كيف يمكنك ترك انطباع أولي مميز؟
غالبًا ما يكون الانطباع الأول ذا تأثير طويل الأمد بحسب ما وضحّه العديد من علماء النفس. ولكن الأمر المثير للعجب حقًا، هو أنّ مدى صلته بكونك شخصًا جيّدًا أم لا ضعيفة جدًّا بل وشبه معدومة. إذ يتمحور الانطباع الأول في غالب الأحيان حول لغة الجسد غير المحكية، أو التعابير والإيماءات بدلاً من المزايا والصفات الشخصية.
صحيح أنّه لا يجب علينا الحكم على الكتاب من غلافه، لكن ترك انطباع أوّلي جيّد في مقابلة عمل أو لقاء مع أصدقاء جدد يبقى بلا شكّ أمرًا جيّدًا. فكيف تضمن تحقيق هذا الأمر؟
جمعنا لكم في مقال اليوم 7 نصائح لفعل ذذلك بحسب ما وضّحتها ليل لوندز Leil Lowndes، وهي عالمة نفس وكاتبة وواحدة من أهمّ خبراء التواصل الإنساني على مستوى العالم.
1- ابتسم متأخرًّا
جميعنا نعلم أن الابتسامة مهمّة للغاية في عملية التواصل مع الآخرين. لكن المقصود ليس تلك الابتسامة المصطنعة التي تظهر من باب المجاملة. توضّح ليل لوندز طريقة إعطاء انطباع أوّلي أفضل قائلة: أوّلاً، انظر إلى الشخص الذي أمامك، وانتظر بضع ثوانٍ ثم ابتسم بعدها. هذه الثواني القليلة ستجعل ابتسامتك أكثر صدقًا وعفوية.
2- لا تبالغ في التواصل البصري
تؤكّد لوندز أنّ التواصل البصري المبالغ فيه يأتي بنتائج عكسية. حيث توضّح في كتابها "كيف تتحدّث مع أيّ كان" أنّه عندما يطيل رجل التحديق ي رجل آخر، فإنّ هذا التصرّف يُفسّر في الغالب على أنه عدواني، ولن يسهم في إعطاء انطباع جيّد عنك إطلاقًا.
بدلاً من ذلك، تقترح لوندز تمديد وقت التواصل البصري مع الطرف الآخر تدريجيا أثناء اللقاء، واتباع قاعدة 60/40، أيّ الإبقاء على التواصل البصري لما يقارب 60% من وقت المقابلة. وتوزيع هذه النسبة على مدّة اللقاء كاملة.
3- انتبه إلى وضعية جسدك
هل سبق لك أن رأيت رئيس دولة أو بطلاً رياضيًا أو قائدًا سياسيًا يسير وعيناه أرضًا أو كتفيه مرتخيان؟
بالطبع لا، على العكس، إذ غالبًا ما تظهر هذه الشخصيات على شاشات التلفاز وهي تقف مرفوعة الهامة مبتسمة بثقة، الأمر الذي يجعل الكثيرين يحترمونهم ويحبّونهم.
عليك فعل الأمر ذاته. انتبه إلى وضعية جسدك، واحرص دومًا على رفع كتفيك والنظر أمامك بدلاً من تثبيت عينيك أرضًا. إن التزمت بذلك، فسوف تعطي انطباعًا أوّليًا أفضل بكثير من السابق.
4- أظهر اهتمامك بالآخرين
عند الالتقاء بشخص جديد، هنالك دائمًا سؤالان أساسيان يظهران على الساحة: "هل استلطف هذا الشخص؟" و "هل يستلطفني هو؟". وحتى تعطي انطباعًا جيّدًا يضمن لك أن يستلطفك الطرف الآخر، عليك أن تظهر اهتمامك به، وإلاّ فسوف تبدو كشخص مغرور.
الطريقة الأمثل لإظهار اهتمامك تتمثّل في لغة الجسد غير المحكية. يمكنك مثلاً:
- أن تبتسم له ابتسامة صادقة.
- أن تستدير بكامل جسدك نحوه.
- الإصغاء بانتباه لما يقوله.
- إزالة الحواجز المادية بينكما، كالحقائب مثلاً، أو الأكواب على الطاولة...الخ.
- فتح اليدين وعدم الإبقاء عليهما مضمومتين إلى صدرك.
