أجمل 7 قصص عن الصبر فيها الكثير من العبر!
دائمًا ما يُنظر إلى الصبر باعتباره أحد أهم الصفات والفضائل في حياة الإنسان، فهو القوة الهادئة التي تسمح لنا بتحمُّل المصاعب، والتغلُّب على العقبات، وتحقيق أهدافنا في نهاية المطاف. وفي عصر غلب فيه التشتُت والتسرُّع على حياتنا، حيث أصبح الجميع يبحث عن النتائج الفوريّة، يُصبح تعلُّم فضيلة الصبر أفضل ما يُمكن أن يُقدمه الإنسان لنفسه.
في هذا المقال، نستكشف سبعًا من أجمل القصص عن الصبر - كلٌ منها لها رسالتها الفريدة. من الأبطال الحقيقيين الذين غيروا مجتمعاتهم إلى الحكايات الخياليّة التي تُلهم التأمُل، تُوضِّح هذه القصص أنّ الصبر لا يتعلق فقط بالانتظار، بل يتعلق بالتحمُّل، والسيطرة على شتات العقل، والتعلُّم من خلال الخبرة، والإيمان بالذات!
اقرأ أيضًا: أجمل 5 قصص نجاح ريادية قصيرة ملهمة
استمتع بالمزيد من القصص القصيرة الملهمة! اقرأ المزيد من القصص القصيرة ذات العبر والدروس العميقة على فرصة.كوم تصفح جميع القصص
7 قصص واقعية عن الصبر
في هذا المقال، سنقوم برحلة شيقة عبر مجموعة من القصص القصيرة الواقعية التي تستعرض قيمتين أساسيتين في حياة الإنسان: الصبر والفرج. سنستكشف معًا كيف أن هذه القيم كانت حجر الأساس لنجاحات عظيمة، وكيف أنها قادرة على تحويل التحديات إلى فرص.
القصة الأولى: صبر نيلسون مانديلا
تُعد قصّة حياة نيلسون مانديلا - الثوري المناهض لنظام الفصل العنصري والرئيس السابق لجنوب أفريقيا - واحدة من أكثر القصص المُلهمة عن أهميّة الصبر. كان مانديلا شخصيّة رئيسية في النضال ضد نظام الفصل العنصري القمعي، الذي فرض الفصل العنصري والتمييز في جنوب أفريقيا. وقد ظلّ مانديلا ينادي بالمساواة ويدافع عن حقوق الإنسان حتى تمّ اعتقاله في عام 1962، وحُكم عليه لاحقًا بالسجن مدى الحياة بسبب نشاطه السياسي هذا.
أمضى مانديلا 27 عامًا في السجن، مُعظمها في ظروف قاسية في جزيرة روبن، حيث تعرَّض للأشغال الشاقّة والعزلة. وعلى الرغم من الظلم والمعاناة التي تحمّلها، ظل مانديلا صبورًا ومُلتزمًا برؤيته لجنوب أفريقيا الحرّة التي لا تُفرق بين أحد من مواطنيها. وبدلاً من إضمار الحقد في نفسه أو السعي للانتقام، استخدم مانديلا وقته في السجن للتفكير والدراسة وتنمية مهاراته القياديّة.
خلال تلك الأعوام السبع والعشرين، كان المشهد السياسي في جنوب أفريقيا يتغيّر ولكن ببطء، حيث كانت الضغوط الدوليّة تتزايد ضد نظام الفصل العنصري، وكانت المقاومة داخل البلاد تنمو. وحتى عندما بدا أن الأمل في التغيير ضئيل، لم يفقد مانديلا صبره قط. فقد رفض الاستسلام لليأس أو الكراهية، مُدركًا أن التسرُّع في الانتقام العنيف لن يؤدي إلّا إلى تعميق جراح أمته. وفي عام 1985، عرضت الحكومة إطلاق سراحه إذا نبذ العنف، لكن مانديلا رفض، مُعتقدًا أن مثل هذه التسوية من شأنها أن تخون قضيته.
