تعلم فن تسويق الذات
في الوقت الذي يحبّ فيه الكثيرون أن يكونوا محطّ الاهتمام والأنظار، نجد أنّ هناك جماعة أخرى يميلون للبقاء بعيدًا عن الأضواء. فأيّ واحد من المجموعتين أنت؟
يمكن لترويج الذات أن يظهر في كثير من الأحيان على أنّه تفاخر ومباهاة، وهذا الأمر قد يسيء إلى سمعتك. فآخر ما تريده هو أن تبدأ ببناء هويتك الشخصية وحضورك على شبكات التواصل الاجتماعي، لتكتشف بعد بعض الوقت أنّك تظهر للآخرين بمظهر المتفاخر المتباهي الغبي!
هذه الفكرة تُخيف في كثير من الأحيان روّاد الأعمال الصاعدين، والمبدعين بل وحتّى المستقلين الراغبين في العمل الحرّ، وتدفعهم لتجنّب القيام بأيّ تسويق لأنفسهم، الأمر الذي قد يحرمهم من فرصة مهمّة للغاية للتطوّر في مسيرتهم المهنية.
فما هو إذن فنّ تسويق الذات؟ كيف يمكنك أن تتقنه؟ وكيف لك أن تستفيد منه في تحقيق أهدافك المهنية والأكاديمية؟
ما هو تسويق الذات؟
تسويق الذات أو الـ Self-marketing باللغة الإنجليزية هو عملية يتمّ خلالها الترويج للفرد بدلاً من الترويج لمنتج معيّن، والفرد في هذه الحالة هو أنت.
تتمحور هذه العملية بشكل أساسي حول إظهار ما تبرع فيه للعالم، فتقنع بذلك الآخرين بأنّك الحل لمشاكلهم. وهي استراتيجية تُستخدم أحيانًا من قبل الباحثين عن عمل بهدف الحصول على وظيفة أحلامهم. كما أنّ المبدعين أو المستقلّين Freelancers يلجأون غالبًا إلى استراتيجيات تسويق الذات من أجل الحصول على عملاء جدد.
الفرق بين تسويق الذات والتباهي
الأمر المعقّد في استراتيجيات ترويج الذات هو أنّ هنالك خيطًا رفيعًا بين التحدّث عن النفس بطريقة إيجابية تُظهر ما تمتلكه من مميزات، وبين إثارة سخط الآخرين من خلال استعراض سماتك ومهاراتك والتباهي المبالغ فيه.
ممّا لا شك فيه أنّك ستحتاج في لحظة ما من حياتك إلى تسويق نفسك. سواءً كان ذلك بهدف الحصول على تلك الوظيفة ذات الراتب العالي، أو بغاية بناء اسمك الشخصي في عالم ريادة الأعمال أو غيرها، لكن عليك أن تدرك الفرق بين تسويق الذات وبين الغرور.
كيف ذلك؟
إنّ أساليب ترويج الذّات البنّاءة تكون من خلال الحقائق والإحصائيات والنتائج الملموسة التي تجعل منك شخصًا مميّزًا.
في حين أنّ وسائل التباهي والغرور الهدّامة تكون بهدف جذب الانتباه وحسب. حينما تتباهى، فأنت لا تملك أيّ دليل أو برهان يثبت ادعّاءاتك بكونك الأفضل، وكلّ ما تقوله لا يقدّم سوى رسالة واحدة مبنية على حاجتك للحصول على التأكيد من الآخرين، بدلاً من كونها نابعة من شغف حقيقي أو فكرة خلاّقة.
أولا: مرحلة الاستعداد لتسويق الذات
إنّ تسويق الذات ليس أمرًا سهلاً كما يعتقد البعض. في الواقع، إنّه أصعب ممّا تعتقد، وتزداد صعوبته على وجه الخصوص بالنسبة للفتيات. إذ أظهرت البحوث أنّ النساء غالبًا ما يشعرن بعدم الارتياح عند التحدّث عن نجاحاتهنّ السابقة.
هذا لا يعني بالطبع أنّ عليك تجنّب استراتيجيات تسويق الذات تمامًا. لكن ربما تحتاج إلى بعض الإعداد والتجهيز قبل البدء في تطبيق استراتيجيات التسويق والترويج للذات على أرض الواقع.
