ما الذي تعرفه عن الفلسفة؟ | تاريخ و نشأة الفلسفة
تمّت كتابة هذا المقال من قبل: سارة علي
ما هذا الشيء الذي يبحث فيه عقلنا؟ ما أصله؟ وما علاقته بغيره من الذوات أو المعاني؟
تُجيب الفلسفة بكل سرور أجوبة لا بداية ولا نهاية لها على هذه التساؤلات، حيث أنها تقوم على النظر إلى الإنسان والكون بلا تقنين أو منهجة أو حدود.
تشكّل الفلسفة لنا نظرة شمولية لكل كينونة في هذا الكون ومن كل زاوية، فتكون العمومية نهجها وحرية التفكير جوهرها، ولكن ما هي الفلسفة حقاً؟ وكيف نشأت؟
سنتعرّف في مقال اليوم على مفهوم الفلسفة، تاريخ نشأتها وأهم الفلاسفة الذين عرفهم التاريخ.
دورات اونلاين في مجال الفلسفة والأديان سجل الآن في الدورات المجانية والمدفوعة عبر الإنترنت في مجال الفلسفة وعلوم الأديان. تصفح دورات الفلسفة
" إن الدهشة أولّ باعث على الفلسفة" - أرسطو
كيف جاءت نشأة الفلسفة؟
شاع بين الناس أن الفلسفة مقصورة على أولئك الذين اختاروا حلّ مسائل أقرب ما تكون إلى الخيال وفق نظريات يضعونها، وأنه لا يمكن أن يُبنى عليها أي عمل لطالما أنها تبحث في خيالات عقيمة، ولكن إذا كانت قوة الإنسان العاقلة وفكره هما اللذان يرفعانه عن مستوى الحيوان، بيد أنه يشهد ظواهر الكون بأنواعها فيتصورها ويكوّن له رأيٌ فيها ومن ثمّ يجتهد في دراسة بواعثها ليسلك طريق فهم الشيء فهمًا واضحًا من أجل أن يتفلسف، فهل ما شاع صحيح يا ترى؟
إن ما أودى بالإنسان إلى الفلسفة هي فطرته المتأصلة في أعماقه على حبّ الاستطلاع والبحث في أصول الأشياء وعللها وعلاقة بعضها ببعض، ولا وجود لدافع أقوى من هذه الفطرة التي يرتبط نموها بنمو عقل الانسان، فلا تملك إلا أن تحثّه هذه الفطرة على الاستبصار في حقائق هذا الوجود والتمعن في أساس هذه الحياة، حيث أن الإنسان يحسّ من نفسه الجهل فيشك فينظر فيفكر ومن ثمّ يسخرّ كل ما توصل إليه لأن يعمل به في الحياة العملية.
ولكن إذا ما استعملنا كلمة فيلسوف بدقة فسنرى أنها لا تطلق على من ينظر إلى الشيء ويتأمله فيشك فيه ويفحصه ثم يرى فيه رأيًا يعتقده ويتمسك به فحسب، فليس كلّ من رسم في زاوية ورقة ما غدا رسّامًا، ولا من أصلح باب بيته المعطوب غدا نجّارًا، وإنما الرسّام أو النجّار هو من اتخذ ذلك العمل حرفةً له في حياته بعد مثابرة أكسبته مرونة وبراعة فضلاً عن التعليم الأكاديمي الذي لوحده لن يوفر الجهد أو الوقت في اكتساب المهارة.
اقرأ أيضاً: اقتباسات أرسطو الشهيرة لتحفيز تفكيرك المنطقي
ما هو تعريف الفلسفة؟
الفلسفة إذًا ليست إلا جنوحًا من الجهل إلى الحق وكشف كل ما هو مغلوط توارى خلف ستار المتفق عليه بالإجماع، وذلك نتيجة التوق إلى موائمة آرائنا بأعمالنا إثر معرفة خفايا الأشياء.
