك!

2. التواصل مع أشخاص جدد وتنمية شبكتك

إذا كنت تتطلّع إلى توسيع دائرتك الاجتماعيّة والتعرّف على بعض الأشخاص الجدد في مجال عملك، فإنّ البث الصوتي يُعدّ طريقةً رائعةً للقيام بذلك. فعندما يبدأ البودكاست الخاص بك في الانتشار، يُمكنك إجراء مُقابلات مع أشخاص في مجال عملك أو أشخاص ذوي خبرة في الموضوعات التي تُغطّيها في البودكاست الخاص بك. ولا شكّ أنّ هذه طريقةٌ رائعة لبناء العلاقات وتنميّة شبكتك.

عندما تتواصل مع الضيوف عبر البودكاست الخاص بك، يُصبح لديك الفرصة لبناء علاقات مع أشخاص قد لا يكون من المُمكن أن تُقابلهم بأي طريقةٍ أخرى. يُمكن أن تكون هذه العلاقات ذات قيمة على الصعيدين الشخصي والمهني، فأنت لا تعرف أبدًا مَن قد تقابله من خلال البث الصوتي وما هي الفرص التي قد تأتي منه.

من خلال البودكاست، لديك الفرصة للتعرّف على المضيفين المشاركين والضيوف ومشاركة أفكارك حول مجموعة واسعة من المواضيع. علاوةً على ذلك، يُمكن أن يساعدك البث الصوتي على التواصل مع الأشخاص من جميع أنحاء العالم الذين يشاركونك اهتماماتك.

مع نمو شبكتك، ستنمو الفرص المتاحة لك أيضًا، فقد تجد نفسك أمام شخصيّات عامّة يرغبون في التواصل معك أو التعاون معك عبر إجراء مُقابلات في البودكاست الخاصّ بهم. لذا، إذا كُنتَ ترغب في تنمية شبكتك، ابدأ بثًّا صوتيًّا وانظر إلى أين يأخذك.

3. بناء علامتك التجاريّة

إذا كُنت صاحب علامة تجاريّة، فأنت تُدرك تمامًا أنّ الوعي بالعلامة التجارية يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالربح. حتّى لو كنت الأفضل فيما تفعله، يجب أن يكون عملاؤك المُحتمَلون على درايةٍ بعلامتك التجاريّة حتّى يتمكّنوا من اختيار منتجاتك أو خدماتك.

وغالبًا ما ينظر الكثير من أصحاب الأعمال إلى البودكاست على أنّه وسيلة رائعة لبناء علامتهم التجاريّة والتواصل مع الجمهور، وبالفعل أثبت البودكاست أنّ كِلا الأمرين صحيح. فالبودكاست هو وسيلة قويّة تُتيح لك أن تُعرِّف نفسك أمام الجمهور بما أنت عليه ثم التسويق لعلامتك التجاريّة بعد أن تكسب ثقتهم وولاءهم.

يُعد التحرّك نحو زيادة الوعي بالعلامة التجارية بمثابة إستراتيجية طويلة المدى. ومع ذلك، يُمكن أن يدفعك البودكاست نحو هذا الهدف أسرع ما تتوقّع. ضع في اعتبارك هذا: عندما تقوم بإنشاء بودكاست وترفعه على منصّات البث المشهورة، مثل Spotify أو Apple Podcasts، يتم وضع علامتك التجاريَّة أمام آلاف المُستمعين المحتملين الجدد. وفي حين أنّ كل بودكاست يحتاج إلى خطة دعائيّة شاملة لدعم نجاحه، إلّا أنّك قد قمت على الأقل بزيادة قاعدة عملائك المُحتملين بشكلٍ كبير!

لذلك، إذا كُنتَ تبحث عن طريقة لبناء علامتك التجارية والتواصُل مع جمهورك، ففكّر في بدء بث صوتي، فذلك يُمكن أن يكون أفضل قرار اتخذتَه على الإطلاق. والأفضل من ذلك كله، أنّه يُمكنك القيام بذلك وأنت مرتاح في منزلك، كل ما تحتاجه هو ميكروفون واتِّصال بالإنترنت.

4. مشاركة خبراتك

لم يعُد الافتقار إلى المحتوى أحد مُشكلات هذا العصر، بل التشتّت وسط مئات وآلاف مصادر المُحتوى دون القدرة على تحديد أيّها أفضل هو المشكلة الأكبر. في هذا العالم المليء بالمحتوى الذي لا نهاية له، قد يكون من الصعب أن تجعل صوتك مسموعًا وسط هذا الجمع الهائل من صانعي المُحتوى. وهنا يأتي دور البودكاست الذي يُتيح لك فرصة وضع أسلوبك الفريد تحت الاختبار والتقييم من قبل الجمهور.

