الكايزن | تعرف على مهارات التطوير المستمر وكيفية اكتسابها
تكاد مهارات التطوير المستمرّ تصبح الشعار الرئيسي في عالم الأعمال اليوم الذي تتغيّر فيه متطلّبات السوق بسرعة كبيرة. حيث أصبحت هذه المهارة المفتاح الذي يُتيح للشركات البقاء في دائرة المنافسة على المدى البعيد.
لكن هذه المهارة لا تقتصر فقط على عالم الأعمال والشركات الكبرى، بل يتوسّع تأثيرها ويمتدّ إلى مختلف مناحي الحياة الأخرى. فما هو المقصود بالتطوير المستمر بالضبط؟ وكيف تكتسب هذه المهارة وتعزّزها في حياتك الشخصية والعملية؟
هذا بالضبط ما سنعرفه في مقالنا اليوم.
ما هو المقصود بالتطوير المستمر؟
ويُعرف أيضًا بالـ "كايزن". إنها مهارة تُطلق على عملية التحسين المستمر مع مرور الوقت.
ببساطة، تؤمن الشركات التي تتبع مبدأ الكايزن أو التطوير المستمر بأهميّة "التحسين التدريجي" في إتمام جميع مهامّها.
نتيجة لذلك، قد لا يتمّ إتمام مهمّة معيّنة في هذه الشركة مرّة واحدة، وإنمّا من خلال إجراء تحسينات بسيطة وصغيرة في كلّ مرّة حتى يتمّ الوصول إلى النتيجة المطلوبة.
يعود أصل هذا المفهوم إلى الثقافة اليابانية، حيث تعني كلمة "كايزن" أو "Kaizen": التغيير الجيّد باللغة اليابانية. وتنصّ هذه الفلسفة ببساطة على أنّ التغييرات البسيطة تؤدّي إلى إحداث فرق كبير وإيجابي في المؤسسة أو في حياة الشخص الملتزم بهذا المبدأ.
وهذا بالذات السبب وراء تصنيف الكثير من الشركات اليابانية على أنّها الأفضل من حيث مستوى الإنتاجية وجودتها على مستوى العالم أجمع.
ما هي فوائد مهارات التطوير المستمر؟
للكايزن أو مهارات التطوير المستمرّ العديد من الفوائد والمميزات التي يمكننا تلخيصها فيما يلي:
1- تقليل الهدر والنفايات
سواءً كان ذلك في حياتك الشخصية أو في عملك، فإنّك كلّما رغبت في تحسين الأمور من حولك، ستحتاج بداية للتخلّص من كلّ الحمل الزائد غير المفيد لضمان تحقيق نتائج أفضل. ومع اتباع مبدأ الكايزن المعتمد على التغيير المستمرّ، ستجد نفسك تتخلّص من النفايات (الماديّة والمعنوية) بشكل دائم، ممّا يقلّل الهدر ويساعدك لاستغلال الموارد بشكل أفضل على الدوام.
2- رفع الإنتاجية
مع تقليل الهدر، والتخلّص من كلّ ما عديم النفع، ستتحسّن إنتاجيتك وترتفع تلقائيًا. سواءً كان ذلك إنهاء مهامّ أكثر في عملك، أو اكتساب مزيد من الوقت لممارسة هواياتك أو غيرها.
اقرأ أيضًا: 14 طريقة لتزيد انتاجيتك في العمل
3- التركيز على النتائج
الكايزن أو التطوير المستمرّ هو عملية تركّز على النتائج بشكل أساسي. لذا فتطبيقُ هذا المبدأ في حياتك سيساعدك لامتلاك رؤية واضحة حول الهدف أو النتيجة النهائية التي تريد تحقيقها، ومن ثمّ العمل بجدّ كلّ يوم للوصول إليها.
4- رفع الجودة
حينما تكون حياتك بأكملها معتمدة على مبدأ التحسين التدريجي المستمر، فلا شكّ إذن أن جودة ما تقوم به سترتفع وتتطوّر مع مرور الوقت. وسينعكس ذلك على جميع مناحي حياتك المختلفة.
