كيف أحصل على خبرة قبل العمل؟
يقف الكثيرون حائرين أمام الحلقة المفرغة المرتبطة بالخبرة والعمل، فحتى تحصل على وظيفة، يجب أن تمتلك خبرة كافية، ولا يمكنك اكتساب الخبرة دون وظيفة مناسبة! فما هو الحلّ إذن؟
أهمية الخبرة قبل العمل
قبل التطرّق للحديث عن الوسائل والسبل التي تتيح لك اكتساب الخبرة قبل العمل، لنتعرّف أولاً على أهميّة الحصول على مثل هذه الخبرات العملية:
1- التعرّف على أمور تتجاوز التعليم الأكاديمي
لو كان التعليم الأكاديمي وحده كافيًا لتسليحك بكلّ المعلومات اللازمة للنجاح، لما رأينا قصص نجاح لأشخاص لم يتمّوا تعليمهم الجامعي مثل ستيف جوبز أو رايتشل ري. اكتساب الخبرات خارج النطاق الأكاديمي سيعلّمك الكثير بلا شكّ ويكسبك مهارات لا يمكن للكتب والمناهج أن تمنحك إياها.
2- تطبيق المعارف المكتسبة
هنالك اختلاف كبير للغاية بين تعلّم شيء ما وتطبيقه، فأن تتدرب لسنوات عديدة على الخطابة والتحدّث لا يضاهي التجربة الحقيقية للتحدث أمام جمهور حقيقي. وهنا يأتي دور الخبرات العملية التي تمثّل مرحلة التطبيق العملي للمعارف التي اكتسبتها أثناء الدراسة.
3- تطوير الذات
يجهل الكثيرون أنّ الخبرات العملية تسهم بشكل كبير في تطوير الذات، نظرًا لأنها تتيح لك خوض تجارب مختلفة من العالم الواقعي، وتساعدك على اكتشاف ما تريده حقًا وما تستمتع به. قد تكون مثلاً طالبًا في كليّة اللغات، وتتخيّل أنّك ستعمل بعد التخرج في إحدى وظائف التدريس، لكن ما لا تعلمه أنّك ربما قد لا تستمتع بمثل هذه الوظيفة أو قد لا تمتلك من المهارات ما يؤهلك لها، وبدلاً منها، ربما كان شغفك يكمن في الترجمة أو في كتابة المحتوى. ولن تكتشف هذا الأمر دون خوض تجربة الحصول على خبرة قبل العمل.
كيف تحصل على خبرة قبل العمل؟
هنالك العديد من السبل التي تتيح لك اكتساب خبرة عملية قبل الانخراط في سوق العمل، وأهمّها ما يلي:
1- برامج التدريب العملي أو الـ Internships
التدريب العملي هو شكل من أشكال العمل المقّيد بفترة زمنية محددة، تقدمه المؤسسات أو المنظمات، تتراوح مدته من أسبوع إلى 12 شهر، ويكون إما مدفوع الأجر أو غير مدفوع، بدوام جزئي أو كامل.
مميزات التدريب العملي:
- التعرف على طبيعة الحياة العملية وتزويد المتدربين بفهم واضح لآلية سير العمل داخل المؤسسات.
- تعريف المتدربين بأدوارهم الوظيفية التي سيقومون عند دخول سوق العمل.
- إتاحة الفرصة للمتدربين لاكتشاف نقاط قوتهم والتغلب على مواضع الضعف لديهم.
- هي فرصة لتطبيق المهارات المكتسبة خلال الدراسة على أرض الواقع.
ومن أهم الشركات التي تقدّم فرص تدريب عملي محلية ودولية للشباب نجد، منظمة AIESEC وشركة P&G العالمية بالإضافة إلى منظمة الأمم المتحدة وغيرها.
2- الأعمال التطوعية
يُعرف العمل التطوعي بأنه نشاط غير مدفوع الأجر يقوم به الأشخاص من أجل مساعدة مؤسسات، منظمات غير ربحية أو أشخاص.
مميزات العمل التطوعي:
- هي فرصة يسهل الحصول عليها مقارنة بفرص التدريب العملي.
- يسهم في إكساب المتطوعين مهارات مرتبطة بالعمل الاجتماعي والعمل كجزء من الفريق.
- تعزيز مهارات التواصل وتنمية روح العطاء لدى المتطوعين، الأمر الذي سينعكس بشكل إيجابي على أدائهم في وظائفهم مستقبلاً.
- تتيح للمتطوعين اكتساب معرفة شاملة بحجم المشكلات المتواجدة واحتياجات المجتمع المحيط ممّا يرفع حسّ المسؤولية لديهم، وبالتالي دفعهم للعمل الجاد من أجل خلق حلول مناسبة عند الانخراط في سوق العمل.
3- العمل الحرّ أو الـ Freelance
يُعدّ العمل الحر وسيلة رائعة لإظهار إمكانياتك، على الرغم من أنّك قد تضطر إلى القيام بأول عمل لك مقابل أجر منخفض أو مجاني. إلاّ أنه ومع مرور الوقت وتعرّف العملاء عليك ستكتسب دخلاً أفضل، وربما تحوّل العمل الحرّ بعد مدّة إلى وظيفة بدوام كامل.
تتفاوت فترات العمل الحرّ، فمنها ما يستمر لعدّة أيام وبعضها قد يمتدّ لأسابيع أو أشهر أو حتى سنوات. ومن الجدير بالذكر أنّ البعض يختار العمل الحرّ بشكل دائم نظرّا لما يوفرّه من مرونة وأجر مجزٍ في بعض المجالات مثل التسويق الإلكتروني أو كتابة المحتوى أو التصميم.
