لماذا ندخر المال؟ 7 فوائد لادخار وتوفير المال للأسرة والأفراد

في عصرٍ صار فيه الجميع مُهددين بالإزاحة من وظائفهم في أي وقت، أصبح توفير المال أحد أهم الجوانب الأساسيَّة لتحقيق الأمان المالي. إنَّ ادِّخار مبلغ من المال بطريقة مُنظَّمة يُمكن أن يساعدك على تجنب العديد من العقبات في حياتك، كما يُوفّر درع حماية يُمكنه دعمك في ساعة حاجتك والتأكد من أن عائلتك لديها ما يمكنك الاعتماد عليه في حالة وقوع أي أحداث مُفاجئة. 

لذا، سواءً كُنت ترغب في الشعور بالأمان عند مواجهة أي أزمات أو تُخطِّط للتقاعد المُبكّر، أو تُفكّر في الاستثمار وتحقيق الدخل السلبي، فإنَّ توفير المال هو الحل الأمثل في كل هذه الحالات. 

هل ترغب في زيادة دخلك من الإنترنت؟ سجّل الآن في دورة العمل الحرّ وتحقيق الربح من الإنترنت، وقم بزيادة دخلك الشهري. سجّل الآن!

في هذا المقال، نستكشف المزايا العديدة الناتجة عن ادّخار المال، ونُسلِّط الضوء على كيف يُمكن للتخطيط المالي المنضبط أن يؤدي إلى حياة أكثر أمانًا وازدهارًا وإشباعًا. ومن خلال فهم هذه الفوائد واستيعاب أهميّتها، ستحصل على ما يكفي من التشجيع والتحفيز للبدء في الادّخار واتِّخاذ خطوات استباقيَّة نحو تحقيق الاستقرار المالي.

اقرأ أيضًا: كيف أقسم راتبي؟ | خطوات ذكية لـ تقسيم الراتب الشهري وتوفير المال

فوائد ادخار المال

في هذا المقال، نعرض مزايا ادخار المال المتنوعة، ونوضح كيف يمكن للتخطيط المالي الجيد أن يؤدي إلى حياة أكثر أمانًا وراحة ورضا.

1. وجود مال كافي عند الأزمات الماليّة

يُعد وجود أموال إحتياطيّة للطوارئ عند وجود أي أزمة ماليّة أحد أهم أهداف الادِّخار التي يجب على الجميع تحقيقها. فالحياة بطبيعتها لا يمكن التنبؤ بها، ومن الوارد أن نتعرَّض لأزمات مفاجئة في أي وقت. ولذلك، فإنّ الادّخار يضمن لك التأكُّد من قدرتك على تحمل النفقات المختلفة الناجمة عن أحداث الحياة المفاجئة وغير المتوقعة، بما في ذلك التكاليف الطبيَّة أو فقدان الوظيفة أو تلف أحد الأجهزة في المنزل وغيرها من حالات الطوارئ العائلية.

سيمنحك أمر كهذا بلا شك شعورًا براحة البال عندما تعلم أنه في حالة حدوث أي حالة طارئة، فلن تضطر إلى الكفاح من أجل تغطية هذا الأمر. إنَّ معرفة أن هناك موارد متاحة للتعامل مع النفقات غير المتوقعة يقلل من القلق والتوتر، مما يسمح لك بالتركيز على حل المشكلة الموجودة بدلاً من القلق بشأن كيفية تمويلها.

بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ وجود أموال احتياطيّة يُمكن أن يمنع أيضًا تداعيات ماليّة أوسع نطاقًا. على سبيل المثال، عندما تتمكَّن من تدبير أمورك الماليّة خلال الأوقات الصعبة، فإنّك تصبح أقل عرضةً للتخلُّف عن سداد القروض، أو عدم سداد الإيجار، أو تأخير الفواتير، الأمر الذي يمكن أن يكون له تأثير مُضاعف على أوضاعك الماليّة.

اقرأ أيضًا: أساسيات التخطيط المالي السليم: بناء الميزانية الشخصية

2. تحقيق أهدافك في الحياة

سواءً كان الأمر يتعلَّق بشراء منزل أو سيّارة، أو بدء عمل تجاري، أو مواصلة التعليم العالي، فإن وجود خطة ادخار قويَّة أمر ضروري لتحويل هذه التطلعات إلى حقيقة. فلا شكّ أنّ الأموال تُعد بمثابة الأساس الذي تُبنى عليه الأحلام، حيث تُساعدك على اغتنام الفرص والتغلُّب على العقبات على طول الطريق.