اقرأ أيضًا: الكاريزما وقوة الحضور
5- تخلّص من إيماءات القلق
ليس هنالك إشارات مؤكّدة مئة بالمئة تثبت أنّ أحدهم يكذب، ومع ذلك نجد العديد من المقالات التي ترجّح أنّ بعض حركات اليدين العشوائية، قد تكون إشارة على أنّ صاحبها يحاول إخفاء أمر ما. وكثيرون هم من يعتمدون على هذه الأحكام في بناء انطباعاتهم عنك، فاحرص إذن على التخلّص من هذه الإيماءات المشبوهة.
تجنّب لمس رقبتك، وجهك، أذنيك أو اللعب بشعرك، إذ غالبًا ما تُصنّف هذه الإيماءات كإشارات على الكذب.
تعرّف على طرق كشف الكذب من خلال مقالنا على تعلّم، وانظر إذا كنت تقوم بإحدى هذه التصرّفات عندما تشعر بالتوتر.
6- كن متعاطفًا
لا يمكنك إظهار اهتمامك بشخص ما من خلال الإيماءات فقط، بل يمكنك أيضًا أن تحاكي سلوكه وتتفاعل معه وفقًا لذلك. عندما تقلّد تصرّفات أحدهم بشكل معقول وخفي، سيجعلك ذلك تبدو أكثر اهتمامًا به، وستترك لديه انطباعًا جيّدًا حولك كشخص موثوق به. وكما تقول ليل لوندز: "عندما تتصرّف وكأنك تحبّ شخصًا ما، فلن يمضي الكثير من الوقت حتى تبدأ بحبّهم حقًا!"
اقرأ أيضًا: كيف أتمتع بقدر أكبر من القبول والود
7- تدرّب على اللقاء قبل بعض الوقت
إن كنت تمتلك بعض الوقت قبل الذهاب إلى لقاء مهّم، حاول أن تتدّرب قليلاً. تخيّل نفسك تتحدّث مع هذا الشخص، أمام المرآة، جرّب الابتسام، وراقب لغة جسدك ووضعية وقوفك وحركة يديك.
تخيّل هذه المواقف والتدرّب عليها يُشعرك بثقة أكبر بنفسك ويساعدك دومًا لإعطاء انطباع مميّز عنك.
8- لا تهمل مظهرك الخارجي
تمامًا كما أنّ الكثيرين يحكمون على الكتاب من غلافه، فهنالك عدد أكبر من الأشخاص الذين يأخذون انطباعهم الأول عنك اعتمادًا على ثيابك! فأحسن اختيارها.
ليس عليك أن تشتري ثيابك من أرقى المحلاّت وأفخمها، ولكن احرص على أن يكون هندامك مرتبًا نظيفًا ومتناسبًا مع المناسبة أو اللقاء الذي تحضره. إذ لا يمكنك مثلاً أن تحضر مقابلة عمل في أحد البنوك وأنت ترتدي ثياب الرحلات.
9- كن إيجابيا
في لقاءاتك الأولى حافظ دومًا على سلوك إيجابي، احتفظ بآرائك السوداوية عن الحياة لنفسك وتجنّب النقد والتحدّث بسوء عن الآخرين. فلا أحد سيأخذ عنك انطباعًا إيجابيًا إن فعلت.
ومن الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الكثيرون، أنّهم يلعبون دور الضحية لاستجداء تعاطف الآخرين وشفقتهم. صحيح أنّ الشخص الذي أمامك قد يحزن عليك أو يشفق عليك إن شكوت لهم مآسيك، لكن نؤكّد أنّ انطباعهم عنك لن يكون جيّدًا ولن يسعك تغييره فيما بعد مهما حاولت.
الانطباع الأوّل وعلى الرغم من أنه لا يُبنى على أسس علمية حقيقية، وقد لا يعبّر عنك بصدق، إلاّ أنه مع ذلك سيلازمك لوقت طويل، فاحرص إذن على ترك انطباع جيّد لدى كلّ شخص تلتقيه وفي كلّ مكان تذهب إليه من خلال اتباع الخطوات السابقة.
لا تتردّدوا في مشاركتنا أفكاركم الخاصة، وما تفعلونه لضمان إعطاء فكرة حسنة عنكم للعالم. ولا تنسوا التسجيل في موقعنا ليصلكم كلّ جديد.
المصدر: brightside
اقرأ أيضًا: 13 حقيقة سيكولوجية قد تغيّر نظرتك عن نفسك
اقرأ أيضًا: كيف تتعامل مع رفض الآخرين لك؟
اقرأ أيضًا: كيف تؤثر ثقتك بنفسك على إيجادك لوظيفة