4- العمل خلال الدراسة
إحدى الطرق التي تمكنك من اكتساب الخبرة اللازمة لدخول سوق العمل تتمثل في العمل أثناء الدراسة سواءً كان ذلك بدوام جزئي خلال الفصل الدراسي أو بداوم كامل في العطلة الصيفية. ومن أهم مجالات العمل المتاحة للطلاب، نجد ما يلي:
- وظائف التجزئة في محلاّت الألبسة الكبرى مثل Zara أو H&M...الخ.
- المطاعم مثل KFC و McDonalds والمقاهي مثل ستاربكس.
- المنتجعات السياحية والفنادق حيث تنتشر فرص العمل في هذه الأماكن خلال الصيف على وجه الخصوص.
- العمل في مجال تنسيق وتنظيم الفعاليات كالمهرجانات والأحداث الرياضية.
- العمل داخل الحرم الجامعي، سواءً في المكتبات أو كمساعد بحث للمدرسين أو في المرافق الأخرى كالمطاعم والمقاهي.
5- المشاركة في برامج التبادل الثقافي
تعدّ برامج التبادل الثقافي فرصة رائعة للسفر واكتساب العديد من الخبرات في مختلف المجالات. حيث تتيح لك هذه الفرص التعرّف على ثقافات جديدة وزيادة وعيك الشخصي بها، ومن ثمّ نقل هذه الوعي إلى بلدك ومجتمعك الخاص. من أهم المؤسسات التي تقدّم برامج تبادل ثقافي للطلاب الدوليين نجد:
- المؤسسة الثقافية السويسرية التي توفر العديد من فرص التبادل الثقافي للفنانين.
- منظمة "Rotary International" التي تقدم العديد من فرص التبادل الثقافي للشباب في مختلف دول العالم.
- برنامج فولبرايت الأمريكي للتبادل الثقافي، الذي يتيح للطلاب اكتساب خبرة قيّمة في الولايات المتحدة الأمريكية. ويمكنكم الاطلاع على الفرص التي تقدّمها مؤسسة فولبرايت من خلال موقع فرصة عبر هذا الرابط.
6- الانضمام للمنظمات الطلابية
إذا كنت في المدرسة أو في الجامعة، فإن المؤسسات التي يديرها الطلاب هي طريقة رائعة لاكتساب الخبرة والتواصل مع الطلاب الآخرين الذين لديهم اهتمامات مماثلة. تريد أن تكون صحفياً؟ انضم إلى الصحيفة الجامعية. مهتم بالتصميم الجرافيكي؟ ابحث عن نادي التصميم الجرافيكي أو انضم إلى النشاطات الفنية التي تُعقد في جامعتك، وفي حال لم تجد، يمكنك أن تبدأ بمشروعك الخاص، وتدعو زملائك الذين لديهم ميول مشابهة.
وهكذا نجد أنّ الفرص متاحة ومتوافرة لاكتساب الخبرات وتطوير المهارات العملية، كلّ ما عليك فعله هو أن تخصص بعض الوقت والجهد للعثور على ما يناسبك. ولا ضير من التضحية بعض الشيء من أجل اكتساب الخبرة كأن ببعض الأعمال غير مدفوعة الأجر أو التي تقدّم مقابلاً بسيطًا، كتغطية تكاليف المواصلات فقط، فقد تتيح لك فرصة كهذه العثور على وظيفة أحلامك مستقبلاً.
اقرأ أيضًا: ما هي مجالات العمل الحر Freelance
اقرأ أيضًا: كيفية تقديم وتعبئة طلب التوظيف الالكتروني Job application
اقرأ أيضًا: كل ما عليك معرفته عند كتابة السيرة الذاتية
المراجع:
https://internsinasia.com/blog/why-work-experience-important
https://yourstory.com/mystory/81d0c761c3-how-can-i-gain-more-experience-while-i-am-studying-
انضم الآن إلى منصة فرصة لتتمكن من التقديم على آلاف الفرص المجانية والحصول على أحدث الفرص فور صدورها.
أنا دلال، وكتابي هو شغفي الذي يرافقني منذ طفولتي. منذ نعومة أظفاري، كان تأليف القصص وتخيّل المغامرات من أكثر الأنشطة متعة بالنسبة لي، وما زلت أحتفظ بهذا الشغف حتى اليوم. درست اللغات والترجمة في الجامعة، وأعمل حاليًا في مجال صناعة المحتوى.
أسعى من خلال كتاباتي إلى سدّ بعض الثغرات في عالم المحتوى العربي. إنني فخورة بأن أكون جزءًا من مجتمع صنّاع المحتوى العرب المتميزين، وأطمح إلى المساهمة في إثراء المحتوى بجودة عالية، سواء كان مكتوبًا أو مترجمًا إلى لغة عربية أنيقة، تجذب القراء وتحثّهم على استكشاف المزيد.
إذا كنت مهتمًا بعلم الطاقة، أو تبحث عن جرعة من التفاؤل والإيجابية، فأنت في المكان الصحيح. سأشارك في هذا الفضاء العديد من المقالات حول مواضيع أثرت بشكل كبير في فهمي ومنظوري للحياة، وساعدتني في تجاوز الصعوبات والتحديات. آمل أن تساعدك مقالاتي في جعل يومك أكثر إشراقًا وسعادة.