فيما يلي بعض النصائح التي تساعدك في هذه المرحلة:
1- سجل في منصات التواصل الاجتماعي المناسبة
في الوقت الذي يوجد فيه الكثير من الطرق الترويجية التقليدية لتسويق نفسك، كالتشبيك Networking أو بناء سيرة ذاتية مميزة، يجد الكثير من المشاهير أنّهم يحققون نجاحات أكبر في الترويج لأنفسهم من خلال منصّات التواصل الاجتماعي.
لكن، كما هو الحال مع عالم التسويق، لا بدّ لك أن تختار القنوات المناسبة التي تجلب نحوك الاهتمام الملائم الذي ترغب فيه وتحتاجه.
على سبيل المثال، من المعروف أن فيسبوك مكان رائع لتبدأ فيه مسيرتك لتسويق نفسك نظرًا لعدد المستخدمين الهائل فيه. لكن، قد تحتاج أحيانًا لتوسيع آفاقك قليلاً نحو منصّات وقنوات أكثر تخصّصًا وملائمة لك ولمهاراتك.
قد ترغب مثلاً في جذب الانتباه نحو مهاراتك الفنية والإبداعية المتميّزة كونك فنّانًا محترفًا مستقّلاً، هنا قد تكون مواقع مثل DevianArt أو Pinterest أو انستغرام أكثر ملائمة لك، لأنّها تركّز بشكل عام على الفنون البصرية أكثر من غيرها.
اقرأ المزيد: مهارات الفنون البصرية
2- اعرف قيمتك
قبل البدء بتسويق أيّ شيء (بما في ذلك تسويق نفسك)، عليك أوّلاً أن تمتلك رؤية حول السمعة التي تريد بناءها. بمجرّد أن تبدأ ببناء حضورك من خلال وسائط الإعلام الإبداعية أو المحتوى الرقمي أو المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، ستبدأ بتشكيل هويّتك الشخصية التي سيأخذها العملاء المستقبليّون أو المستثمرون أو أرباب العمل عند العمل معك.
لذا احرص على أن تعرف تمامًا ما الذي تريد أن يرتبط اسمك به. هل ترغب في أن يرتبط اسمك بالمرح وخفة الدم؟ أم أنّك تفضّل أن تظهر بمظهر الشخصية المهنية الاحترافية؟
عندما تعرف قيمتك الحقيقية وما تمتلكه من مهارات، حينها فقط سيصبح في وسعك اختيار الصورة المناسبة والهويّة الملائمة التي ترتبط باسمك مستقبلاً.
اقرأ أيضًا: كل ما تحتاج معرفته عن وضع الأهداف Goal Setting
3- كن ذا قيمة لكن لا تكن شخصا ليس أنت
عندما يتعلّق الأمر باكتشاف كيفية تسويق نفسك، عليك أولاً أن تضمن امتلاكك لشيء يمكنك بيع وتسويقه. نحن لا نتحدّث هنا عن أشياء ومنتجات مادّية، وإنما القصد هو امتلاك مخزون من المهارات والمواهب المتفرّدة التي تساعدك في تقديم نفسك للعالم.
عليك إذن أن تبحث وتسعى لسدّ ثغرة ما في السوق. على سبيل المثال، إن كنت مصمّم جرافيك، فكّر في المميزات التي تجعلك مختلفًا عن منافسيك. ربما يمكنك تقديم خدمات تسويقية بالإضافة إلى مهاراتك في تصميم مواقع الإنترنت وإعداد الرسومات الجرافيكية!
أو يمكنك على سبيل المثال أن تقدّم خدمات ترجمة وتدقيق وتحرير أيضًا…
في الوقت الذي قد لا يحبّ فيه أحد أن يُباع شيئًا ما، فإنّ الجميع بلا شكّ يرغب في أن تُحلَّ مشاكله. لذا ابحث دومًا عن طريقة لجعل العالم أفضل من خلال خدماتك بدلاً من التركيز على بيع هذه الخدمات.
أمّا النصيحة الأهم فهي أنّه مهما تنوّعت خدماتك ومهاراتك، احرص دومًا على الحفاظ على أصالتك. لا تكن شخصًا آخر لستَهُ. فالبشر أكثر انتباهًا ممّا تعتقد، وسيكتشفون زيفك على الفور!