5- مستويات أعلى من الدقة
نظرًا لأن التركيز على تحقيق نتائج أفضل كلّ يوم هو المبدأ الأساسي في الكايزن، فذلك سيجعلك بلا شكّ تقوم بكلّ أعمالك بدقة أكبر، ممّا يقلل نسبة الخطأ.
6- تقليل التكلفة
وهو أمر تلحظه على وجه الخصوص الشركات والمؤسسات التي تعتمد مبدأ الكايزن، حيث أنّه ومع التركيز على الإنتاجية والكفاءة العاليتين، تقلّ التكلفة على هذه الشركات، نظرًا لأنها تحقق مخرجات أعلى دون الحاجة إلى زيادة المدخلات.
7- رفع درجة التنافسية
تكتسب الشركات التي تتبع مبدأ التطوير المستمر "الكايزن" ميزة تنافسية أعلى، ذلك أنها تعمل على تحقيق نتائج أفضل باستمرار، ممّا يجعلها تنافس شركات أقوى وأفضل مع مرور الوقت.
هذا الأمر لا ينطبق على الشركات فقط، فعندما تعيش حياتك مؤمنًا بضرورة التغيير المستمر نحو الأفضل، ستجد أنّ مستواك يرتفع تدريجيًا مع مرور الوقت، وسوف تجد نفسك تتنافس مع أشخاص جدد بمستويات أعلى طوال الوقت.
اقرأ أيضًا:المنافسة في العمل: مميزاتها وسلبياتها
8- بيئة عمل سعيدة
جميع النتائج السابقة المذكورة أعلاه، تقود في النهاية إلى خلق بيئة عمل إيجابية وسعيدة، لأن كلّ موظف يدرك ويؤمن بأنه قادر على إحداث تغيير في الشركة، وأنّ هذا التغيير مهما كان صغيرًا، فإنه مع مرور الوقت سيُحدث فرقًا كبيرًا.
9- استمرار التطور والتحسين
إنّ أفضل ما في مبدأ الكايزن، هو أنّه عملية مستمرّة للأبد، ولا تنتهي. ممّا يعني أنّك وبمجرّد انتهاج هذا المبدأ واكتساب هذه المهارة، ستعتاد عليها، وسَتسعى على الدوام لتحقيق مزيد من التقدّم والتطوّر في جميع مناحي حياتك، ممّا يخلق لك المزيد من النتائج الإيجابية.
كيف أكتسب مهارات التطوير المستمر؟
بعد أن تعرّفت على مفهوم الكايزن ومدى أهميته في الارتقاء بحياتك وفي تحقيق النجاح والوصول إلى الأهداف، قد تتساءل الآن:
كيف يُمكنني اكتساب هذه المهارة؟ وكيف أطوّرها؟
جمعنا لكم فيما يلي 15 نصيحة تساعدكم لتحقيق هذا الأمر، ما عليكم سوى مواصلة القراءة والبدء بالتطبيق في الحال!
1- لا تتمسك بأفضل الممارسات فقط لأنها موجودة منذ الأزل
ستجد في مختلف ثقافات الشركات مهما كانت صغيرة أو كبيرة، نوعًا من التقاليد أو الأنظمة التي تشدّد على احترام ما يُعرف بـ "أفضل الممارسات" وتناقلها من جيل لآخر في الشركة.
تتضمّن هذه الممارسات كلّ شيء، بدءًا من أبسط التصرّفات كالتعريف بالنفس أو طريقة التحدّث مع الزملاء، ووصولاً إلى الأمور المعقدّة الرسمية كالمُراسلات وخطوات تنفيذ مهمّة معيّنة.
لا ضير بالطبع في التمسّك بهذه الممارسات ما دامت إيجابية لا تسبّب الضرر، لكن ليست هذه هي الحال في الكثير من الأحيان.
حينما تصبح هذه الطقوس والعادات والممارسات حجّة للإبقاء على الوضع الراهن كما هو على الرغم من سوئه، يصبح من الضروري الاعتراض عليها والتخلّي عنها.