نظرًا للتنافسيّة الكبيرة حاليًّا في صناعة ونشر المحتوى على باقي المنصّات، يُعد البودكاست طريقةً رائعة لمُشاركة خبرتك مع العالم، حيث يسمح لك بالوصول إلى جمهور قد لا يتمكّن من العثور عليك في المنصّات الأخرى الأكثر ازدحامًا. كل ما تحتاجه هو بناء مُحتوى جيد يحترم عقليّة المُستمعين ويجذب انتباههم للاستماع إلى ما تقول. ونظرًا لسهولة مُشاركة ملفات البودكاست، يُمكن أن يتزايد عدد جمهورك، ممّا يسمح لك بالوصول إلى عددٍ أكبر مما كُنتَ تعتقد من الأشخاص.

5. المُساهمة في نشر محتواك

يُمكن أن يُصبح البودكاست جزءًا أساسيًّا من إستراتيجيّة نشر المحتوى الخاصّة بك. على سبيل المثال، إذا كنت تتحدث عن موضوع مُعيّن في البودكاست، فيُمكنك أن تطلب من المستمعين قراءة مُدونتك المُكوّنة من خمسة أجزاء حول هذا الموضوع للحصول على رؤى أكثر تفصيلًا. سيُساعد هذا على انتشار قنواتك الأخرى وكسب قاعدة جماهيريّة جديدة.

بالإضافة إلى ذلك، يُمكنك التقاط مقطع فيديو أثناء تسجيل البودكاست الخاص بك وتحميله على اليوتيوب أو فيسبوك. من خلال اتِّباع هذا النهج، سيكون لديك انتشار في مجموعة مُختلفة من القنوات ووسائل التواصل والتي يضمّ كلّ منها مجموعة فريدة من المُتابعين. وبذلك تكون قد كسبت شريحة جماهير البودكاست واليوتيوب والفيسبوك ومُتابعي المُدونات في وقتٍ واحد.

6. ربح المال

يُمكن أن يكون البودكاست بالفعل وسيلةً رائعة لكسب المال، على الرغم من أنّه قد يتطلّب الكثير من الوقت والجهد والتخطيط للبدء في تحقيق الدخل. وفيما يلي بعض من الطرق الشائعة التي يستخدمها صانعو المُحتوى عبر البودكاست لكسب المال:

الإعلان والرعاية: يُعدّ الإعلان أحد مصادر الإيرادات الأكثر شيوعًا لمُقدمي البودكاست. فبمُجرّد أن يكتسب البودكاست جمهورًا كبيرًا، قد يهتمّ المعلنون برعاية الحلقات أو تشغيل الإعلانات أثناء العرض. يُمكن القيام بذلك من خلال شراكات مباشرة مع العلامات التجاريّة أو من خلال الانضمام إلى شبكات إعلانات البودكاست التي تربط القائمين على البودكاست بالمُعلنين.
التسويق بالعمولة: يُمكن لمُقدمي البودكاست كسب العمولات من خلال الترويج للمُنتجات أو الخدمات وتضمين روابط إحالة لمُستمعيهم للشراء من خلالها، ثم كسب نسبة مئويّة من أي مبيعات تتم من خلال تلك الروابط.
التجارة الإلكترونية: يُمكن أن يكون بيع البضائع مثل القمصان أو الأكواب أو الملصقات من خلال البودكاست بلا شكّ مشروعًا مربحًا. بالإضافة إلى ذلك، يُمكن لمُقدمي البودكاست تطوير وبيع منتجاتهم أو دوراتهم التدريبيّة التي تتوافق مع محتواهم وتلبي احتياجات جمهورهم.
المحتوى المُميّز والاشتراكات: يُقدِّم بعض صانعي المُحتوى عبر البودكاست محتوى متميزًا أو حصريًا لجمهورهم مقابل بعض الرسوم. يمكن أن يشمل ذلك حلقات إضافيّة، أو حلقات خالية من الإعلانات، أو الوصول إلى مجتمع أو مُنتدى خاص. من خلال توفير قيمة إضافيّة لمعجبيك الأكثر تفانيًا، يُمكنك تحقيق دخل من خلال الاشتراكات الشهريّة أو الدفعات لمرةٍ واحدة.

7. التواصل مع المؤثرين والمشاهير

كما يعلم أيّ مُقدِّم بودكاست، فإنّ أحد أفضل الأشياء في هذا المجال هو إمكانيّة التواصل مع المُؤثرين وجميع الشخصيّات الناجحة في المجتمع. سواءً كُنتَ تتطلّع إلى إجراء مُقابلة مع أحد المشاهير أو ترغب في الدردشة مع شخص مُطّلِع على الموضوع الذي يُهمك، فإنّ البودكاست يُوفِّر فرصة فريدة للتواصل مع هؤلاء الأشخاص.

الخطوة الأولى هي التواصل مع المؤثرين والسؤال عمّا إذا كانوا مهتمين بأن يكونوا ضيوفًا في برنامجك. قد يبدو الأمر بعيد المنال، لكن إرسال بريد إلكتروني سريع أو رسالة مباشرة غالبًا ما يكون أمرًا يستحق العناء. لن تعرف النتيجة إلّا إذا حاولت! ويجب الأخذ في الاعتبار أنّ المُقابلة الأولى من هذا النوع قد تكون الأصعب، لكن إذا تمكّنت من إجراء مُقابلة ناجحة مع أحد الأشخاص المؤثرين واستطعت طرح العديد من الأسئلة الهامّة بشكلٍ ذكي، فاستعد لمُقابلة عشرات المؤثرين الآخرين.

