ماهي الزمالات الدراسية وما هي مميّزاتها
كثيرًا ما تتردّد حولنا كلمة "زمالة دراسية"، أو "زمالات دراسية"، فمالذي يعنيه هذا المصطلح؟ ماهي الزمالات وما هي مميزّاتها؟
سنتعرّف في هذا المقال على هذا النوع من الفرص التعليمية "الزمالات الدراسية"، مميزاتها والفئات التي تستهدفها.
ما هي الزمالات الدراسية؟
تعرّف الزمالة بأنها تمويل للمشاريع الدراسية والبحثية قصيرة الأمد، وفرص العيش والعمل في الخارج. وهي عبارة عن منح تقدّمها مؤسسات خارج الحرم الجامعي (الدراسي) لرعاية بحوث ومشاريع قادة المستقبل.
تعرّف على فرص السفر الى الخارج المتاحة على موقع فرصة
ما هي مواعيد التقديم للزمالات؟
تختلف مواعيد التقديم للزمالات الدراسية باختلاف مكانها والمؤسسة المانحة لها، لكن غالبًا ما ينتهي موعد التقديم لمعظم الزمالات خلال فصل الخريف.
لذا إن كنت مهتمًّا بالحصول على زمالة دراسية أو بحثية في الخارج، فنحنُ ننصحك بأنّ تجهّز قائمة في كلّ صيف تضمّ أهمّ الزمالات المحلية أو العالمية التي ترغب في التقديم إليها، بما فيها تلك التي يكون موعد التقديم لها متأخرًا بعض الشيء.
احرص على إضافة هذه المواعيد إلى تقويمك الخاصّ وتجهيز طلب التقديم مبكرًا، نظرًا لأن بعضها قد يشترط التقديم قبل ستة أشهر أو سنة على الأقل من موعد السفر وبداية الزمالة.
ما هو الفرق بين الزمالة والمنحة الدراسية؟
قد يعتقد الكثيرون أنّ الزمالات والمنح الدراسية تعبّر عن الأمر ذاته، أو أن الأولى تستهدف طلاب الدراسات العليا، في حين تركّز الثانية على طلاب البكالوريوس فقط، لكن ذلك ليس صحيحًا تمامًا. وحتى نساعدك على التفريق بينهما، إليك فيما يلي أهمّ الفروقات بين الزمالات والمنح الدراسية:
1- الفئات المستهدفة
المنحة الدراسية هي شكل من أشكال المساعدة المالية التي تقدّم لطلاب الجامعات بهدف مساعدتهم في مسيرتهم الدراسية وتشجيعهم على تحقيق نتائج أفضل.
أمّا الزمالة، فهي تُمنح عادة للأفراد (بغضّ النظر إن كانوا طلاّبًا جامعيين أم لا) الراغبين في إجراء بحوث في مجالات معيّنة والتوسّع فيها، وتُعطى لهم بعد أن يستوفوا معايير وشروطًا محدّدة.
2- أسس القبول
يتمّ تقديم المنح الدراسية بناءً على أسس ومعايير مختلف، فنجد مثلاً:
- منح الجدارة الأكاديمية.
- منح الاحتياج التي تقدّم لذوي الحاجة المادية.
- منح التخصص التي تقدّم للطلاب الملتحقين بمجالات وتخصصات معيّنة.
أما الزمالات الدراسية فهي تعتمد معيارًا واحدًا للقبول، ألا وهو الجدارة فقط. حيث تُمنح للباحثين الذي يتمتّعون بالمهارات اللازمة والكفاءات التي تضمن لهم إتمام بحوثهم والاضطلاع بمسؤوليات الزمالة التي قاموا بالتقديم إليها.
3- مصادر التمويل
غالبًا ما يتمّ تمويل المنح الدراسية من قبل الحكومات أو المؤسسات الأكاديمية كالجامعات والكليّات...الخ. في حين يتمّ تمويل الزمالات من قبل المنظّمات العالمية المختلفة، المؤسسات والمعاهد البحثية، الشركات الخاصّة، الجامعات...الخ.
