التنمر المدرسي | تعريفه، أشكاله، آثاره وكيفية التغلب عليه
يُعد التنمر المدرسي من أشهر الظواهر العالميّة المُنتشرة بين الطُلاب، والتي توجد في مُختلف المؤسسات التعليميّة في جميع أنحاء العالم، لدرجة أنّ منظّمة الـ UNICEF وضعتها ضمن أولويّات أعمالها. تتمثّل خطورة هذه الظاهرة في الآثار النفسيّة طويلة المدى التي تتركها في شخصيّة الطُلّاب الذين يتعرّضون لها. فلا مُبالغة إذا قلنا أنّ الكثير من المُشكلات النفسيّة التي يعاني منها البالغون ترجع إلى المواقف السيئة التي تعرّضوا لها في فترة الطفولة أو المُراهقة، والتي من ضمنها التعرّض لـ التنمر في المدرسة.
لكن لحسن الحظ، التفتت أنظار الكثير من المؤسسات حول العالم إلى خطورة هذه الظاهرة، وبدأت في تكريس الكثير من الجهود للتغلُّب عليها. إذاً، ما هو التنمر المدرسي، وما هي أشكاله، وما آثاره على الطُلّاب، وكيف يمكن مُعالجته والتغلب عليه؟ هذا ما سنناقشه في هذا المقال.
اقرأ أيضًا: التنمر الإلكتروني: مفهومه وطرق مواجهته
ابدأ بتطوير حياتك المهنية والشخصية! اقرأ المزيد من المقالات المميزة في مجال التحفيز وتطوير الذات على منصّة تعلّم. تصفح مقالات تطوير الذات
ما هو التنمر المدرسي؟
يُشير التنمر المدرسي إلى السلوك العدواني المُتكرِّر الذي يحدث بين الطُلَّاب، حيث يستخدم طالب أو أكثر قوتهم أو نفوذهم لتخويف الآخرين أو إيذائهم داخل البيئة المدرسيَّة. يُمكن أن يتخذ التنمر أشكالًا مُختلفة، بما في ذلك التنمر الجسدي واللفظي والاجتماعي، وغالبًا ما يحدث بشكل متكرر مع مرور الوقت، مما يخلق نمطًا من المضايقة والترهيب.
وبحسب تقرير صادر عن منظمة اليونيسف فإن التنمر يتحدد من خلال التأكد من وجود هذه العوامل: القصد، والتكرار، والقوة. إذ إنّ التنمر هو نمط سلوكيّ مُتكرّر، وليس حادثاً منفرداً.
فتتمثّل العوامل الرئيسية للتنمر في أن يكون أحد الطرفان أقوى من الآخر وأن تستمر المُضايقة عن قصد لفترات طويلة وليس لمرّةٍ واحدة. لذلك، لا يتمّ تعريف الحوادث الفرديَّة التي لا تتكرّر أو الصراع بين طالبين مُتساوين في القوّة البدنيّة أو قوّة الشخصيّة - سواءً شخصيا أو عبر الإنترنت - على أنها تنمر.
ولعلّل الذي منح ظاهرة التنمر هذه الأهميّة وجعلها أحد محاور اهتمام منظمة ال UNICEF هو تأثيرها السلبي الكبير على الضحيّة، حيث يُمكن أن يكون للتنمر بأي شكل من الأشكال أو لأي سبب من الأسباب آثار فوريَّة أو متوسطة أو طويلة المدى على النفسيّة.