وفي عام 1990، وبعد عقود من النضال والصبر، أُطلق سراح مانديلا أخيرًا من السجن، ولم تكن سنوات الانتظار الطويلة قد أضعفت من فكرته أو عزمه. وبدلاً من السعي إلى الانتقام، اختار مانديلا طريق المصالحة، مدركاً أن الشفاء الحقيقي لجنوب أفريقيا لا يمكن أن يأتي إلا من خلال السلام والوحدة. وعمل بلا كلل للتفاوض على إنهاء نظام الفصل العنصري، وأظهر صبرًا كبيرًا ومغفرة تجاه أولئك الذين اضطهدوه هو وعرقه لفترة طويلة.
وفي عام 1994، عقدت جنوب أفريقيا أول انتخابات ديمقراطيّة، وانتُخِب مانديلا أول رئيس أسود للبلاد. وقد تميّزت قيادته خلال هذه الفترة بالتزامه بالمصالحة الوطنية، حيث سعى إلى سد الفجوات العميقة بين الأعراق، وتشجيع التسامح بدلاً من الكراهية، والعمل على بناء مجتمع حيث يُمكن لجميع مواطني جنوب أفريقيا، السود والبيض، أن يعيشوا في سلام.
العبرة من القصّة:
تعلمنا قصة حياة نيلسون مانديلا أنّ الصبر - إلى جانب المثابرة والتسامح - هو أمر ضروري للتغلُّب على الظلم. حتى في مواجهة القمع، سمح له صبره بالتركيز على الصالح العام، وبذلك، لم يحرر نفسه فحسب، بل حرر أمته بأكملها. لم يكن صبره خلال 27 عامًا من السجن انتظارًا سلبيًا، بل كان صبرًا نشطًا، مليئًا بالهدف والاستعداد للمهمة الضخمة المتمثلة في قيادة أمة منقسمة إلى السلام!
اقرأ أيضًا: قصة نجاح ستيف هارفي | من هو ستيف هارفي؟
القصة الثانية: شجرة الخيزران الصينيّة
تبدأ القصّة عندما يقوم مزارع صيني بغرس بذرة خيزران صغيرة في الأرض. بعد ذلك، يقوم المزارع بروي الغرس والعناية به كل يوم تمامًا مثل أي نبات آخر. ومع ذلك، فإنّ ما يجعل زراعة شجرة الخيزران فريدة من نوعها هو أنّه في العام الأول لا يبدو أنّ شيئًا يحدث على الإطلاق! يستمر المزارع في ري التربة كل يوم، لكنّ البذرة لا تُظهر أي علامات على النمو.
خلال العام الثاني، لا يزال المزارع مجتهدًا، يسقي التربة بدون سأم كل يوم. ومع ذلك، لا توجد نتائج مرئيّة فلا براعم ولا أوراق ولا أي علامة على الحياة فوق الأرض. عند هذه المرحلة، قد يستسلم العديد من الناس مُعتقدين أن جهودهم قد ضاعت. ومع ذلك، يظل المزارع صبورًا ويواصل الروتين اليومي المُتمثل في سقي التربة. يمر العام الثالث، والعام الرابع أيضًا. ومع ذلك، لا توجد أي علامة على النمو فوق السطح! وبالرغم من هذا، يُواصل المزارع ري البذرة كل يوم دون انقطاع ولا ملل!
ثم في السنة الخامسة، تحدث المعجزة، ففي غضون ستة أسابيع فقط، تبدأ شجرة الخيزران في النمو حتى تصل إلى ارتفاع يزيد عن 90 قدمًا في السماء. إذًا، ماذا الذي كان يحدث خلال كل تلك السنوات من الخمول الواضح؟ تحت السطح، كانت شجرة الخيزران تنمو بنظام جذري قوي ومُعقّد بشكل لا يصدق يُمكنه دعم نموها السريع بمجرد اختراقها التربة في النهاية. فبدون تلك السنوات من النمو غير المرئي، لم يكن الخيزران ليحظى بالأساس القوي اللازم للوصول إلى مثل هذه الارتفاعات المُذهلة.
العبرة من القصّة:
تُعلمنا قصة شجرة الخيزران الصينيّة أن الصبر والمثابرة ضروريّان للنجاح، حتى عندما لا تكون النتائج الفوريّة مرئيّة، فغالبًا ما يتطلّب النجاح فترات طويلة من التحضير والجهد غير المرئي. تمامًا مثل المزارع، يجب أن نثق في أنفسنا ونستمر في العمل نحو أهدافنا، حتى عندما يبدو التقدم بطيئًا أو غير موجود. في النهاية، سنحصل على ما نريد وفي لحظةٍ قد لا نتوقعها!
