أيهما أفضل الدراسة في بريطانيا أم الدراسة في أمريكا؟
عند اتخاذ قرار الالتحاق بجامعة في الخارج للدراسة، هنالك بالطبع العديد من العوامل التي يجب أخذها بعين الاعتبار. كأن تحدّد التخصص الذي ترغب في دراسته، أو طبيعة الجامعة التي تريد الالتحاق بها، هل تفضّل الجامعات الكبرى التي تمنحك شعورًا بأنك جزءٌ من شيء عظيم، أم تميل للالتحاق بجامعات أصغر تشعرك بالانتماء؟
لكن، قبل الإجابة عن جميع هذه التساؤلات لابدّ أن تتخذ قرارًا بشأن الدولة التي ترغب في الدراسة فيها أوّلاً. وهنا ستكون كلّ من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا على رأس قائمة البلدان التي تفكّر فيها.
على الرغم من أنّهما تتشاركان اللغة ذاتها، غير أنّ هذين البلدين يختلفان عن بعضهما البعض في الكثير من النواحي الثقافية والاجتماعية وحتى في مجال التعليم والدراسة. وكلّ منهما يقدّم لك تجربة مختلفة عن الآخر. فأي البلدين تختار؟
في مقال اليوم، سنتطرّق للحديث عن أهم الفروقات بين تجربة الدراسة في أمريكا وتجربة الدراسة في بريطانيا. لنترك لك الخيار في نهاية المقال كي تحدّد أيّ البلدين أنسب لك.
تعرّف على فرص السفر الى الخارج المتاحة على موقع فرصة
نبذة عن أعداد الطلاب الدوليين في بريطانيا وأمريكا
تسعة من بين أفضل 10 جامعات عالميًا تقع إمّا في الولايات المتحدة الأمريكية أو بريطانيا، وذلك بحسب تصنيف الـ QS للجامعات 2020. حيث يبلغ عدد الطلاب الدوليين الملتحقين بجامعات أمريكا ما يزيد على مليون طالب سنويًا، في حين تستقبل بريطانيا أكثر من 440 ألف طالب دولي كلّ عام.
ونظرًا لأن نظام التعليم العالي في بريطانيا أصغر من الولايات المتحدة، فإن هذه الأرقام تعني أنّ ما نسبته 19% من الطلاب في بريطانيا هم طلاب دوليون، في حين أنّ 5.5% فقط هم طلاب دوليون في أمريكا.
الدراسة في بريطانيا أم الدراسة في أمريكا
فيما يلي أهمّ الفروقات التي يمكنك أن تلمسها في تجربة الدراسة بين كلّ من أمريكا وبريطانيا:
أولاً: أسلوب التدريس
- في أمريكا سيرافقك المدرّسون في كلّ خطوة من مسيرتك الأكاديمية، ويزوّدونك بالخبرات اللازمة لتحقيق النجاح، أما في بريطانيا، فسوف تكون مسؤولاً عن قراراتك الأكاديمية، وستجد أنّ المناهج التدريسية تعتمد على الجانب النظري أكثر من العملي.
- توقّع الكثير من مشاريع البحث والواجبات الدراسية والامتحانات الفجائية في نظام التعليم الأمريكي، في حين أنّك ستتمتّع بحرية وسلام أكبر في نظام التعليم البريطاني لتحدّد أفضل أسلوب دراسي لك. لكن يُتوقّع منك أيضًا تقديم عدد من العروض التقديمية وأوراق البحث.
- في أمريكا، يمكنك اختيار تخصصك الجامعي في السنة الجامعية الثانية، حيث تستطيع تجربة عدد من المواد الدراسية في تخصصات مختلفة خلال السنة الأولى من الدراسة. في حين أنّ الأمر مختلف في بريطانيا، إذ يتعيّن عليك تحديد تخصصك منذ العام الأول والالتزام به طوال سنوات الدراسة.
اقرأ أيضًا: 7 اسباب للدراسة في امريكا | الولايات المتحدة
ثانيًا: مدّة الدراسة
- تستغرق دراسة البكالوريوس في الولايات المتحدة الأمريكية أربع سنوات بشكل عام، في حين أنّ الحصول على درجة البكالوريوس في بريطانيا يستغرق ثلاث سنوات فقط. ويمكن للطلاب في بريطانيا تأجيل الدراسة لسنة واحدة بعد دخول الجامعة وهو ما يعرف بالـ Gap Year، حيث يسعهم خلالها السفر إلى الخارج أو الالتحاق بفرص التدريب العملي أو العمل لتوفير تكاليف الدراسة.
- في الولايات المتحدة، يمكن للطلاب الحصول على درجة الدكتوراه مباشرة بعد البكالوريوس، غير أنّ الأمر مختلف في بريطانيا فلا يمكنك التسجيل في برنامج الدكتوراه دون المرور بدرجة الماجستير.
اقرأ أيضًا: ميزات الدراسة في بريطانيا وأفضل المدن الدراسية في بريطانيا
ثالثًا: نظام الدرجات
- نظام الدرجات العلمية في الولايات المتحدة الأمريكية بسيط بشكل عام، حيث يتمّ استخدام الأحرف: A، B، C، D و F للتعبير عن العلامات. حيث أنّ A هي العلامة الأعلى و F هي الأدنى. وهو أسلوب تقليدي شائع في الكثير من المؤسسات التعليمية حول العالم، حيث أنّ علامة 90 تعتبر ممتازة، 80 جيّدة، 70 مقبولة وما دون ذلك ينبئ بالفشل والرسوب.