الأمر لا ينطبق على بيئة العمل وحسب، بل في الواقع يمكنك أن تلحظه في حياتك الشخصية أيضًا. ألم يسبق لك أن سمعت الجمل التالية في كلّ مرة اقترحت فيها تغييرًا أو طريقة أخرى للقيام بالأمور:
- "لطالما كنّا نقوم بهذا الأمر هكذا!"
- "افعل ما يقوله لك من هم أكبر منك، فهم يعرفون أفضل منك ويمتلكون خبرة أعلى".
خلاصة الأمر، مهما كانت العادات والتقاليد وأفضل الممارسات فعّالة ومُجدية، هنالك على الدوام مجال للتحسّن والتطوّر، فلا تتردّد في التخلي عنها إذا ما وجدت ما هو أفضل.
اقرأ أيضًا: كيف أصبح شخصًا منفتحًا
2- تخلى عن الأفكار المتحجرة
كما أنّ المجتمع يمتلك أفكارًا ثابتة حول كيفية سير الأمور، قد نملك نحن أيضًا كأفراد منظومة ثابتة من المعتقدات والأفكار التي يتعيّن علينا أحيانًا تحدّيها والتغلّب عليها.
إنّنا نملك أفكارًا محدّدة حول كيفية القيام بالأمور المختلفة من حولنا، ومنبع أفكارنا في الغالب هو أنّنا اعتدنا على القيام بالأمور على هذا النحو لوقت طويل فأصبحت عادة متأصّلة فينا.
يُقال أنّ الاختبار الحقيقي للذكاء هو القدرة على امتلاك فكرتين متناقضتين في الوقت نفسه، مع إمكانية الاستمرار في التفكير بشكل طبيعي!
أبقِ عقلك منفتحًا دومًا على التغيير. وإن لاحظت في يومٍ ما أنّك أصبحت أكثر تمسّكًا بفكرة معيّنة، ابدأ بسؤال نفسك: ما الذي سيحدثُ لو أنّي غيّرتُ فكرتي هذه أو قمتُ بعكسها؟ بعدها حاول أن تدافع عن هذه الفكرة النقيضة أو الاعتقاد الجديد.
تخلّص من الأفكار المتحجّرة وكن أكثر انفتاحًا على كلّ ما هو جديد.
اقرأ أيضًا: تعرف على مهارة التفتح الذهني وكيفية اكتسابها
3- انظر لكل مشكلة أو عقبة على أنها فرصة
هل تريد الحصول على فرصة كبيرة وعظيمة لتغيّر حياتك؟ ما هو شعورك لو أنّها تجلّت أمامك الآن؟ ألن تفكّر حينها بأنّك محظوظ حقًا وأنّك في المكان المناسب والوقت المناسب؟
حسنًا، مثل هذه الفرص موجود أمامك طوال الوقت! وليس عليك سوى رؤيتها وملاحظتها، جميع المشكلات والعقبات التي تواجهك في حياتك الشخصية أو المهنية ما هي إلاّ فرص للتطوّر والنموّ.
إنّها فرص للعثور على حلول مبتكرة، والمساهمة في إضافة قيمة لعملك وحياتك، وتعلّم أشياء جديدة تساعدك على تجاوز مشكلات مستقبلية.
بدلاً من أن تنظر إلى العقبات التي تعترض طريقك على أنّها مصائب تعيدك للوراء، حاول دومًا اكتشاف الحكمة منها والاستفادة منها لتحقيق مزيد من التقدّم والنجاح.
اقرأ أيضًا: أفضل تقنيات العصف الذهني لحل المشكلات
4- الصعوبات هي وسيلتك لاكتساب الحكمة
إن كنت تريد اكتساب مهارات التطوير المستمر، وتحقيق تحسّن ملحوظ على الدوام، عليك بلا شكّ أن تحصل على المزيد من الحكمة كلّ يوم.
الحكمة هي ببساطة القدرة على التفكير والتصرّف السليم اعتمادًا على المعرفة، الخبرة، الفهم العميق والمنطقي للأمور.
ولسوء الحظ (أو ربما لحسن الحظّ) فإنّ الطريقة الأسرع والأكثر فعالية لاكتساب الحكمة هي من خلال مواجهة الصعوبات والمواقف القاسية.