اقرأ أيضًا: من هو إيلون ماسك؟ | قصة نجاح إيلون ماسك
القصّة الثالثة: مثابرة أبراهام لينكولن
تتحدّث هذه القصّة عن الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة، وأحد أقوى الشخصيّات السياسيّة في التاريخ. قبل الوصول إلى مكانته السياسيّة، واجه لينكولن العديد من النكسات والإخفاقات، سواءً في حياته الشخصية أو في حياته المهنيّة. في الواقع، تُعد رحلته من خلفية متواضعة إلى الرئاسة شهادة على مدى أهميّة الصبر للوصول إلى النجاح.
وُلد لينكولن في عام 1809 لأسرة فقيرة، وتلقّى القليل من التعليم فاضطر إلى تعليم نفسه القراءة والكتابة بنفسه. كشاب، جرب حظّه في العديد من المهن، بما في ذلك الزراعة، وإدارة المتاجر، والقانون، لكن النجاح كان صعب المنال. في عام 1831، فشل مشروع لينكولن التجاري الأول الذي كان عبارة عن متجر مما تركه في ديون كبيرة. لم يثنه ذلك عن عزمه، ولجأ إلى السياسة حيث ترشّح للجمعية العامة لإلينوي عام 1832. لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث خسر لينكولن الانتخابات! ولكنّه لم ييأس وركّز على أهدافه السياسيّة طويلة الأجل.
تبع ذلك العديد من الهزائم الانتخابيّة للينكولن، بما في ذلك محاولات فاشلة للانضمام للكونجرس في عامي 1843 و 1848. ومع ذلك، فإن كل فشل لم يفعل سوى تعزيز عزيمته. لقد آمن لينكولن برؤيته لدولة مُوحَّدة وظل ثابتًا على هذه الرؤية، حتى عندما بدا التقدم بطيئًا.
في عام 1858، ترشح لينكولن لمجلس الشيوخ الأمريكي وخسر أمام ستيفن دوغلاس، لكن مناظراته خلال الحملة أكسبته شهرة وطنيّة كبيرة. في النهاية، أثمرت قدرة لينكولن على التحلي بالصبر خلال كل هذه السنوات، ففي عام 1860 ترشّح لرئاسة الولايات المُتحدة وفاز وتمكّن من اجتياز أكثر فترة مضطربة في التاريخ الأمريكي، وهي الحرب الأهلية.
العبرة من القصّة:
تُعلمنا حياة لينكولن أنّ الصبر الحقيقي لا يتعلّق بانتظار النجاح والجلوس دون فعل شيء، بل يتعلّق بالمثابرة في مواجهة الفشل والسعي برؤية واضحة والبقاء ملتزمًا بحلمك، حتى عندما يكون التقدم بطيئًا، علاوةً على الإيمان بأنّ المثابرة ستؤدي في النهاية إلى النجاح.
اقرأ أيضًا: قصص نجاح شركات عربية بدأت من الصفر
القصة الرابعة: الرامية المُتسرّعة
في مملكة فالتوريا القديمة، كانت هناك مُسابقة كبرى لتحديد أعظم رامي في البلاد. كانت المنافسة شرسة، حيث اجتذبت أكثر الرماة مهارةً من جميع أنحاء المملكة. ومن بين العديد من المُتسابقين كانت رامية شابّة تدعى إيلارا والتي كانت معروفة بموهبتها المُذهلة، ولكن أيضًا بتسرُّعها وعدم صبرها.
كانت إيلارا تتباهى كثيرًا بقدرتها على إصابة أي هدف برمية واحدة. ومع ذلك، حذّرها معلمها العجوز الحكيم قائلًا: "المهارة وحدها لا تكفي، إيلارا. الصبر والهدوء مُهمان بنفس القدر".
بدأت المنافسة بسلسلة من التحديات التي اختبرت دقّة الرماة وسرعتهم. تفوقّت إيلارا، حيث أصابت كل هدف بدقّة. ومع تقدُّم الجولات، أصبحت التحديات أكثر صعوبة، وكان التحدي الأخير هو أصعبها حيث تم وضع هدف على قمة جبل شاهق، يحجبه الضباب والرياح القويّة. تم إعطاء الرماة ثلاثة أسهم لكل منهم وكان عليهم إصابة الهدف من قاعدة الجبل.