دعونا نواجه الأمر، العديد من أهداف حياتنا ليست مجانيَّة، فجميع أهدافنا في الحياة تتطلَّب قدرًا معينًا من التمويل، وهو ما ستحتاج إلى التخطيط له مسبقًا. إذا كانت لديك أهداف مستقبلية مثل إجازة كبيرة، أو تعليم طفل، أو تجديد منزلك أو سيارتك، فقد يكون من المهم البدء في الادخار الآن حتى يكون لديك الأموال المتاحة عندما تكون مستعدًا لتحقيق تلك الأهداف.

وكلما بدأت في الادِّخار مُبكرًا لتحقيق أهدافك، زادت احتمالية تحقيقها بشكلٍ أسرع. ومن المهم أيضًا أن تأخذ في الاعتبار الفرق بين الأهداف قصيرة المدى وطويلة المدى. وبالتالي، يجب عليك إدراج أهداف وتطوير استراتيجيّات مُختلفة لكلٍ منه الأهداف قصيرة المدى (مثل الإجازة أو الدفعة الأولى لشراء منزل) والأهداف طويلة المدى (مثل فتح مشروع تجاري أو التقاعد).

علاوةً على ذلك، فإنَّ توفير المال لتحقيق أهداف الحياة يغرس الإحساس الانضباط لديك. إن عملية تحديد الأهداف المالية، وإنشاء خطة الادِّخار، ومراقبة المدخرات تنمو أمامك يجلب إحساسًا بالإنجاز، كما أنَّه يُعلمك دروسًا قيمة في تحديد أولويات الإنفاق، وتأخير الاستمتاع المؤقّت للحصول على مكافآت أكبر في المستقبل.

اقرأ أيضًا: احصل على دخل إضافي من منزلك: أفكار مشاريع منزلية ناجحة

3. المرونة الوظيفيّة

تُعد المرونة الوظيفيّة جانبًا مرغوبًا فيه من الجميع في عصرنا الحالي، وخصوصًا في ظل سوق عمل تنافسي للغاية. ويُمكن أن يؤدي توفير المال إلى تعزيز قدرة الفرد على تحقيق هذه المرونة بشكلٍ كبير. إنَّ الحصول على مدخرات كبيرة يُوفِّر الأمان المالي اللازم لاستكشاف خيارات العمل المُتاحة وتبنيها دون وجود أي ضغوطات أو أعباء ماليّة. وبذلك، يُصبح الفرد قادرًا على ممارسة مهنة تتوافق مع اهتماماته. 

ومع وجود وسادة ماليَّة، ستصبح أقل تقييدًا أو اضطرارًا لقبول أي وظيفة تأتي في طريقك لمُجرَّد تغطية نفقاتك. وبدلاً من ذلك، يُمكنك تخصيص الوقت للعثور على الوظيفة أو الشركة التي تُرضيك وتُحقق لك الراحة النفسيّة التي تبحث عنها.

علاوةً على ذلك، يُمكن للمدخرات أن تدعم التحول إلى العمل الحر أو العمل المستقل، والذي غالبًا ما يوفر قدرًا أكبر من المرونة مقارنةً بالوظيفة التقليديّة، حيث يُمكن للعاملين المستقلين تحديد جداولهم الزمنية واختيار المشاريع التي تثير اهتمامهم والعمل من أي مكان تقريبًا. 

ومع ذلك، يمكن أن يأتي هذا النوع من العمل أيضًا مع حالة من تقلُّبات الدخل، وخصوصًا في الأسابيع الأولى من العمل. وبالتالي، يُمكن أن يساعد ادّخار مبلغ مالي يكفيك لبضعة شهور في إدارة هذه التقلبات، مما يُوفِّر لك الاستقرار خلال بداياتك في مجال العمل الحر ويُقلِّل من الضغط المرتبط بالأرباح غير المؤكدة.

اقرأ أيضًا: 5 هوايات تحقق لك دخل إضافي أثناء الدراسة

4. التخلُّص من الضغط المالي

ينشأ الضغط المالي من مصادر مختلفة، مثل الديون المتزايدة أو النفقات غير المتوقعة، ويُمكن أن يؤثّر بشكلٍ كبير على صحَّة الفرد العقليَّة. ولذلك، فإنّ إحدى الفوائد الأساسيَّة للادخار هي راحة البال التي يجلبها. إنَّ إدراك وجود وسادة مالية مُتاحة في أي وقت يُقلِّل من القلق المستمر بشأن كيفية التعامل مع النفقات المفاجئة. 