اقرأ أيضًا: ماذا تفعل الصدمات النفسية بالإنسان؟ | بودكاست بالعربي
أشكال التنمر المدرسي وأنواعه:
يُمكن أن يظهر التنمر المدرسي (التنمر في المدارس) بأشكالٍ وأنواع مختلفة، يُمثِّل كل منها تحديات وعواقب مُختلفة للطُلاب المُعرّضين للتنمُّر. وفيما يلي نبذة عن هذه الأشكال:
- التنمر الجسدي
- التنمر اللفظي
- التنمر الاجتماعي
- التنمر العنصري أو العرقي أو الثقافي
1. التنمر الجسدي
وهو من أشكال التنمر المدرسي الخطرة! يتضمَّن التنمر الجسدي أفعالًا مثل الضرب أو الركل أو الدفع أو أي شكل آخر من أشكال الاعتداء الجسدي الذي يهدف إلى إلحاق الأذى بالطالب الأضعف أو إزعاجه. وغالبًا ما يكون هذا النوع من التنمُّر أكثر وضوحًا وقد يؤدي إلى إصابات واضحة، ولكنَّه قد يكون أيضًا خفيًا، مثل تعثر شخص ما عمدًا أو سرقة ممتلكاته.
ويُمكن أن يحدُث هذا النوع من التنمر في أماكن مُختلفة، بما في ذلك الفصول الدراسيَّة، والممرات، والملاعب، أو في الحافلة المدرسية أو حتى في الشارع بعد الخروج من المدرسة.
تعلّم الآن كل ما تريده حول تخصص علم النفس!
2. التنمر اللفظي
يتضمّن التنمر اللفظي استخدام الكلمات لإيذاء الآخرين أو إهانتهم أو تخويفهم، حيث يُمكن أن يشمل ذلك الشتائم أو المضايقة أو السخرية أو الإدلاء بملاحظات مهينة حول مظهر الشخص أو ذكائه أو خلفيته. يمكن أن يكون التنمر اللفظي ضارًّا بشكلٍ خاص لأنه يهاجم احترام الضحية لذاته ويمكن أن يؤدي إلى ضائقة نفسيّة وشعورًا بالخجل والإحراج وانعدام القيمة مما يؤدي في النهاية إلى عُزلة اجتماعيَّة.
3. التنمر الاجتماعي
وهو من أنواع التنمر في المدارس، يتضمَّن التنمر الاجتماعي التلاعُب بالعلاقات الاجتماعيَّة لاستبعاد أو نبذ أو تقويض الوضع الاجتماعي للضحيَّة داخل مجموعة الزملاء. يُمكن أن يشمل ذلك نشر الشائعات أو النميمة أو استبعاد الضحيَّة من الأنشطة الاجتماعية أو تشكيل مجموعات لعزل الضحية.
يُمكن أن يكون هذا النوع من التنمر خفيًا وسريًا، مما يجعل من الصعب على المعلمين وأولياء الأمور التعرُّف عليه ومعالجته. ويمكن أن يكون له آثار نفسية كبيرة على الطالب الذي يتعرّض له، مما يؤدي إلى الشعور بالوحدة والرفض والعزلة الاجتماعية.
إليك المزيد:أهم المهارات الشخصية التي عليك تعلمها
4. التنمر العنصري أو العرقي أو الثقافي
وهو من أنواع التنمر المدرسي الذي يستهدف هذا النوع من التنمر الطُلّاب على أساس عرقهم أو أصلهم أو جنسيتهم أو خلفيَّتهم الثقافية. يُمكن أن يشمل ذلك استخدام الإهانات العنصرية، أو الإدلاء بتعليقات أو نكات مهينة حول العرق أو الدين لشخصٍ ما، أو استبعاد الأفراد على أساس هويَّتهم الثقافية.
ويُؤدي التنمُّر العنصري إلى إدامة الصور النمطيَّة والتحيُّز والتمييز، مما يخلق مناخًا من العداء والتعصُّب داخل المجتمع المدرسي.
يُمكن أن يكون لكل شكل ونوع من أشكال التنمُّر في المدارس آثار مدمرة على الصحة الجسديَّة والعاطفيَّة والنفسية للطُلَّاب الضحايا، وكذلك على المناخ والثقافة المدرسيّة بشكلٍ عام. لذلك، يتطلَّب التصدي للتنمر اتِّباع نهج واضح من جميع أفراد المجتمع المدرسي لمنع هذه الظاهرة البغيضة.
