ريادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وأهم مجالاتها
دخلت عبارة ريادة الأعمال قاموس الشباب في الشرق الأوسط مؤخرًا وسط معاناة من البطالة وزيادة عدد الشباب عن عدد الوظائف المتوفرة، فمنطقة الشرق الأوسط هي ثاني مناطق العالم بعد إفريقيا من حيث البطالة. بل إنه حتى عام 2035 كحد أقصى سيدخل سوق العمل 6 ملايين شخص إضافي. لكن من الجيد أيضًا زيادة المتعلمين وإضافة ريادة الأعمال في مقررات دراسية وإن كانت المقررات بحاجة إلى التحسين.
كما أنه رغم التعليم الجيد الذي تحصل عليه المرأة، فإن عثورها على فرصة عمل يظل تحديًا، باستثناء مصر التي يزيد فيها معدل توظيف الرجال والنساء. ثلث النساء في سن من 25 إلى 34 سنة عاطلات عن العمل، كما أن عدد رائدات الأعمال قليل جدًا.
ريادة الأعمال والوضع الاقتصادي
تشهد المنطقة حاليًا تحولاً اقتصاديًا سريعًا وبدأت آثار التعافي الاقتصادي بعد موجات الربيع العربي تظهر حيث نما الناتج المحلي الإجمالي سريعًا بنسبة 13% في بعض البلدان.
لكن التفاوت كبير بين بلدان المنطقة؛ من الدول الأكثر ثراءً مثل السعودية والإمارات وقطر مرورًا بالدول التي تمر بأزمات اقتصادية مثل مصر إلى الدول التي تعاني من مشكلات جذرية مثل اليمن وسوريا. يعيش في المنطقة نحو 260 مليون نسمة، من المتوقع أن يزيدوا إلى 360 مليون نسمة بحلول عام 2030.
نشوء ريادة الأعمال في الشرق الأوسط
ريادة الأعمال من المجالات الناشئة في الشرق الأوسط مقارنة بكثير من دول العالم، وتحتاج المنطقة إلى الشركات الصغيرة والمتوسط الناجحة لاستيعاب هذا العدد الهائل من العاطلين عن العمل.
من المهم أيضًا أن المنطقة تشهد ثورة شبابية في الابتكار وريادة الأعمال، وعلى عكس ثورات الربيع العربي، فإن ثورة الابتكار هذه تحدث في الجامعات والمعامل ومراكز ريادة الأعمال، وهي تحظى بدعم الحكومات ومستثمري القطاعين الخاص والعام على حدّ السواء.
هذه الثورة قادرة على إحداث تأثير اقتصادي اجتماعي إيجابي، بدلًا من التواكل على المبادرات الحكومية. فرواد الأعمال يحدثون التغيير بخوض المخاطر بروح المغامرة لتطوير حلول لأصعب المشكلات التي يواجهها المجتمع، بالتعاون مع الحكومات لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.
دعم الحكومة والقطاع الخاص
بدأت حكومات الشرق الأوسط دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة لتعزيز ريادة الأعمال كونها توفر فرص توظيف للأجيال الشابة. ومع الجهود المشتركة للقطاعين العام والخاص، قطعت خطوات إيجابية كثيرة تجاه تحسين قوانين تأسيس الشركات وإشهار الإفلاس مثل قانون الاستثمار في مصر.
كما أن كثيرًا من الشركات والجهات التشريعية أصبحت تتبنى نماذج عمل بها تكنولوجيا أكثر مثل تحديث المنظومة المالية المصرية بحيث تدعم البطاقات الائتمانية بدلًا من الدفع النقدي، وزيادة نطاق شركات دفع الأموال مثل مصاري وفوري.
نماذج المشروعات المشتركة
من أمثلة المشروعات المشتركة بين الحكومة والقطاع الخاص، مبادرة منطقة 2071 في الإمارات وهي مساحة عمل تهدف إلى ربط الشركات الخاصة والحكومات والشركات الناشئة والمستثمرين والشباب والعامة لتحديد التصور للمستقبل. وفي السعودية، أعلن صندوق الاستثمار العام استثمار مليار دولار في الشركات الصغيرة والمتوسطة. كما أعلن مجلس التنمية الاقتصادية البحريني تخصيص 100 مليون دولار لتمويل الاستثمار في الشركات الناشئة.
