كيف تجعل حياتك أفضل في العام الجديد؟
مع نهاية هذا العام، واقتراب بدء عام جديد، يميل كثيرون إلى وضع مخطّطات أو اتخاذ قرارات لتحقيق النجاح مستقبلاً، لكن ما يجهله الكثيرون هو أنّ النجاح ليس هدفًا أو غاية نهائية، بل في الواقع حالة ذهنية وطريقة تفكير يقوم كلّ شخصٍ باتباعها لتحقيق أهدافه.
وكما هو الحال مع كلّ الحالات الذهنية، فأنت لا تتخلّى عنها بمجرّد تحقيق أهدافك وأحلامك، بل إنّك تسعى لتطويرها من أجل تحقيق نجاحات أكبر.
اختبار تحليل الشخصية قدم الآن اختبار تحليل الشخصية وتعرف على مهاراتك الشخصية وأفضل التخصصات التي تناسب قدراتك. قدم الآن
لكن، لنكن واقعيين، النجاح ليس أمرًا سهلاً، والوصول إلى مرحلة تبنّيه كعقلية دائمة لا يتأتّي ببساطة. لهذا السبب نقدّم لكم في مقال اليوم مجموعة خطوات أساسية تساعدك على إعادة صياغة طريقة تفكيرك فيما يتعلّق بالنجاح وكيفية التغلّب على العقبات التي تواجهك في هذا الطريق.
لنتعرّف إذن على أهمّ الخطوات التي يمكنك اتباعها لتجعل حياتك أفضل في العام الجديد.
الخطوة الأولى: ضع هدفا لنفسك (هدف يمكنك تحقيقه فعلا)
كم مرّة وضعت أهدافًا لنفسك مع بداية العام الجديد، وقرارات عقدت العزم على الالتزام بها، ولكنك فشلت في نهاية السنة في جعلها حقيقة؟
على سبيل المثال، قد تقول لنفسك: "سأتبع نظامًا صحيًّا في الغذاء هذا العام!" وهو أمر رائع، بل ومثير أيضًا!
وهكذا، تلتحقُ بنادٍ رياضي جديد، وتشتري ملابس رياضية جديدة، وتلتزم بالذهاب إلى هناك يوميًا خلال الأسبوع الأول.
ومع بداية الأسبوع الثاني، يحدث شيء ما، وتتخلّف عن الذهاب ليومٍ واحد.
"لا بأس، ليس أمرًا خطيرًا! سأذهب غدًا حتمًا."
هكذا تقول لنفسك، لكن ومع حلول اليوم التالي، تجد أنّ لديك عملاً مهمًا لابدّ لك من إتمامه، فتتخلّف عن الذهاب هذا اليوم أيضًا، ويتكرّر الأمر في الأيام التالية، لتجد نفسك بعد مرور أسبوع أنّك لم تذهب إطلاقًا إلى النادي الرياضي، وملابسك الرياضية الجديدة، تقبع على الرفّ مهملةً يغطيها الغبار!
لا شكّ أنّك مررتَ بهذا الأمر مسبقًا، وقد أحبطك وأضبط معنوياتك حتمًا، لكن هل تعلم السبب وراء فشلك الدائم في الالتزام بأهدافك؟
المشكلة تكمن في طريقة وضع هذه الأهداف. إذ غالبًا ما تكون أهدافك عامّة جدًا ممّا يصعّب عليك عملية البدء فيها، وينتهي بك الأمر بعدها حائرًا تائهًا غير قادر على تحقيقها.
لهذا السبب لابدّ لك من وضع أهداف ذكية أو ما يُعرف بالـ SMART goals، حيث أنّ كلمة SMART اختصار لخصائص الأهداف التي يجب أن تضعها لنفسك:
- S: اختصار لكلمة Specific أيّ محدّدة.
- M: اختصار لكلمة measurable أي قابلة للقياس.
- A: اختصار لكلمة attainable أيّ قابلة للتحقق أو واقعية.
