فوائد التعليم الذاتي| 10 فوائد مهمة لعملية التعلم الذاتي
تمّت كتابة هذا المقال بواسطة المتطوّع زيد الحق زياد العقاد من فلسطين
التعلم الذاتي يعني بمفهومه العام قيام الشخص باكتساب المعرفة والمهارات الجديدة بنفسه دون مساعدة أحد من خلال الاستفادة من المواقع والمنصّات الإلكترونية التي تقدّم كورسات أو دورات مجانية أو مدفوعة عبر الإنترنت.
يعدّ التعلم الذاتي من أصعب أنواع التعلم لأنّ المتعلم يُدير العملية التعليمية بنفسه ويتحكّم بالمحتوى المعرفي الذي يريد اكتسابه يوميًا. وهو أمرٌ يتطلّب الكثير الإصرار والمثابرة والمواظبة على التعلّم دون انقطاع أو ملل.
دورات مجانية أون لاين سجّل الآن في مختلف الدورات المجانية اون لاين في كافة المجالات التحق بالدورات الآن
ما هي فوائد التعلم الذاتي؟
نقدم لك في هذا المقال دليلًا شاملًا حول أهمية التعلم الذاتي، حيث سنستعرض عشرة فوائد رئيسية ستجعلك تدرك القيمة الحقيقية للاستثمار في تطوير ذاتك من خلال التعلم المستقل.
1- تعزيز وتطوير مهارات الانضباط
للتعلّم الذاتي دورٌ مهم في تعزيز روح الانضباط لدى الفرد، حيثُ يجعله شخصًا منظمًا في حياته بعيدًا عن العشوائية والفوضى. ذلك لأن المتعلم إن أراد مواصلة التعليم الذاتي، لا بد أن يكون على قدر من المسؤولية للالتزام بمهامه وأولوياته التي يضعها خلال يومه. فيعمل على إنجازها دون تخاذل حتى يحصل على وقت فائض يستطيع فيه أن يتعلم مهارة جديدة بنفسه.
في النهاية، التعلم الذاتي ما هو إلاّ مهمة إضافية يضعها الفرد لنفسه لتطوير مهاراته في المجالات التي يهتم بها، ممّا يدفعه إلى الحرص على إنجاز مهامه اليومية الأخرى حتى يعطي لنفسه الفرصة في آخر يومه لتطوير ذاته.
اقرأ أيضًا: كيف أنمي حس الانضباط؟
2- استكشاف المعنى الحقيقي للصبر
التعلّم الذاتي يعلّم الشخص الصبر لأنه يسير وفق خطة يومية معينة يلتزم المتعلّم من خلالها بتحقيق إنجاز صغير كلّ يوم وعلى مدار أسابيع أو أشهر وربّما سنوات من أجل الوصول إلى إتقان مهارة معينة. ذلك أنّ الشخص لا يستطيع إتقان مهارة معينة في يوم وليلة بل تبدأ عملية التعلم تدريجيًا وخطوة بخطوة وصولاً للنتائج المطلوبة بعد فترة زمنية.
3- تطوير مهارات إدارة الوقت
يلعب التعليم الذاتي دورًا مهمّا للغاية في مساعدة الشخص على إدارة وقته. كيف ذلك؟
المتعلّم الذي يريد اكتساب مهارة معينة، يقوم بإنجاز مهامّه اليومية التي تُصنف تحت "المهام الضرورية والعاجلة" في الوقت المخصص لإنجازها، ليسمح لنفسه بعد ذلك بإنجاز "المهام الضرورية وغير العاجلة" والتي يندرج تحتها التعلم الذاتي.
هذا الأمر يدفع المتعلم الذاتي للالتزام بخطة زمنية معينة خلال يومه، وإدارة وقته بشكل فعّال حتى يتمكّن من تحقيق الأمرين معًا، مهامّه وأولوياته وكذلك تطوير مهاراته وقدراته من خلال التعلّم الذاتي.