اقرأ أيضًا: ما هو الوعي بالذات وكيف تطوره؟
ثانيا: مرحلة تسويق الذات
يشبه التسويق في عالم الأعمال أو الحياة الشخصية إلى حدّ كبير عملية الصيد. حيث أنّك ترمي بالطُعم في الماء وتنتظر قدوم الشخص المناسب ليأخذه. وفي الوقت الذي قد يلجأ البعض لبسط شبكة كبيرة بهدف الحصول على الاستجابة التي يرغبون بها، نجد أنّ البعض يتبّع نهجًا أكثر دقة في استراتيجيات التسويق الذاتي.
يكمن جوهر التسويق الذاتي في الحرص على الحصول على قدرٍ كافٍ من الاهتمام دون الظهور بمظهر البغيض أو اللحوح. لذا فأنت تحتاج إلى:
- حضور قويّ على شبكة الإنترنت.
- شبكة جيّدة من المعارف.
- استراتيجية قوية على أرض الواقع (بعيدًا عن شبكة الإنترنت).
هذه العناصر الثلاثة ستضمنُ لك الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الفرص المتاحة، وبالتالي تحقيق أكبر قدر من تسويق الذات والترويج لها.
إليك فيما يلي بعض الاستراتيجيات الفعّالة التي تضمن لك تحقيق هذا الأمر:
1- ادعم حضورك على منصات التواصل الاجتماعي بتقنيات التسويق الرقمي
كما سبقَ أن وضّحنا أعلاه، تعدّ منصّات التواصل الاجتماعي واحدة من أقوى أساليب تسويق الذات المتاحة في يومنا هذا. لكنها ليست سوى طريقة من بين عدّة أساليب واستراتيجيات. فامتلاكُ مزيج متكامل من عدّة استراتيجيات تتضمّن مدوّنات فيديو منتظمة أو تسجيلات إذاعية أو حتى محتوى مكتوب تُسهم جميعها في جعل هويّتك الشخصية أكثر إقناعًا وتجذب نحوك المزيد من الأنظار.
تحرص إذن على دعم حضورك على منصّات التواصل الاجتماعي المختلفة بمحتوى يتفاعل معه متابعوك من خلال التعليقات أو المشاركات. يمكنك على سبيل المثال القيام بأيّ ممّا يلي:
- نشر الطرائف والنكات على مختلف منصّات التواصل الاجتماعي.
- التعبير عن رأيك الشخصي في القضايا المختلفة التي تهمّك.
- مشاركة الألغاز والألعاب الذهنية على حساباتك المتنوّعة.
- ربط جميع منشوراتك بمحتوى ممتع ومسلّي على مدوّنتك الخاصّة.
اقرأ أيضًا:كيف انشر محتوى فعال على منصات التواصل الاجتماعي؟
اقرأ أيضًا: 10 أنواع للمحتوى تحقق لك آلاف المشاهدات
2- تواصل مع قادة الفكر
في الوقت الذي تفوّقت فيه منصّات مثل فيسبوك وLinkedIn في تسهيل التواصل مع روّاد الصناعات المختلفة، فإنّ ذلك لا يعني أنّ عليك إهمال توسيع شبكة علاقاتك في أماكن أخرى. حيث يوجد العديد من المنتديات والمواقع الإلكترونية المتخصصة والتي تستهدف مجموعات محدّدة.
ابحث دومًا عن أماكن جديدة يمكنك أن تعرض فيها خبراتك ومهاراتك بعيدًا عن منصّات التواصل الاجتماعي، وهنا نجد أنّ المدوّنات المتخصصة في مجالات معيّنة والمجلاّت الإلكترونية العلمية أو الثقافية قد تكون مكانًا ملائمًا جدًا للبدء!
اقرأ أيضًا: ما هي قيادة الفكر وكيف تصبح قائد فكر ناجح؟
3- أضف علامتك الخاصة في كل ما تفعله
من السهل الاعتقاد بأن "العلامة التجارية" أو الـ Brand باللغة الإنجليزية تقتصر فقط على الشركات الكبرى، لكن الحقيقة هي أنّ لكلّ منّا علامته الخاصّة، حتى وإن لم تكن واعيًا بها.
علامتك التجارية هي باختصار سمعتك، أو وجهة نظر الآخرين عنك وعن شركتك أو أعمالك. حينما تبدأ في تسويق نفسك، سيكون أمامك حرية التقرير ما إذا كانت علامتك الخاصّة تعطي الانطباع الصحيح الذي تريده.
