كل ما تحتاج معرفته حول التعلم عبر الإنترنت
يبحث أرباب العمل في يومنا هذا عن قوّة عاملة متعلّمة ذات مهارات متقدّمة في مجال تخصّصها، ويفضّلون على وجه الخصوص الأشخاص الساعين على الدوام لتطوير مهاراتهم وتنميتها، الأمر الذي يدفع الكثيرين إلى التوجّه نحو التعلّم عبر الإنترنت نظرًا لما يتيحه لهم من مرونة وإمكانية التعلّم مجانًا أو بتكلفة أقل من التعلّيم التقليدي.
سواءً كنت واحدًا من أولئك الراغبين في الانتقال بوظيفتهم إلى المرحلة المقبلة، أو ترغب في ملء وقت فراغك بنشاط مفيد يوسّع مداركك المعرفية، فدورات الإنترنت خيارٌ موفّق بلا شكّ.
جمعنا لكم في مقال اليوم بعض المعلومات المهمّة التي عليكم معرفتها قبل الانطلاق في هذا الطريق، بالإضافة إلى قائمة تجمع أفضل المنصّات العالمية التي تقدّم عددًا هائلا من الدورات المجانية عبر الإنترنت.
أمور عليك معرفتها قبل الالتحاق بالدورات عبر الإنترنت
1- أنواع الدورات على الإنترنت
لابدّ لك قبل أن تسلك طريق التعلّم عبر الإنترنت أن تدرك الفرق بين الدورات الجامعية المتاحة عبر الإنترنت، وبين ما يُعرف بالمساقات المفتوحة على الإنترنت أو الـ MOOCs. والتي يمكن تلخيصها فيما يلي:
- الدورات الجامعية غالبًا ما تُطرح من قبل الجامعات المعترف بها عالميًا، وتنتهي بالحصول على شهادة جامعية (بكالوريوس، ماجستير، دكتوراه، دبلوم...الخ).
- يمكن للطلاب الملتحقين بالدورات الجامعية التواصل مع أساتذتهم والتفاعل معهم من خلال الفيديو أو المراسلة أو غيرها من وسائل التواصل. وهو أمر قد لا يتوفّر في المساقات المفتوحة (MOOCs).
- المساقات المفتوحة غالبًا ما تكون مجانية تمامًا، أو منخفضة السعر، في حين أنّ الدورات الجامعية قد تساوي تكلفتها تكلفة الالتحاق بالجامعة والدراسة فيها.
- يمكن للجامعات أن تقدّم دورات مفتوحة مجانية وهي دورات لا تقودك للحصول على شهادة أكاديمية، وإنما تنتهي بحصولك على شهادة إتمام للدورة فقط.
- يمكنك معرفة المزيد حول الدورات الجامعية، من خلال قراءة مقالنا حول دراسة الماجستير عن بعد.
2- نجاحك في الدورات يعتمد على مجهودك الشخصي
على الرغم من انتشارها الهائل، غير أنّ دورات الإنترنت ليست للجميع! ذلك أنّ النجاح فيها يحتاج إلى قدر هائل من الدافع والتحفيز الذاتي. فإن لم تكن شخصًا ملتزمًا قادرًا على إنجاز مهامّك بمفردك دون الحاجة لمن يراقبك، وفي حال لم تمتلك الحماس والدافعية لتعلّم المزيد، فلن تستطيع على الأرجح إتمام الدورات إلى نهايتها وسوف تستسلم في منتصف الطريق.
في مثل هذا النوع من التعلّم، أنت مسؤول مسؤولية كاملة عن نجاحك، وأنت وحدك من يستطيع تقرير مجى استفادتك من هذه الدورات.
3- مهارات إدارة وتنظيم الوقت هي مفتاحك للتقدّم
تتيح لك عملية التعلّم عبر الإنترنت الكثير من المرونة، إذ يمكنك أن تدرس في أي وقت ومن أيّ مكان. لكن ذلك لا يعني أن تقضي وقتًا أقل في الدراسة. على العكس، قد تحتاج إلى وقت أطول، نظرًا لعدم وجود تفاعل مباشر بينك وبين مدرّس الدورة.