اقرأ أيضًا: مهارات تنظيم وإدارة الوقت بشكل فعال
4- زيادة ثقافة الفرد وتوسيع مداركه
تحتوي المنصّات الإلكترونية ومواقع التعلم الذاتي على الكثير من المساقات والمصادر العلمية في مختلف المجالات، لذلك فإن أهم فوائد التعليم الذاتي تتمثّل في زيادة ثقافة الفرد وتوسيع معرفته في مختلف المجالات.
هذا الأمر يساعده بدوره على توسيع خياراته المستقبلية وإتاحة الفرصة أمامه للعمل في مختلف الأماكن والوظائف بناءً على المهارات التي اكتسبها من التعلم الذاتي. حيث أنّ معظم الوظائف في العصر الحالي تركّز على ما يمتلكه الشخص من مهارات يستطيع توظيفها في بيئة العمل أكثر من تركيزها على الشهادة الجامعية التي يمتلكها الفرد في مجال معين.
ليس هذا وحسب، فالشخص الذي يتعلّم مهارة معيّنة ذاتيًا، يمتلك بلا أدنى شكّ من الشغف والحماس تجاه هذه المهارة أو المجال ما يتيح له أن يبدع أكثر فيه في وظيفته أو مكان عمله.
5- توفير مصدر دخل إضافي
يساعد التعليم الذاتي الفرد على اكتساب مصدر دخل إضافي نتيجة تعلمه مهارات جديدة وتسويقها بعد ذلك عبر منصات العمل الحر. فيبني قاعدة زبائن وعملاء له من مختلف أنحاء العالم يقدّم لهم خدماته مقابل المال.
هذا الأمر بدوره يعزّز شبكة العلاقات الاجتماعية للشخص، فيتعرّف على أشخاص جدد حول العالم من خلال تلك المهارات التي يمتلكها ويفيدهم بها، وقد تتطوّر هذه العلاقات المهنية إلى شراكات مع أرباب العمل وكُبرى الشركات فتُدرّ عليه أرباحًا إضافية وقد تصبح مصدر دخل الفرد الأساسي.
اقرأ أيضًا: كيفية الحصول على المال من المنزل| 20 طريقة لكسب المال من المنزل
6- تحفيز الشخص على الإبداع والابتكار
يحفّز التعليم الذاتي الشخص على الإبداع والابتكار والتفكير خارج الصندوق لأنه ببساطة من خلال تلك العملية يبتعد عن منظومة التعليم التقليدي وهذا يساعده على الإلمام بأدوات التعلم الذاتي ومصادره المختلفة مما يُكسبه القدرة على حلّ المشاكل التقنية التي قد تواجهه أثناء العمل بأبسط الطرق نظرًا لمعرفته بعدّة أدوات ووسائل.
على سبيل المثال، إن واجه المصمّم مشكلة تقنية أثناء تصميمه، يمكنه اللجوء إلى أكثر من برنامج تصميم بديل، والتي ربّما اطلّع عليها أثناء عملية التعلّم الذاتي، ويجهلها زملاؤه ممّن اكتفوا بتعليمهم الجامعي التقليدي.
7- اكتساب وتطوير المهارات الحاسوبية
يُعتبر إتقان مهارات الحاسوب من المهارات اللازمة التي تؤهل الشخص للحصول على أي وظيفة، وهذا ما يقدّمه التعليم الذاتي حيث يساعد الشخص لأن يكون ملمًّا بكافة مهارات الحاسوب الضرورية التي يحتاجها سوق العمل. فمن دون هذه المهارات لن يتمكّن الفرد من الاستمرار في عملية التعلّم عن بعد نظرًا لأن المتعلّم يحتاج لأن يكون على دراية بمختلف المهارات الحاسوبية الأساسية كاستخدام الإنترنت، وبعض البرامج مثل برامج تحرير النصوص أو جداول الإكسل أو غيرها.