يسمح هذا الأمان للأفراد بالتركيز على حياتهم اليومية ومسؤولياتهم دون تحمُّل عبء المخاوف الماليَّة التي تلوح في الأفق باستمرار. فهو يخلق شعوراً بالسيطرة والاستقرار، وهو أمر ضروري للصحة العقلية.

بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ وجود مدخرات يُمكن أن يساعد بشكلٍ كبير في كسر دائرة الديون. في الواقع، يقع الكثير من الناس في فخ الاعتماد على بطاقات الائتمان أو القروض لتغطية التكاليف غير المتوقعة، مما يؤدي إلى دفع فوائد مرتفعة وتراكم الديون. ومن خلال الادِّخار، يُمكن للأفراد تجنب اقتراض الأموال والابتعاد عن الضغوط الماليَّة المرتبطة بها.

علاوةً على ذلك، فإنَّ تخفيف الضغوط المالية من خلال الادخار يُشجِّع على النظرة الإيجابية للمستقبل. عندما يشعر الأفراد بالأمان المالي، فمن المرجح أن يضعوا ويتابعوا أهدافًا طويلة المدى، ويستثمروا في التنمية الشخصية، ويتحمَّلوا المخاطر المحسوبة التي يمكن أن تؤدي إلى النمو والنجاح كالاستثمار في الأسهم أو بدء عملهم الخاص. 

فمن المُستحيل أن يقوم أي شخص بالمخاطرة في الاستثمار إذا لم يكن لديه ما يكفي من المال بحيث يضمن أنّ الخسارة الماليّة لن تعيق شيئًا من مُتطلبات حياته الأساسيّة. وبالتالي، فإنّ الادّخار يُنمي عقلية الوفرة بدلاً من الندرة، مما يتيح اتباع نهج أكثر استباقيَّة في الحياة. 

اقرأ أيضًا: خطوات عملية لخلق عدة مصادر للدخل!

5. الحريّة الماليّة عند التقاعد

لا شكّ أنّ الادّخار يُوفِّر أساسًا متينًا لحياة تقاعد مُريحة وهادئة بعد سنوات طويلة من العمل. حرية التقاعد تعني القدرة على العيش وفقًا لشروطك الخاصة، والسفر، والاستمتاع بالهوايات دون القلق المستمر من أي قيود ماليَّة. ولتحقيق هذه الحرية، يُعد الادخار الاستراتيجي والمنضبط أمرًا ضروريًا.

الخطوة الأولى في التخطيط لحرية التقاعد هي تحديد أهداف تقاعد واضحة وواقعيَّة. يتضمن ذلك تحديد نمط الحياة المرغوب فيه عند التقاعد، وتقدير التكاليف المرتبطة به، وتقدير المدخرات اللازمة لدعم نمط الحياة هذا. بالنسبة للكثيرين، يتضمن ذلك حياة خالية من الديون، مع موارد وافرة لتغطية الرعاية الصحية والأنشطة الترفيهية والنفقات غير المتوقعة. 

أحد العناصر الحاسمة في هذه الخطة هو البدء في الادِّخار مبكرًا. في الواقع، لا ينبغي التقليل مُطلقًا من قوة الفائدة المركبة عندما يتعلق الأمر ببناء صندوق التقاعد. حتى المساهمات المتواضعة والمنتظمة في حسابات التقاعد يمكن أن تنمو بشكل كبير مع مرور الوقت، وذلك بفضل الطبيعة المتزايدة للفائدة المركبة. 

ومع ذلك، من المهم الحفاظ على المرونة في خطة التقاعد حتى لا تؤثّر على الحياة الحالية. قد تتضمَّن هذه المرونة تعديل الإنفاق، أو تأخير التقاعد، أو استكشاف فرص العمل بدوام جزئي أثناء التقاعد!

اقرأ أيضًا: كل ما تحتاج معرفته عن المحفظة الاستثمارية وأنواعها

6. تطوير المهارات والتعليم

في سوق العمل سريع التطور، يُعد التعلم المستمر وتعزيز المهارات أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على القدرة التنافسية وتحقيق التقدم الوظيفي والتكيُّف مع الفرص الجديدة. وبالتالي، فإنّ ادّخار المال للتعليم وتنمية المهارات يضمن أن يتمكن الأفراد من اغتنام هذه الفرص دون أي عوائق مالية.

إحدى الفوائد الأساسيَّة للادخار من أجل التعليم هي القدرة على متابعة التعليم العالي أو الدرجات العلمية المتقدمة. سواءً كان الأمر يتعلق بالحصول على درجة البكالوريوس، أو درجة الماجستير، أو الشهادة المهنية، فإن التعليم العالي يمكن أن يُعزِّز بشكل كبير من فرص الالتحاق بأي وظيفة ترغب فيها. 