4- الهدف والغاية
تهدف المنح الدراسية إلى مساعدة الطلاب لإتمام متطلّباتهم الدراسية الأساسية. على خلاف الزمالات التي تُمنح للباحثين بهدف مساعدتهم على إتمام بحوث في مواضيع متخصّصة أو التوسّع في مجالات دراساتهم واهتماماتهم.
لماذا عليك التقديم إلى فرص الزمالات؟
التقديم للحصول على تمويل خارجي خلال مرحلة الدراسات العليا هو أمر متوقّع بلا شكّ. وحتى لو كان تمّ تغطية جميع تكاليف دراستك من قبل الجامعة التي تلتحق بها أو برنامج تمويل معيّن، فإنّك بلا شكّ ستحصل على فائدة إضافية في حال التقديم للحصول على الزمالات المختلفة أثناء مرحلة الدكتوراه وما بعدها.
هنالك العديد من المميزات والأسباب التي قد تدفعك للبحث عن الزمالات الدراسية والبحثية والسعي للتقديم عليها. نذكر منها ما يلي:
1- منافع مالية أكبر
يتمّ تنظيم الزمالات في الكثير من الأحيان والإعداد لها بحيث تدفع رواتب/ بدل معيشة أعلى ممَا يُدفع عادة لطالب الدراسات العليا. وينطبق هذا الأمر على وجه الخصوص على برامج الزمالات الوطنية والعالمية المرموقة والتنافسية.
لهذا السبب يُعدّ الفوز بزمالة محليّة أو في الخارج واحدة من السبل القليلة جدًّا التي تحقّق لصاحبها قفزة كبيرة في مستوى الدخل على الرغم من بقائه في نفس المرحلة المهنية.
بل وحتى عندما يكون المبلغ المالي المدفوع من قبل برنامج الزمالة قليلاً نسبيًا، غالبًا ما يتمّ دفع مبلغ إضافي من الجامعة التي تستضيف الزميل كنوع من التقدير له نتيجة فوزه بهذه الزمالة.
2- الحصول على استقلالية أكبر
بغضّ النظر عن نوع الزمالة التي تحصل عليها، ستجد نفسك أكثر استقلالية وحريّة في التصرف بوقتك ممّا هو عليه الحال لو أنّك قد حصلت على منحة مالية مثلاً.
يمكنك أن تبني تعاونات جديدة أو تعمل على مشروع بحثي جانبي، أو حتى إكمال دورات معملية أخرى في حال كنت زميلاً في إحدى الجامعات أو المعاهد البحثية. ذلك أنّ برامج الزمالات لا تكون مرتبطة عادة بالعمل على مشروع بحثي محدّد بل تركّز على أن ينهي الزميل بحثه الخاصّ أيًّا كان. بعكس المنح المالية والدراسية التي تقيّد الحاصل عليها بإنهاء مشاريع محدّدة متفق عليها من البداية.
3- فرصة للحصول على إعفاء من العمل
من أهم المميزات التي لا يتمّ التطرّق إليها عند الحديث عن الزمالات الدراسية لطلاب الدكتوراه هو إمكانية الإعفاء من العمل.
بداية لابدّ من التنويه أنّ هنالك نوعان من التمويل يمكن أن يحصل عليهما طالب الدكتوراه:
- التمويل عن طريق المساعدة التدريسية Assistantship.
- التمويل من خلال الزمالات الدراسية والبحثية Fellowships.
أمّا في الحالة الأولى، فالمنتفعُ في هذه الحالة يعتبر موظفًا لدى الجامعة أو المؤسسة التي يلتحق بها إضافة إلى كونه طالبًا أيضًا. وبالتالي عليه إتمام ساعات معيّنة من العمل ليحصل بالمقابل على راتب شهري أو بدل معيشة، حيث قد تتضمّن هذه المهام:
- التدريس.
- المساعدة البحثية.
- الإشراف على المختبرات.
- أو أيّ خدمات أخرى قد تُطلب منه.