اقرأ أيضًا: مهارات حاسوبية يبحث عنها أرباب العمل في سيرتك الذاتية
8- تعزيز الثقة بالنفس
يتمتّع المتعلم ذاتيًا بقدرٍ من الثقة بذاته وبقدراته نظرًا لأن التعلّم الذاتي ليست بالعملية السهلة، فهي تحتوي على العديد من التحديات التي قد تواجه الشخص وتتطلب من المتعلّم أن يكون حازمًا ومنضبطًا.
وعندما ينجح الفرد في اكتساب مهارة معيّنة بعد إنفاق الوقت والجهد عليها، سيزداد شعوره بالإنجاز وإحساسه بالثقة والمقدرة على التعامل مع الأزمات والتغلّب على التحدّيات التي تواجهه.
اقرأ أيضًا: لغة الجسد والثقة بالنفس
9- اكتساب المهارات القيادية
إحدى أهمّ فوائد التعليم الذاتي هي ما له من دور في مساعدة الفرد على اكتساب مهارات القيادة، فقدرته على التحكّم بوقته وإدارته لتحقيق أهداف التعلّم ستجعله قادر على إدارة وقيادة الآخرين أيضًا. بل وإفادة غيره من خلال تقديم دورات تدريبية هو الآخر بنفسه لغيره من المتعلّمين.
اقرأ أيضًا: ما هي المهارات القيادية وكيف أطورها؟
10- المساعدة في تحقيق الأهداف
يسهم التعليم الذاتي في وصول الفرد إلى أهدافه ومن ضمنها بناء مشروعه الخاص، لأنّه يعلّم الشخص الصبر وإدارة الوقت والانضباط ويُأصِّل فيه مهارات القيادة والاتصال والتواصل، وتلك المهارات ضرورية للأشخاص الذين يطمحون للوصول إلى أهدافهم بل تلك هي صفات الأشخاص الناجحين في حياتهم وهذا من أهم فوائد التعلم الذاتي.
إن تمعنّت قليلا من حولك، ستجد أنّ أولئك الذين اكتفوا بالتعليم الجامعي قد حصلوا على وظيفة واستمرّوا بالعمل فيها لسنوات عديدة، أمّا رواد الأعمال، فهم المتعلمون الذي حصلوا على شهادات جامعية (ومنهم من لم يتمّ تعليمه الأكاديمي)، لكنّهم عزّزوا ذلك بالاستمرار في التعلّم الذاتي، الأمر الذي ساعدهم على تحقيق طموحاتهم والوصول إلى أهدافهم الكبرى بصورة أسرع.
كلمة أخيرة
صحيح أنّ التعلّم الذاتي قد يكون في كثير من الأحيان أصعب من عملية التعلّم التقليدية، إلاّ أنه ورغم صعوبته، فهو عملية ممتعة ورحلة حافلة بالتجارب لمن يمتلك الشغف والرغبة في اكتساب مهارات جديدة يقوم بتوظيفها لخدمة نفسه والأشخاص من حوله. إنه بداية طريق الشخص للنجاح لأنّه يؤهله لاكتساب كافّة صفات الشخص القيادي الناجح.
اقرأ أيضًا: التعلم الذاتي: مهارة لابد من اكتسابها لمواكبة تطورات العصر
اقرأ أيضًا: كيف تستعد وتهيئ نفسك ومنزلك للعمل أو الدراسة عن بعد؟
عن الكاتب:
زيد الحق العقاد 22 عامًا، من فلسطين. خريج آداب لغة انجليزية من الجامعة الاسلامية ويعمل الآن كمتطوع ومدرب، كما أنه كاتب قصصي ومقالات ومهتم بمجالي التنمية البشرية وعلم النفس.
اقرأ المزيد من المقالات لنفس الكاتب:
- المعايير العشرة لتحقيق النجاح
- مهارات العرض التقديمي الفعال | كيف تقدم عرض تقديمي ناجح
- 8 نصائح مهمة لتجنب التشتت عند تعلم اللغة الإنجليزية
- فوائد العمل التطوعي: 10 منافع للمشاركة في الأعمال التطوعية