ومع ذلك، فإنَّ تكلفة التعليم والكتب والنفقات الأخرى ذات الصلة يمكن أن تكون باهظة. ومن خلال توفير المال، يُصبح بوسع الأفراد أن يتحملوا تكاليف الالتحاق بالبرامج التي من شأنها تعزيز حياتهم المهنية دون تحمل عبء القروض الطلابية المفرطة.

بالإضافة إلى ذلك، يتيح الادخار المشاركة في برامج التدريب المتخصصة والدورات التي يمكن أن توفر ميزة تنافسية في مجال تخصصك. على سبيل المثال، فإنَّ اكتساب مهارات تقنية جديدة، أو تعلم لغة أجنبية، أو اكتساب الخبرة في التقنيات الناشئة يمكن أن يفتح لك فرصًا وظيفية جديدة ويزيد من الأمن الوظيفي. غالبًا ما تتطلب هذه البرامج استثمارًا مُقدمًا، لكن الفوائد طويلة المدى من حيث النمو الوظيفي وزيادة الدخل تستحق بلا شك!

مهارات يجب عليك اكتسابها: إدارة الوقت وترتيب الأولويات

7. الاستثمار وتحقيق الدخل السلبي

في حينَّ أن ادّخار المال هو الخطوة الأولى في تحقيق الأمان المالي، فإنَّ الاستثمار هو الخطوة النهائيّة التي يجب أن تصل إليها في النهاية. من خلال وضع الأموال في أدوات استثمارية مختلفة مثل الأسهم أو السندات أو صناديق الاستثمار المشتركة، يُمكنك تنمية مُدخراتك بشكلٍ كبير وضمان تحقيق دخل سلبي يضمن لك الحريّة الماليّة. 

وعلى المدى الطويل، يُمكن للاستثمارات المختارة بعناية أن تحقق عوائد كبيرة تتجاوز بكثير المبلغ الأولي الذي تم توفيره. ويرجع هذا الأمر إلى قوّة الفائدة المركبة، حيث يتم إعادة استثمار الأرباح لتوليد أرباح إضافية.

ومع نمو تدفقات الدخل السلبي، يُمكنك تغطية نفقات المعيشة، مما يسمح لك بتقليل اعتمادك على الراتب مع الوقت. تفتح هذه الحرية المالية إمكانيات التقاعد المبكر، أو ببساطة الاستمتاع بمزيد من وقت الفراغ دون الحاجة المستمرة إلى العمل. وكل هذا يبدأ من عند الادّخار!

اقرأ أيضًا: ما هي أفضل طرق استثمار المال في 2025؟

مقالات ريادة الأعمال تصفّح الآن العديد من المقالات المميزة في مجال ريادة الأعمال والتي تساعدك لتحقق الحرية المالية في حياتك. اقرأ المقالات الآن

في الختام، فإنَّ فوائد ادّخار المال كثيرة وتمس كل جانب من جوانب الرفاهية الماليَّة والشخصيَّة. ومن خلال ترسيخ عادة الادِّخار المنتظم، ستستطيع بناء حائط يقيك من حالات الطوارئ غير المتوقعة، وتحقيق أهدافك المُستقبليّة المُهمة مثل شراء منزل أو سيّارة، والتمتع بشعور الحرية الماليَّة الناتج من إحساسك بالسيطرة على أمورك الماليّة. 

وفي نهاية المطاف، فإنَّ نظام الادخار لا يعزز حياة مالية مستقرة ومزدهرة فحسب، بل يجلب أيضًا راحة البال، ويقلل من التوتر، ويمكّن الأفراد من عيش حياتهم من تدون ترقُّب وقلق من المُستقبل.

وأنت ماذا عنك؟ هل تعتقد أنّ الادّخار هو وسيلة مثاليّة للتعامل مع أمورك الماليّة، أمّ أنّك من الفريق الذي يرى أنّه يُعيق الاستمتاع بالحياة في مقابل مخاوف وهميّة قد لا تحدث حقًا؟ أخبرنا برأيك في التعليقات، ولا تنسَ الاشتراك في موقعنا ليصلك كل جديد من مقالاتنا أولًا بأوّل.

اقرأ أيضًا: كيف تتعلم مهارة جديدة كشخص مشغول؟

اقرأ أيضًا: كيف تحمي نفسك من الاحتراق كرائد أعمال؟

اقرأ أيضًا: بيئة العمل في المستقبل: كيف ستبدو مكاتبنا بعد 10 سنوات؟

المصادر: accruesavings، bankrate