لا يمكن أن تولد حكيمًا، ويستحيل أن تتخذ قرارات سليمة منذ بداية حياتك، فما يحصل في الواقع هو أنّك ستكتسب الخبرة شيئًا فشيئًا نتيجة مواجهة المواقف الصعبة عدّة مرّات.
اتخاذ القرارات الخاطئة مرة تلو المرّة سيقودك تدريجيًا لاكتساب القدرة على اتخاذ قرارات سليمة وحكيمة. فلا تخف من الوقوع في الخطأ، لأن من لا يخطئ لا يتعلّم ولا يتطوّر.
اقرأ أيضًا: ما هو الوعي بالذات وكيف تطوره؟
5- حافظ على سلوك إيجابي
الحفاظ على سلوك إيجابي هو أحد أهمّ قواعد الكايزن، والسبيلُ الأسرع لاكتساب مهارات التطوير المستمرّ.
عندما تحرص على إبقاء أفكارك إيجابيةً، حينها فقط سيصبحُ في وسعك رؤية الفرص واقتناصُها وبالتالي التطوّر والاستفادة منها.
كذلك، فالحفاظُ على السلوك الإيجابي هو وحده من يساعدك على تحفيز ذاتك وبالتالي خلق التغيير والتحسين.
عندما تسيطر عليك السلبية، ستجدُ نفسك غير قادرٍ على الاستمرار، ستتوقّف عن الابتكار والإبداع، ولن ترى الفرص المتاحة أمامك.
حينما تبني لنفسك عالمًا مليئًا بالأفكار السلبية، فتلك البداية لضياعك وضياع حياتك!
إن كنت ترغب في اكتساب مهارة التطوير المستمر، ابدأ بالتخلص من الأفكار السلبية في الحال، واستبدالها بأفكار إيجابية متفائلة.
اقرأ المزيد: كل ما تحتاج معرفته عن تحفيز الذات
اقرأ أيضًا: ما هي مهارات التفاؤل وكيف تتقنها؟
6- توقف عن خلق الأعذار والحجج
"سواء كنت تعتقد أنّ بإمكانك القيام بأمر ما أو لا، في كلتا الحالتين أنت محقّ!" هنري فورد.
لا تستخدم قوّة عقلك الخارقة في خلق الحجج والأعذار الواهية…. بدلاً من التفكير في الأسباب التي تجعلك غير قادر على القيام بأمر معيّن أو إنجاز مهمّة ما، ابدأ بالبحث عن طرق وسبل مبتكرة لفعل ذلك.
وإن وجدت نفسك عالقًا غير قادر على الخروج بأفكار جديدة، فالخطوة الأولى هي أن تبدأ بتطوير مهاراتك الإبداعية وقدراتك على التفكير المتجدد والمتميّز.
اقرأ المزيد:17 طريقة مميزة لتطوير المهارات الإبداعية
7- قدم الإبداع على رأس المال
وبمعنى آخر، استثمر في أفكارك الإبداعية لتحقيق التحسّن المستمرّقبل الاستثمار في أموالك.
هنالك طريقتان للعثور على أفكار جديدة بهدف خلق التغيير والتطوير في حياتك:
- إمّا أن تستفيد من مالك في تعيين وتوظيف أشخاص جدد يقومون بالمهمّة.
- أو أن تستعين بأفكارك الخاصّة.
في مرحلة ما، سيكون عليك بالطبع اللجوء إلى أصحاب الخبرة والاستفادة من معارفهم. لكن، يجب عليك أن تبدأ بإبداعيتك وأفكارك أنت أوّلاً.
لماذا؟
يحتاج التغيير على المدى الطويل إلى الحافز كي يستمّر. ومالم يتمّ الخروج بأفكار جديدة للتطوّر من داخلك، فذلك يعني على الأرجح أنّك لا تمتلك ما يكفي من الدافعية والحافز...بالتالي لن يستمرّ التطوير لوقت طويل!
مهما كانت خبرة أولئك الذين تستعين بهم كبيرة، ومهما دفعت من مبالغ مالية لزرع ثقافة الكايزن في حياتك الخاصّة والمهنية، فسوف تنهار جهودك سريعًا ما لم تمتلك الحافز الكافي.