وأما عن تعريف الفلسفة فمِن الناحية اللغوية فإن كلمتي فلسفة وفيلسوف مأخوذتان من (فيلوس) أيّ (مُحب) و(سوفيا) أيّ (الحكمة)، وعليه فإنّ معنى كلمة فلسفة في اليونانية هو "حبّ الحكمة" ومعنى كلمة فيلسوف تشير في الأخير إلى "محب الحكمة"، ويرجع أصل كلمة (سوفوس) كصفة أُطلقت على كل من كَمُل في شيء عقليًا كان أو ماديًّا وذلك قبل مجيء سقراط الذي عرّف نفسه للناس كـ "مُحب للحكمة"، فأصبحت تقتصر هذه الكلمة على من مُنح عقلاً راقيًا.
وأما عن معناها الاصطلاحي، فالفلسفة هي طريقة تفكير في مواضيع معيّنة تشمل: الأخلاق، الأفكار، الوجود، الزمن، الغاية وقيمة الحياة. حيث أنّ الهدف منها بشكل رئيسي هو تعميق فهم العالم من حولنا، التفكير بصورة أفضل، التصرّف والتعامل مع الأحداث من حولنا بحكمة أكبر وبالتالي عيش حياة أفضل بشكل عام.
ما هي فروع الفلسفة؟
تتعامل الفلسفة كما سبق التوضيح مع أسئلة أساسية، وهنا قد يُطرح السؤال: ما هي هذه الأسئلة والقضايا التي تجيب عنها الفلسفة؟
حسنًا، يمكن في الواقع تصنيف الفلسفة إلى أربعة فروع أساسية:
1- المنطق Logic
وفي هذا الفرع يدرس المنطقيون أو الـ Logicians الحجج الجيدة والسيئة وكذلك الاستدلال. كما يتطرّقون إلى دراسة اللغات الرسمية والرمزية المستخدمة في التعبير في المجتمعات البشرية.
2- الميتافيزيقيا Metaphysics
يدرس الميتافيزيقيون أنواع الكيانات الموجودة في هذا العالم، وطبيعة العناصر التي تكوّن العالم، وكذلك الطريقة تفسّر حدوث الأشياء وارتباطها ببعضها البعض.
3- نظرية المعرفة Epistemology
وهي كما يُشير إليها الاسم، تدرس المعرفة، الدلائل والمعتقدات المثبتة. الباحث في نظرية المعرفة قد يدرس مثلاً مدى إمكانية الوثوق بحواسنا أو ما إذا كانت العلوم الموجودة جديرة بالثقة حقًا.
4- القيم Values
وهنا يدرس فلاسفة القيم، الأخلاقَ والسياسة والفنون من بين مواضيع أخرى كثيرة. على سبيل المثال، ما الذي يجعل تصرفات معيّنة خاطئة؟ أو كيف نحدّد ما إذا كان شخصٌ ما جيّدًا أم لا؟ أو ما الذي يجعل مجتمعًا معيّنًا عادلاً…الخ.
هنالك العديد من الفروع الثانوية الأخرى التي تتفرّع من فروع الفلسفة الأربعة هذه. كما أنّ حقول المعرفة الأخرى كالعلوم والفنون والأدب والأديان، لها فلسفتها الخاصّة المرتبطة بها.
بالإضافة إلى ذلك، يوجد العديد من النقاشات الفلسفية الفريدة حول مجموعات سكانية أو مجتمعات محدّدة، مثل الفلسفة النسوية والفلسفة الإفريقية وغيرها.
ومن هنا نجد أنّ الفلسفة عالم واسع متداخل مع الكثير من العلوم والمجالات الأخرى، وهو أمرٌ لا غرابة فيه، فإن كنت تريد فهم الوجود بأكمله، ستحتاج حتمًا إلى الاستعانة بكلّ ما في هذا الوجود لتحقيق هدفك.