كانت إيلارا - المليئة بالثقة - أول من حاول التحدي، حيث سحبت قوسها وأطلقت سهمها الأوّل، لكن الرياح حملته بعيدًا، وأخطأت الهدف تمامًا. شعرت بالإحباط، فأطلقت بسرعة سهمها الثاني لتلقى نفس المصير. مع بقاء سهم واحد فقط، أخذت إيلارا نفسًا عميقًا ورمت السهم الأخير الذي أخطأ الهدف أيضًا.
بعد أن سحقها فشلها، شاهدت إيلارا الرماة الآخرين وهم يتناوبون واحدًا تلو الآخر على الرمي حيث فشلوا جميعًا وتبقى رامٍ واحد يُدعى أوريون. وبينما بدأ الحشد في اليأس من عدم نجاح أحد، تقدّم أوريون إلى الأمام، ووقف بهدوء عند سفح الجبل، وأغلق عينيه وكأنّه يستمع إلى الريح. ثم سحب قوسه ببطء، وكانت حركاته مدروسة بعناية.
وانتظر أوريون طويلًا تاركًا التوتُّر يتصاعد بينما كانت الجماهير تترقّب حركته القادمة بفارغ الصبر. ثم، بحركة سلسة واحدة، أطلق سهمه، وشاهد الحشد في رهبة السهم وهو يحلق في الهواء، ويشق الضباب ويصيب الهدف في المنتصف تمامًا.
انفجر الحشد بالهتافات، لكن إيلارا وقفت تُشاهد بلا كلام. كيف فعل ذلك؟ اقتربت منه وسألته، "كيف أصبت الهدف عندما لم يستطع أحد منّا فعل ذلك؟"
ابتسم أوريون وقال "مفتاح إتقان أي مهارة هو الصبر. يجب أن تتعلمي الانتظار للحظة المناسبة، والاستماع إلى العالم من حولك. الريح والضباب والمسافة كلها تحديات، لكنها أيضًا أدلّة يجب استغلالها لصالحك. إذا اندفعتِ، فسوف تفشلين. ولكن إذا انتظرت وراقبت، فسوف يكشف المسار عن نفسه".
العبرة من القصّة:
تُسلِّط هذه القصّة الضوء على أهمية الصبر في مواجهة التحديّات الصعبة، فحتى الأشخاص الأكثر مهارة من المُمكن أن يفشلوا إذا افتقروا إلى الصبر لانتظار اللحظة المناسبة. فالنجاح لا يتعلّق بالموهبة فقط، بل يتعلّق بتملُّك النفس والانتظار حتى تحين اللحظة المُناسبة.
اقرأ أيضًا: قصة نجاح الأسطورة محمد علي كلاي
القصّة الخامسة: رحلة والت ديزني لإنشاء ديزني لاند
كان والت ديزني يحلم بإنشاء مكان حيث يُمكن للعائلات الاستمتاع بوقتهم معًا من خلال الانغماس في القصص والشخصيّات التي يحبونها. ومع ذلك، فإنّ تحويل هذا الحلم إلى حقيقة لم يكن سهلًا على الإطلاق. لقد كان تمويل المشروع عقبة رئيسيّة، حيث لم يكن أحد على استعداد للاستثمار في ما كان يُنظر إليه على أنه فكرة محفوفة بالمخاطر وغير مضمونة.
على الرغم من هذه التحديات، ظل ديزني مُصممًا على حلمه، وبدأ في رسم مخططات الحديقة. وللحصول على المال اللازم لتمويل المشروع، اتّخذ ديزني خطوة جريئة حيث رهن منزله واستخدم كل أرباح برنامجه التلفزيوني "نادي ميكي ماوس" لتمويل بناء الحديقة.
حتى مع بدء عمليّة البناء في أوائل الخمسينيات، كان المشروع محفوفًا بالصعوبات فقد خرجت الميزانية عن السيطرة، وكان جدول البناء يعاني من التأخير. وقد سخرت الصحافة من المشروع، وأطلقت عليه اسم "حماقة والت"، وتوقّع العديد من العاملين في صناعة الترفيه فشله.