أيًّا كانت استراتيجيات تسويق الذات التي تتبعها، احرص دومًا على أن تعبّر عن علامتك الخاصّة، سواءً كان ذلك سيرتك الذاتية، موقعك الإلكتروني الخاص، بطاقتك التعريفية...الخ.
هذا يعني أن تفكّر مليًا في كلّ شيء تصنعه، بدءًا من صيغة الجمل التي تكتبها، الألوان التي تستخدمها وحتى شكل ونوع الخط الذي تفضّله!
يجب أن تعبّر كلها عن شخصيتك وسِماتك الخاصّة المميزة.
اقرأ أيضًا: 7 طرق مثبتة علميا لجذب انتباه الآخرين
4- دافع عن قضية ما
هنالك سبب وجيه وراء أنّ الرواية القصصية قد أصبحت من أهم تقنيات التسويق في يومنا هذا!
يرغب العملاء والزبائن اليوم في التعرّف على العلامة التجارية التي يتعاملون معها قبل أن يتخذوا القرار بشراء المنتج أو الخدمة.
وكذلك الحال مع تسويق الذات، فالآخرون يريدون أن يعرفوا عنك المزيد قبل أن يقرّروا شراء خدماتك أو العمل معك.
إن تمكّنت من إظهار اهتمامك بقضيّة مهمّة والدفاع عنها، قد يكون ذلك لصالحك ويساعدك في الكثير من الأحيان على جذب الاهتمام المناسب نحوك.
عند البدء بتخطيط استراتيجيات تسويق نفسك، فكّر فيما إذا كنت تهتمّ بأمر معيّن أو قضيّة ما تريد التعمّق فيها أكثر والدفاع عنها ومناصرتها.
على سبيل المثال، إن كنت تريد تسويق نفسك كرسّام محترف صديق للبيئة، يمكنك على سبيل المثال المشاركة في فعاليات محلية أو دولية متعلّقة بالاستدامة، أو حضور مؤتمرات وندوات تدعو للحفاظ على البيئة وحمايتها...وقس على ذلك مختلف القضايا الإنسانية الأخرى.
اقرأ أيضًا: كيف تجعل الاخرين يأخذونك على محمل الجد
5- فكر في العروض التقديمية
بما أنّ تسويق الذات يتمحور حول كيفية بيع نفسك (خدماتك ومهاراتك) فمن الطبيعي إذن أن يكون لك عرضك التقديمي الخاصّ.
بعد أن بدأت بوضع خطّة استراتيجية لتسويق ذاتك، وتعرّفت على قيمتك وأهمّ ما تمتلكه وما يجعلك مميّزًا، عليك الآن التفكير في كيفية تقديم كلّ هذه المعلومات وعرضها على العملاء المحتملين (أرباب عمل، مستثمرون...الخ).
يمكن لطريقتك في العرض أن تشتمل عناصر مختلفة مثل العروض التقديمية، أو الأدلة والإحصائيات على أهمّ إنجازاتك وغيرها.
إن كنت تشعر ببعض التوتر والغرابة تجاه تسويق نفسك فحاول التفكير في الأمر على أنّك تسوّق منتجًا معيّنًا وليس شخصًا.
اقرأ أيضًا: أفضل 10 مواقع لإنشاء عروض تقديمية Presentation
اقرأ أيضًا: نصائح لإنشاء عرض تقديمي احترافي
ثالثا: كيف تعثر على أسلوبك الخاص وتحافظ عليه؟
كما سبق أن وضّحنا سابقًا، هنالك خيط رفيع بين تسويق الذات والتباهي، ومن المهمّ أن تعرف متى تتحوّل الثقة إلى غرور. إليك فيما يلي مجموعة من النصائح التي تساعدك للحفاظ على صوتك الخاصّ وشخصيتك الحقيقية بعيدًا عن التباهي:
1- اعرف جمهورك
كما سبق أن وضّحنا، هنالك العديد من المنصّات والقنوات التي يمكنك استخدامها لتسويق نفسك، وأيّا كانت الوسيلة التي تستخدمها، عليك أن تعي أن لكلّ منها جمهورها الخاص المتفرّد.
إن كنت قد قدمّت عرضًا تقديميًا سابقًا، فلا شكّ أنّك تعرف أهميّة إجراء بحث حول جمهورك، ودوره في النجاح أو الفشل.