فوائد البودكاست للمُستمعين

يُوفِّر البودكاست العديد من الفوائد للمُستمعين، والّتي تجعله إحدى وسائل الإعلام الأكثر انتشارًا في الوقت الحالي. وفيما يلي بعض المزايا الرئيسيّة التي يحصل عليها المستمعون من البودكاست:

1- سهولة الوصول

تتميَّز ملفات البودكاست بسهولة الوصول إليها في أي وقت وفي أي مكان وعلى أجهزة مُختلفة، مثل الهواتف الذكيّة أو الأجهزة اللوحيّة أو أجهزة الكمبيوتر. ويُمكن للمستمعين الاستمتاع بالبودكاست أثناء تنقلاتهم، أو أثناء ممارسة الرياضة، أو القيام بالأعمال المنزليّة، أو مُجرّد الاسترخاء.

تُتيح طبيعة البودكاست للمُستمعين قدرًا كبيرًا من المرونة عند الاستماع بعكس باقي أنواع المحتوى التي قد تتطلّب مُشاهدة أو قراءة وهذا بدوره يتناسب بسهولة مع الإيقاع اليومي السريع.

2- التعلم المستمر

يُغطي البودكاست مجموعة واسعة من المواضيع، مما يجعله مصدرًا قيمًا للمعرفة والتعليم. يُمكن للمستمعين العثور على ملفات بودكاست حول أي موضوع تقريبًا، بما في ذلك العلوم والتاريخ والتنمية الشخصيّة والتكنولوجيا والأعمال وتعلّم اللغة والمزيد، ممّا يُوفِّر تجربة تعليميّة فريدة وغامرة.

3- الترفيه ورواية القصص

بالرَّغم من أهميّة محتواه، قد يكون البودكاست بمثابة شكل آخر من أشكال الترفيه، حيث يقوم المُتحدِّثون بتقديم تجاربهم في شكل قصص جذّابة. فالأمر لا يتعلّق بمُجرّد تقديم المعلومة، بل تقديمها في صورة حكايات عاشها مُقدِّم البودكاست أو الضيف مما يضيف طابعًا من المُتعة أثناء تلقّي خبرة وتجربة المُتحدث.

غالبًا ما يتمتّع مُضيفو البودكاست بقدرة طبيعيّة على سرد القصص، ممّا بدوره يخلق إحساسًا بالارتباط مع المُستمعين.

4- التنمية الشخصية والإلهام

يُركِّز البودكاست على التنمية الشخصيّة والتحفيز وتطوير الذات بشكلٍ كبير، حيث يُقدِّم صانعو المحتوى النصائح العمليّة والقصص المُلهمة التي يُمكن أن تُؤثِّر بشكل إيجابي على حياة المُستمعين. ونظرًا لأنّ البودكاست يضم خبراء وقادة فكر وأفراد ناجحين، فإنّ المحتوى سيكون بلا شك مفيدًا وسيمنح المُستمعين اللبنات الأساسيّة للنمو على المستوى الشخصي والمهني.

5- وجهات نظر متنوعة ووسائل إعلام بديلة

لقد فتح البودكاست المشهد الإعلامي لمجموعة واسعة من الأصوات ووجهات النظر. فهو يسمح للمُبدعين المستقلّين والمجتمعات المهمشة بمشاركة قصصهم وآرائهم وتجاربهم التي قد لا تحظى بالاهتمام عبر وسائل الإعلام التقليديّة، مما يُعزِّز التنوع والشمولية في وسائل الإعلام.

تعرَّف على عالم البودكاست! ابدأ بتعلم البودكاست من خلال مقالاتنا المميَّزة، كما سنُقدِّم لك شروحات لـ فيديوهات بودكاست بالعربي. تعلم البودكاست

خِتامًا، علمنا في هذا المقال ما هو البودكاست وقدَّمنا لك أهم فوائد البودكاست التي ستُشجعك على البدء. وعلى الرغم من أنّ تقديم مُحتوى على البودكاست يتطلّب مجهودًا ووقتًا، لكن لا تقلق أبدًا، فرحلتك في البودكاست ستكون مُمتعةً جدًا مقارنةً بمنصّات صناعة المحتوى الأخرى.

عند القيام بالأمر بالشكل الصحيح، سترى بنفسك الفوائد التي ستعود عليك وعلى علامتك التجاريّة، حيث إنّ شعبيّة البودكاست في ارتفاع مُستمر. وعلى الرغم من وجود العديد من منصّات البودكاست ومُقدّمي البودكاست حول العالم، إلّا أنّ السوق لا يزال بعيدًا عن التشبع. لذلك، يُمكن أن يساعدك البودكاست في الوصول بسرعة إلى قاعدة كبيرة من الجماهير، وأن تُصبح مستشارهم الموثوق به.

المصادر: podcastrocket، forbes

هل كان المقال مفيدا

الأقسام

روابط فرصة