تاريخ و نشأة الفلسفة
إن تاريخ الفلسفة على عكس تواريخ العلوم الأخرى يخلو من القواعد الواضحة التي تؤسسه، ويرجع ذاك إلى أن المفكرين على مدى التاريخ لم يتبنوا ما سبقهم من نظم وقواعد للفلسفة، بل اكتفى كلّ مفكر بحلّ قضيته من جديد معتمدًا بذلك على نشأته وتربيته وتجاربه وأعماله وأخلاقه في تكوين فكرته العامة عن العالم. ونستنتج من ذلك أن تاريخ الفلسفة ما هو إلا آراء سياسية متسلسلة عبرت من خلال أنظار هؤلاء المفكرين واستنتاجاتهم عن الحياة إلى العالم، وبالتالي يصح أن نستعرض في هذه الجزئية مراحل نمو الفلسفة وتدرجها خلال العصور الكبرى الآتية:
أولا: العصر اليوناني (الفلسفة اليونانية)
مما لا شك فيه أن التفكر في هذا العالم وظواهره نشأ مع بداية نشأة الإنسان نفسه -أي قبل زمن اليونانيين بوقت طويل- وبناءً على ذلك فإنه من الجليّ أن لحكمة المصريين القُدامى تأثيرًا على العقل اليوناني والذي هو بدوره أنتج أصل الفلسفة وطبّعها بطبائعه حيث أنّ أول من جعل الفلسفة عِلمًا هم اليونانيون، وتتجلى في فلسفتهم ثلاثة عصور رئيسية:
1- النظر في الكون
تجيب فلسفة هذا العصر على هذه الأسئلة: ما هو أساس الأشياء الثابت بالرغم من التغيرات الطارئة؟ وكيف يتحول ذلك الأساس إلى هذه الأشياء؟ وكيف تتحول الأشياء إليه؟
كانت الفلسفة اليونانية الأولى تتمحور حول العالم الخارجي ودراسة قضايا الطبيعة والفلك والجغرافيا قبل أن يتدرجوا إلى التفكر في أساس التغيير الذي يطرأ عليها، فوضع فلاسفة اليونان الأولون مثل طاليس، وأنكسمينيس، والفيثاغوريون نظريات للإجابة على هذه التساؤلات و تقرير طبيعة أساس الدنيا أو مادة العالم.
2- النظر في الإنسان نفسه
أما بالنسبة لهذا العصر والذي يُسمى بالعصر الإنساني أو الأنثروبولوجي، ففلسفته تأتي نتيجة هذه التساؤلات:
- كيف تنشأ فكرة الإنسان وإرادته؟
- وهل حقائق الأشياء ثابتة؟
- وهل هناك حق أو صواب أم أن الخير يقوم بنفسه دون أن تحدده آرائنا الشخصية؟
وهنا في هذا العصر الذي يسلط الضوء على قوى الإنسان الباطنة، ظهرت مبادئ القضايا الأخلاقية والمنطقية والنفسية. ومن أشهر مفكري هذا العصر: سقراط والسوفسطائيون.
اقرأ أيضاً: أشهر أقوال واقتباسات سقراط حول فلسفة الحياة
3-البحث المنظم
وفي دور هذا العصر الذي لُخصّت فيه الأفكار اليونانية السابقة بأجمعها وخُلق فيه نظام الفلسفة الكامل، توسع البحث لكي يشمل القضايا الطبيعية والنفسية معًا. ويعتبر هذا العصر حاضنًا لأرقى مراحل الفكر اليوناني، إذ أن رجال هذا العصر: ديمقريطس، وأفلاطون، ولاسيما أرسطو- قد استدلوا بمعارف المفكرين الذين سبقوهم وبحثوا في الأفكار والفلسفات السابقة من جميع جهاتها بحثًا علميًا وأولوا المسائل العلمية في هذه العصر كلّ التركيز على خلاف غيره من العصور.