تذكّر دومًا، التغيير الحقيقي الدائم يبدأ من الداخل أوّلاً.
اقرأ أيضًا: تعرف على متلازمة المربع المفقود وكيفية التعامل معها The Missing Tile Syndrome
8- ابحث عن الحكمة من عدة أشخاص
في عالم تكنولوجيا المعلومات الذي نعيش فيه اليوم، نجد الكثيرين ممن يركّزون على ضرورة أخذ المعلومة الأفضل على الدوام بمجرّد العثور عليها.
لكن، عليك الانتباه هنا… حاول قدر الإمكان أن تكون انتقائيًا في اختيارك للمعلومات. بدلاً من أخذ الخبرة والحكمة من شخص واحد، اطّلع على آراء متعدّدة.
لكلّ واحد منّا نظرته الخاصّة للعالم، وكلّ واحد يرى الأمور من منظور مختلف عن البقية. لذا كلّما اطّلعت على وجهات نظر متعدّدة وتناولت الموضوع من زوايا مختلفة، ازددتَ قُربًا من إصابة عين الحقيقة.
نتيجة لذلك، سيسعُك فهم المشكلات التي تواجهها على نحو أفضل وبالتالي العثور على حلول أنسب.
ليس هذا وحسب، كلّما تلقيت أفكارًا أكثر، ازدادت قدرتك على الإبداع والابتكار في مختلف مجالات الحياة.
اقرأ أيضًا: كيف أصبح غنيا: عادات بسيطة تحقق لك الثراء في المستقبل
9- استفد من البيانات والمعلومات من حولك
احرص على أن يكون كلّ تغيير تقوم به في حياتك مبنيًا على معلومات وبيانات دقيقة. إذ كيف لك أن تعرف إن كان هذا التغيير هو للأحسن حقًا؟
لا يمكنك أن تفترض ذلك وحسب، فالافتراضاتُ الخاطئة هي السبب وراء كلّ المصائب والمشكلات.
لهذا السبب، وحتى تكتسب مهارة التطوير المستمرّ وتتبنّى ثقافة الكايزن في حياتك، كن مهووسًا بالبيانات والمعلومات! لا تحدث أيّ تغيير في حياتك ما لم تكن واثقًا تمامًا من قدرتك على قياسه وتقييمه بناءً على المعلومات التي تمتلكها عنه.
احرص دومًا على:
- أن تعرف بالضبط ما الذي تريد تغييره وتحسينه.
- أن تحدّد المبادئ والأسس التي سيُبنَى عليها هذا التغيير أو التحسين.
- أن تمتلك أساليب وتقنيات تمكّنك من قياس مدى التغيير وتحديد ما إذا كان إيجابيًا أم لا.
اقرأ أيضًا: ما هي مهارات التحليل والمنطق وكيف أطورها
10- تعلم بالتطبيق على أرض الواقع
تستطيع أن تقرأ 100 كتاب حول كيفية السباحة، لكنّك لن تتقنها ما لم تنزل حقًا في الماء وتحاول أن تسبح!
وكذلك الحال مع كلّ شيء آخر في هذا العالم…
لا يمكنك أن تزرع التغيير، أو تكتسب مهارة التطوير المستمر بالمعرفة النظرية فقط. عليك أن تطبّق على أرض الواقع ما تعلّمته.
لذا، كفاك انتظارًا، وابدأ على الفور في التنفيذ...حتى لو شعرت أنّ الوقت ليس مناسبًا، أو أنّك لستَ مستعدًّا بعد.
لا بأس، حتى وإن فشلت، ستكون تلك فرصتك للتعلّم والتطوّر...تذكّر، الأوقات العصيبة هي الطريق الأسرع لاكتساب الحكمة!
اقرأ أيضًا: مهارات اتخاذ القرار: كيف تصنع مستقبلك من خلال قراراتك
11- اختر الحل الأبسط وليس الأمثل
اليُسر أفضل دومًا من العسر. والبساطة بلا شكّ أحسن من التعقيد.