- R: اختصار لكلمة relevant ذات علاقة ومعنى خاصّ بك.
- T: اختصار لكلمة Time-oriented أيّ أنّها محدّدة بوقت معيّن للتحقق.
لمعرفة المزيد عن هذا الأمر، اقرأ مقالنا بعنوان: كل ما تحتاج معرفته عن وضع الأهداف Goal Setting
وفي حال كنت تجهل هدفك أو غايتك، فما عليك سوى الاطلاع على مقالنا بعنوان: كيف تعثر على هدفك في الحياة؟
الخطوة الثانية: اعثر على شخص يعرف أكثر مما تعرف
قد لا يكون الدرب الصحيح الذي يجب عليك أن تسلكه، واضحًا على الدوام، والسبب في ذلك يعود إلى الكمّ الهائل من الخيارات المتاحة أمامك حينما يتعلّق الأمر باتخاذ القرارات المناسبة:
- هل ستختار ذلك المنصب المربح في تلك الشركة الكبرى، أم ستعمل في شركة ناشئة تجد فيها شغفك؟
- هل يجب عليك العودة إلى مقاعد الدراسة للحصول على ماجستير إدارة الأعمال، أم الأفضل أن تلتحق بجامعة عبر الإنترنت؟
- هل عليك الرحيل إلى مدينة كُبرى أم البقاء حيث أنت، في مدينتك الصغيرة حيث العائلة والأصدقاء؟
على الرغم من أنّ امتلاك مجموعة واسعة من الخيارات قد يكون أمرًا إيجابيًا، لكنه في الواقع قد يُعيق قدرتك على اتخاذ القرار.
وحتى تتغلّب على هذه العقبة، كلّ ما عليك فعله هو الاستعانة بشخص سبق له أن كان في موقفك...بمعنى آخر، مرشد أو موجه، أو كما يُسمّى باللغة الإنجليزية Mentor. إنّه الشخص الذي سيساعدك على اتخاذ القرارات الصعب، ويرشدك إلى طريق النجاح والوصول إلى أهدافك.
ليس على المرشد أو الموجه أن يكون شخصًا عبقريًا يعرف كلّ شيء، أو متصوّفًا يعيش منعزلاً على قمّة جبل يتأمل ويبحث في أسرار الحياة، وبكلّ تأكيد ليس عليك أن تدفع مبلغًا طائلاً للحصول على واحد!
قد يكون مرشدك شخصًا تعرفه بالفعل، كأحد الأصدقاء أو الأقرباء، كما يمكن أن يكون شخصًا لم يسبق لك الالتقاء به وجهًا لوجه، تعرّفت عليه من خلال الكتب أو المقالات التي تقرؤها على شبكة الإنترنت أو على شاشة التلفزيون.
- هل ترغب في تخفيف وزنك؟ اجعل من ذلك الشخص الذي تلتقيه في النادي الرياضي والذي يشارك في الكثير من سباقات الماراثون مرشدًا لك.
- هل تريد الحصول على علامات أفضل في الفصل الدراسي؟ تحدّث إذن إلى مدرّسك، ورتّب معه مواعيد للالتقاء خلال ساعاته المكتبية من أجل مناقشة المادة الدراسية.
- هل تريد تأسيس مشروع الخاصّ؟ إذن التحق ببعض الدورات عبر الإنترنت، وابدأ بقراءة المزيد من الكتب حول هذا الموضوع.
جميع هذه الأمور هي نوع من أنواع الإرشاد والتوجيه. وفي حال عثرت على شخص نال إعجابك وشعرت أنّه سيساعدك في رحلتك للنجاح، لا تتردّد في التواصل معه، وبعد أن تفعل، احرص على طرح الكثير من الأسئلة عليه.