لكن الأمر مختلف في حالة الزمالة، فهي بمثابة جائزة مالية يحصل عليها الطالب. ولا يفترض أنّ يرتبط بها أيّ مهامّ أو أعمال محدّدة. ففي الوقت الذي يقضي فيه طالب الدكتوراه الممول من قبل منحة مالية أو دراسية حوالي 20 ساعة أسبوعية في التدريس أو المساعدة البحثية، يخصّص الزميل كامل وقته للعمل على مشروعه البحث الخاصّ.
هذا الأمر يسهم بشكل كبير في إحراز تقدّم كبير في إتمام الأطروحة الأكاديمية وبالتالي حصول الطالب على درجة الدكتوراه في وقت أقل.
اقرأ أيضًا: الدليل الشامل لكتابة الأطروحة الأكاديمية خطوة بخطوة
4- إضافة مميزة إلى السيرة الذاتية
من أهمّ مزايا الفوز بزمالة، وخاصّة إن كانت زمالة مرموقة، هو ما تحدثه من تأثير على سيرتك الذاتية. إذ أنّه وبمجرّد أن تعتبرك إحدى لجان الزمالة مؤهلاً للحصول على التمويل، ستصبح هذه الشهادة دليلاً على قدراتك ومهاراتك.
ليس هذا وحسب، فالحصولُ على زمالة دراسية أو بحثية سيلعب دورًا مهمًا في تسريع نجاحك الوظيفي. لأنها ستكون إضافة مميّزة إلى السيرة الذاتية، وستمكّنك من الحصول
على المزيد من الفرص الأخرى، سواءً كانت زمالات جديدة أو فرص عمل مرموقة أو غيرها.
اقرأ أيضًا: كل ما عليك معرفته عند كتابة السيرة الذاتية
5- دليل على امتلاك روح المبادرة
يعدّ التقديم للحصول على الزمالات بمثابة شرطٍ غير معلن يُنصح القيام به عند التقديم للالتحاق ببرنامج دراسات عليا.
ذلك أنّ التقدّم للحصول على زمالة دراسية أو بحثية يُظهر لأعضاء هيئة التدريس الذين يراجعون طلب التحاقك بالجامعة أنّك تمتلك روح المبادرة وذو طموح عالٍ.
وحتى لو لم تحصل على فرصة التمويل هذه، تبقى حقيقة أنّك قد قدّمت الطلب، ومررت بمختلف مراحل إعداده وتجهيزه دليلاً على مدى اعتمادك على نفسك. وهي سمة إيجابية ستعود عليك بالنفع الكبير حتمًا.
6- التقديم لفرص الزمالات يسهم في إعادة تقييم بحثك
يمكن لعملية التقديم لفرص الزمالات أن تشكّل نقطة تحوّل في سير عملك البحثي. لأنّه سيتعيّن عليك خلالها أن تبتعد قليلاً عن مهامّك اليومية وتُعيد التفكير في طموحاتك وأهداف بحثك المستقبلية، بل وتبرير الأسباب التي تجعل بحثك جديرًا بالحصول على التمويل.
هذا الأمر قد يجعلك في الكثير من الأحيان تعيد النظر في بعض الجزئيات ويسهم في تحسين البحث وتطويره.
اقرأ أيضًا: خطوات كتابة البحث العلمي
7- اكتساب وعي أكبر بالثقافات الأخرى
في عصر العولمة هذا، أصبح من الضروري اكتساب وعي ومعرفة بالآخرين الذين يشاركوننا الكوكب. ومن خلال برامج الزمالات في الخارج، ستكتسب طرقًا أخرى للتفكير تقودك إليها التجارب المختلفة التي تصادفك سواءً داخل النطاق الأكاديمي أو خارجه. ستصبح أكثر وعيًا بوجهات نظر الآخرين التي بدورها ستمكّنك من تحديد أوجه التشابه والاختلاف بينك وبين الثقافات الأخرى. وممّا لا شكّ فيه أن تعميق التعاطف مع الآخر وتقبّله يلعب دورًا أساسيًا في تنشئة مجتمعات سلمية.