- في بريطانيا يختلف نظام العلامات حيث يتم استخدام النسب المئوية للتعبير عن الأداء الأكاديمي كما هو موضح في الجدول التالي:
العلامة | التقدير |
70%-75% | التميّز أو Distinction |
60%-69% | الاستحقاق أو Merit |
50%-59% | النجاح أو Pass |
50% فما دون | الرسوب أو Fail |
يمكنكم معرفة المزيد من خلال قراءة مقالنا المفصّل حول نظام الدرجات العلمية في المملكة المتحدة.
رابعًا: تكاليف الدراسة والمعيشة
إحدى أهمّ الأمور التي يتعيّن عليك التفكير فيها قبل اتخاذ قرار الدراسة في الخارج هو تكاليف الدراسة والمعيشة بالطبع. وعلى الرغم من أنّ الرسوم الدراسية مرتفعة في كلا البلدين غير أنّ تكاليف الدراسة في بريطانيا أقلّ من الولايات المتحدة الأمريكية.
- تبلغ تكاليف الدراسة للطلاب الدوليين في بريطانيا حوالي 16000 دولار سنويًا، في حين قد تصل تكاليف الدراسة في أمريكا إلى 25000 دولار في الجامعات الحكومية و 34000 دولار في الجامعات الخاصة.
- تقدّم كلّ من أمريكا وبريطانيا العديد من المنح الدراسية للطلاب الدوليين، حيث تشتهر الولايات المتحدة بمنح فولبرايت السنوية، في حين أنّ منح تشيفننغ لدرجة الماجستير هي الأشهر في بريطانيا بالإضافة إلى العديد من المنح الجامعية الأخرى التي يمكنك اختيار ما يناسبك منها وبالتالي تخفيف أعباء الدراسة عليك.
- في الجامعات الأمريكية ستحتاج إلى شراء الكتب والمقررات الدراسية أيضًا وهو أمر قد يكون مكلفًا بعض الشيء، أمّا في بريطانيا فيمكنك في بعض الحالات أن تتخلّى عن هذا الأمر، لأن أغلب المدرّسين ينشرون المواد الدراسية والمناهج عبر الإنترنت.
- السكنات الطلابية أكثر شهرة في بريطانيا منها في الولايات المتحدة الأمريكية. غير أنّ العثور على شريك سكن في أمريكا أسهل بكثير، حيث أنّ أغلب الغرف أو السكنات المتوفرة في بريطانيا تكون فردية. فليس من المعتاد لدى البريطانيين أن يسكنوا مع الغرباء.
- تكاليف المعيشة في كلّ من بريطانيا وأمريكا تكون في الغالب مرتفعة في المدن الكبرى كعواصم البلدين مثلاً وتقلّ تدريجيًا في الضواحي والمدن الأصغر.
اقرأ أيضًا: افضل 10 جامعات في بريطانيا
خامسًا: الحياة الجامعية والأنشطة المتوفرة
من المهمّ أن تدرك أنّ تجربة الحياة الاجتماعية خارج القاعات الدراسية تختلف اختلافًا كبيرًا بين البلدين، في الوقت الذي ستُشعرك فيه الحياة الجامعية في بريطانيا وكأنك في مدرسة Hogwarts الشهيرة من روايات هاري بوتر، ستجد أنّ الحياة في أمريكا عبارة عن مجموعة كبيرة من الأندية والنشاطات الاجتماعية الواسعة.
- تولي الجامعات الأمريكية أهمية كُبرى للأنشطة الرياضية، وتقدّم العديد من المنح الدراسية للمتفوقين رياضيًا. كما أنّ اللاعبين في الفرق المختلفة لا يمكن أن يصلوا للاحتراف إذا لم يشاركوا في الفرق الرياضية الجامعية.
- تقدّم الجامعات البريطانية العديد من النشاطات الرياضية والأندية التي يمكن للطلاب الالتحاق بها، غير أنّ الفعاليات الرياضية الجامعية لا تلقى شهرة واسعة كما هو الحال في أمريكا.
- أشهر الرياضات الأمريكية في الجامعات هي الرجبي، في حين أنّ أشهر الرياضات البريطانية تتمثّل في كرة القدم، التنس والكريكيت.
اقرأ أيضًا: الدراسة في بريطانيا: افعل وتجنب التالي
كانت هذه أهمّ الفروقات ما بين التجربة الدراسية في أمريكا وبريطانيا، حيث يمكنك أن تختار ما يناسبك منها. فإن كنت مهتمًا بإنهاء دراستك في وقت أقل، ستكون بريطانيا خيارك على الأرجح، في حين أنّك إن كنت تسعى للاحتراف رياضيًا فالجامعات الأمريكية ستدعمك أكثر من البريطانية، وهكذا عليك أن تبدأ بتحديد ميولك واهتماماتك ومن ثمّ اتخاذ القرار بشأن البلد المناسب لك. فماذا تفضّلون يا تُرى؟ شاركونا إجاباتكم من خلال التعليقات، ولا تنسوا التسجيل في موقعنا لتصلكم أحدث فرص المنح الدراسية في بريطانيا وأمريكا.
المصادر: gooverseas، hotcoursesabroad، blog.ivywise
اقرأ أيضًا: ما هي اهم المنح الدراسية في بريطانيا
اقرأ أيضًا: الهجرة والدراسة في امريكا - انواع التأشيرات الامريكية
اقرأ أيضًا: كل ما تحتاج الى معرفته حول الهجرة الى كندا