إحداث تغيير في حياتك أمر صعب حتمًا، لكن إحداث تغيير معقّد يبقى أكثر صعوبة إن لم يكن مستحيلاً أصلاً. لذا، كلّما واجهتك مشكلة ما، اختر الحلّ الأبسط الذي يمكنك البدء بتنفيذه على الفور، حتى لم يكن الأمثل. ذلك أنّ تنفيذ حلّ بسيط بنجاح، سيحفّزك حتمًا للعثور على حلول أفضل وأكبر.
من خلال القيام بهذا الأمر، ستزيد من كفاءتِك لإحداث تغييرات أعقد وتنفيذ حلول أكثر فعالية. تذكّر دومًا: التغيرات الصغيرة ستقود إلى تغييرات أكبر على الدوام، لكن عليك في البداية أن تبدأ بخطوات صغيرة.
لا تخف أبدًا من التقدّم البطيء والتغييرات الصغيرة، ولكن اجعل خوفك من التوقّف التام، وهو ما قد يحصل إن استمررت في التركيز على أنّك يجب أن تقوم بخطوات كبيرة وقفزات هائلة في كلّ مرّة.
اقرأ أيضًا: مهارات التفكير الاستراتيجي
12- ليس عليك تحقيق نسبة 100% من هدفك لأن 50% تكفي!
حينما تتجلّى أمامك طرقٌ جديدة للقيام بالأمور من حولك، قم بتطبيقها على الفور وقيّم النتائج. حتى وإن كان هدفك تحقيق 50% فقط من النتائج التي تسعى عليها.
عندما تحقق هذه النسبة، ستصبح الـ 50% المتبقية في متناولك حتمًا، فالمهمّ هو أن تقوم بالخطوة الأولى.
بالإضافة إلى ذلك، حينما تبدأ بالسير في طريق هدفك، ستبدأ بملاحظة وتعلّم أشياء جديدة وتلقي تغذية راجعة من البيئة المحيطة بك. ممّا يُكسبك القدرة على تعديل خطّتك الأصلية وتغييرها وفقًا لهذه التغذية الراجعة حتى تحقّق النتائج المرجوة.
بمعنى آخر، أنت تتحسّن وتتطوّر باستمرار خلال العملية بأكملها.
من المرجح أن تحقّق ما نسبته 100% من هدفك حينما تبدأ بتحقيق أوّل 50% ثم الاستمرار بناءً على ما تتلقاه من تغذية راجعة، من أن تجعل هدفك تحقيق 100% من الهدف بناءً على خطة عامة وحلول نظرية معقّدة لم تُطبّق على أرض الواقع بعد.
13- إن ارتكبت خطئا قم بإصلاحه على الفور
خلال رحلتك للتحسين والتطوير المستمرّ، سترتكب أخطاءً بلا شكّ، ستفشل، وستكتشف أنّ بعض الأساليب والاستراتيجيات التي اتبعتها أقلّ نفعًا ممّا اعتدت عليه، وأنّ بعضها الآخر غير مفيد على الإطلاق… ستشعُر بالإحباط وقد تسوّل لك نفسك أن تستلم وتفقد الأمل.
لا يجب عليك أن تشعر بالخوف من ارتكاب الأخطاء، لقد سبقَ أن وضحّنا سابقًا في المقال أنّه من لا يخطئ لا يتعلّم، لكن عليك مع ذلك الالتزام بقاعدة مهمّة:
إن ارتكبت خطئًا، قم بإصلاحه على الفور. لا تنتظر أن يكبر أكثر فأكثر ويتحوّل إلى مشكلة خارجة عن السيطرة.
تحلّى بالشجاعة الكافية لتعترف بأخطائك، وتتعلّم منها ثمّ تُصلحها سريعًا كي لا تتفاقم.
اقرأ أيضًا: كيف يحافظ الناجحون على هدوئهم عند ارتكاب الأخطاء الجسيمة؟
14- تذكر: الكايزن عملية مستمرة لا تنتهي
إنّ أفضل ما في ثقافة الكايزن هو كونها عملية مستمرّة لا تنتهي. مهما بلغ حجم التغيير والتطوير الذي تحققه في حياتك، هنالك على الدوام مجال للمزيد من التحسين.