اقرأ أيضًا: 17 اقتباس لأفلاطون سيغير فلسفتك عن الحياة
ثانيا: العصر الروماني اليوناني (امتزاج الدين بالفلسفة)
بعد أن توصلت اليونان إلى مرحلة من نضج آداب وفنون حضارتها وتخطّت أفكارها وحداثتها حدود أرضها لتُغدِق بها العالم أجمع حتى بدت وكأن كلّ الأوطان أوطانها واتصلت بالشرق عن طريق مدينة الإسكندرية والتي تموضعت على النيل بين آسيا وأوروبا، اجتاحها الرومان واستولوا على أرضها، فدحضوا سياستها وعلومها، واستبدلوا الديانة اليونانية الوثنية بالحكمة العملية البحته.
وكنتيجة لهذا التغيير المباغت والذي أتى مُحملاً بأنظمة اجتماعية معطوبة يتخللها الفساد والظلم، ثار الناس على هذا النظام المُجحف وذلك أن الفلسفة القائمة بنفسها دون أساس ديني قد فشلت في توفير حياة كريمة لهذا الشعب الذي أصبح يتوق إلى حياة مستقبلية تنتظره في العالم الآخر أو العالم العلوي. فعاد الدين واعدًا بإشباع شعور وعقول الناس آملاً بذلك أن يجعل من الحياة عقيدة دينية فيتمزج بالفلسفة.
يقول أستاذ الفلسفة الألماني فندلبند في هذا الشأن: "إن الفلسفة استخدمت نظريات علوم اليونان لتهذب الآراء الدينية وترتبها، ولتقدّم إلى الشعور الديني اللجوج فكرة في العالم تقنعه، فأُوجِدَتْ نظمٌ دينية من قبيل ما وراء المادة تتفق مع الأديان المتضادة اتفاقًا يختلف قلة وكثرة"
وترتب على ذلك نظرة جديدة لدى الحكومة الرومانية اليونانية إلى الإنسان، فأصبحت تعامله كفرد مستقل متبعّة بذلك منهج الفلسفة الأخلاقي أو الديني، فلم تعد المسائل السياسية قضية تذكر بل أصبح الإنسان هو القضية بعينه. وكان للإسكندرية الفضل الأكبر في امتزاج الدين بالفلسفة حيث أنها شكلت مركزًا جغرافيًا مهمًا لهذا التحول، فأنتجت عقائد ونظم دينية بصبغة تأمل وعلم اليونان وبإلهام من أساطير المشارقة أو الشرقيين، وبالتالي فإن هذا العصر قد امتاز بميل الفلسفة إلى الدين وميل الدين إلى الفلسفة.
ثالثا: القرون الوسطى (فلسفة القرون الوسطى)
كانت الحضارة الرومانية اليونانية قد عانت ما عانت من الهوان وهشاشة الهيكل السياسي نتيجة انحلال الأخلاق وتراجع المجتمع إثر امتزاج الأديان بالفلسفة، حتى أصبحت لقمة سائغة للغزاة الشماليين من البرابرة الذين أقاموا الكنيسة وجعلوا من النصرانية دستورًا دكتاتوريًا يقود البلاد. وبالكاد تمكن قليل من العلماء المسيحيين من الاحتفاظ ببعض من فلسفات وفنون الإغريق القديمة، حيث أن الكنيسة ما لبثت تحارب علوم وآداب اليونان والرومان فعادت الفلسفة أشد عِداء؛ بل وحدّدت وقنّنت مجالات إعمال الفكر في الحياة.
وهنا أصبحت الفلسفة الغربية لا تخرج عن كونها أداة لإثبات مدى انسجام العقل وتوافقه مع ما ينزّل من عقائد سماوية، فأطلق عليها اسم "الفلسفة المسيحية" خلال العصور المسيحية الأولى (354م-430م). أما بالنسبة للعصور الثانية (عصور الآباء) والتي امتدت من القرن التاسع إلى القرن الخمس عشر فقد تحوّلت الفلسفة المسيحية فيها إلى "الفلسفة المدرسية" ولم تكن الأخيرة أيضًا تقوم على الشك و التفكر ، بل كانت تقتصر على مباحث المسيحيين الفلسفية في دراسة وتمحيص ما سبق من الأديان دراسة علمية منظمة.