اقرأ أيضًا: تعرف على مهارات التوجيه وكيفية تطويرها Mentorship Skills
ربّما تفكّر الآن مع نفسك: "لكن، أنا لا أعرف هذا الشخص، أليس من الغريب أن أطلب منه أن يصبح مرشدًا لي؟ ثمّ إنه قد يكون مشهورًا ويتلقى الكثير من الرسائل المشابهة، فهل سيردّ على رسالتي؟"
حسنًا، هنا عليك أن تدرك بأنّ هناك ما يُسمّى بفنّ كتابة الرسائل للمرشدين ممّا يلفت انتباههم إليك ويجعلهم يهتمّون بطلبك.
إليك فيما يلي خطوات كتابة رسالة إلكترونية تلفت الانتباه:
1- ركّز عليهم
الشخص الذي تحاول الوصول إليه على الأرجح مشغول جدًا، لهذا السبب تحتاج لأن تمنحهم سببًا لفتح رسالتك الإلكترونية في المقام الأوّل. لهذا احرص على أن يكون عنوان الرسالة جذّابًا ومُلفتًا ومثيرًا للاهتمام.
2- اجعلهم يهتمّون
عليك أن تبني رابطًا مشتركًا مع الشخص الذي تراسله، وفي أسرع وقت ممكن، تستطيع على سبيل المثال أن تذكر اسم شخص مشترك بينكما، أو أيّ شيءٍ من هذا القبيل: (اهتمامات مشتركة، خبرات متماثلة...الخ).
3- ساعدهم على الإجابة بـ "نعم"
وهذا يعني أنّه يتعيّن عليك توقّع أي شكوك قد تساور هذا الشخص ومحاولة التخلّص منها. اطلب منه وبوضوح تحديد موعد للالتقاء أو إجراء مكالمة على سكايب مثلاً. واحرص على أن توضّح بأنّك ستعيد ترتيب جدول مواعيدك حسب ما يناسبك. في النهاية، أنت بحاجة لمساعدته وليس العكس.
تأكّد أيضًا من إظهار تفهّمك لمدى انشغاله، من خلال إنهاء رسالتك بجملة مماثلة لما يلي:
"أتفّهم أنّ لديك الكثير من المتطلّبات والمسؤوليات للقيام بها، لذا، إن لم تملك الوقت للردّ على رسالتي فلا مشكلة، لكن إن استطعت، فإنّ جملة واحدة ستعني لي الكثير."
بهذه الطريقة، أنت تمنحه مخرجًا سهلاً في حال لم يتمكّن من الردّ عليك، وفي الوقت ذاته، ترفع من احتمالية الحصول على ردّ منه من خلال إظهار مدى تعاطفك.
اقرأ أيضًا: ما هي مهارات التشبيك Networking Skills وكيف نطورها؟
4- احرص على يكون لديك توقعات منطقية
لابدّ أن تكون توقعاتك حول ما يمكن لهذا المرشد أ يمنحك إياه منطقية وحقيقية. في النهاية يبقى بشرًا مثلك وليس شخصًا خارقًا أو كاملاً.
لهذا السبب، تذكّر ما يلي:
- لا تركّز على الحصول على مقابل مادّي. عليك القيام ببعض التنازلات بهدف التعلّم، ولابدّ من أنّ يعرف المرشد هذا الأمر. إذ رغب في منحك مقابلاً على عملك فهذا أمر رائع، وإن لم يفعل، فإيّاك أن تطلب ذلك.
- إيّاك أن تطرح على المرشد سؤالاً يمكن لجوجل أن يجيبك عليه بسهولة. قبل أن تتوجه إليه بسؤال ما، جرّب البحث عن إجابة على شبكة الإنترنت، وفي حال عثرت على الجواب في أقل من 20 ثانية فلا تتعب نفسك بطرح على مرشدك. في النهاية أنت تريدهم أن يجيبوا عن الأسئلة المعقّدة ذات المعنى.
- إن شعرت بأنّك لا تحصل على الفائدة التي ترجوها من مرشدك، لا تتردّد في البحث عن مرشدٍ في مكان آخر. لا يعني ذلك أن تختفي فجأة وتتوقف عن الردّ على رسائلهم ومكالماتهم، لكن لا تضيّع وقتك ووقتهم أيضًا. عبّر عمّا تشعر به ثم واصل طريقك وابحث في مكان آخر.