اقرأ أيضًا: كيف أتحكم في أعصابي وغضبي خلال الصيام في شهر رمضان؟
آثار التنمر المدرسي وأضراره
يُمكن أن يكون للتنمر في المدارس آثار عميقة ودائمة على الطُلَّاب، مما يُؤثِّر على جوانب مختلفة من حياتهم بما في ذلك صحتهم النفسيّة والعاطفيّة وأدائهم الأكاديمي وعلاقاتهم الاجتماعيَّة. وفيما يلي بعض آثار التنمر المدرسي على الطُلَّاب:
- الصحَّة البدنيَّة
- الصحة العاطفيَّة والنفسيَّة
- الأداء الأكاديمي
- التأثيرات الاجتماعيَّة
- التأثيرات السلوكيَّة
- التأثيرات طويلة المدى
1. الصحَّة البدنيَّة
قد يتعرَّض ضحايا التنمر الجسدي لإصابات جسدية فورية مثل الكدمات أو الجروح أو كسور العظام الناتجة عن الاعتداء الجسدي المباشر. أضف إلى ذلك أنّ التعرُّض المزمن للتوتُّر والإجهاد العصبي والنفسي الناتج عن التنمُّر يُمكن أن يضعف جهاز المناعة، مما يجعل الضحايا أكثر عرضةً للأمراض.
كما تشير دراسة صادرة عن NLM إلى أن التنمر على الأطفال يؤثر على أدمغتهم، حيث يعانون من انخفاض في استجابتهم للمكافأة وتعطل منطقة الدماغ المسؤولة عن الذاكرة والتعلم. هذا التعطيل يضعف قدرتهم على التعامل مع التحديات وفهم تجاربهم، ممّا يبرز أهمية تفهم هذه التأثيرات وتقديم الدعم اللازم للأطفال المتضررين.
قد يصاب الضحايا أيضًا بأعراض نفسيَّة جسديَّة مثل الصداع أو آلام المعدة أو القولون العصبي أو آلام العضلات بسبب التوتر المستمر والقلق المرتبط بالتعرُّض للتنمر.
تعرَّف على: كل ما تحتاج معرفته عن الشخصية النرجسية: صفاتها، أنواعها وطريقة التعامل معها
2. الصحة العاطفيَّة والنفسيَّة
يُمكن أن يؤثر التنمر بشكلٍ كبير على الصحة العقلية للطلاب، مما يؤدي إلى تفاقم مشاعر الخوف والقلق والاكتئاب وتدني احترام الذات، كما قد يعانون من ضائقة عاطفية مستمرة، بما في ذلك الحزن والرغبة في الانعزال والوحدة، وهو الأمر الذي سيؤثّر على رفاهيتهم وحياتهم بشكلٍ عام.
علاوةً على ذلك، يُمكن أن يؤدي التنمُّر المُستمر إلى تفاقم حالات الصحة العقلية الحالية أو يؤدي إلى ظهور حالات جديدة، مثل اضطرابات القلق، أو الاكتئاب، أو اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، أو التفكير في الانتحار.
اقرأ أيضًا: ماذا تفعل الصدمات النفسية بالإنسان؟ | بودكاست بالعربي
3. الأداء الأكاديمي
يمكن أن يتداخل التنمر المدرسي مع قدرة الطلاب على التركيز والمشاركة في الفصل، ممّا يؤدي إلى صعوبات أكاديميَّة وضعف التحصيل. كما قد يُعاني الضحايا من انخفاض في أدائهم الأكاديمي بسبب زيادة التغيُّب عن المدرسة أو تجنُّب الأنشطة المتعلقة بالمدرسة هربًا من مواقف التنمر.
يؤدي التوتر المزمن والاضطراب العاطفي الناتج عن التنمر كذلك إلى إضعاف الأداء المعرفي والذاكرة ومهارات حل المشكلات، مما يعيق قدرة الطلاب على التعلُّم والاحتفاظ بالمعلومات.
