الابتكار الأخضر: تحديات وفرص لمدينة عمان
"أدبي أو علمي؟" سؤال لطالما اعتدنا على سماعه خلال السنوات الأخيرة من رحلتنا الأكاديمية في المدرسة، وفي حال النجاح مع معدل جيد أو ممتاز، يُطرح التساؤل عن التخصص بذات المنظور الضيق: "هندسة؟ تكنولوجيا معلومات؟ طب؟ محاماة؟ محاسبة؟" تعّددت الخيارات قليلا مقارنة بالعقود الماضية حيث كان السؤال المعهود آنذاك: "هندسة ولا طب؟"! (وكأن الأوطان تبنى بدون المزارعين، والمعلمين، والأدباء، والفنانين، والباحثين، والتجار، والصحفيين، والحرفيين، والمهنيين وغيرهم الكثير، وبمساهمةِ جميع أفراد المجتمع: شباب وشابات، رجال ونساء، وأصحاب الهمم، ومن اضطروا لترك أوطانهم من اللاجئين).
أمّا السؤال الذي قلّما نسمعه عندما يبدأ أحدنا مسيرته المهنية فهو: "ما الأثر الإيجابي الذي يمكنني أن أحققه في مدينتي ومجتمعي؟". يمكن لهذا السؤال أن يتحوّل إلى مفتاح للوصول إلى حياة مهنية تعود بالفائدة على الفرد، والمجتمع، والوطن على حد السواء. حيث يقول الشاعر الأمريكي المشهور "روبرت فروست" في أشهر قصائده: "الطريق الذي لم يسلكه أحد":
تشعب طريقان في غابة صفراء
وأنا سلكت أقلهما ارتيادًا
وهذا هو ما أحدث كل الفارق
هذا هو درب الابتكار والريادة المجتمعية، والذي يندرج تحته طريق الابتكار الأخضر (أي الذي يراعي الجوانب البيئية، والاقتصادية، والاجتماعية). لكن ما فائدة سلوك الطريق غير المألوف، الذي قد يكون محفوفًا بالمخاطر؟
إذا كان الدافعُ من وراء ذلك هو معالجة مشكلة مجتمعية أو بيئية ملحّة، أو تحقيق أثر إيجابي على مستوى الحي أو المدينة أو المحافظة، فإنه من المتوقع أن تتكلل الجهود بالنجاح إذا ما رافقتها عوامله المعهودة من مثابرة، والتزام، وروح الفريق، وإلمام بالجوانب الفنية والإدارية والمالية.
أمّا الفائدة الأكبر فسوف تتحقق إذا ما تمّ وضع أهداف واضحة لتحقيق وقياس الأثر بصورة شمولية، ليس فقط على مستوى الربح المادي وإنما أيضا الأثر على المجتمع (من حيث عدد الوظائف للفئات المهمشة مثلا)، أو الآثار الإيجابية على البيئة (من حيث تقليل انبعاثات الكربون، أو النفايات، أو استهلاك الموارد من مياه وطاقة، على سبيل المثال).
اقرأ أيضًا: أفضل الجامعات الصديقة للبيئة في العالم
لكن ما هي مجالات الابتكار الأخضر الممكنة في مدينة عمان؟
نقف بداية عند "الخطة الوطنية للنمو الأخضر" التي أصدرتها وزارة البيئة في 2017، وأتبعَتها في 2020 بإصدار الخطط التنفيذية لـ 86 مشروعًا ومقترحًا لتطوير سياسات لأهم القطاعات الاقتصادية في الأردن التي تشمل:
- المياه
- الطاقة
- الزراعة
- السياحة
- النقل
- النفايات
تتقاطع جميع هذه القطاعات مع أهم المجالات المستهدفة ضمن "الخطة التنفيذية للمدينة الخضراء" التي سيتم إطلاقها قريبا لمدينة عمان، والتي تتطرق أيضا لأهمية التكيف مع التغير المناخي في عمّان، الذي يصاحبه عدة آثار منها ارتفاع درجات الحرارة وزيادة في الأمطار اللحظية، وبالتالي خطر الفيضانات.
فرص في الأردن تصفح جميع فرص الدراسة والعمل والتدريب المتاحة في الأردن قدم على فرص في الأردن الآن
أمام مدينة عمّان مجال واسع لتصبح وجهة للابتكار الأخضر على مستوى المنطقة، من خلال مبتكرين يعملون على تحويل التحديات البيئية الى فرص اقتصادية، على سبيل المثال لا الحصر:
- أساليب إعادة استخدام المياه أو زيادة كفاءتها لمواجهة أزمة شح المياه.
- "الحلول المبنية على الطبيعة" للتخفيف من الآثار المدمرة للفيضانات اللحظية
- الحلول ذكية لإعادة تدوير النفايات.
- أساليب النقل المشترك والمستدام لتحسين نوعية الهواء وتقليل الانبعاثات.
بالإضافة إلى الكثير من الأفكار المبتكرة التي تنتظر الجيل القادم من المبتكرين "العمّانيين" الخضر القادرين على تحقيق التغيير الايجابي اليوم وللأجيال القادمة.
شاركونا رأيكم ومقترحاتكم حول الممارسات الأخرى التي قد تسهم في جعل العاصمة عمّان أو أيّ مدينة أخرى منطقة خضراء صديقة للبيئة، ولا تتردّدوا في قراءة مقالنا حول أفضل 10 مدن صديقة للبيئة في العالم.
اقرأ أيضًا: ما هي تخصصات المستقبل الخضراء؟
اقرأ أيضًا: قائمة بأفضل 10 مسابقات بيئية عالمية
للمزيد من المقالات الممتعة والفرص المميزة، لا تنسوا التسجيل في فرصة.كوم ليصلكم كلّ جديد.
تمّت كتابة هذا المقال من قبل شدى الشريف: مؤسسة SustainMENA ومستشارة في مجالات التغير المناخي والاستدامة