كلّما عرفت أكثر عن الأشخاص الذين تتحدّث إليهم، أصبح في وسعك تعديل عرضك وتغييره ليتناسب مع اهتماماتهم وتوقّعاتهم.
حينما تتعامل مع الآخرين مباشرة يمكنك قراءة لغة جسدهم وفهم ردّات فعلهم بشكل أفضل.
في حالة التعامل مع الآخرين عبر شبكة الإنترنت، ستحتاج بلا شكّ إلى الاستعانة ببرامج التحليل المتخصصة التي تساعدك على إجراء التعديلات اللازمة مستقبلاً لتحقيق نتائج أفضل.
اقرأ أيضًا: ما هي مهارات التواصل وكيف يمكنك تطويرها
2- لا تتظاهر بالخبرة بل كن خبيرا حقا
يتمحور تسويق الذات بشكل أساسي حول إظهار أفضل ما يمكنك القيام به للآخرين. هذا يعني أنّ عليك بذل كامل جهدك لتظهر نفسك كخبير في المجال الذي تتحدّث فيه.
قد يعني هذا الأمر بالنسبة للبعض مشاركة محتوى ذا علاقة بمجال اهتمامهم باستمرار، في حين قد يلجأ آخرون إلى حضور المؤتمرات وفعاليات التشبيك في مجال معيّن.
لا ضير في استخدام أيّ من الأسلوبين السابقين، على الرغم من أنّ المشاركة في المؤتمرات على وجه الخصوص سيكون فرصة رائعة لتحقيق نجاحات أكبر لك، لكن احرص هنا على أن يكون كلّ ما تشاركه وتقدّمه لجمهورك حقيقيًا وصحيحًا.
تأكّد من دقّة المعلومات التي تنشرها، واحرص على ضرورة فهمها جيدًا قبل نشرها. لا تتظاهر بأنك خبير ومثقف، بل اسعَ لأن تكون كذلك حقًا.
اقرأ أيضًا: تعرف على المهارات البحثية وكيفية تطويرها
3- كن مسليا
لا أحد يرغب في سماع تسجيل إذاعي لمدة 60 دقيقة كاملة تتحدّث فيه عن نفسك ومدى روعتك!
وهنا قد تتساءل: كيف أسوّق نفسي إذن؟
الحيلة تكمن في أن تجمع بين الحديث عن مهاراتك ومميزاتك، وبين تقديم معلومات مسلية ومفيدة. بهذه الطريقة فقط ستتمكّن من جذب الانتباه إليك.
بدلاً من التركيز على الإحصائيات والأرقام الرائعة التي حققتها فقط، حاول أن تحكي قصّة ذات مغزى. يمكنك إيصال نفس المعلومة بأسلوب مختلف أكثر امتاعًا.
ليس هذا وحسب، فاستخدامُ الأسلوب القصصي في تسويق نفسك سيجعلك تبدو أكثر تفرّدًا وتميّزًا، ويدفع جمهورك لمتابعتك والعودة إليك على الدوام.
اقرأ أيضًا: تعرف على على الشخصية الاجتماعية وأهم سماتها
4- كن صادقا ومتواضعا
أخيرًا، فإنّ أهمّ شيءٍ يمكنك القيام به حينما يتعلّق الأمر بتسويق الذات هو الصدق. في الوقت الذي يكون فيه من الرائع مشاركة نقاط قوّتك وقصصك البطولية مع العالم، من المهمّ للغاية ألاّ تنغمس في مدح الذات وألاّ تجعل بطولاتك وأسلوبك القصصي يطغى على الحقيقة.
لابدّ أن تدرك أيضًا أنّه ما من أحد يحبّ الاستماع إلى قصص أو أحاديث تصف مدى روعتك إلى درجة تجعلك معصومًا عن الخطأ. كن متواضعًا في التسويق لنفسك. تحدّث عن المواقف الصعبة التي واجهتك وأظهر لجمهورك أنّك بشر مثلهم، فذلك سيجعلهم يثقون بك أكثر ويتبعون خطواتك، لأنهم سيشعرون بأنّهم هم أيضًا قادرون على تحقيق ما حقّقته، ويستطيعون التفاهم معك في حال حدث أيّ سوء تفاهم أو اختلاف بينكم.