لا تنتظر حتى اللحظة الأخيرة حتى تبدأ بحلّ واجباتك (خاصّة في الدورات الجامعية)، واحرص على تنظيم وقتك جيّدًا. المقالات التالية ستساعدك على تطوير مهاراتك في هذا المجال، وتحقيق نتائج أفضل في عملية الدراسة عبر الإنترنت:
- مهارات تنظيم وإدارة الوقت بشكل فعال.
- كيف تحافظ على تركيزك وتتخلص من الملهيات؟
- كيف تستعد وتهيئ نفسك ومنزلك للعمل أو الدراسة عن بعد؟
- كيف ترتب أولوياتك بذكاء؟
- أفضل التطبيقات والبرامج التي تحتاجها عند العمل عن بعد
4- دورات الإنترنت لا تقلّ صعوبة عن عملية التعلّم التقليدية
صحيح أنّك تملك حريّة إدارة وقتك واستراتيجيتك في التعلّم عند الالتحاق بدورات الإنترنت، لكنّ ذلك لا يجعلها بأيّ شكل من الأشكال أقل صعوبة عن عملية التعلّم التقليدية. بل على العكس تمامًا، حيث أنّه ومن دون مهارات تنظيمية قويّة قد تتحوّل مميزات هذا الأسلوب في التعلّم إلى عقبات وصعوبات، خاصّة أنّك تتعلّم من خلال جهاز كمبيوتر وليس في غرفة صفيّة تتيح لك التفاعل المباشر مع المدرّس.
5- يتمّ تدريس دورات الإنترنت من قبل أساتذة حقيقيين
ينطبق هذا الأمر على وجه الخصوص على الدورات الجامعية، أو الدورات المجانية المقدّمة من قبل الجامعات المعروفة عالميًا. في هذه الحالة، فإن مدرّس الدورة غالبًا ما يكون أستاذًا في الجامعة. وبالتالي فأسلوبه في التدريس عبر الإنترنت لا يختلف عن أساليبه على أرض الواقع.
كما أنّ العديد من الدورات المجانية الأخرى المتاحة على الإنترنت، غالبًا ما تكون مقدّمة من قبل أشخاص ذوي خبرة في مجالهم. ويمكنك دائمًا معرفة المزيد عن مدرّس الدورة من خلال الوصف الموجود في الموقع الرسمي.
كيف تختار الدورة المناسبة لك؟
مع انتشار كمّ هائل من مصادر التعلّم عبر الإنترنت، قد تجد نفسك ضائعًا بين الخيارات المتاحة، وربما تلتحق بإحدى الدورات لتكتشف بعدها أنّها لم تكن بالمستوى المطلوب. فكيف تختار ما يناسبك إذن؟
- بداية لابدّ من التنويه أنّه يمكنك الانسحاب من الدورة متى شئت فأنت لست في المدرسة!
- بالنسبة للدورات الجامعية أو الدورات المدفوعة، فقد يكون الأمر أصعب، لذا احرص على قراءة وصف الدورة جيّدا ومشاهدة الفيديو التعريفي للدورة إن وجد.
- لا تتردّد في قراءة آراء الملتحقين بالدورة أو الطلاب السابقين، حيث يمكنك مراسلتهم وسؤالهم حول الدورة ومدى جودتها.
- توفّر الكثير من منصّات التعليم الإلكتروني تقييمًا لدوراتها، وهو مبني على تقييمات الملتحقين بها، وهو ما قد يعطيك فكرة حول الدورة قبل الالتحاق بها.