ريادة الأعمال والبيروقراطية
مع ذلك فإن من أخطر معوقات نمو الشركات الناشئة البيروقراطية والإجراءات المعقدة التي تضطر الشركات إلى المرور بها عبر مؤسسات كثيرة وأماكن متباعدة. وباستثناء الإمارات، فإن أغلب بلدان المنطقة ذات مؤشر منخفض في تصنيف سهولة إجراء الأعمال الذي يصدره البنك الدولي، رغم تحسن تصنيف بعض البلدان مثل مصر والمغرب.
أشهر رواد الأعمال في الشرق الأوسط
1. رونالدو مشاور
رونالدو مشاور هو رائد أعمال سوري ومؤسس ورئيس مجلس إدارة منصة التسوق الإلكترونية الشهيرة souq.com. درس ماجستير الاتصالات الرقمية في جامعة نورث إيسترن في الولايات المتحدة.
2. رالف دباس
رالف داباس هو رائد أعمال لبناني ومؤسس شركة W Motors للسيارات الرياضية والفاخرة وهو حاصل على الماجستير في تصميم السيارات.
3. خالد الخضير
خالد الخضير رائد أعمال سعودي/عراقي وهو مؤسس شركة Glowork لتوظيف النساء وهو حاصل على ماجستير التجارة من جامعة ييل في الولايات المتحدة الأمريكية.
ما أهم مجالات ريادة الأعمال في الشرق الأوسط؟
1. الصحافة
بعد موجات الربيع العربي، اتجه كثير من الشباب العربي إلى تأسيس منصاتهم الإعلامية على الإنترنت بهدف التأثير المجتمعي والوصول إلى أكبر قدر من الناس وإثبات رؤيتهم للعالم وتحقيق أرباح بالطبع.
2. الترجمة
لا تتطلب الترجمة أي تجهيزات سواء اتصال بالإنترنت وكمبيوتر، ونشأت كثير من شركات الترجمة التي تسوق لأعمالها في أوروبا والخليج وتشغيل الشباب العربي.
3. الإنتاج الإعلامي
مثل إنتاج الفيديوهات التسويقية والتعليمية وتصميم الرسومات التوضيحية وتنظيم المؤتمرات والحفلات والعلاقات العامة وغير ذلك.
4. تأليف المحتوى
يزخر العالم العربي بمواقع ومنصات تقدم محتوى مرئيًا ومسموعًا ومقروءًا على اليوتيوب أو ساوند كلاود SoundCloud مثلًا أو مواقع المحتوى المختلفة التي تسعى لتحقيق ربح من خلال برنامج إعلانات جوجل Google Ads، أو حتى جذب معلنين مباشرين. وغالبًا ما يتخصص مؤلفو المحتوى في مواضيعهم مثل الصحة أو التعليم أو السياسة أو العلوم أو الاقتصاد وغير ذلك.
5. التطوير العقاري
قد يعاني هذا القطاع كسادًا في بعض الدول العربي لأسباب أمنية واقتصادية وسياسية كثيرة، ولكن بعض الشباب اتجه إلى تشارك رأس المال في شراء الأراضي وبنائها وتحقيق الربح من بيع الوحدات السكنية.
6. التدريب
يتجه الكثير من الشباب لا سيما من هم في منتصف مسيرتهم المهنية إلى التدريب بعدما قطعوا شوطًا طويلًا من اكتساب المهارات وصقلها وتراكم الخبرات، لينقلوا ما تعلموه إلى طلبة الجامعات أو حديثي التخرج أو الراغبين في تغيير مهنتهم.
برأيكم ما هي مجالات الاستثمار الأخرى المنتشرة في منطقة الشرق الأوسط؟ وأيّها تفضّلون للبدء بمسيرتكم في ريادة الأعمال؟ شاركونا آرائكم وتعليقاتكم ولا تنسو التسجيل في موقعنا ليصلكم كلّ جديد.
اقرأ أيضًا: هل يمكننا أن نحظى بعملة نقدية عالمية واحدة؟
اقرأ أيضًا: ما هي منطقة الراحة وكيف تخرج منها Comfort Zone؟
اقرأ أيضًا: تعرف على أهم 5 كتب قرأها بيل غيتس
المصادر: icsb2019, gulfbusiness