في ثقافة الكايزن، ليس هناك شيء مثل "الوصول إلى القمّة" أو "الاكتفاء بالموجود". عليك دومًا السعي لتحقيق مزيد من التقدّم والتطوّر.
إن البيئة المحيطة بنا تتغيّر وتتطوّر باستمرار، وهدفك يجب أن يكون تحقيق تغيير إيجابي في حياتك أسرع من ذلك الذي تشهده بيئتك.
في اللحظة التي ستتوقّف فيها عن التطوّر، ستبدأ في التراجع والتقهقر.
فكّر في الأمر: ماذا كان سيحصلُ لو أنّ شركة Apple الشهيرة توقّفت عن تطوير منتجاتها، فقط لأنها الشركة الأعلى قيمة على سطح الكوكب؟
على الأرجح كانت لتفلس بعد أعوام قليلة، وتتوارى تحت رمال النسيان!
فهل تريد أن يكون هذا مآلك ومستقبلك؟
على الأرجح أنت لا تفعل...لذا لا تتوقّف!
اقرأ أيضًا: 4 خرافات شائعة حول التأجيل والتسويف
15- استمتع برحلتك لاكتساب هذه المهارة
أخيرًا وليس آخرًا، لا تنسَ أن تستمتع بوقتك وأنت تقوم بإحداث التغيير الإيجابي في حياتك. يجب أن يصبح هذا التغيير جزءًا من شخصيتك، وروتينك اليومي مدى الحياة.
إن لم تكن مستمتعًا بتغيير نفسك وحياتك إلى الأفضل، فسوف تبدو لك مهارة التطوير مجرّد عبء إضافي عليك، ولن يمرّ وقت كثير قبل أن تستلم وتتخلّى عن العملية برمّتها.
كيف تجعل من التطوير المستمرّ أمرًا ممتعًا؟
ببساطة، تذكّر أنّ أهمّ مبدأ في ثقافة الكايزن هو أنّ التغيير مهما كان صغيرًا فهو كافٍ...حتى لو كان بنسبة 1% كلّ يوم.
ليس عليك أن ترهق نفسك، أو أن تحمّل نفسك ما لا طاقة لها به، احرص فقط على إجراء تغييرات بسيطة للغاية بالكاد يمكن ملاحظتها كلّ يوم، وتذكّر أنّك إن تحسنّت كلّ يوم بنسبة 1%، فسوف تحقّق تحسّنا مقداره 37 ضعفًا بعد مرور عام واحد فقط!
ألا يجعل ذلك متحمّسًا للبدء على الفور؟ والاستمتاع بكلّ لحظة من هذه الرحلة المميزة؟
نستنتج ممّا سبق أنّ التطوير المستمر أو الكايزن كما يعرفها عالم الأعمال، يهدف بشكل أساسي إلى تشجيع الأفراد والجماعات على القيام بخطوات صغيرة كلّ يوم لتحقيق قفزات كبيرة على المدى البعيد.
إنها تشبه إلى حدّ كبير قطرات الماء التي تفتّت الصخور، ليس لقوتّها أو شدّتها، ولكن لمُثابرتها واستمراريتها.
في ثقافة الكايزن، تتجمّع الأفعال الصغيرة لتحقّق تغييرات هائلة في الحياة… فهل أنت مستعدّ لتبدأ رحلتك الخاصّة مع الكايزن؟
ما رأيك أن تبدأ سلسلة التغيير بالتسجيل في موقعنا الآن؟ وإن كنت مسجّلاً، فلماذا تجعل من قراءة مقال واحد كلّ يوم عادتك الجديدة الأولى للتحسين والتطوير؟
أو ربّما يمكنك التقديم كلّ يوم على فرصة جديدة من الفرص المميزة المتاحة على الموقع!
سجّل الآن، وابدأ رحلة التغيير مع فرصة.كوم!
المصادر: spica، marketing91
اقرأ أيضًا: فن اليقظة الذهنية | Mindfulness
اقرأ أيضًا: كيف تعثر على هدفك في الحياة؟
اقرأ أيضًا: تعلم فن تسويق الذات