اقرأ أيضًا: ما هي مهارات الذكاء العاطفي التي يتميز بها الناجحون
نصائح أخيرة لمزيد من التفرد في تسويق الذات
بالإضافة إلى ما سبق من طرق واستراتيجيات لتسويقِ الذات، نقدّم لك فيما يلي بعض النصائح الأخيرة التي تضمن تفرّدك وتميّزك في عملية الترويج لنفسك، والتي ستزيد من فرصك في تحقيقك غايتك من عملية التسويق هذه:
1- الأفعال أقوى من الأقوال
على الرغم من أنّه نصيحة كلاسيكية، لكنها حقيقية. ما تقوم به من أفعال أكثر أهميّة بكثير ممّا تقول أنّك فعلته أو ستفعله.
سواءً كنت تسعى لجذب شركاء استثمار أو إلهام متابعيك، أو الحصول على ترقية في عملك، تذكّر دائمًا أن تقديم نتائج حقيقية وتطبيق مهاراتك على أرض الواقع سيسهم في إكسابك الاحترام الذي تريده أكثر من أيّ شيء آخر.
اقرأ أيضًا: ماهي مهارات الإقناع والتأثير وكيف يمكنك تطويرها
2- لا تكن ببغاء!
يمكن لعملية التسويق الذاتي أن تكون صعبة أحيانًا. فأنت تحتاج لإبقاء نفسك في رادار الأشخاص المناسبين ممّا يعني أنّك قد تحتاج في بعض الأحيان إلى تكرار كلامك على مدوّنتك الخاصّة أو من خلال صفحاتك على منصّات التواصل الاجتماعي.
لكن، إن استمررت في التحدّث عن ذات الإنجازات التي حققتها دون القيام بأيّ أمر جديد، فمن المحتمل أن يكون لما تفعله نتائج عكسية، وقد ينفّر الآخرين منك.
تجنّب التكرار، واحرص على الدوام لتحقيق تقدّم ونجاحات مستمرّة. ومشاركتها مع جمهورك… كن متجدّدًا فيما تقدّمه فأنت لست ببغاءً!
3- اخلق لنفسك رؤيا
إن كنت من ذوي الشخصيات الانطوائية، فقد يُسعدك معرفة أنّ إحدى أفضل استراتيجيات تسويق الذات لا تركّز عليك أكثر ممّا تركّز على رؤيتك للمستقبل.
بدلاً من محاولة ترويج نفسك كشخص، ما رأيك أن تروّج لقيمك الخاصة ورؤيتك المتفردة للعالم، أو ربما هدفك الأسمى الذي يمكنك من خلاله تحسين حياة الآخرين من حولك؟
4- قدم النوع على الكم
يوجد في عالمنا اليوم الكثير من الأماكن على شبكة الإنترنت التي يمكنك أن تبني فيها حضورك، ممّا قد يشعرك ببعض الارتباك.
بدلاً من محاولة بناء حضورك في جميع المنصّات والمواقع، ركّز على مجموعة محدّدة منها، وبالتحديد تلك التي تتوافق مع هويّتك الشخصية.
ليس هذا وحسب، احرص على تقديم محتوى مرئي أو مكتوب أو مسموع ذو جودة عالية، ولا تقع في فخّ الكمّ على حساب النوع.
نجد ممّا سبق أنّ جميع استراتيجيات تسويق الذات تتمحور حول إيجاد التوازن بين إظهار مهاراتك وبين التباهي بها. وبقدر ما يبدو أمر عرض المهارات بعيدًا عن الغرور صعبًا، لكنك إن اتبعت النصائح السابقة بحذافيرها، فسوف تتفاجأ بما قد يفتحه لك تسويق الذات الصحيح من أبواب وفرص للتقدّم والتطوّر في كافة النواحي والمجالات، شخصية كانت أو مهنية أو أكاديمية أو غيرها.
للمزيد من المعلومات يمكنكم قراءة مقالنا بعنوان: ما هي مهارات التسويق وكيف أطورها؟
كما يسعكم أيضًا التسجيل في موقعنا ليصلكم كلّ جديد من فرص ومقالات تطوير الذات والمهارات.
المصدر: fabrikbrands
اقرأ أيضًا: مهارات اتخاذ القرار: كيف تصنع مستقبلك من خلال قراراتك
اقرأ أيضًا: المرونة والتكيف: مهارات أساسية للنجاح في سوق العمل!
اقرأ أيضًا: 9 طرق للعثور على أفكار جديدة من أجل مدونتك