ولكن على الرغم من هذه العقبات، لم يفقد ديزني إيمانه برؤيته. لقد شارك في كل تفاصيل تصميم الحديقة وبنائها، وعمل بلا كلل لضمان أن ترقى إلى معاييره التي يطمح إليها. كان ينام كثيرًا في الموقع، ويشرف على العمل ويُجري التعديلات حسب الحاجة.
وأخيرًا، في 17 يوليو 1955، فتحت ديزني لاند أبوابها للجمهور وحقّقت نجاحًا فوريًا مع الزوار. فقد انبهر الناس بالبيئات الغامرة، والاهتمام بالتفاصيل، وتلك الحالة الفريدة التي تُقدمها ديزني لاند للزوّار. واليوم، تُعد ديزني لاند واحدة من أكثر المتنزهات الترفيهية زيارةً في العالم.
العبرة من القصّة:
تسلط رحلة والت ديزني لإنشاء ديزني لاند الضوء على أهمية الصبر والتصميم عند متابعة هدف طويل الأمد. فعلى الرغم من الصعوبات الماليّة والتشكيك، فإنّ التزام ديزني الثابت بحلمه أدى إلى إنشاء مكان ساحر لا يزال يجلب البهجة لملايين الأشخاص حتى يومنا هذا. وبالتالي، تُعلمنا هذه القصّة أنّه بالصبر والمثابرة، يُمكن حتى لأحلام المرء الأكثر جرأةً أن تتحوّل إلى حقيقة!
اقرأ أيضًا: قصص شخصيات عربية مشهورة: ابن بطوطة
القصّة السادسة: صبر المهاتما غاندي
كانت فلسفة غاندي متجذرة في اللاعنف والصبر، حيث كان يعتقد أنّ التغيير الحقيقي لا يمكن أن يأتي إلا من خلال الوسائل السلميّة والتحلي بالصبر أثناء تنفيذها، حتى في مواجهة العدوان. في عام 1915، بعد أن أمضى بعض الوقت في جنوب إفريقيا حيث طوّر أساليبه في المقاومة اللاعنفية، عاد غاندي إلى الهند وبدأ في تنظيم الاحتجاجات والحركات ضد الحكم البريطاني.
ولعلّ إحدى أبرز مظاهر صبر غاندي تلك التي كانت خلال مسيرة الملح عام 1930 حين فرض البريطانيون ضريبة على الملح، وهو عنصر أساسي في كل منزل هندي. رأى غاندي هذا كرمز للقمع الأكبر للشعب الهندي وبدلاً من الدعوة إلى العنف الفوري أو التمرد، قرر غاندي الاحتجاج على ضريبة الملح بمسيرة سلميّة.
سار مسافة 240 ميلاً من معبده إلى البحر العربي، وحشد الآلاف من الأتباع على طول الطريق. وعلى مدى 24 يومًا، سار غاندي وأتباعه عبر القرى، ونشروا رسالة اللاعنف والعصيان المدني. وعندما وصلوا أخيرًا إلى البحر، صنع غاندي بعض الملح من مياه البحر مُتحديًا بذلك القانون البريطاني.
لقد ألهم هذا العمل من الصبر والمقاومة السلميّة ملايين الهنود للانضمام إلى النضال من أجل الاستقلال. وعلى الرغم من مواجهة الاعتقال والسجن والتحديات التي لا حصر لها، ظل غاندي ثابتًا في اعتقاده بأن الصبر واللاعنف هما مفتاح التغيير الدائم. وقد أدت جهوده في النهاية إلى حصول الهند على استقلالها في عام 1947.
العبرة من القصّة:
تُعلمنا هذه القصّة أنّ القوة الحقيقيّة تكمُن في النفس الطويل والتحلي بالصبر حتى اللحظة الأخيرة. ولا ينطبق هذا الأمر على حياة الزعماء السياسيين فقط، بل يُمكن تطبيقه على حياتنا الشخصيّة أيضًا. لذا، أيًا تكن الظروف لا تفقد الأمل وتحلّى بالصبر إذا كُنت ترى أنّك تمضي في الطريق الصحيح.