رابع: العصر الحديث (فلسفة العصر الحديث)
يتميز هذا العصر بحرية الفكر واستقلاله عن آراء رجال دين الكنيسة التي جعلوا منها قيودًا كبّلت فطرة الإنسان التأملية المتفكرة لقرون عديدة، وابتدأت حركة هذه الفلسفة من عصر النهضة مستمرةً إلى يومنا هذا. وأصبح العقل الإنساني آن ذاك متعطشًا لنظريات جديدة للعالم ولآراء جديدة بعد سبات عميق سببه موسم الدين المتسم بالمحدودية والأغلال الفكرية.
ومن هنا بزغ فجر الفلسفة الحديثة التي أتت تلبيةً لنداء عصر النهضة والإصلاح الديني، والتي سلكت الطريق ذاته لفلسفة القرون الوسطى الشاهدة على التطور الذي مرّ به العقل البشري لدى القدماء، مقتديةً بدوافع اليونان منصرفةً إلى الطبيعة وعلومها بلا تحيّز. ونادت الفلسفة الحديثة بالفردية والتفرد، وأثارت حركات اتخذت من "تقرير حق الفرد في الحكم والبحث والانتقاد بلا سلطة خارجية" شعارًا لها، وأكسبت هذه الحركة لعقل الفرد مكانة عُليا لم تسبقها مكانة؛ فأصبح للعقل الحكم المطلق على الأشياء دون الأخذ بأي عوامل أخرى، إذ أنه على كفاءة تُمكنّه من حل كلّ ألغاز العالم واستنباط أسراره.
وأدى التطرف في تمجيد عقل الفرد إلى وضع العقل نفسه تحت البحث، وأخذَ التوجه -كما في العصر اليوناني- يبحث في أصل معرفة الأشياء، فظهرت هذه الأسئلة: ما أصل المعرفة والادراك؟ وهل يتبعان العقل أم التجربة؟
وأتى العالم الألماني إيمانويل كانت ووضع نظاماُ سمّاه بـ "النظام الانتقادي" باحثاُ بذلك في أصل المعرفة ووجودها وحدودها وصحتها. واستطاع كانت أن يوجه بذلك الفلسفة الحديثة وجهة جديدة ضلت تتمركز عليها إلى هذا اليوم.
هذا ولازالت فلسفة العصر الحديث تشهد المزيد من التطور والتوسع حتى يومنا هذا، محاولة بذلك مواكبة مستجّدات العصر، وسعيًا منها إلى كشف الإجابة عن أكثر أسئلة الوجود والحياة إلحاحًا.
مقالات ثقافة عامة تصفّح مقالات مميزة في مختلف مواضيع ومجالات الثقافة العامة على تعلم اقرأ المقالات الآن
وبعد استعراض تاريخ الفلسفة و جذورها وأسباب وجودها و نشأتها، نستطيع القول بأنها حق لكلّ من أراد إعمال عقله فأصغى لقلبه فتأمل في كونه وتجاوز حدود محيطه، وصحيح أن الفلسفة تنبع غالبًا من المتفكرين و المتعقّلين والمتأملين، لكن يمكن لأي شخصٍ أن يبني فلسفة الحياة الخاصّة به، وأن يغوض في عالم التفكير العميق في القضايا الوجودية أو أسباب حدوث مختلف الأشياء من حوله.
المصدر: كتاب مبادئ الفلسفة, أ. س. رابوبرت
اقرأ أيضًا: فن اليقظة الذهنية | Mindfulness
أقرأ أيضاً: أشهر اقتباسات وأقوال إبراهيم الفقي