ما هي أشهر المواقع التي تقدّم دورات مجانية عبر الإنترنت؟
فيما يلي قائمة بأفضل المواقع والمنصّات التي تقدّم دورات مجانية عبر الإنترنت، والتي يمكنكم الالتحاق بها في أيّ وقت تشاؤون ومن أيّ مكان في العالم:
1- موقع فرصة.كوم
إيمانًا من موقعنا بضرورة تمكين الشباب وإتاحة الفرصة أمامهم لتحقيق طموحاتهم الوظيفية والأكاديمية، فقد التحقت منصّة فرصة. كوم بركب التعليم الإلكتروني، وبدأت بإضافة دوراتها المجانية الخاصّة التي تمّ إعدادها من قبل مدرّبين متخصصين في مجالهم، وإنتاجها وتحريرها من قبل فريق العمل.
تتمحور الدورات المتاحة حاليًا حول المهارات الوظيفية ومهارات اللغة الإنجليزية، والعمل جارٍ على إضافة المزيد من الدورات في مختلف حقول المعرفة.
2- معهد الجزيرة للإعلام
إن كنت مهتمًّا بدورات الصحافة والإعلام، فمعهد الجزيرة قد يكون الخيار المناسب لك. إنّه مؤسسة تدريب، تقدّم برامج احترافية وخدمات استشارية موثوقة وفقًا لأحدث المعايير العلمية والتقنية، للأفراد والمؤسسات. حيث انطلق المعهد في 24 فبراير سنة 2004، ويوفّر العديد من الدورات المجانية عبر الإنترنت، بالإضافة إلى الدورات المدفوعة أيضًا، والتي أتيحت مؤخرًا (شهر مارس 2020) بالمجان نظرًا للظروف الاستثنائية التي يشهدها العالم والمتعلّقة بانتشار وباء كورونا.
3- منصّة إدراك
تأسست هذه المنصّة بمبادرة من مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية في الأردن. حيث تقدّم المنصّة مساقات تعليمية عالية الجودة في مختلف المجالات، والتي تمّ تطويرها من قبل خبراء أكاديميين على مستوى العالم.
تقدّم المنصّة أيضًا مجموعة من المساقات العالمية المترجمة إلى اللغة العربية لضمان وصول هذه الدورات إلى أكبر شريحة ممكنة من المستفيدين.
4- موقع edX
تم تأسيس الموقع بشراكة بين جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا سنة 2012. ومن حينها، حصلت هذه المنصّة على العديد من الجوائز العالمية. كما أنّ الدورات المتاحة تعدّ من أكثر المصادر التعليمية دقّة وجودة عبر الإنترنت، وذلك بحسب تقييمات المستخدمين.
من الجدير بالذكر أنّ الكثير من الجامعات المرموقة تُشارك بدوراتها على موقع edX مثل جامعة هارفارد، أوكسفورد، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
5- موقع Coursera
يتعاون موقع Coursera مع العديد من الجامعات والمنظّمات حول العالم. ممّا يجعله يزخر بمختلف الدورات وفي جميع المجالات، المقدّمة من جامعات عالمية، ومؤسسات ومعاهد ومتاحف وغيرها. كما أن العديد من الدورات المتاحة مترجمة إلى عدّة لغات ومنها اللغة العربية.
6- موقع Udemy
يتشابه هذا الموقع كثيرًا مع موقع Coursera، لكنه يتمتّع بميزة إضافية، وهي إتاحة الفرصة للمستخدمين لبناء دوراتهم الخاصّة من عدد من الدروس المختلفة. فيجمع بذلك بين الحرية والمرونة في تخصيص الدورات، والتركيز على المحتوى ذو الجودة العالية.
من الجدير بالذكر أن موقع Udemy يجمع بين الدورات المجانية والمدفوعة، غير أنّ تكلفة الدورات المدفوعة منخفض نوعًا ويناسب أغلبية فئات المتعلّمين.
7- موقع أليسون
يقدّم موقع Alison العديد من الدورات المجانية في مجالات الأعمال، التكنولوجيا، والصحّة، بالإضافة إلى عدد من دورات اللغات الأجنبية، وبعض المناهج المدرسية.
يتميّز هذا الموقع عن غيره بأنّه يقدّم شهادات إتمام الدورات بشكل مجاني بعكس الكثير من المواقع الأخرى مثل edX أو Coursera. لذا يعدّ خيارًا موفقًا لمن يرغب في الحصول على شهادة دون الحاجة إلى دفع أيّ مبالغ مالية.