اقرأ أيضّا: كلمات لا يجب ان تستخدمها في الكتابة الاكاديمية
4. التأثيرات الاجتماعية
يؤثِّر التنمر المدرسي بشكلٍ كبير على العلاقات والتفاعلات الاجتماعية لدى الضحيّة، مما يؤدي إلى الانسحاب الاجتماعي وصعوبة تكوين صداقات موثوقة. وقد يشعر الضحايا بمشاعر العزلة والرفض من أقرانهم، مما يؤدي إلى الشعور بالانفصال عن المجتمع المدرسي وانعدام الانتماء.
يمكن أن يؤدي التنمر كذلك إلى الإضرار بثقة الطُلَّاب بأنفسهم والتأثير بالسلب على مهاراتهم الاجتماعيَّة، مما يجعل من الصعب عليهم التعامل مع المواقف الاجتماعية وإقامة علاقات صحيَّة في المُستقبل.
اقرأ أيضًا: خصائص ومهارات الذكاء الاجتماعي
5. التأثيرات السلوكيَّة
قد يُظهر ضحايا التنمر تغيُّرات في السلوك، مثل العصبيّة وسرعة الغضب كآلية يصنعها العقل للتعامُل مع التوتُّر والصدمة الناتجة عن التعرض للتنمر. كما يُمكن أن يساهم التنمر في تطوير بعض السلوكيّات الإدمانيّة الضارّة مثل تعاطي المخدرات أو تضييع الوقت على أشياء مُلهية وغير مُفيدة كوسيلة للهروب من الواقع أو التعامل مع الألم العاطفي والضيق.
اقرأ أيضَّا: السلوك والذكاء: أيهما أهم لتحقيق النجاح ؟
6. التأثيرات طويلة المدى
يمكن أن تمتد آثار التنمر المدرسي إلى مرحلة البلوغ، مما يؤثر على الصحة العقليَّة والنفسيّة للضحايا وعلاقاتهم ورضاهم عن الحياة بشكلٍ عام. فمن المُحتمل أن يحمل ضحايا التنمر الندوب والآثار النفسيّة والصدمات العاطفيَّة إلى مرحلة البلوغ، مما يؤثر على احترامهم لذاتهم، وثقتهم، وقدرتهم على الثقة بالآخرين.
اقرأ أيضًا: المفاتيح العشرة لتطوير الذات وعيش حياة أفضل
كيفيّة مُعالجة ظاهرة التنمر المدرسي والتغلب عليها
كما ذكرنا، فالتنمر المدرسي يُعد مشكلة خطيرة يمكن أن يكون لها آثار سلبية طويلة الأمد على نفسيّة الطُلّاب وأدائهم الأكاديمي. ويتطلَّب التغلُّب على التنمر في المدارس اتِّباع نهج شامل يشترك فيه الجميع، بما في ذلك أولياء الأمور والمعلمين ومديري المدارس والطُلَّاب أنفسهم. من خلال تنفيذ بعض الخطوات، يُمكننا إنشاء بيئة آمنة للطُلّاب تُحارب سلوك التنمر وتدعم أولئك الذين يقعون ضحايا لهذه الظاهرة. وفيما يلي بعض الخطوات الفعالة للتغلُّب على التنمر المدرسي:
- رفع مستوى الوعي
- تشجيع الإبلاغ
- تقديم الدعم للضحايا
- تدريب المُعلِّمين
- إشراك أولياء الأمور والأوصياء
1. رفع مستوى الوعي
الخطوة الأولى في معالجة التنمر المدرسي هو رفع مستوى الوعي حول آثاره الضارة وأهمية خلق بيئة مدرسية آمنة ومحترمة. لذلك، يجب على المدارس تنظيم حملات توعويّة للطُلّاب والمعلمين وأولياء الأمور لتثقيفهم حول عواقب التنمر وأهمية محاربته لتوفير بيئة مدرسيّة آمنة للطُلّاب.
