الذكاء العاطفي وفن إدارة المشاعر | بودكاست تطوير الذات بالعربي
من منّا لا يرغب في فهم مشاعره وإدارتها والتحكُّم فيها بشكلٍ فعّال؟ وعلى الرغم من إمكانيّة تحقيق ذلك، إلّا أنّ هذا الأمر ليس سهلًا على الإطلاق. فالتحكُّم في المشاعر مهارة تتطلّب الممارسة والتدريب حتى تصل إلى المستوى المطلوب لتحيا حياة أفضل من الناحية النفسيّة والعاطفيّة. وفي هذا البودكاست، يُناقش الدكتور علوي عطرجي كيفيّة التحكُّم في المشاعر والانفعالات واكتساب الذكاء العاطفي.
يبدأ علوي عطرجي بالحديث عن أنَّ كل شخص يواجه مشاعر مختلفة، وقد لا يكون بعضها مرغوبًا فيه، ولكن من المهم فهم أسبابها ومعرفة كيفية ظهورها. ولتحقيق ذلك، ينصح عطرجي الجميع بطرح أسئلة على أنفسهم حول عواطفهم وما إذا كانوا يشعرون بالرضا عنها أم لا. فالمشاعر هي مصدر للقوَّة ويُمكن تسخيرها لتحقيق نتائج إيجابيَّة، بدلًا من الهروب منها أو كبتها.
اقرأ أيضًا: بودكاست عربي | كيف أصل للذكاء العاطفي ؟
بعد ذلك، يتطرّق عطرجي إلى المشاعر السلبيّة ويذكر أنَّ هناك خمسة مشاعر سلبيَّة أساسيَّة هي: الغضب والحزن والخوف والعار والشعور بالذنب. وهنا يجب النظر إلى الاستفادة التي يُمكن أن تعود علينا من هذه المشاعر السلبيّة. فصحيحٌ أنّها يُمكن أن يكون لها آثار سلبيَّة على الصحة الجسديَّة والعقليَّة، ولكنها تؤدي أيضًا وظائف وقائية، مثل دور الغضب في الدفاع عن حقوق الفرد.
ويُؤكِّد الدكتور علوي على أهميَّة السيطرة على المشاعر السلبيَّة للحفاظ على الصحة النفسيّة والجسديّة، كما يُشجِّع على التفكير الإيجابي كوسيلة للتخفيف من تأثير المشاعر السلبية. وبالطبع لن يتحقق ذلك إلا من خلال الاعتراف بالمشاعر وتقبلها وعدم الهروب منها. فالعواطف هي أمر طبيعي عند البشر ولا داعي للخوف منها، ولكنَّها يُمكن أن تصبح مشكلة عندما تكون مُفرطة أو مُستمرّة أو عندما لا يتم مواجهتها أولًا بأوّل.
اقرأ أيضًا: بودكاست أثر التنشئة على الصحة النفسية
وينصح الدكتور عطرجي الجميع بأنَّه لا ينبغي لهم أن يجلسوا وينتظروا الآخرين لمساعدتهم. وبدلاً من ذلك، فهو يُشجِّعهم على طلب المساعدة المهنيَّة بنشاط، سواءً من خلال الأساليب العلاجية التي تستغرق وقتًا طويلاً أو البدائل الأسرع. ويُشدِّد أيضًا على أنه يجب على الناس التركيز على الحاضر وعدم الخوض في الماضي أو المستقبل، لأن ذلك قد يؤدي إلى معاناة لا داعي لها.
ويناقش عطرجي بعد ذلك الدور الكبير للمشاعر الإيجابيَّة وتأثيرها على حياة الإنسان، ويُؤكِّد على أنَّه حتى لو كان الشخص في موقف صعب، فيجب عليه التركيز على المشاعر الإيجابيَّة حتى لا يشل تفكيره بالمشاعر السلبيّة، وحتى يتسنى له الخروج من هذه المواقف بأفضل استفادة مُمكنة. ولذلك، ينصح العطرجي الجميع بالتدرُّب على تبني المشاعر الإيجابيّة وتدريب العقل على النظر دائمًا إلى النصف المُمتلئ من الكوب، لأنَّ هذه النظرة ستُساعد بشكلٍ كبير في التغلّب على المشاعر السلبيَّة.
اقرأ أيضًا: الحياة تجارب ومواقف | بودكاست في التجربة حياة
ينتقل العطرجي بعد ذلك للحديث عن كيف يُمكن لأفكارنا أن تؤثر بشكلٍ كبير على عواطفنا. ويذكر كيف أنَّه حتى في يوم سيء - عندما يكون العمل مرهقًا أو يواجه المرء رئيسًا صعبًا - فإنَّ التركيز على الأفكار الإيجابيَّة والأشياء التي يشعر المرء بالامتنان لها يمكن أن يغير مزاجه وعواطفه. وفقًا لطبيب يُدعى جون جارناند، فإنّ المشكلة التي نمر بها ليست في المشكلة نفسها، بل في كيفيَّة إدراكنا لها والتعامل معها. فأفكار الشخص هي بوابات المشاعر إليه.
بعد ذلك، يناقش دكتور علوي العلاقة بين المشاعر السلبية مثل الحسد والكراهية وسلوك الشخص، وكيف أنّ هذه المشاعر تنعكس بشكلٍ واضح على السلوك. ويُؤكِّد على أنّ التعامل مع هذه المشاعر هو أمر بالغ الأهميَّة لمنع آثارها السلبية على الفرد والمجتمع ككل.
اقرأ أيضًا: ماذا تفعل الصدمات النفسية بالإنسان؟ | بودكاست بالعربي
وأخيرًا، يتطرّق العطرجي بعد ذلك إلى مفهوم الذكاء العاطفي ودوره في إدارة العواطف وفهم عواطف الآخرين، وتحديد كيفيَّة التفاعل معهم والاستجابة لمشاعرهم. وعلى الرغم من أنَّ بعض الأشخاص قد يتمتعون بمعدل ذكاء مرتفع، إلا أنَّهم قد لا يكونون قادرين على القيادة بفعالية بسبب افتقارهم إلى الذكاء العاطفي الذي هو عنصر حاسم للنجاح، لأنه يمكّن الأفراد من فهم عواطفهم ومشاعر الآخرين، والاستجابة بها بشكلٍ مُناسب.
انطلق في رحلة لـ تعلم البودكاست الآن! ابدأ بتعلم البودكاست من خلال مقالاتنا المميَّزة، كما سنُقدِّم لك شروحات لـ فيديوهات بودكاست بالعربي. تعلّم الآن
انضم الآن إلى منصة فرصة لتتمكن من التقديم على آلاف الفرص المجانية والحصول على أحدث الفرص فور صدورها.
مهندس ميكانيكا باور من مصر، أعمل على تصميم وتطوير أنظمة الطاقة والماكينات التي تعتمد على القوى الحركيَّة. لكن شغفي الحقيقي يكمن في البحث والكتابة، حيث أؤمن أنها وسيلة قوية لنقل الأفكار والتأثير في العالم من حولي.
دائمًا ما أسعى لإلهام الآخرين وتشكيل رؤيتهم حول مواضيع متنوعة مثل التكنولوجيا، الثقافة، العلوم، والتنمية الشخصية. لذلك، اخترت ملاحقة شغفي من خلال عملي في كتابة المقالات على موقع "فرصة"، إحدى أهم منصات صناعة المحتوى في الشرق الأوسط.