اقرأ أيضًا: أوبرا وينفري: من طفولة قاسية وبدايات مُتواضعة إلى قطب إعلامي لامع
القصة السابعة: الأخوان رايت وأوّل طائرة في التاريخ
لا شكّ أنّ الطائرات تُعد أحد أعظم الاختراعات البشريّة على الإطلاق، فقد قصّرت المسافات وساهمت في توفير أيام طويلة من السفر الشاق، ولكن هل تعلم القصّة وراء خروج هذا الاختراع البشري العظيم إلى النور؟ ربما تكون قد سمعت عن الأخوان رايت الذين تمكّنا من القيام بأوّل رحلة طيران لطائرة تعمل بالطاقة في 17 ديسمبر 1903. ومع ذلك، كانت رحلتهما إلى هذا الإنجاز الرائد بعيدة كل البعد عن السهولة!
منذ سن مبكّرة، كان الأخوان رايت مفتونين بفكرة الطيران. لذلك، أمضى الأخوان سنوات في دراسة الديناميكا الهوائيّة، ولاحظا كيف تستخدم الطيور أجنحتها للتنقل في الهواء، وقررا البدء في بناء واختبار الطائرات الشراعيّة، والتعلُّم من خلال التجربة والخطأ. لقد واجها العديد من الإخفاقات، حيث كانت طائراتهما الشراعية الأولى لا تلبث أن تسقط وتتحطّم.
إنّ ما يميز الأخوين رايت حقًا هو صبرهما المذهل، حيث قضيا سنوات من التجربة في محاولة لتصنيع الطائرة التي يحلمون ببنائها. وفي عام 1903، بعد سنوات من التجارب الصبورة والمثابرة التي لا هوادة فيها، قام الأخوان رايت ببناء الطائرة فلاير، وهي أول طائرة تعمل بمُحرِّك. وفي صباح يوم 17 من شهر ديسمبر في كيتي هوك بولاية نورث كارولينا، قاد أورفيل رايت الطائرة لمدة 12 ثانية على ارتفاع 120 قدمًا. كانت رحلة قصيرة، لكنها كانت بمثابة فجر عصر جديد في تاريخ البشريّة.
استمر الأخوان رايت في تحسين تصميماتهما، مما أدى إلى رحلات أطول بكثير. واستمر تطوير نموذج الأخوين على مدار القرن الماضي والحالي حتى وصلت الطائرات إلى شكلها المعروف حاليًا. لقد أحدث اختراعهما ثورةً في مجال النقل وكان له تأثير عميق على العالم.
العبرة من القصّة:
تُظهر قصة الأخوين رايت أنّ الصبر - جنبًا إلى جنب مع تكرار المحاولة والتعلُّم من الخطأ - يُمكن أن يؤدي إلى إنجازات ثوريّة. فالابتكار الحقيقي غالبًا ما يتطلّب تحمل النكسات والحفاظ على الإيمان والثقة بالنفس، مهما بدت النتائج بعيدة المنال.
اقرأ أيضًا: قصص عربية من التراث المغربي
دورة مجانية أونلاين: رواية القصص كجزء من العملية التعليمية طوّر مهاراتك في رواية القصّة لأهداف وأغراض تعليمية مع هذه الدورة المقدّمة من منصّة أليسون. سجل الآن
ختامًا، قدّمنا لكم في هذا المقال مزيجًا من الخيال والحقيقة عبر مجموعة من القصص التي تُظهر أهميّة الصبر والتحمُّل والعزيمة والإيمان بالنفس. وفي عالمٍ يبحث فيه الجميع عن الإشباع الفوري، تُذكرنا هذه القصص بأنّ أعظم الإنجازات هي تلك التي تأتي من أولئك الذين هم على استعداد للانتظار والعمل بجد حتى النهاية.
وبينما تمضي في رحلك الخاصّة نحو أهدافك، اجعل هذه القصص بمثابة منارتك الخاصّة التي تُشجعك على التحلي بالصبر مهما تكن الظروف! وأخيرًا، لا تنسى الاشتراك في موقعنا لمزيد من القصص، ولا تتردد في استعراض القصص السابقة ومشاركتها لتعم المتعة والاستفادة!
اقرأ أيضًا: قصص نجاح ملهمة لشخصيات مشهورة
اقرأ أيضًا: قصص قصيرة من التراث العربي
اقرأ أيضًا: 8 قصص قصيرة مؤثرة مكتوبة تلهمك بتجارب مختلفة
المصادر: linkedin، nelsonmandela، battlefields، storyoftheweek، reedsy