اقرأ المزيد عن: ما هو الوعي بالذات وكيف تطوره؟
2. التشجيع على الإبلاغ عن التعرض للتنمر
يجب على المدارس تعزيز ثقافة داعمة للطُلّاب الذين يتعرضون للتنمر، حيث لا يتم التسامح مُطلقًا مع التنمر وحيث يشعر الطلاب بالارتياح عند الإبلاغ عن الحوادث دون خوفٍ من الانتقام. فلا شكّ أنّ الإبلاغ عن حوادث التنمُّر لسلطات المدرسة يتيح التدخل المبكر ومنع حدوث المزيد من الضرر للضحية. ومن خلال معالجة التنمر على الفور، يمكن للمدارس التخفيف من الآثار السلبية على الطالب من ناحية ومنع تصاعد سلوك التنمُّر من ناحيةٍ أخرى.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ تشجيع الطُلّاب على الإبلاغ عن التنمر يُحمِّل الطُلاب المُتنمرين المسؤولية عن أفعالهم ويساعد على إرسال رسالة واضحة مفادها أنه لن يتم التسامح مع سلوك التنمر مما يُساعد على ردع الحوادث المستقبليَّة من خلال تحديد العواقب لأولئك الذين ينخرطون في مثل هذا السلوك.
ويجب الأخذ في الاعتبار أنّ الطلاب يحتاجون إلى الشعور بالأمان والثقة عند الإبلاغ عن حوادث التنمر. لهذا، يجب على المدارس إنشاء قنوات إبلاغ مُتعدِّدة، مثل أنظمة الإبلاغ المجهولة، والموظفين الموثوق بهم، لضمان قدرة الضحايا على الإبلاغ عن الحوادث دون خوف من الانتقام. ومن الأهمية بمكان التحقيق في جميع التقارير على الفور واتخاذ الإجراء المُناسب لمعالجة هذه المشكلة.
اقرأ أيضًا: لغة الجسد والثقة بالنفس
3. تقديم الدعم للضحايا
كما ذكرنا، غالبًا ما يعاني ضحايا التنمر المدرسي من مشاكل نفسيّّة وقد يحتاجون إلى الدعم للتعامل مع الموقف. ومن خلال تقديم الدعم، يمكن للمدارس توفير مساحة آمنة للطُلَّاب للتعبير عن مشاعرهم ومعالجة تجاربهم وتلقي المشورة أو العلاج إذا لزم الأمر. كما يُمكن أن يساعدهم هذا الدعم على استعادة ثقتهم بأنفسهم واحترامهم لذاتهم.
ويجب أن تتحمَّل المدارس مسؤولية ضمان سلامة وحماية جميع الطلاب، ومن خلال تقديم الدعم للطلاب الذين يتعرضون للتنمر، تُرسل المدارس رسالة واضحة مفادها أنَّها تأخذ التنمر على محمل الجد ولن تتسامح مع مثل هذا السلوك. وهذا يمكن أن يردع المزيد من أعمال التنمر ويخلق بيئة مدرسيَّة أكثر أمانًا للجميع.
أضف إلى ذلك أنّه عندما يشعر الضحايا بالدعم من المدرسة، فمن المُرجَّح أن يقوموا بالإبلاغ عن الحوادث وطلب المساعدة والمشاركة بنشاط في مبادرات مكافحة التنمر. وبذلك يُمكن للمدارس تشجيع ثقافة الإبلاغ والتدخُّل، مما يسمح لها بتحديد حالات التنمر ومعالجتها على الفور.