اقرأ أيضًا: كيف احترم ذاتي و احترم الآخرين
8- التواصل مع المدرسين من أرقى الجامعات
ممّا لا شكّ فيه أنّ برامج الزمالات قد استحدثت لسبب رئيس وهو ربط جيل المحترفين الجديد مع القادة والرائدين في ذات المجال. وفي الغالب تتضمّن برامج الزمالات هذه ورشات تدريبية، ودورات توجيهية وفرص تشبيك لربط الزملاء مع المؤثرين والموجهين الذين كانوا هم أنفسهم جزءًا من برامج زمالات سابقة. وقد تتحوّل هذه اللقاءات إلى علاقات طويلة الأمد مع أشخاص مُلهمين وذوي تأثير كبير خاصّة عندما يتعلّق الأمر بتطوير مسارك المهني. ليس هذا وحسب، هذا النوع من العلاقات سيتيح لك البقاء على اطّلاع بأحدث التطوّرات في مجال بحثك، وسيوفّر لك شبكة واسعة من العلاقات الأخرى التي قد تنتهي بلقاء يجمعك مع علماء أو شخصيّات طالما كنت معجبًا بأعمالها!
9- بناء علاقات عالمية
من أهم مميزات الحصول على زمالة في الخارج، هو بناء صداقات قد تستمر للأبد. صداقات قد تكون مع زملاء البحث والدراسة، أو مع المدرّسين أو الموجّهين، أو حتى مع الزملاء الآخرين من بلدان مختلفة، هذه الصداقات قد تتغلّب على عوائق البعد المكاني لتشكّل مع مرور الوقت شبكة علاقات عالمية مميّزة.
الحصول على زمالة إلى الخارج تعتبر تجربة فريدة من نوعها لا تضاهيها أيّ تجربة أخرى. قد تكون إجراءات التقديم صعبة وطويلة، لكن التجربة تستحّق إنفاق بعض الوقت في اتباع خطوات التقديم هذه. وكثيرًا ما تسمع أو تقرأ جملة حول كون هذه التجربة قد غيّرت حياة شخص ما. إنّها جملة حقيقية مئة بالمئة، فأن تكون جزءًا من زمالة إلى الخارج، يعني أنّك ستغيّر نظام حياتك بأكمله بطريقة إيجابية لأبعد الحدود.
المصادر: idealistcareers، profellow، pfforphds
اقرأ أيضًا: كل ما تحتاج معرفته عن منح التبادل الثقافي
اقرأ أيضًا: أكثر 7 أسئلة شيوعاً تسألها لنفسك قبل السفر للدراسة بالخارج
انضم الآن إلى منصة فرصة لتتمكن من التقديم على آلاف الفرص المجانية والحصول على أحدث الفرص فور صدورها.
أنا دلال، وكتابي هو شغفي الذي يرافقني منذ طفولتي. منذ نعومة أظفاري، كان تأليف القصص وتخيّل المغامرات من أكثر الأنشطة متعة بالنسبة لي، وما زلت أحتفظ بهذا الشغف حتى اليوم. درست اللغات والترجمة في الجامعة، وأعمل حاليًا في مجال صناعة المحتوى.
أسعى من خلال كتاباتي إلى سدّ بعض الثغرات في عالم المحتوى العربي. إنني فخورة بأن أكون جزءًا من مجتمع صنّاع المحتوى العرب المتميزين، وأطمح إلى المساهمة في إثراء المحتوى بجودة عالية، سواء كان مكتوبًا أو مترجمًا إلى لغة عربية أنيقة، تجذب القراء وتحثّهم على استكشاف المزيد.
إذا كنت مهتمًا بعلم الطاقة، أو تبحث عن جرعة من التفاؤل والإيجابية، فأنت في المكان الصحيح. سأشارك في هذا الفضاء العديد من المقالات حول مواضيع أثرت بشكل كبير في فهمي ومنظوري للحياة، وساعدتني في تجاوز الصعوبات والتحديات. آمل أن تساعدك مقالاتي في جعل يومك أكثر إشراقًا وسعادة.