اقرأ أيضًا: ما هي مهارات الكتابة وكيف اتعلمها
الخطوة الثالثة: ابدأ التنفيذ بعيدا عن الطرق المختصرة
لا يمكنك النجاح بالطبع ما لم تبدأ بتنفيذ الخطط التي وضعتها لنفسك، غير أن الكثيرين يقعون في فخّ مطاردة الحلول السحرية لمشكلاتهم!
كيف ذلك؟ وما هو المقصود بالحلول السحرية؟
هل سبق لك مثلاً أن فتحت مجلّة مثلاً ورأيت مقالاً عن شخصية ناجحة للغاية، ثم تمنيّت أن تكون مثلها تمامًا؟
لا شكّ أنّك فعلت شيئًا من هذا القبيل لمرّة واحدة في حياتك على الأقل، لكن فكّر في الأمر...هل أنت مستعدّ لتمرّ بما مرّ به هذا الشخص قبل الوصول إلى ما هو عليه الآن؟
هل أنت مستعدّ للتأخر في عملك لساعات طويلة، أو التخلّي عن مشاهدة التلفاز نهائيًا أو الخروج في نزهات مع أصدقائك من أجل تحقيق إنجازات أكبر؟
الغالبية العظمى من الناس ليس لديهم الاستعداد للتخلّي عن الأمور التي يحبونها، أو التضحية بوقتهم ومالهم لتحقيق الأهداف الكبرى، إنّهم يريدون الوصول إلى القمّة سريعًا دون المرور بالدروب الوعرة أو التحديّات الصعبة التي تقودهم إلى هناك.
ولهذا السبب أيضًا، يفشل الكثيرون في النجاح والوصول إلى أهدافهم، وتجدهم يلومون الظروف والمجتمع وقلّة المال والحيلة في حين أنّهم هم الوحيدون المسؤولون عن كلّ ما يحصل في حياتهم.
أيًّا كانت خطّتك، وأيًّا كان الهدف الذي تسعى للوصول إليه، إبدأ على الفور بالتنفيذ، وإيّاك ثمّ إيّاك أن تسلك الطرق المختصرة أو تتبع الإعلانات الشعارات البرّاقة التي تعدك بالنجاح السهل والسريع.
فكّر في الأمر...هل تمكّنت من تعلّم اللغة الإنجليزية من خلال تلك الكتب المعنونة بـ: "تعلّم الإنجليزية في خمسة أيام؟!"
على الأرجح لم تفعل، وكذلك هو الحال مع كلّ شيءٍ آخر في الدنيا…
يمكنك بالطبع أن تسلك طرقًا مختصرة في بعض الأحيان، إذ من المهمّ بالطبع أن تعمل بذكاء أكبر وليس بجهد أكبر، لكن هذا المبدأ لا ينطبق دائمًا وفي جميع الأحوال…
أحيانًا، لابدّ من سلوك الطريق الوعرة المحفوفة بالمصاعب والأخطار من أجل الوصول إلى ما تطمح إليه.
كلمة أخيرة
هل أنت مستعدّ إذن لتجعل من السنة المقبلة سنة مختلفة عمّا عهدته؟ هل تعتقد أنّه بإمكانك وضع أهداف مختلفة هذا العام؟ أهداف صحيحة يمكنك بالفعل الالتزام بالعمل من أجل تحقيقها؟
ماذا تنتظر؟ أحضر ورقة وقلمًا وابدأ بوضع خطّتك المميزة للعام الجديد، لكن قبل أن تفعل، ما رأيك بالاطلاع على المقالات التالية التي ستساعدك في تحقيق نتائج أفضل؟
لا تنسَ أيضًا التسجيل في موقعنا لتصلك أحدث الفرص والمقالات الممتعة والمفيدة.
المصدر: iwillteachyoutoberich