اطَّلع على: بودكاست أثر التنشئة على الصحة النفسية
4. تدريب المُعلِّمين
يلعب المعلمون دورًا حيويًا في خلق بيئة إيجابيّة وآمنة للطُلّاب من خلال الاستماع إلى الطُلّاب وتوفير الدعم والحماية اللازمة لهم. لذلك، ينبغي أن يتلقى المعلمون تدريبًا من المُختصين من أجل توجيههم ومُساعدتهم على التعرُّف على سلوك التنمر وكيفيّة معالجته، بالإضافة إلى إكسابهم مهارة حل النزاعات بين الطُلّاب من التدخّل بشكلٍ فعَّال وفوري إذا لاحظوا حوادث التنمُّر لمنع المزيد من الضرر النفسي للضحيّة. فلا شكّ أنّ تدريب المعلمين يُساهم في التعامُل مع حالات التنمر وخلق مناخ مدرسي إيجابي يشعر فيه الطلاب بالأمان والتقدير والاحترام.
إليك الآن: ما هي مهارات حل المشكلات وكيف تطورها؟
5. إشراك أولياء الأمور والأوصياء
يتمتَّع أولياء الأمور بحق أساسي في معرفة أي حوادث قد تؤثر على سلامة ورفاهية أبنائهم أثناء وجودهم في المدرسة، ومن خلال إعلام أولياء الأمور بحالات التنمر، تُمكِّنهم المدارس من دعمهم واتخاذ الإجراءات المناسبة لمعالجة الموقف. بالإضافة إلى ذلك، فالآباء المُطلِّعون على حالات التنمر مُجهَّزون بشكل أفضل للمشاركة بنشاط مع المدرسة والتعاون في استراتيجيات منع التنمر وتقديم الدعم النفسي لأبنائهم.
كما أنّه من خلال إشراك أولياء الأمور في هذه العمليَّة، يُمكن للمدارس الاستفادة من رؤاهم ووجهات نظرهم ومواردهم لتطوير جهود الوقاية والتدخُّل الأكثر فعالية.
علاوةً على ذلك، تُساعد مشاركة المعلومات حول حالات التنمر مع أولياء الأمور في تحديد الأنماط أو المشكلات الأساسية التي تساهم في سلوك التنمر، حيث يُمكن للوالدين تقديم رؤى قيمة حول سلوك أطفالهم وعلاقاتهم وتجاربهم خارج المدرسة، والتي يمكن أن تُفيد المدرسة في التعامل مع حالات التنمُّر.
اكتشف آفاق جديدة تصفّح عشرات المقالات المميزة والممتعة، وأَثْرِ مخزونك من المعلومات الثقافية المفيدة. تصفّح مقالات الثقافة العامة
ختامًا، بحثنا في هذا المقال عن ظاهرة التنمر المدرسي وأشكالها وآثارها العميقة، مع تسليط الضوء على العواقب العاطفيَّة والأكاديمية طويلة المدى التي يمكن أن تحدثها على الطُلاب. وبالرغم من توافر الحلول التي يُمكن البدء في تطبيقها، فإنَّ الطريق للتغلب على التنمر ليس سهلًا على الإطلاق، ويتطلَّب اهتمامًا كبيرًا من المدرسة والأسرة على حدٍ سواء.
لذلك، دعونا نتكاتف ونعمل معًا لخلق ثقافة لا مكان فيها للتنمر، ونضمن حصول كل طالب على الفرصة للتعلم والنمو في بيئة تغذي رفاهيته وتعترف بقيمته. وبينما نسعى جاهدين للقضاء على التنمر، يجب أن نتذكر أن إحداث التغيير هو رحلة مستمرة. ومن خلال المُشاركة بنشاط في القضاء على هذه الظاهرة وقيام كلٌ بدوره، يُمكننا تمهيد الطريق لبيئة نفسيّة إيجابيّة للطُلّاب، حيث ينتصر التعاطف واللطف على القسوة والترهيب.
اقرأ أيضًا: الشخصية المترددة: أسبابها وكيفية التعامل معها
اقرأ أيضًا: الشخصية القوية: من هي وما هي سماتها؟
اقرأ أيضًا: مقدمة حول علم النفس الاجتماعي
المصادر: mcleanhospital، prevnet، vic