8- موقع Future Learn
تأسست منصّة Future Learn في ديسمبر 2012، من قبل الجامعة المفتوحة Open University وشركة SEEK المحدودة. بحلول عام 2018 ضمّت المنصّة ما يزيد على 143 شريكًا من المملكة المتحدة ومختلف دول العالم، من ضمنهم جامعات عالمية، ومعاهد ومؤسسات تعليمية مختلفة.
أغلب الدورات المتاحة على الموقع مجانية، لكنّ بعضها مدفوع، كما أنّ الحصول على شهادة لإتمام الدورة ليس مجانيًا.
9- موقع منظّمة الصحة العالمية
إن كنت مهتمًا بتثقيف نفسك في المجالات الصحية المختلفة، فليس هنالك أفضل من موقع منظّمة الصحة العالمية، والذي يتيح عددًا من الدورات المجانية عبر الإنترنت حول مختلف حقول المعرفة الطبية والصحية. وبلغات متعدّدة من ضمنها اللغة العربية.
كانت هذه قائمة بأشهر المواقع العالمية التي تقدّم دورات عبر الإنترنت. لكنها ليست الوحيدة بالطبع، حيث أنّ معظم الجامعات الدولية توفّر بوابّة للتعلم الإلكتروني والتعلّم عن بعد. غير أنّ هذه المواقع غالبًا ما تكون مدفوعة، ويقتضي الالتحاق بها دفع مبالغ مالية تساوي تكلفة الدراسة في الخارج. أمّا عن الدورات المجانية التي تقدّمها هذه الجامعات، فهي غالبًا ما تُنشر في أحد المواقع الموضّحة أعلاه.
ما رأيكم إذن بعمليّة التعلّم عن طريق الإنترنت؟ هل سبق أن قمتم بتجربتها؟ ما هي الدورات التي التحقتم بها؟ وما هي مدى استفادتكم منها؟ شاركونا آرائكم وتجاربكم من خلال التعليقات، ولا تنسوا التسجيل في موقعنا لتصلكم أحدث الدورات المجانية على فرصة.
المصدر: abound.college، lifehack
اقرأ أيضًا: 10 خطابات تحفيزية تدفعك قدما إلى الأمام
اقرأ أيضًا: التعلم خلال النوم: حقيقة أم خرافة؟
اقرأ أيضًا: ما هي أفضل 10 وظائف للعمل عن بعد؟
انضم الآن إلى منصة فرصة لتتمكن من التقديم على آلاف الفرص المجانية والحصول على أحدث الفرص فور صدورها.
أنا دلال، وكتابي هو شغفي الذي يرافقني منذ طفولتي. منذ نعومة أظفاري، كان تأليف القصص وتخيّل المغامرات من أكثر الأنشطة متعة بالنسبة لي، وما زلت أحتفظ بهذا الشغف حتى اليوم. درست اللغات والترجمة في الجامعة، وأعمل حاليًا في مجال صناعة المحتوى.
أسعى من خلال كتاباتي إلى سدّ بعض الثغرات في عالم المحتوى العربي. إنني فخورة بأن أكون جزءًا من مجتمع صنّاع المحتوى العرب المتميزين، وأطمح إلى المساهمة في إثراء المحتوى بجودة عالية، سواء كان مكتوبًا أو مترجمًا إلى لغة عربية أنيقة، تجذب القراء وتحثّهم على استكشاف المزيد.
إذا كنت مهتمًا بعلم الطاقة، أو تبحث عن جرعة من التفاؤل والإيجابية، فأنت في المكان الصحيح. سأشارك في هذا الفضاء العديد من المقالات حول مواضيع أثرت بشكل كبير في فهمي ومنظوري للحياة، وساعدتني في تجاوز الصعوبات والتحديات. آمل أن تساعدك مقالاتي في جعل يومك أكثر إشراقًا وسعادة.